~برود!~

63.5K 3.6K 918
                                    


من الجميل البقاء دائماً بجانب من نحب... ولكن احياناً الابتعاد يكون منطقي كي يقينا شر الصدمات المتتالية!..نبتعد...نأخذ نفساً عميقاً..عميقاً جداً!.. ونفتح اعيننا ببطئ لنحدق بالوحدة التي تحيطنا..نعم هي جيدة...ولكن في كل ركن من اركانها ستتخيل من تحب وتتمنى لو انه هنا...عندها ندرك اننا لانحب فقط...بل نحن عاشقين!!

اطال ادم النظر الى عيون ريم..حاول عقله تقبل تلك الكلمات الغريبة..ولكنه فشل!..طرف برموشه عدة مرات يحاول اعادة الروح لجسده المتصلب الى ان هتف بها فجأة بأستنكار:

ـ ماذا؟؟!!..

ارتعش جسدها من دون ارادة منها مع صرخته هذه التي اخترقت السكون فجأة ليكمل هو هتافه:

ـ هل الامر لعبة بالنسبة لأسرتك؟..اليوم تزوجو وغداً انفصلو؟!..

فأجابت ريم وهي تحاول ان تشرح له الاسباب التي اخبرتها بها والدتها:

ـ قالت لي ان العلاقة بين الاسرتين من المستحيل ان تصبح افضل وبالتأكيد ستبقى المشاكل لذلك لافائدة من ارتباطنا!..

ـ لحظة لحظة...هل تحاولين الان اقناعي بوجهة نظرها؟..هل اقتنعتي انتِ؟

ـ ليس اني اقتنعت او لا ياادم ولكن وجهة نظرها صحيحة..مااريد قوله ان كان الزواج قد فشل في اصلاح الامور ربما علينا ايجاد طريقة اخرى..

كتف يديه امام صدره وهو يقول:

ـ طريقة مثل ماذا؟..ان ننفصل عن بعضنا؟!..

فهتفت به بنفاذ صبر:

ـ لما لايمكنك ان تستوعب مااقول؟..ألم تسمع مني غير هذه الكلمة؟..ألا ترى المشكلة الاكبر التي نحن في خضمها؟..الاسرتين على وشك الوقوع من جديد في دائرة الانتقام وانت لاتبالي سوى بأنفصالنا او عدمه؟..

فتقدم خطوتين منها ليشتد صوت صياحه:

ـ لأن هذا الامر هو الاهم بالنسبة لي!..

ابتلعت بقية حروفها فوراً امام ثورة غضبه واشاحت وجهها جانباً تبكي بصمت!..
ربما ثلاث ثواني لااكثر حتى سألها ادم بصوت مقتضب:

ـ وبماذا اجبتها انتِ؟!..

ـ انا لااعلم!..

ومع هذه العبارة فتح عينيه بصدمة وقطب حاجبيه وهو يقول بأستنكار:

ـ لاتعليمن؟؟!!... هل الامر قابل للحصول بالنسبة لكِ وهناك فرصة ان تقبلي به؟!..

نظرت اليه بحيرة من وسط دموعها وكأنها تستغيث به لينتشلها من هذا الضياع وقالت له بصوت ضعيف:

ـ احتاج فرصة ياادم كي افكر..كي اعرف قراري النهائي بشكل صحيح من دون اي تأثير..علي ان اعرف طبيعة مشاعري اتجاهك!..

رفع حاجبيه بدهشة وهو يسألها بعدم تصديق:

ـ طبيعة مشاعركِ؟!...بعد كل الذي حصل..وبعد كل تلك الايام...لازلتِ الى الان لاتعرفين طبيعة مشاعركِ؟!..

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن