~ احتاجك فقط~

67.4K 4K 1.5K
                                    

سارت السيارة بصمت يكسره زفير ادم الحاد يخفي خلفه نار يعجز عن اخمادها.. تجولت ريم ببصرها المتوجس فوق معالم وجهه المتجهمة لتنقل كرتا عيناها بعد ذلك نحو يداه اللتان تقبضان كلتاهما على المقود بقوة يكاد يقتلعه من مكانه!..لاتحتاج الى سؤاله لتعرف مدى الغضب الذي يسيطر عليه في هذه اللحظة وتدرك جيداً ما اعتمر بداخله من رؤية ياسين..فهو قد اصر بشدة في يوم عقد قرانهما على عدم حضور ياسين..لم تفهم السبب يومها ولم تكن مهتمة بالسؤال..اما بعد معرفتها بالقصة كاملة بدأت تعذره على كرهه هذا اتجاه جدها!..
تنهدت بعدم راحة وهي تقول بأعتذار:

ـ ماكان علي الاصرار على دخولك معي!..

لم تلقى منه جواباً ولم يزح بصره عن الطريق وابقاه ثابتاً حيث هو...قالت مرة اخرى بهدوء:

ـ ادم..تحدث الي ارجوك ولاتبقى صامتاً بهذا الشكل!..

وهنا لم تتوقع ريم ماحصل وهي تشاهد ادم يلتفت اليها ليصرخ بوجها قائلاً:

ـ ألا يمكنك اغلاق فمك قليلاً؟!...لا اريد التحدث مع احد ولااريد سماع صوت احد..ألا يمكنني ذلك؟!..

انتفض جسدها بفزع من انفجاره بهذا الشكل المفاجئ وبقيت تنظر اليه بعدم تصديق.. ولكنها لم تتراجع...هي قد مرت مسبقاً بحالات كهذه ولازالت تمر...هي تدرك ان الصراخ..الغضب.. البرود..كل هذه مجرد اقنعة مزيفة يستخدمها الانسان ليخفي فيها ضعفه الحقيقي واحتياجه لمن حوله...فأجابته بذات عصبيته:

ـ انا لست اي احد ادم!...ان كنت تريد ان تصرخ فهيا اصرخ واكسر ولكن لاتبقى صامت وتتجاهلني وكأني لست موجودة بجوارك!..

فأوقف سيارته بشكل مفاجئ ونزل منها ليغلق الباب خلفه بعنف..نظرت حولها لتجد انه احضرهم لساحل البحر دون حتى ان تنتبه انهم لم يكونو يسيرو في طريق الشقة منذ البداية.. فتحت بابها ونزلت خلفه وكان قد تقدم بضع خطوات بأتجاه البحر واول ماوصلت قريب منه التفت اليها ليجيب تعليقها الاخير قائلاً بغضب اشد:

ـ هذا كل مايهمك أليس كذلك؟.. ان لااتجاهلك؟!..

تقدمت بضع خطوات اخرى منه واستغلت عدم وجود ناس حولهم ليتحدثا بحرية ربما لم يكونا سيتحدثا بها حتى في شقتهما..فقالت بأستياء:

ـ ليس وانت غاضب...ليس وانت حزين.. ليس وانت تحتاجني..لاتتجاهلني في هذه الاوقات ادم!..

تقدم خطوة منها ليصبح شديد المقربة ويقول بهمس يحمل لهيب غضبه وحقده الذي اعماه في هذه اللحظة:

ـ انا لااحتاج احد...ولاحتى انتِ...بل وبالاخص انتِ!..

مع هذه القسوة التي ابداها لم تتحمل كتمان دموعها اكثر فأفلت بعضهم وهي تقول:

ـ ماالذي جرى لك؟..هل جننت؟!..

ليصرخ بها بصورة اشد:

ـ اجل جننت!...عندما ارى قاتل ابي واخي الصغير امامي يتبختر دون ان افعل شيء فنعم انا بالتأكيد جننت...عندما تسيطر علي حفيدته وتضعفني بقربها لتخرسني عن الرد بأي شيء فأنا بالتأكيد لست انسان عاقل!..

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن