لم تكن تلك سهرتهم اﻻخيرة..في مساء اليوم التالي كانت مستغرقة في رسمها والتدقيق به فأنتشلها من انتباهها ثلاث طرقات متتالية وهادئة فوق باب غرفتها...انه هو!..قالت بعد ان تعمدت ان تنزل رأسها مجدداً نحو رسمها مدعية تجاهل دخوله:ـ تفضل..
فتح الباب لنصفه واطل بوجهه فقط وهو ﻻيزال ممسك المقبض بين راحة يده وقال بأبتسامة ﻻيتخلى عنها ابداً معها:
ـ أتحتاجين اليوم الى الحليب؟!..
نظرت نحوه وقالت بهدوء وبملامح جامدة ﻻتدل ابداً انها ممكن ان تمزح :
ـ عظيم!!..اصبحت تنتجه ايضاً مع البيض..
برود ﻻيتناسب مع الضحكة العالية التي اطلقها..اعادت انزال رأسها نحو رسمتها محاولة بشدة ان ﻻتضحك امامه فأكمل هو:
ـ سأتغاضى عن وقاحتكِ ايتها الصغيرة واكون لبقاً وادعوكِ لكأس من الحليب ومشاهدة فيلم جديد..
مطت شفتيها بعدم مبالاة وهي تستمر بالرسم رغم ان قلبها رقص فرحاً لهذه الفكرة التي ظنت انه قد لا يطرحها اليوم وقالت مدعية عدم اﻻهتمام:
ـ كما تشاء..اياً يكن..
ـ لقد احضرت ايضاً بعض الفشار...أتريدين ان أعد بعضه؟..
وضعت الكراسة جانباً وقامت بتململ وهي تقول:
ـ حضّر انت الحليب وانا سأحضّر الفُشار..
رفع حاجب وانزل اخر بشكل مضحك وهو يقول:
ـ أحقاً ستفعلين؟!..
نظرت له نظرة جانبية وهي تمر من جانبه وتقول:
ـ وهل من مشكلة في ذلك؟!..
ـ لا..ابداً..بالعكس تماماً!!.
مرت من قربه وهو ﻻينزل نظره عنها ولايبعد ابتسامته عن وجهه..تعمد ان يفتح الباب قليلاً فقط من اجل مرورها ليستنشق الهواء الذي يتبع خصلاتها محملاً برائحتها الزكية وهي تمر بالقرب منه!..
حدق بمنظرها الذي تبقيه دائماً مهمل وطفولي غير مدركة انه يعشق منظرها هكذا!!..
ترتدي بنطال قصير اسود اللون يصل الى ركبتيها ويكشف عما تبقى من ساقيها وقميص ابيض انسدل بأريحية فوق جسدها الرشيق وترفع شعرها الى اﻻعلى وتثبته بفرشاة رسم كانت تستخدمها قبل قليل فأنسدلت بعض الخصلات القصيرة من فوق رقبتها الخلفية وجانبي وجهها...منظر يجعله لايود انزال بصره للحظة عن جمالها الذي ﻻتفعل الكثير من اجل ان تحققه!!..لحظات صمت مرت عليهما في المطبخ وهما يقفان معاً امام الطباخ كلاً اتى ليعد مااتى من اجله..
دقائق قليلة ارتشفا فيها الحليب ثم ذهبا نحو الصالة من اجل مشاهدة الفيلم وريم تحمل اناء الفشار الزجاجي..جلست على الاريكة ترمي ببعض القطع في فمها بينما هو واقف يقلب اﻻقراص كي يختار فيلماً..واخيراً استقر على فيلم "منزل الجدة الكبير"..فهو يريد رؤية ابتسامتها النادرة لأطول فترة ممكنة لذلك يتعمد دوماً اختيار افﻻم كوميدية...لحظات قليلة حتى بدأت ابتسامتها في الظهور..ابتسامة ﻻاكثر...عريضة او خفيفة..بقهقهة مكتومة او بدونها..هي فقط ابتسامة..وكأن قﻻع الحزن المبنية بداخلها اقوى من ان تتهدم بسهولة ببضع افﻻم كوميدية وعبارات مضحكة!!..
أنت تقرأ
قربان (مكتملة)
Romanceمن المفترض ان يكون زواجنا على الورق فقط...من المفترض انني لااحبه وفعلت هذا كي ننهي الدم والثأر بين الاسرتين فقط..فما بالي كلما ذكر اسم فتاة امامي غضبت؟...انا من طلبت منه ان يتزوج بواحدة اخرى..فلما هناك نيران داخل صدري ستدفعني للبكاء والصراخ وانا ارا...