~ النهاية ~

86.5K 4.2K 1.8K
                                    

نعم نحن نسامح من نحب بسهولة..نعجز عن البقاء غاضبين منهم...ولكن لايعني ابداً اننا نسينا.....لازلنا نخصص جزء من الليل كي نبكي خلسة ونحن نتذكر ما فعلو بنا...فهم بالاخص ان جرحونا سنموت ولن ننزف فحسب!..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جلست فوق سريرها وهي تدثر جسدها الى المنتصف وتركز بأهتمام شديد بكرة الصوف التي بين يديها تحيك منها قفازات صغيرة لطفل رضيع... فذلك المشاكس بدأ يتحرك كثيراً داخل بطنها وبدأت منذ الان تجهز له ملابسه وغرفته.. وبالطبع هي قد صممت غرفتها القديمة في الشقة من اجله...من اجل ذلك المخلوق الرائع الذي ينمو داخل احشائها...ومنذ اليوم الذي عرفت ان جنينها صبي ادركت فوراً معنى ذلك الحلم الذي رأت فيه هزيم يناديها ب"امي"...فقد ادركت ان الذي كان موجود بالحلم ابنها وليس اخيها..ولذلك اطلقو عليه اسم هزيم..لتشعر دائماً بوجود اخيها حولها في كل مكان تذهب اليه!..
سمعت صوت باب الشقة يفتح فأعتلت ابتسامة لطيفة ثغرها وهي تدرك ان عاشقها المجنون قد عاد...ولايزال قلبها ينبض بذات القوة وكأنها تراه للمرة الاولى بعد غياب طويل!..

- مرحباً عزيزتي!..

رفعت بصرها اليه وهو يلقي بنفسه بجوارها فوق السرير بتعب فتبسمت وهي تقول:

- اهلاً بعودتك حبيبي!..

رفع رأسه بأحدى يديه وادار جسده بأتجاهها وهو يقول بأبتسامة:

- كيف حال المشاكس؟!..

- بخير...لايكف عن الحركة!..

استكان برأسه فوق حجرها وهو يرفع القفاز الذي انتهت منه امام عينيه وابتسامة ساحرة تزين وجهه وتجعل عينيه اكثر اشراقاً...فعندما يرتبط بالتي يعشقها بجنون ويحصل منها على قطعة صغيرة ستشاركهما حياتهما لما عساه ان لايكون سعيد بهذا الشكل؟!..

- أتعلم اني متشوقة بشدة لرؤيته؟!..

نظر لها بطرف عينه وهو يقول:

- أحقاً؟!..ألا ترين نفسك تتحدثين عن هذا الصغير كثيراً؟!..

قطبت حاجبيها بعدم فهم فزفر بضيق وهو يقلب القفاز بين يديه ويقول:

- حتى انك لم تفكري يوماً بصنع قفاز من اجلي والان تجلسين منذ ساعات لتصنعي له قفازات سخيفة!..

ضحكت بقوة على تذمره الطفولي ثم صمتت فوراً وهي تراه لايزال يحتفظ بوجهه المقتضب بينما يحدق بالقفاز فأدركت انه جاد بحديثه فرفعت حاجبيها بدهشة وهي تقول:

- يااللهي ادم...هل تغار من ابنك؟!..

فنظر لها بتوجس يكره الافصاح عن غيرته المجنونة هذه ثم اشاح وجهه جانبا فأنفجرت بضحك قوي ممزوج مابين سعادة وعدم تصديق!..فنهض جالساً وهو ينظر لها بحنق ويقول:

- هذا ليس مضحكاً...انتِ تحبيه اكثر مني!..

هدأت قليلا من ضحكها المتواصل وسحبت وجهه لتحوطه بين يديها لتسند جبينه فوق جبينها وتهمس له بأبتسامة عريضة:

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن