❤ (ما قبل الاخير )❤
رمقتها نسمة باستهزاء اتجهت نحو الباب و فتحتها على مصراعيها و اشارت لها بالخروج ، لكنها لم تهتم بل جلست بطريقة تعني التملك و الاستفزاز ثم قالت
-انا في ارث ابني ، فبأي حق تطرديني من هنا ؟
-كفى هراءا ، ليس لدي مزاج لاجادل امثالك ، انصحك ان تخرجي بكرامتك
-تفضلي ( مدت لها الاوراق)
-ما هذا ؟
-اقرئيه ، ام انك امية ؟
امسكته نسمة بغضب و اطلعت على مضمونه ، تحس بشيء بداخلها يكذب هذه الاوراق ، لكن شيطانها يحثها على تصديقها و هنا خرج باسل فهرعت اليه فيفيان تصطنع دموع التماسيح و ارتمت في صدره .
صدم هو من الموقف خاصة و هو يرى عيني نسمة التي كانت تحمل معاني كثيرة : الم ، حزن ، خيبة و غيرة
فابعد عنه فيفيان و عيناه معلقتان بنسمة التي رمت الاوراق بوجهه و صعدت لغرفتها .. امسك الاوراق و قرأها في صدمة ، هو لم يمسس فيفيان و لو مرة واحدة اكيد ان هناك تزوير بالقضية
-هل رأيت يا باسل ؟ سانجب لك طفلا
- ابتلعي لسانك ، ما هذه التفاهة التي تتفوهين بها ؟ كل منا يعلم انني لم امسسك قط
-حبيبي !! هل نسيت ليالينا الحمراء ؟
- اخرسي فيفيان و الا ستندمين و الان عودي من حيث اتيت
-لن اعود ، هذا ارث ابني ، سابقى هنا و لدي دليل قاطع على ذلك
-ستدفعين الثمن غاليا ، اقسم لك انني ساكشف امرك عاجلا ام آجلا
-اين غرفتي يا عزيزي ؟
نظر لها نظرة بمعنى اخرسي و التقط مفاتيحه ثم سترته الجلدية و انطلق خارجا ، اما هي فبقيت تتجول بالمنزل و تختار غرفة تبقى بها كي تفسد عش الحب الذي لا تعلم انه لا يوجد من الاصل
علمت نسمة من صوت باسل العالي ان فيفيان ستستعمر احدى الغرف فقررت ان لا تخرج من غرفتها كي لا تحتك بها و ضلت تحاول العثور عن حل لما يحصل فبالفعل لن تستسلم لتلك الفاجرة و تفسح لها المجال لتزاحمها في باسل .
مكث باسل طول اليوم بمحضر الشرطة و قد رفع دعوة على ريان بتهمة الاختلاس و التزوير ، وقد تطوع للبحث في سجلات التوظيف الخاصة بنفس السنة التي صار بها ريان ظابطا .. و كانت النتيجة ايجابية فقد اعطيت له ورقة التحاق بالشغل في اقرب وقت ممكن مع تعويض مادي عن السنتين التي تعرض بهما للاختلاس ، كما ستجرى محاكمة ريان بالاسبوع المقبل .
عاد باسل الى المنزل يكاد يطير فرحا و سعادة ، و قد مﻷ السيارة ورودا من كل الاصناف و الاطياف . دخل الى البيت فسمع مناقشة حادة بالاعلى فترك ما بيديه و صعد فورا فوجد فيفيان تتشابك مع نسمة في صراع حول الغرفة
-باسل : ماذا هناك ؟
-فيفيان : اوه عزيزي ، اريد النوم في هذه الغرفة ارجوك
-نسمة : لكن انها غرف...
-باسل (مقاطعا ) : اصمتي انت
-فيفيان : لقد قلت لكي ان تصمتي و تسمعي كلامي
نظرت نسمة بحزن لباسل ، لهذه الدرجة يحتقرها ؟
-باسل : هل ستخرسين ؟ و الا جعلتك تنامين في الشارع؟
-فيفيان : ولكن ان.....
-باسل : ولكن ماذا ؟ انصرفي هيا
انصرفت مرغمة الى احدى الغرف و هي تزفر في ضيق ، بينما بقيت نسمة تنظر لباسل بامتنان فامسكها من يدها و جرها معه للاسفل و هي تحاول افلات يدها لكن ما ان رأت ذلك الكم الهائل من الازهار حتى توقفت و نظرت له مطولا ، سيصيبني بالجنون هذا الرجل ، هل لديه انفصام في الشخصية ام ماذا ؟ لماذا يتصرف بلطف الآن ؟ في الوقت الذي كانت هي ترتب افكارها المشتتة بذهناه انحنى على ركبتيه
-نسمة ، اريدك ان تسامحيني ، انا اسف من كل اعماق قلبي حتى لو وصفت لكي اسفي لن تتخيلي درجته ، صحيح انني اذيتك و جرحتك لكنني اتيت الآن راكعا لكي اطلب العفو فانا لم اعد قادرا ان ابعد عنك ، اريد ان آخذك في حضني قبل النوم ، ان اقبلك دون ان تمانعي ،ان المسك دون ان تخافي ، اريد ان تمسكي بيدي عندما تحتاجين لذلك ، ان ترتمي بحضني عندما اعود للمنزل ، اريد ان تغضبي فاحضر لكي شكولاطة كي نتصالح و تقبليني في وجنتي ، اريد ان اشتري لكي احذية فرو تداعب قدميك ، ان اداعب خصلات شعرك الاسود و استنشق عبيره ، اريد ان نتبادل القبل صباح مساء ، ان تبكي لانني سافرت لمدة يوم فقط فاشتقت لي ، اتعلمين كم تألمت عندما اذيتك ربما تظنين انني لا احس بألمك لكن اجل ، تمزقت الف مرة و انا اتذكر بكائك ، بقيت احلم بك تلومينني و انا صاح ،يوم جأت لخطبتك احسست انني املك العالم ، وكانت تلك الفترة اجنل ايام حياتي رغم انها لم تطل ، اتتذكرين يوم عانقتيني عندما كنت ساضربك لانكي هربتي ، كنت ساتخلى عن كل شيء لاجلك فقط ، و يوم اطعمتيني بيدك تمنيتك الف مرة لي وحدي ، ويوم رأيتك تبكين قرب المتجر و تسألين عن ريان احسست بشيء فضيع بداخلي، اتعلمين ماذا تفعلين بي ؟ تجعلينني احلق في السماء لكن باجنحة مكسورة ، اغوص في البحار لكن لا اجيد السباحة ، عندما اراكي تضلم عيناي عن الكون كله ، عقلي يتوقف عن عمله، قلبي يجعل صدري يهتز بعنف من خفقاته ،كل ذرة بكياني تصيح باسمك ، كل خلية تطلبك بشدة ، احبك نسمة.
و مع كل حرف دمعة و كل كلمة شهقة و كل جملة ارتجافة حتى سقطت على ركبتيها امامه فعانقها بشدة و بادلته هي العناق و قد احست بقطرات ساخنة على كتفها علمت منها انه بكى من اجلها ، بقيا على حالهما لمدة ليست بالقصيرة حتى هدأت نسمة فابتعدت عنه قليلا ونظرت له بهدوء ، احست ان روحها ترجع اليها ، لا تعلم هل مسامحته الآن ستكون في صالحها ام العكس ؟ انها خائفة ان يرجع لباسل القاسي ..لا تريد ذلك ستحاول ارضاءه و مجاراته ، لا تريده ان يبتعد فهي تحبه ، تحبه بجنون .. نهض باسل و مد لها يده كي تنهض و امسك وجنتيها بين راحة يديه
-نسمة ، هل تثقين بي ؟
-ااا اجل
-دعي قلبكي لي فقط و انسي كل شيء الآن ، اعدك اني ساعوضك عن كل لحضة مؤلمة عشتيها معي
اومأت رأسها في تردد ، يا رب لا تخذلني هذه المرة ، يا رب قلبي لا يستطيع الابتعاد عنه ..
قبلها من جبينها قبلة عميقة يعبر عن كل ما بداخله من شوق و حنين و حب و عشق ثم وضع يده اليمنى تحت رجليها و يده اليسرى خلف ظهرها و حملها الى غرفتهما و قد ارتجف قلبها بشدة ، ينتابها خوف كبير حيال الامر ... كل ذلك تحت مرآى فيفيان التي كانت تتلصص منذ البداية ، فزفرت بضيق و عادت لغرفتها ، ضربت رقما مجهولا
-الو ****** ان الخطة لا تمشي على ما يرام ، يبدو ان عصافير الحب لم تتأثر ابدا بخطتنا
-تبا ، وما المعمول الآن ؟ هل قابلت ريان ؟
-اجل و لقد اطلعته على الاوراق ، لقد ظن ان الابن ابنه كالمغفل و هكذا يمكنني الحصول على تلك الارض بعد مماته ثم نبيعها و نغادر هذه البلاد قريبا
-لا تقلقي من هذه الناحية لقد دبرت امر موته ، هناك سجين خطير لا يهمه قتل الناس المهم ان يحصل على المال هناك ..
-حسنا ، جيد ، لكن بالاول يجب ان تعود نسمة لريان كي نكمل خطتنا
-اجل بالطبع ، بالمناسبة كيف حال صغيري ؟
- (وضعت يدها على بطنها فمهما يكن لن تخفي شعور الامومة الرائع الذي يحاوطها ) بخير ، لقد اشتقنا لك
- تعلمين يا عزيزتي ان لقاءتنا بهذه الايام خطر علينا و الا سيكشفنا باسل ، لا تنسي انه سريع البديهة
-حسنا عزيزي ، ليلة سعيدة
-ليلة سعيدة ، احبك
اغلقت الهاتف ووضعته امامها ثم غرقت في النوم
في غرفة اخرى ، وضع باسل نسمة على الفراش و هي لا تزال تحاوط عنقه بيديها ثم انظم اليها ، قبلها برقة بعينيها ، ثم انفها
-باسل
-عيون باسل
و عاد يقبل وجنتيها الاثنتين ، ثم ابتعد قليلا و نظر لشفتيها المفتوحتين قليلا ، و اعاد نظره لعينيها وجدها تغلقهما بقوة فذكره ذلك بموقف سابق .. يوم كانا بالسيارة ليضع لها حزام السلامة ، تبا لها انها تجعله يضعف بل ينصهر .. عاود تقبيل جبينها و امتد بجانبها ثم ضمها لصدره بحنان ..لا يريد ان يفعل يجبرها على شيء الآن حتى يسترد ثقتها ، اما هي فكانت في موقف لا تحسد عليه من الخجل لكنها لم تمانع احتظانه لها فطوقت يديها حوله و غمست رأسها اكثر بين يديه فناما و هما على هذه الحالة حتى الصباح .
أنت تقرأ
احببت رهينتي
Romanceلن اصف لكم القصة ادخلو و اطلعوا عليها بانفسكم 😊😊❤❤ الكاتبة :ايمان والشيخ المحررة: مريم بومنكار لقراءة القصة على الفيسبوك التحقوا بالمجموعة : https://m.facebook.com/groups/192821757879546?ref=bookmarks حسابي على التويتر https://twitter.com/oucheikh...