54

523 58 37
                                    

السلام عليكم جميعا..

ها هو البارت الثاني من ثلاثيه الماضي..

بارت بياكوران قد يكون اليوم او غدا ...

هذا البارت بلسان ليو..

ليس طويلا كخاصه تسونا , لكن على كل حال ..

استمتعوا ..

.

{{ ريو }}

من بين الثلاثه , كنت انا اول من انضم للجيش , كان ذلك حين كنت في الخامسه ..

وجدتني مدربتي بجوار امي التي ماتت جوعا , كنت صغيرا حينها .. لكنني ما زلت اتذكر تلك اللحظة ...

امي لم تأكل لأشهر , كل ما تقع عليه يداها كانت تعطيني إياه ..

ليلة باردة .. كانت هي ليلتها الاخيرة ..

مستلقيان على الارض القاسيه , والريح الباردة تلطمنا ... عانقتني امي تقاسمني دفئها.. وكانت بصوت جاف تغني لي..

وببطئ , بثبات , وهدوء كان صوتها يختفي ... برد جسدها قبل شروق الشمس .. كنت طفلا لم اعرف الموت .. لكنني بشكل ما عرفت ان امي لم تعد هنا ..

المدربة التي كانت عائدة من ساحة المعركة وجدتنا واخذتني معها .. بكت من اجل امي , اعتذرت لي , وربتني تماما كابنها ..

لكن بعد 7 سنوات .. حين كنت في الـ12 ماتت مدربتي في عمليه تفجير ..

انا الذي لم يبكي على أمه , بكى حتى ارتوت الارض عليها ..

لكن كما كانت معلمتي دائما تقول .. الله يعطي ويأخذ ...

انتقلت للتدريب تحت جناح رجل عجوز , تالبوت .. هناك التقيت باثنين اصبحا كالاخوة لي واكثر..

هناك انا أحببت هذا العالم ..

على عكس تسونا , الذي كان خفيفا , قويا , سريعا وثابت الحركه لم اكن في مستوى مرتفع , لهذا انا لم ارسل الى ساحة القتال الا بعد ان اصبح تالبوت مدربي بسنه ..

وما رأيته هناك .. شيء لا يوصف .. شيء ليس سوى الجحيم...

تسونا يقول بأنني لطيف .. لكنه مخطئ.. ما انا إلا جبان لم يستطع تقبل واقعه...

انا لا استطيع القتل , منذ ارسلت الى ساحة المعركة وحتى اصبحت في السابعه عشر لم اقتل سوى اقل من خمسه ..

كنت خائفا من اخذ الارواح , وتسونا يرى بأن هذا مبهر..

لكن بالنسبه لي , الشخص الذي كان يملك عزما ليحمي , وقد قبل بواقعه بدون ان يشيح النظر عنه بعيدا , تسونا كان مبهرا ...

لا احد يحب القتل .. لا احد .. لذا غالبا ما كنت ومجموعه مثلي لا ننظر الى القتلى..

لكن تسونا , يقف مقابل ضحاياه ينظر إليهم وكأنه يحفرهم عميقا بداخله ..وكأنه يعتذر... وكأنه يعد بعدم نسيانهم...

ما بين السماواتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن