جزء29

1.1K 19 15
                                    


كان باسل عند الباب وهو في قمة توتره و قد اصطحب معه السيد دايمون ،فتح الباب و رحبت بهم السيدة روزالي ببشاشة و دعتهما لغرفة الجلوس ، تحدثوا قليلا في الموضوع و كان باسل محرجا جدا ، انها اول مرة يخطب فتاة ...و فتاة يحبها بل يعشقها و يهيم بها ، بعد فترة دعت الجدة نسمة لتجلس معهم فخرجت من غرفتها و دخلت الى الغرفة حيث يجلسون و هي مطأطأة الرأس من شدة خجلها ، اتخذت مكانا امام جدتها بعد ان القت عليهم التحية فبادر السيد دايمون الحديث كي يزيل توتر كل من باسل و نسمة
-تبدين فاتنة يا نسمة ، حفظك الله و رعاك
-اشكرك سيد دايمون
-ما رأيك بخطيبتك يا باسل ؟
رد باسل بانفعلال و هو مفتون بها الى الآخر
-رائعة
اشتدت حمرة وجنتيها فما زادها ذلك الا جمالا ، بقيت مدة و هي لا تنظر لوجهه من خجلها فلم ترى حتى ملابسه . قامت الجدة لتجهز الطاولة فتبعها السيد دايمون بحجة مساعدتها كي يتركهما لوحدهما يتناقشان قليلا فبادر باسل
-هل اعجبك حذائي ؟ و انا ايضا احببته على فكرة
-( رفعت عينيها تنظر له ببلاهة) هاا ماذا ؟؟
-منذ ان دخلتي و انتي تنظرين للاسفل فقلت ربما اعجبكي حذائي الجديد ههه
-لا ابدا ...لما تريد الزواج مني ؟
-اووه سؤال جيد...ببساطة لانني اريد اصلاح خطئي
بقيت تنظر اليه بحزن ، لو انه قال انه يحبها او على الاقل تعجبه لكانت ارتمت في حظنه و طلبت منه ان يأخذها بعيدا ، لكن واأسفاه ، انه تأنيب الضمير فقط ، لذا استعد يا باسل لما ستذوقه مني ، ستتوسلني يونا بأن اعفو عنك و ثمة لن اتردد في هجرك ...
-ما بالك ؟ فيما تفكرين ؟
-هاا لا لاشيء ...امم
-مارأيك ان نتزوج بعد اسبوعين !
-ماذاااا ؟ لا .لما العجلة
-خير البر عاجله
-انا لا اعلم شيئا عن حياتك ، اسرتك ، هويتك ، حتى لا اعرف شغلك مع اني اظن انك لا تشتغل
-ستعرفين كل شيء بعض الزواج
-ليكن بعد شهر
-حسنا ، لن اضغط عليكي
نادتهما السيدة روزالي الى طاولة العشاء فالتحقا بهم و تناولوا العشاء في جو من الضحك و المزاح ، لكن نسمة كانت طوال الوقت شاردة تفكر فيما ورطت به نفسها ، يجب ان تكون اقوى لتحقق ما تصبو اليه و لن تضعف امامه مهما حدث ..لاحظ باسل ذلك فقرب رجله من قدمها و ضغط عليها برفق فرفعت عينيها اليها
-الاكل سيبرد ، لا تذهبي بافكارك بعيدا ، سنقضي شهر العسل في اي مكان تردين ، لا تتعبي افكارك
وغمز لها بعينه و ضحك العجوزين على روح باسل المرحة ، بينما عقدت نسمة حاجبيها و اخرجت لسانها له مما جعله يضحك كثيرا فلم تملك غير الابتسام بعفوية ، فكيف ستمنع قلبها بان ينبض لمحتله و صاحب عرشه .
رجع السيد دايمون وباسل الى بيتهما و خلدت كل من السيدة روزالي ونسمة الى فراشيهما ، و بقيت تلك الاخيرة تفكر فيما ينتظرها بالغد و تذكرت انه يوم محاكمة ريان ، ذلك الطماع يا الهي كم اصبحت تمقته و تشمئز لذكر اسمه ، لا تريد ان تراه مجددا لكنها ستقاوم مخاوفها و تحضر بكل شهامة .
في الغد استيقظت على صوت زامور سيارة بالخارج فنظرت من النافذة بانزعاج فوجدت ذلك الغبي باسل بسيارة جديدة بيضاء هذه المرة و شكلها يناسب الشخصيات الهامة ، تعجبت جدا من اين له بالمال ؟ اضنه لا يشتغل ، احقا يا فتاة ستتزوجين ذلك المفلس ؟
