~ انفصال..~

66.4K 3.7K 1.2K
                                    

لاتمنح الثقة المطلقة لأحدهم حتى وان كان اقرب شخص لك!..في كل شيء علينا ان نضع نسبة من الشك.... ليس لأننا متشائمون...ولكن كي لا تقتلنا الحقيقة لاحقاً وتصدمنا... لاتعامل البشر وكأنهم ملائكة...لايكذبون،لايخدعون، لايغدرون.....الملائكة لاتعيش على الارض اعزائي...الارض للأنسان....الانسان الذي كذب...الذي خالف...الذي غدر..... والذي قتل!...)

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

سارت السيارة بسرعة معتدلة تناقض ضربات قلب ريم المجنونة!...الف فكرة قتلتها..والف حدس بعثر لها كيانها... اصبحت تخاف اسرتها اكثر مما تخاف اسرة مراد...لاسيما كبار الاسرة....ياسين واخيه الاوسط جلال وابن عمهم مجيد !....أكنتم ترون ياسين سيئاً؟؟....حسناً.. عند وضعه مع هذين الاثنين سيبدو كدجاجة وسط صقور جارحة!...

- اخبرتك ان لاتقعي بغرام ادم يا ريم!..

قالها رأفت وهو يضرب مقود السيارة بقوة فأرتجف جسد ريم من هدوئه الظاهري ونظرت له بقلق وهي تقول:

- هل علمو؟!..

- وماذا كنت تتوقعين بعد ان وقفتي وسط منزلك لتبدي اعجابكِ وحبكِ لادم؟...ان تصلك زهور التهنئة في اليوم التالي؟؟!!..

اشاحت وجهها ناحية النافذة بعدم اهتمام وهي تقول:

- كانو سيعرفون بكل الاحوال...فليفعلو ما بدا لهم...انا لن اتركه مهما حصل!..

اطلق رأفت ضحكة سخرية قصيرة وهو يقول:

- سنرى بخصوص ذلك ياعاشقة !..

نظرت له بحدة فكتم باقي حروفه فوراً...فزفرت بضيق واعادت ابصارها نحو النافذة ليسافر عقلها نحو ذلك العاشق الذي تركته في الشقة!!..

مرت 15 دقيقة تقريباً ووصلا رأفت وريم نحو منزل جدها... اخذت نفساً عميقاً وهي ترمقه بنظرات مقتضبة وفكرة دخوله تصيبها بالاختناق فعلا!..
نزلت من السيارة تتبع رأفت بهدوء الى ان دخلو نحو المنزل ومن ثم نحو مكتب جدها حيث يجلس هناك مع جلال ومجيد!...
قلبت ابصارها المقتضبة ما بين ابصارهم الحادة واستجمعت بعض شجاعتها المبعثرة لتدخل خطوات اخرى سامحة لرأفت بأغلاق الباب من بعدها وهو يقف بهدوء امام النافذة يراقب الحديقة بعيون غامضة لاتعبر عما بداخله ابدا...
حولت بصرها عن رأفت نحو جدها الذي يحتل الكرسي خلف المكتب...نحو جلال الذي يجلس على احد الكرسين امام المكتب...نحو مجيد الذي فضل الجلوس على تلك الاريكة الوثيرة وكأنه يفضل الاستماع فقط لتلك السيمفونية الشيطانية التي سيعزفوها من اجل ريم!...
ازدردت ريقها بتوتر لتزيح غصة الخوف تلك جانبا وتطلق حروفها المكتومة:

- ماالذي تريدوه مني؟!..

فقال ياسين بينما يريح ظهره على الكرسي:

- انتِ لاتتوقعين بالتأكيد ان نتناقش معك وانتِ واقفة هكذا عند الباب كالجرذ الخائف؟!...تعالي لتجلسي!..

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن