كان صوت الزجاج فوق الارضية كافياً ليخرس الافواه ولتبدأ النظرات تحتدم ببعضها تفسر رد فعل الطرفين..
بدأ وجهها الشفاف يكتسي بطبقة حمراء لم يراها تغزو ملامحها منذ اسابيع...انه غضبها الذي كان يتحاشاه!..
قالت له بنبرة عصبية حاولت قدر الامكان ابقائها منخفضة:ـ هل هذه مزحة ياآدم؟!..
تقدم لها خطوة وهو يقول بنبرة متوسلة:
ـ ريم!...لقد طلبت جدتي مني ذلك..وانا لم ارفض لجدتي طلب في يوم!..
فصرخت به بأنفعال:
ـ هذه مشكلتك انت انك لاترفض لها طلباتها ولكني لست مضطرة ان اخضع لكم جميعكم ولن تجبرني على الذهاب!..
ـ انا لااجبرك ياريم..انا اطلب ذلك منك..
ـ وطلبك مرفوض ياآدم!..
زفر بضيق محولاً بصره الجهة الاخرى محاولاً قدر الامكان ان يحتوي غضبها بدل ان ينفعل مثلها..عصر قبضته بقوة يفرغ بها شحناته المتوترة ثم التفت اليها بملامح جامدة وهو يقول:
ـ لااريدك ان تجيبي الان انما فكري بالامر لعلك ستقتنعي!.
تقدمت نحوه خطوات اخرى لتقول بعناد وغيظ:
ـ لن افعل..ولن اذهب!..
ـ لن نتأخر اكثر من ساعات قليلة..واعدكِ هذه ستكون المرة الاولى والاخيرة..
ـ اخبرتك اني لن اذهب ياآدم ومستحيل ان اعدل عن رأي هذا!
ـ انا اعلم ان الامر صعب فقد جربته..ولكنه ليس مستحيلاً!..
ـ هكذا اذاً؟؟!!....لأنك دخلت الى منزلنا تريد اجباري الان ان ادخل منزلكم؟!..
ـ ليس لـ..
قاطعته بحدة:
ـ ام حان الوقت لأرد لك افضالك بأطاعة طلباتك الغبية؟!..
فتح فمه ليعلق ولكنه صمت فوراً مع كلمتها الاخيرة هذه وتغيرت ملامح وجهه فوراً لتلك الشخصية الغاضبة التي تبث الرعب بداخلها والتي لاتخرج ألانادراً!..
تقدم نحوها خطوات سريعة ورفع يده يريد ان يمسكها بقوة ولكن قلبه لايطاوعه ان يقسو عليها لاسيما مع نظرة الخوف تلك التي تزايدت في عينيها ماان رفع يده....عصر قبضته بغضب ورفع اصبعه في وجهها مهدداً وهو يقول:ـ انتبهي لألفاظك معي ياريم...لم يجرؤ احد ان يحادثني بطريقتك او يقلل من احترامي مثلما تفعلين...لذلك لاتستغلي مشاعري لكِ!..
ثم استدار بغضب وخرج من المطبخ قبل ان يفقد اعصابه بشكل اكبر معها!..
ماان خرج حتى اطلقت انفاسها المرتجفة وتحرك جسدها المتصلب لتمرر اصابعها من بين خصلات شعرها بتوتر واستياء..
انها في حالة غضب فظيعة لم تتعرض لها طوال حياتها...غضب ممزوج بغيض من امر ذهابها وندم بسبب ماتفوهت به!..
دخلت الى الغرفة وعجزت عن البقاء ثابتة.. تتحرك ذهاباً واياباً من دون ان تجلس..احدى يديها تسندها على خصرها والاخرى تقضم اضافرها بفمها من شدة التوتر والتفكير!..
نظرت الى صورة اخيها بينما كانت تسير وقالت بتذمر:
أنت تقرأ
قربان (مكتملة)
Romanceمن المفترض ان يكون زواجنا على الورق فقط...من المفترض انني لااحبه وفعلت هذا كي ننهي الدم والثأر بين الاسرتين فقط..فما بالي كلما ذكر اسم فتاة امامي غضبت؟...انا من طلبت منه ان يتزوج بواحدة اخرى..فلما هناك نيران داخل صدري ستدفعني للبكاء والصراخ وانا ارا...