او ربما يتاجر في الممنوعات ؟ ضحكت على فكرتها ثم نهضت من مكانها و جهزت نفسها و خرجت سريعا لتلحق بجدتها و باسل على متن السيارة .
ركبت بجواره على مضض و بقيت تنظر الى شكل السيارة بانبهار فلاحظ باسل ذلك
-هل اعجبتكي ؟
-من اين لك بمالها ؟
-ورثته عن ابي
-ااه رحمه الله ، هل امك ميتة ايضا ؟
-لا انها حية ازورها كل سنة ، تعيش في مسقط رأسي
سكتت و هي تتخيل شكل امه ، ربما تشبهه، لا اضنه شبيه لابيه ، و كأن باسل قرأ أفكارها فمد يده الى محفظته الصغيرة و اعطاها اياها ، لم تفهم في البداية لكنها فتحتها فوجدت صورة له و لابيه و امه ، و قد كان حدسها صحيحا ، يشبه ابيه كثيرا ، لان امه بيضاء على عكسه ما بين السمرة و البياض ، كان باسل صغيرا في الصورة و قد كان سمينا جدا بشكل زائد عن الحد فلم تتمالك نفسها وضحكت بقوة و مدت الصورة الى الجدة في الخلف كي تشاركها ضحكها و كان ذلك ، فبقي ينظر لها بتوعد فصمتت لكن عاودت الضحك من جديد فابتسم لمنظرها ، بقيت تقلب في محفظته ، كانت مليئة ببطاقات ائتمان وبعض الصور لامه و ابيه و اخيرا وجدت صورة له وحده كان يبتسم بسعادة و بدا لها في طرف الصورة يد شخص ما يبدو انه قطع جزءا من الصورة ، تسائلت من ذلك يا ترى؟ و لما شق الصورة نصفين ؟ دست الصورة داخل محفظتها بحذر دون ان ينتبه اليها و اعادت له محفظته .
وصلوا الى المحكمة فدخلت الجدة اولا يليها باسل و نسمة و كانت نسمة طوال هذه الفترة تحاول عدم النظر الى ريان و قد تأكدت انه ينظر لها بكره لم تفهم معناه . حكم على ريان بسبع سنوات سجن اضافة الى اعادة مبلغ الارض لصاحب شركة النبيذ علاوة على الفائدة و انتهت المداولة و بينما كانوا يخرجون من القاعة الكبيرة افلت ريان من الشرطيان اللذان كانا يمسكانه
و اتجه لنسمة التي اختبأت عفويا وراء باسل فصاح بها ريان بغضب
-اتختبئين وراء من اختطفك و ضيع شرفك ؟
-(كان باسل من يرد ) احترم حدودك ريان
-( تجاهله و وجه كلامه اليها ثانية) اعترفي يا نسمة انه هو اعترفي لا تخافي
تدخلت الجدة في الحوار و هي تقول بهدوء
-اصحيح ما يقوله هذا المجرم يا بنيتي ؟
نظرت نسمة الى باسل الذي صمت و ترك لها مجال الاجابة فتنهدت بالم و قالت
-باسل لم و لن يفعل شيئا يؤذيني ، اتفهم ايها التافه .
نظر اليها ريان و باسل باستغراب الذي كان يجر من طرف الشرطة اما الجدة فبارتياح و فخر ..انطلقوا عائدين الى المنزل و استأذن باسلمن الجدة ان ياخذ نسمة معاه في جولة ولم ترفض بل وافقت ببشاشة و طلبت منهما اخذ راحتهما .
في السيارة كانت كان الجو متوترا فقال باسل
-لما لم تخبريهم الحقيقة ، ما فعلته اقذر مما فعل ريان
-هل تريد ان ارجع في كلامي
-ذلك شأنك سارضى باي عقاب مقابل ان تسامحيني
-حسنا ..
صمتا الاثنين و نزلا قرب الشاطئ يمشيان بهدوء فجأة توقف باسل فنظرت اليه نسمة
-ما بك ؟ لما توقفت
اخرج من جيبه علبة حمراء و فتحها و هو محمر للغاية
-لقد قرأت في الانترنت اذا كنت اريد ان اعرض على فتاة الزواج يجب ان اصطحبها لشاطئ البحر و اقدم لها الخاتم ، تفضلي
نظرت له بغضب ، اهو يتحامق ام انه فعلا احمق ، امسكت العلبة بغضب من يده لكنه اختطفها ثانية منها وضحك بشدة ثم نزل على ركبته و نظر اليها بحب و ود و اشتياق و امتلاك
-نسمة هل تقبلين الزواج مني ؟

احببت رهينتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن