(أأقول أحبكِ ياعمري؟!..
آه لوكان بأمكاني!..)
- نزار قباني -
جافا النوم عينا ريم وهي تنتظر لساعات اخرى في الصالة تجلس وحيدة وآدم لم يعد بعد!..دخلت الى غرفتها بعد ان تأخر في العودة وبدأ الليل يحل على تلك السماء المشرقة..
جلست على سريرها تضم قدميها فوق بعضهما وتكتف يديها امام صدرها وكأنها تلتمس بعض الدفئ لجسدها البارد!!..حركت بصرها بتردد بأتجاه صورتها هي اخيها وحدقت داخل عينيه لثواني ثم نزلت دمعتها فوراً وقالت:
ـ كف عن النظر الي بهذا الشكل هزيم وكأنه شخص لايستحق قسوتي!..
ومرة اخرى عادت ريم لتتحدث مع صورة اخيها وكأنه يتبادل معها الحديث!...فمن شدة تعلقها به ومدى قوة العلاقة بينهما في الماضي فأنها بأمكانها ان تستنتج ماذا عسى اخيها ان يقول!!..
مسحت دموعها بأكمام بلوزتها الطويلة واشاحت وجهها للجانب وتحدثت الى اخيها بنبرة هامسة وضعيغة:ـ اعلم انه يفعل ذلك ليساعدني...وعدني انه سيكون بجانبي متى ماضعفت...
ثم التفتت الى الصورة بحدة وهي تكمل بأنفعال:
ـ ولكنه مثل الاخرين...عندما ضعفت لم اجده بجانبي...لقد تخلى عني!..
وعادت لتمسح تلك الدموع الضعيفة التي ترفض التوقف بأكمام بلوزتها وهي تتمتم لنفسها بلوم:
ـ كفي عن هذا البكاء ايتها الضعيفة الحمقاء!!..
ولكن عينيها يرفضن الاستماع اليها..فشيء ما بداخل صدرها يلهب حدقتيها بشدة تجعلهما تفرزان الدمع من دون توقف!!..
عاد في وقت متأخر مساءاً ووجدها في المطبخ تعد بعض الطعام...دخل نحو الثلاجة دون ان يلقي التحية او يتحدث بحرف واحد او حتى يرمقها بنظرة واخرج قنينة مياه ليرتشفها ثم خرج من المطبخ مجدداً.. تصرف يدل انه لايريد خوض حديث معها!....كان من المفترض ان لاتبالي فهي من كانت تكره الحديث اليه..ولكن الان...شيئاً ما شد انتباهها بشدة الى صمته..وشيء مابداخلها قد لامها على هذا الغضب الذي تسببت له به في الوقت الذي كان يريد مساعدتها فحسب!....نعم هي تكره اسرة مراد جميعها..ونعم هم من قتلو اخاها...ولكنها في النهاية مجرد انسانة!.. لايمكنها ان تكون عديمة الاحساس معه لهذا الحد ولابد ان تشعر بشيء من تأنيب الضمير!!..
زفرت بضيق وحسمت قرارها..أطفأت الطباخ واتجهت الى غرفته!...وان كنتم تتسائلون فنعم هي كانت تعد البيض..فلاشيء اخر تجيده! بل ومنذ ذلك اليوم الذي قدمت فيه صحن البيض المحترق لآدم بقي هو يعد لهما طعام الوجبات..ورغم انه اروع طعام تذوقته طوال حياتها ألا انها لم تعترف بهذا يوماً!!..وقفت امام باب غرفته بتردد وارتباك..انها المرة الاولى التي تقف هنا...المرة الاولى التي ستطرق بابه!..رفعت يدها بتوتر وماكادت ان تلامس قبضتها المكورة الباب لتطرقه حتى سحبت يدها فوراً بالتراجع....انها وسط معركة داخلية محتدمة الان لاتعرف كيف تحسم قرارها النهائي!!...
مدت يدها مرة اخرى بتردد ولكن هذه المرة قبل ان تلامس قبضتها الباب وجدته يفتح فجأة ويطل وجه آدم لتنتفض كل خلية بداخلها بفزع!!..
كان ينوي الخروج من الغرفة ألا انه تسمر بمكانه بدهشة وهو يشاهدها ترفع يدها تكاد تطرق بابه!..
حدق كليهما بذهول داخل عينا بعضهما من دون ان ينطق اي احد منهما بكلمة او حتى ان يتحرك..فيد ريم التي رفعتها من اجل طرق بابه قد تركتها في الهواء نسيت انزالها حتى من شدة ارتباكها!!..
أنت تقرأ
قربان (مكتملة)
Romanceمن المفترض ان يكون زواجنا على الورق فقط...من المفترض انني لااحبه وفعلت هذا كي ننهي الدم والثأر بين الاسرتين فقط..فما بالي كلما ذكر اسم فتاة امامي غضبت؟...انا من طلبت منه ان يتزوج بواحدة اخرى..فلما هناك نيران داخل صدري ستدفعني للبكاء والصراخ وانا ارا...