كان يضمها من خصرها ويدفن رأسه في تجويف عنقها يستنشق عبيرها و هي تلف كلتا يداها حوله تبادله العناق في ود فجأة ابتعد عنها و هو ملطخ بالدماء فنظر اليها وجدها بالارض مرمية وثيابها ممزقة والدماء تسيل من كل جانب من جسدها حتى اصبحت ملابسها شبه حمراء ، حملها بارتجاف يحاول ايقاضها لكنه لم يستطع فقد اختفت و بدأ يراها في كل مكان بذلك الفستان الابيض الذي اعجبها سابقا في متجر الفساتين وكان شبحها يطوف حوله من كو صوب و حدب و هي تردد "اكرهك .....انت حقير....اللعنة عليك.....اكرهك ......سافل....ملعون......انت فاجر"
فجأة نهض يلهث بشدة يحاول التقاط انفاسه المتقطعة بسبب ذلك الكابوس القبيح و نهض الى المطبخ الصغير ليرتشف بضع قطرات من الماء ترطب حلقه الجاف و بينما هو راجع الى فراشه لم يمنع نفسه من تحقيق رغبة ملحة في التلصص من النافذة و قد صدق حدسه فكانت غرفتها مضاءة و بينما هو ينظر الى هناك ، حلت بدماغه فكرة فخرج مسرعا دون ان يحتسب للبرد القارس خارجا ، ضل يجول في الحديقة القريبة و هو يقطف كل زهرة يجدها بطريقه حتى اصبح لديه باقة جميلة لفها جيد ثم اتجه للبيت و انحنا بجسده هو يزحف على ركبتيه كي لا تلمح ضله و رفع يده فقط يدق بزاج الغرفة ، كانت نسمة تقرأ ما تيسر من القرآن في هدوء قطعه ذلك الدق الخفيف على نافذتها فنهضت تنظر ما الذي يجري وجدت باقة من الازهار كانت غير منضمة لكنها جميلة ببساطتها ، قاربتها الى انفها تستنشقها و هي تتسائل من يا ترى وضعها هنا لكن سرعان ما تخللتها رائحة مؤلوفة لديها ، رائحة رجالية ثقيلة تشعرها بالانتشاء ، فما كان منها الا ان وضعت الازهار اسفل قدمها تدهسها بشر و قد علمت من صاحبها ثم لملمت تلك الاوراق المتلفة و الاغصان المتكسرة و رمت بها بقوة خارجا و اغلقت النافذة و رمت جسدها على السرير و قد غزاها شعور غريب من تصرفه . كان باسل يقف مدهوشا الى ما فعلته ، اليست تحب الأزهار ؟ ما بها لما رمتها ؟ تبادر الى ذهنه مشهد مماثل ، في ذلك اليوم حيث وجدها تزين المزهريات بالورود الفاتنة فامسكها و اتلفها و لم يقتصر على ذلك بل هددها بشراسة حتى ادمعت عيناها اذا فلا مجال للمقارنة ، فما فعلته لا يساوي و لو جزءا ضئيلا مما فعله هو.
رجع الى البيت الصغير و الحزن ينهش قلبه ، فارتمى على اريكة صفيرة و قد جحضت عيناه الحزينتين .
في الصباح ، استيقظت الجدة على عجل و اخذت فطورا سريعا ثم ما لبثت ان خرجت من البيت برفقة ملف دون ان تحدث نسمة او حتى تخبرها الى اين تتجه
جلست حائرة الى جانب نافذتها تلحظ المارة و تتابع الاطفال الذين لا يكلون و لا يملون من الركض هنا و هناك ..ولكن الحقيقة ان قلبها يضعف و يلح عليها في اختلاس بعض النظرات الى من سكن القلب وخربه و رحل ، لا لم يرحل بل لا زال يقبع في مكانه .
في البيت المجاور كانت السيدة روزالي تتحدث الى العجوز صاحب المنزل حيث يقطن باسل
-انت تعرف يا سيد دايمون اني لا اعرف اين يوجد مكتب الشكايات ، ارجو منك ان تساعدني
-انا آسف سيدة روزالي لا يمكنني الذهاب الى وسط المدينة ، لم تبقي لي طاقة لركوب الحافلات و التجول في الشوارع ..
-انها مشكلة ، لا يمكنني الذهاب وحدي فمعرفتي بالمدينة محصورة كما تعلم
-لما لا تطلبين ذلك من حفيذتك الشابة
-لا اريدها ان تعلم بتاتا
هنا خرج باسل و حيا السيدة روزالي بوجه متعب ، بعد مدة تبادر الى ذهن العجوز دايمون فكرة فقال
-لما لا تصطحبين باسل معك اضنه لن يمانع في مساعدتك
-اااوه اجل كيف نسيتك ، هل تستطيع يا باسل؟
في الحقيقة كان باسل متعبا و مرهقا لكنه لن يفلت اي فرصة قد تسمح له بالاحتكاك مع نسمة او على الاقل رؤيتها. اومأ برأسه موافقا و نهض يفير ملابسه ثم التحق بالجدة .
في الخارج فتح الباب الامامي لسيارته و تعجبت الجدة كثيرا لكنها ركبت معه و لم تتدخل ، فكيف لصاحب سيارة كهذه ان يقطن بحيها ..
بعد مدة وصلا الى مكتب الشكايات ودلفا الى الداخل ينتضران دورهما ..بعد نصف ساعة دخلا الى مكتب واسع حيث يوجد نائب المدعي العام
-تفضلي سيدتي فيما يمكنني ان اساعدك ؟
- اريد ان ارفع دعوة على ريان الشاذلي بتهمة التزوير و السرقة
سقط فك باسل من الدهشة و ذبذبات صوتها تتردد في طبلة اذنه ، فعجزت كلماته عن الخروج وابى لسانه النطق.
-وهل لديك اي دليل على ذلك
-اجل سيدي تفضل
مدت له الملف الذي كان بحوزتها تحت انظار باسل الحائر المذهول ، فطلب النائب منها رقمها حتى يتصل بها بعد الاجراءات القانونية...لكن ذلك تعذر عليها فهي لا تملك هاتفا و لم ترد ان تقحم نسمة في معضلتها فاغتنم باسل الفرصة و عرض عليها ان يقدم رقمه و يكون وسيطا لها فوافقت برحب.
عادا الى البيت و دعته للدخول ، كان يجول بعينيه في المنزل ، يا الهي اقل ما يقال عنه رث ، حاول ان يجد اثرا لنسمة لكن يبدو انها لا زالت تعتزل بغرفتها ..
تنحنح بهدوء ثم باشر الحديث مع الجدة
-هل تعيشين لوحدك ؟
-لا اعيش مع حفيذتي نسمة ، لقد رأيتها البارحة ام نسيت ؟
-اااه اجل اجل تذكرتها ، ضننتها ضيفة فقط لاني لم ارها من قبل في النواحي
-ذلك لانها لا تخرج ، لقد حدث معها شيء مؤلم جعلها تتغير تماما ، اختفت ابتسامتها و حل محلها الحزن و الدموع ..
ظهرت علامات الاسى و الندم الشديد على وجه باسل و لم تغفل الجدة عن ذلك ابدا فحاولت تغيير مجرى الحديث لكنها لن تستسلم حتى تعرف ما يجمع بينهما
-شكرا لك بني على مساعدتك لي و لكني اريد ان اطلب منك طلبا و هو ان لا تحدثني بالموضوع امام حفيذتي نسمة
-لا عليك سيدتي هذا واجبي
ثم وقف يحييها و خرج من المنزل متجها للمجاور و بينما هو في المسافة الفاصلة ، جائته نوبة عطاس قوية متكررة واحس بضلوعه تتكسر معها فدخل غرفته سريعا و بقي يرتجف تحت غطائه و جسده يشتعل من الحرارة لكنه يحس ببرودة ، يبدو انها الحمى..
في الغد اتصل النائب بباسل ليستفسره عن مجموعة من الامور فاخبره انه سيطلب ذلك من الجدة و يرسل كل اللوازم بالبريد ، بعدها بلحظات دخل العجوز يحمل كوبا من الشاي الدافىء
-كيف اصبحت يا بني
-افضل الحمد لله
-لا يبدو ذلك ، انك ترتجف بشدة اضافة الى حرارتك المرتفعة ، يجب ان انادي الطبيب
-لا باس سيد دايمون انا بخير و ساشفى بعون الله
-حسنا كما تريد ، سأعد لك بعضا من حساء الخضار لكن ينقصني الفجل لذا ساطلب بعضا من السيدة روزالي لذا ابقى مكانك
-هل يمكنك ان تخبرها بان تأتي لهنا فهناك امور تخصها يجب ان اطلبها منها
-حسنا بني
بعد قليل رجع العجوز دايمون يصطحب نسمة و قد احتار باسل لذلك فقال بدهشة
-لما اتيتي الى هنا ؟
نظرت له نظرة نكراء و حدثت دايمون
-ارجوك سيد دايمون دعني اعد لك الحساء
-لكن هناك امرا يتعلق بك يجب ان تناقشيه مع باسل
نظرت نحوه بغضب مما جعله يبلل حلقه بصعوبة و هو يتذكر وعده للسيدة روزالي بان لا يخبر شيئا يخص الشكاية الى نسمة.
أنت تقرأ
احببت رهينتي
Romanceلن اصف لكم القصة ادخلو و اطلعوا عليها بانفسكم 😊😊❤❤ الكاتبة :ايمان والشيخ المحررة: مريم بومنكار لقراءة القصة على الفيسبوك التحقوا بالمجموعة : https://m.facebook.com/groups/192821757879546?ref=bookmarks حسابي على التويتر https://twitter.com/oucheikh...