رياح التغيير 38

6.9K 562 1.1K
                                    

إستمتعوا أصدقائي 😍 😍 😘

رفرف برموشه بخفة و هو يعود إلى الواقع ببطء شديد.......

شعر بيد تلمس وجنته بلطف ففتح عينيه الزجاجيتين بتعب ليرى والده إلى جواره.......

قال بصوت ضعيف: (  دا.... دي...... ماذا..... ح..... صل......!!!!!!!!!!؟ )

كان وجه نايل شاحب جداً حتى بهت لون عينيه فهو لم ينم الليل كله ليرعى صغيره المسكين الغائب عن الوعي........

قال بلهفة و هو يساعد رين على الجلوس و شرب الماء :

( أخيراً إستيقظت يا صغيري...... لقد أقلقتنا عليك البارحة حقاً......

لا تقلق فأنت بخير الآن....... كل شيء بخير  )

ساعد نايل طفله على الجلوس في سريره و أسند ظهره على الوسائد مكملاً بصوت مرتعش يدل على الليلة المتعبة التي قضاها :

( عليك أن تكون أكثر حذراً يا رين....... كان يمكن أن تفقد الطفل البارحة.......

حقاً...... هذا ما قاله الطبيب....... لا مزيد من الانفعالات العاطفية....... )

نعم البارحة أصيب رين بإنهيار عصبي تسبب له بنزيف داخلي كاد يودي بحياته و حياة طفله معاً........

لقد قضى نايل و الباقين ليلة رهيبة و هم ينتظرون تجاوزه لمرحلة الخطر........

أحاط رين معدته البارزة قليلاً بيديه بوضع حماية و قلب شفته هازاً رأسه قبل أن يقول بصوته المتعب: ( أين...... دادا.......!!!!!!!!!؟ )

أخذ نايل يمسح شعر رين و يصففه بيدين مرتجفتين و كأن هذا أكبر همومه في العالم و قال:

( دادا رون بعد أن إطمئن على صحتك ذهب ليحضر لنا بعض الملابس و الأغراض........

مارك و إيان هنا أيضاً في الكافتريا يحضران القهوة )

هز رين رأسه و هو يفكر بالمتاعب التي عاناها الجميع ثم رفع رأسه قائلاً بلهفة: ليو.......!!!!!!!!؟

إكتست ملامح نايل بالقسوة و قال:

( لا تذكر لي ذلك الوغد اللعين....... لقد رحل دون أن يسأل عن حالك حتى.......

اللعين...... هو سبب كل مصائبنا....... )

تراجع رين مستنداً على وسادته و أغمض عينيه و هو يفكر بليو.......

الدموع التي ذرفها البارحة فاجئت رين بشدة........

هو لا يذكر متى رآه يبكي من قبل......

منذ وعيهما على وجودهما في هذه الدنيا إتخذ كل واحد منهما مكانه فيها........

ليو القوي المتهور الذي لا يهمه شيء........

و رين الحساس العنيد الذي يتأثر بكل شيء........

و هكذا عاشا........ صديقين متناقضين.........

حبيبي الوحيد ( الجيل الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن