الجزء 33

1K 18 6
                                    


بقي الصوت يقترب من نسمة شيئا فشيئا فلم تملك سوى الجري نحو غرفة باسل و دخلت دون سابق انذار، سمع هو خطواتها نحوه فنهض من الفراش ووقف بمواجهتها لكنه كاد يسقط جراء ارتطامه بجسمها لانها كانت تجري نحوه ، عانقته بقوة و هي مغمضة العينين و شفتاها تتمتمان
-انه جاك ....السفاح ....فلنهرب ارجوك ....انا خائفة
ابعدها بلطف لكنها بقيت ممسكة بطرف قميصه ، اشعل الضوء و امسكها من ذراعها
-اهدئي نسمة انا معك ، لا تخافي
تنفست الصعداء ولكنها لم تفلت قميصه و خرج من غرفته متجها للغرفة الاخرى و هي ورائه ، اشعل الضوء فلم يجد احدا ، نظر لنسمة باستفهام
-اقسم لك انني سمعت صوتا هنا
-هيا نسمة نامي ليس هنالك شيء
-لكن .....
هنا ظهر سنجاب صغير و قفز فوق السرير فبقي يحدقان به لكن ما لبث باسل ان انفجر ضاحكا اما هي فنضرت له بغضب و احست انها ضعيفة جدا
اقتربت من السنجاب الصغير و حملته بلطف و لم يمانع والتمست فروه الناعم
-سأسميك جاك ، ايها السنجاب
-هل ستحتفضين به ؟
-اجل ههه
-حسنا ، الآن يمكنكي النوم
رجعت تمسك بقميصه و نظرت له برجاء و خوف فجلس على السرير بنفاذ صبر و قال
-هيا سابقى هنا حتى تنامي
امتدت فوق السرير و قد وضعت السنجاب بجورب لها كي لا يتحرك و ينام دافئا و تركت رأسه خارجا من فتحة الجورب بشكل لطيف
بقي باسل يتحدث الى ان نامت فنهض و ذهب الى غرفته و نام هو ايضا ..
في هذا الوقت كانت فيفيان راجعة لمنزلها بعد ان قدمت الكشف لساندرا و قد اتفقا على كل شيء ،
فدخلت لشقتها و رمت حقيبتها ثم حذائها و اطلقت لشعرها العنان ثم ارتمت بسريرها . التقطت هاتفها و بعثت برسالة نصية لشخص ما " الخطة تمشي على ما يرام " ثم غرقت في نوم عميق.
صباح مشمس بصماء صافية و جو دافئ ، استيقظ باسل باكرا كعادته و اتجه لغرفة نسمة ، القى نظرة مختلسة عن بعد و ابتسم بل ضحك على هيئتها ، ربما كانت تحلم انها تحارب جاك السفاح ... دلف الى المطبخ و اعد كوبي من الحليب بنكهة الشوكولاطة ثم كوبي عصير توت و سخن الخبز ثم قام بقلي البيض بزيت الزيتون و قطع الجبن لشرائح طويلة وضعها في صحن مناسب ، ثم قام بوضع مربى التين بطبق صغير ، كل شيء فعله بيده السليمة بتفان و مهارة ، وهو نفسه تعجب لذلك ، اه يا نسمة  ! جعلتي مني مراهقا يعشق بجنون و يستيقظ من اجل ان يعد لك فطورا ملكيا ..
بعد نصف ساعة كانت الطاولة جاهزة ، خرجت نسمة من غرفتها تتثائب و لم تغسل وجهها و قد لاحظ باسل آثار اللعاب على وجنتها اليمنى فاخذ كأسا من الماء و سكبه عل وجهها مما اشعل فتيل التحدي بعينيها و اتجهت للصنبور تمﻷ حفنة يديها الصغيرتين كي تعيد له الصاع صاعين ....اوبس فلنقل نصف صاع ، فيديها لم تحملا حتى نصف الكمية التي كانت بالكوب .
ضحك باسل بشدة و ملأ الكوب ثانية و سكبه على جسمها فجرت عليه تحاول رشه و هما يدوران حول الطاولة ، استغل باسل الفرصة و اخذ قنينة الماء و افرغها فوقها كاملة مما جعل ملابسها تصبح شفافة تماما و تلتصق بها . بقيت تفرك ملابسها بالمنشفة لتنقص من ابتلالها في احراج لكن دون جدوى و كان باسل ينظر لها و هو يحك مؤخرة رأسه ويشد شعره
-لا بأس نسمة ، اذهبي لغرفتكي ريثما جفت ملابسك
-(رمقته بنظرة حارقة) اخرس ، انت السبب
-( بجدية ) نسمة ، انا لم اقصد ، راقبي كلامك
-(بصوت عال ) لقد كنت تتعمد ذلك لترى جسدي
-( ثار لعلو صوتها) و ما الجميل في جسدك ؟ لا تنسي انه كان يوما بين بيدي ...
للمرة الثانية تصفعه فتاة ، و المشكلة انها نفس الفتاة نظر اليها بغضب و امسك معصمها بخشونة
-ان رفعت يدك ثانيا على وجهي سوف ابترها لكي اتسمعين !!
نظرت له بغضب و انطلقت تجري الى الخارج فما كان امامه الا اللحاق بها
-الى اين تذهبين ؟
-خذني الى المنزل
-و كانني ارغب ببقائك
عاد مجدد الى الداخل و حمل حاجياته فقط و ركب السيارة و ركبت في الخلف فاستدار اليها
-انا لست سائقك الشخصي ، آخر مرة تفعلي هذا
-ليس من شأنك
حرك السيارة و مشى بسرعة كبيرة بالطريق كانه يريد ان تحترق العجلات من السرعة ، و كانت نسمة بالخلف تنظر له مرارا عبر المرآة الداخلية فتلحظ وجهه العابس المتهجم ، انه مجرد سافل لن يتغير و بمجرد ان تصل لبيت جدتها ستفسخ الخطبة ، وكان يفعل نفس الشيء  فكلما سمحت له الفرصة نظر لها عبر المرآة فيجد علامات السخط و الغضب تعلو وجهها و يتمنى لو كانت زوجته الآن لكان رد لها الصفعة بطريقته الخاصة و بينما هو ينظر لها مرة لمح عينها تدمع فمسحتها فورا فضرب المقود بقوة و زاد من سرعة سيارته.
وصلا الى المدينة في وقت قياسي ، وبعد دقائق كانا امام باب منزل الجدة ... رحبت بهما السيدة روزالي لكنها لمحت التوتر على وجهيهما فبادرت في الكلام
-حسنا ساتركما تستريحان قليلا و اعد لكما كوبا من الشاي ..
-لا يا سيدتي ، اريد اخبارك بامر مهم
رفعت نسمة نظرها اليه ، أبهذه السرعة سيتخلى عنها لاقل نزاع بينهما ؟ حقا كانت تنوي ان تفسخ الخطوبة لكن في لحظة غضب ، فقررت التدخل في الحال كي تحافظ على كرامتها .
-اجل جدتي ، لقد فسخنا الخطوبة للتو
و نزعت الخاتم من اصبعها و هي تحس انها تنتزع قلبها من مكانه و وضعته امام باسل الذي بقي مدهوشا ، في الحقيقة كان سيطلب من الجدة ان يتزوجا بالاسبوع المقبل كي يتصرف مع نسمة على راحته دون مشاكل او سوء فهم كما حدث عندما لعبا بالماء ، لكن ما فعلته الآن اكد له انها لا تحبه ابدا ، و من انت لتحبك ؟ خاطف ، معتدي ، ظالم ربما...
و قبل ان ينطق بكلمة جزع ليمسك بجسم السيدة روزالي قبل ان تهوي ارضا و هي في حالة من فقدان الوعي اطلقت نسمة شهقة قوية على اثرها...
في غضون دقائق كانا بالقرب من غرفة بالمستشفى ، نسمة تجلس في احد الكراسي تمنع دموعها الحبيسة من النزول و باسل يجوب الممر ذهابا و ايابا في انتظار خروج الدكتور ، ها هو خرج
-ما بها يا دكتور ؟
- ازمة عصبية .. الحمد لله انها لا تعاني من اي مرض آخر و الا كان ذلك اودى بحياتها نظرا لسنها
-كيف حالتها الآن ؟
-من قريبها منكم
تدخلت نسمة في الحوار
-انا يا دكتور هل من مشكل ؟
-اضن ان الازمة لها علاقة بحادث نفسي ، فلا يوجد اي انعكاس على الغدد او الاجهزة الهضمية
-و ما المطلوب ؟
- ارجو منكم مراعاة كبر سنها و مجاراته فاعصابها لم تعد قادرة على الاستحمال كالشباب ..
-اشكرك دكتور ، هل يمكنني رؤيتها ؟
-يمكنك لكن بعد ساعتين ، انها تحت تأثير المسكن
-حسنا اشكرك للمرة الثانية
-هذا واجبي ، وداعا
اقترب باسل من نسمة و مد لها الخاتم ، فنظرت له باستغراب
- السيدة روزالي لا تستحق التضرر بسبب حفيذة مستهترة مثلك ، سنتزوج كاي زواج تقليدي ، فاليوم علمت مدى كرهك لي
نظرت له بحزن ، رباه ما الذي حصل كي تصل علاقتهما لهذه الحالة ؟
-لن اقبل الزواج من متكبر مثلك ، افضل الموت على ذلك
-حسنا لكي ما شئت
كان سينفجر بوجهها لكنه فضل الخروج و المشي بطرقات حديقة المشفى . بعد مرور ساعتين ، دخلت نسمة للغرفة حيث توجد جدتها وجدتها مستيقظة فارتاحت داخليا و جلست على السرير بجانبها
-افزعتيني عليكي جدتي ، ااخ منك
-نسمة ، عديني انكي ستتزوجينه
-لكن يا جدتي انه لا...
- (قاطعتها بتوسل ) بنيتي اريد ان انام بسلام ، اريد ان اشعر بالراحة و الامان من جهتك ، لا توجعي قلبي الهرم ارجوكي
كان باسل يسمع كلامهما عند الباب فدخل و وضع يده عل كتف نسمة و قال
-لا تقلقي سيدة روزالي ، ابنتك في حمايتي و اعدك انكي لن تنشغلي عليها منذ اليوم.

احببت رهينتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن