~ من بعدك..~

68.5K 3.4K 2K
                                    

ان اختلطت عليك الحقائق...ان تشوشت عليك الرؤيا..ان اصبحت عاجزاً عن التمييز مابين الصواب والخطأ...فأغمض عينيك...خذ نفساً عميقاً.... واترك عقلك جانباً!....استمع لتلك الضربات اللطيفة التي تنبض بجانبك الايسر وافعل ما تأمرك به... فأحياناً جنون القلب يكون اكثر فاعلية من منطقية العقل!..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

شهرين واربعة عشر يوماً قد مر على فراقهما دون ان تلتقي به او حتى ان يتصلا ببعضهما...نار شوقها له تحرقها..ولكنها كلما امسكت بالهاتف وارادت الاتصال تذكرت تلك الليلة قبل ثلاث سنوات وتذكرت ان الموجود هناك كان ادم!...كيانها كله يصدقه من انه ليس القاتل..ولكن هناك جزء مظلم بداخل قلبها يأمرها ان لاتثق بالبشر ثقة مطلقة...ذلك الجزء الذي خلقه من حولها بداخلها بكذبهم عليها والاستمرار بتخييب ظنها والتخلي عنها!..

لم تعد تعيش مع اسرتها بعد الان..بل ومن الاساس لم تعد اليهم..استأجرت لها شقة لتستقل بحياتها بعيداً عنهم ولايزورها من اهلها ألا ميسم ونسرين واحياناً رأفت...اما امها وابيها فكانت تلتقي بهم بالصدفة في زيارتها لهم او بالمناسبات العائلية... اما جدها فقد انتهت العلاقة بينهما بشكل نهائي..

حسناً...حياة يومية مملة خالية من اي احداث قد تغير لها مجرى حياتها...لامزاحات ادم وتعليقاته.. لاقصصه المشوقة....ولاحتى مايا وازعاجاتها بمكالماتها الهاتفية المستمرة!...فجأة تزين ثغر ريم بأبتسامة وترقرقت عيناها بدمعة شوق وهي تتذكر شجارها الدائم معه بسبب مايا ولكنها دائماً ماكانت تتعذر بأسباب اخرى كي تتشاجر وتكتم غيرتها..ولكنه ببساطة كان يكشفها!..
رفعت بلوزته التي تمسكها بين يديها واستنشقت عطره الملتصق بها دائماً...فعندما حزمت حقائبها لترحل عن شقته حرصت على اخذ بلوزته وعطره الرجالي المفضل والذي تعشقه بجنون كي تستمر بأستنشاق رائحته كلما اشتاقت اليه....رغم انها يومها كانت في قمة غضبها وحزنها ألا انها لم تستطع مقاومة اخذ تلك البلوزة والعطر...فعشقها المجنون ينسيها كل غضبها عليه...فهذا هو اكثر ما يؤلمنا بالحب... فنحن نمنح المسامحة في قمة غضبنا وخيبتنا..فقلبنا اضعف من ان يتحمل الفراق!..

طرقات فوق باب شقتها جعلتها تبعد البلوزة عن انفاسها مجبرة لتقوم كي تفتحه!...اشرق وجهها بأبتسامة فوراً ووجه سامي يطل عليها ماان فتحت الباب...وكأنه هزيم ولكن بشكل طفولي.. تلك الابتسامة...تلك النظرة المميزة التي يحملها في عينيه من اجلها..ذلك الصوت...وكأن روح هزيم قد انتزعت من جسده لتستقر داخل جسد سامي الصغير!..
حملته دفعة واحدة من فوق الارض ولفت به بضع دورات حول نفسها وهما يضحكان معاً بفرحة ثم ختمت هذا الاستقبال بقبل كثيرة فوق وجنتيه الناعمة وعناق طويل تفرغ به شحنات شوقها الكثيرة!..

ـ وهل سأقف انا كثيراً هنا من دون ان ترحبي بي؟!..

تجاهلتها ريم وهي تأخذ سامي وتدخل نحو الصالة فزفرت ميسم بضيق ودخلت مغلقة الباب خلفها وهي تقول بتذمر:

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن