11

1.7K 149 70
                                    

السلام عليكم ...

كنت اخطط لجعل هذا اخر بارت لهذا الارك , لكنني تراجعت .. ان اكملت فستتشتت اجواء بداية هذا البارت , لذلك توقفت , وسأكمل لاحقا ..

استمتعوا ..

.

.

بيت صغير متهالك , تقشرت صبغته وتصدعت جدرانه ..

دخله طفل حافي القدمين بخطوات متنافضه , يرتدي بنطالا قصيرا اختفى لونه تحت طبقات التراب والاوساخ وقميص بأجزاء ممزقة تم خياطة  بعضها بقماش مختلف ..

شعره اشعث طويل غطى عينيه , جسده ضئيل وبشرته صفراء شاحبه ..

تجاوز الصاله الصغيرة والتي لم تحتوي سوى على سجادة اختفى لونها ودخل غرفة صغيره مزيحا قطعة قماش حلت محل الباب ..

دلف للغرفة الصغيره التي امتلأت بمجرد سرير مهترئ ودولاب تحطم بابيه ..

على السرير سكن جسد ضئيل تلحف بلحاف خفيف لا يقي برد الليل ..

جلس على ركبتيه بجانب السرير هامسا بصوت اجش : امي , لقد احضرت الطعام

تحركت المرأة فوق السرير قبل ان تجلس ببطئ وهو يساعدها ..

كان من الواضح على المراة ان المرض قد اكل من جسدها وشرب , وجهها شاحب كمن فقد دماءه .. عيناها غائرتين واحاطتهما السواد والتجاعيد رغم صغر سنها .. شديدة النحافة حتى ان عظام قفصها الصدري وعمودها الفقري ظاهره ..

سحب من تحت قميصه قطعة خبز يابسه , قسمها ومرر الجزء الأكبر لأمه وهو يهمس : انا اسف امي , لقد كانت اكبر من هذا لكنهم اخذو بعضها مني

اكلت المرأة بيديها النحيلتين المهتزتين , انتفض جسدها فجأة ليتسقط قطعة الخبز من يدها التي سارعت تغطي فمها وهي تكح الدم بقوة

هلع الفتى واسرع يمسح على ظهرها مناديا اياها بقلق .. 

هدأت المرأة بعد دقائق ليسحبها لتستلقي على السرير قائلا : اكملي طعامك بعد ان تستريحي قليلا

جلس بجانبها بهدوء مراقبا اياها وهي تحدق بالسقف بأعين لا حياة فيها 

.

.

خرج من بيته - الذي لم يكن يستحق ان يسمى بيتا - مطرقا رأسه يفكر بحزن ..

ر فع رأسه حين سمع احدا يناديه , قال مستغربا للفتى الذي وقف امامه : ما المشكلة جين ؟

انحنى جين متمسكا بركبتيه محاولا التقاط انفاسه ,  لم يكن حال جين ببعيد عنه , ملابسه قذرة وممزقة , عيناه شاحبتين وشعره متطاير اختفى لونه الاشقر تحت طبقات التراب ..

اخذ جين نفسا عميقا قبل ان يعتدل واقفا وهو يقول :يبدو ان هناك اعداما جماعيا في الساحة

ما بين السماواتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن