ثوب ابيض طويل و هي فوق حصان ابيض يجري ثم يقف امام فارسها ذو البذلة سوداء يركب معها فتمسك به جيدا و ينطلقا بالحصان الابيض في المرج الاخضر المليئ بالازهار المتعددة الالوان و الفراشات الرقيقة المزخرفة ....
-نسمة
-هااه ماذا ؟
-لم تجيبي على سؤالي !
-هيا لنذهب
-نسمة(بغضب) سنتزوج على كل حال شئت ام ابيت
-حسنا حسنا موافقة
امسك يدها اليسرى و تحديدا خنصرها اللطيف و وضع به الخاتم ، كان خاتما من الذهب الابيض به ماسة واحدة بالوسط ، بسيط جدا لدرجة يجعلك تنبهر به ، قبل اناملها بهدوء ثم وقف و نظر لها مطول كان يتابع ارتجاف شفيتها ، تريد قول شيء لكنها تعجز لم يشعر بنفسه الا و هو يقبل جبينها برقة لا توصف ، شفتاه لامست بشرتها الناعمة بسلاسة جعلتها تمسك بقميصه و تغمض عينيها بقوة ، تريده ان يبتعد و هي لا تطلب الا القرب .. ابتعد عنها و قلبه يرقص و عيناه تراها هي فقط فلم يستطيع النظر لغيرها ..استدار قبل ان يفقد تماسكه و مشى نحو السيارة فتبعته على استحياء لا تستطيع النظر اليه من خجلها ..ركبت بجانبه و اغلقت الباب بهدوء انطلق بالسيارة نحو المجهول و بقي يجوب بالشوارع ، هو ينتظر منها مبادرة او رغبة في الذهاب لمكان ما ، اما هي فلا زال لسانها يعجز عن النطق...
حمحم بصوت مسموع و نظر اليها بطرف عينه
-أتريدين ان نذهب لمكان ما ؟
-امممم دعني افكر (وضعت اصابعها على ذقنها و بقيت تنظر لسقف السيارة ) اريد الذهاب الى نادي الرماية
-ماذا ؟ انه لمحترفي الاسلحة فقط ليس لرمي كرة او سهم يا صغيرة
رمقته بنظرة حارقة و قد تجمعت الدموع بعينيها
-من الصغيرة يا باسل ؟
- هههه حسنا حسنا سنذهب
بدت الفرحة متجلية على وجهها و بقيت تلصق وجهها بالنافذة بطريقة مضحكة الى ان وصلا ، نزلت تجري حتى انها تركت باب السيارة مفتوحة خلفها ، نزل باسل على عجل ليلحق بها قبل ان تتوه منه وعندما وصل اليها استدارت اليه بوجهه لا يوصف من الفرحة وامسكت بيده و هي تجذبه وراءها و هي تضحك بسعادة و تمتم بكلمات غير مفهومة ، وذلك المسكين وراءها قلبه يكاد ينفجر ضغطا و لكنه جذبها بقوة كي تتوقف وحدث ذلك
-مابك الا تريد الدخول لان يدك مكسورة
-توقفي عن التصرف كالاطفال و الا كسرت يدك يا حمقاء هيا اعتدلي
- (وقفت بطريقة رسمية ) حاضر سيدي الظابط
اختفت ابتسامته من وجهه عندما نادته بالظابط و اشتعلت عيناه بنار الحقد و الغضب و تمردت انفاسه مما جعل نسمة ترتهب لمنظره و هي تفكر فيما قالته علها تجد ما اغضبه ، ابعد يده عنها و مشا بهدوء في رواق النادي و هي بجانبه لا تفهم لما تغير فجأة ، وصلا الى ساحة كبيرة بها اناس كثر ، اختار لنسمة ذرعا واقيا و خوذة ثم امسك بالمسدس الذي كان يعشقه في فترة تدريبه و رماه لها
امسكته باحكام تتفحصه ، ذوق باسل رائع حتى في الاسلحة ، لكنها اول مرة تمسك بشيء كهذا و لا تعرف كيف تستعمله ..
-اتبعيني
-هاا !! حسنا
مشت وراءه الى غرف متعددة يدوي منها اصوات الرصاص دلفا الى واحدة فارغة كانت بها دائرة كبيرة حيث يحدد المتمرن هدفه
جلس هو على كرسي بالجانب و بقي ينتظر ما ستفعله بينما بقيت هي تحول نظرها من الدائرة الكبيرة اليه في استغراب ، ماذا ستفعل ؟
-هيا نسمة صوبي
-لا اعلم كيف
وقف ورائها و شدها من خصرها ثم من يدها التي تحمل المسدس و كان هو من يتحكم بها ، رفعها باتجاه الدائرة و همس بجانب اذنها
-القاعدة الاولى تنفس بعمق و لا تشتت نظرك ، القاعدة الثانية اضغط الزناد ببطأ و لا تتركه الا عندما تكون رؤيتك للهدف على خط مستوي ، القاعدة الثالثة اسكت ضميرك الجبان و اضغط بثقة
في رمشة عين كانت الرصاصة احدثت ثقبا قريبا جدا من وسط الدائرة . اسقطت نسمة المسدس بدون وعي و نظرت لباسل بفزع ، متى تعلم مسك السلاح و استعماله ؟ امعقول ان يكون مجرما هاربا ؟
رجع الى كرسيه و جلس بافتخار و هو يستمتع بنظرات نسمة التي تجمع مزيجا من الاعجاب و الخوف ، انخفظت الى الارض و حملت السلاح مجددا ، كانت كلما تصوب تخطئ الهدف و باسل يطلق ضحكة سخرية عليها الا ان ملت فطلبت منه الخروج
في الطريق كان كل منهما صامتا لكن قبل ان تنزل نسمة امسكها باسل من يدها مم جعلها تستدير له بخفة فوجدته قريبا من وجهها بشدة
-نسمة
-ماذا ؟ اريد الذهاب
-رقمك
-حسنا ********** تصبح على خير
-تصبحين على خير
وضع سيارته في المرأب و رجع للمنزل الصغير ، وجد السيد دايمون نائما فاخذ كوب حليب و خلد الى فراشه،
بقي يتقلب على فراشه ثم امسك هاتفه و نظر الى رقمها مطولا
في الوقت ذاته كانت هي بفراشها بعد ان تناولت وجبة خفيفة رفقة جدتها ، اخرجت صورته التي سرقتها و بقيت تنظر لها و تمرر اصابعها الصغيرة على وجهه ، بدأت تحس بذبذبات تسري في اوتارها و هي تتذكر كيف طلب منها الزواج وكيف امسكها من خصرها في النادي ، انها تضعف بقوة امامه ، لن تستطيع الاستمرار معه على هذا النحو ، اخرجت هاتفها و بقيت تعبث فيه ، لقد طلب رقمها لما لم يبعث اي رسالة ، فجأة رن بين يديها فاجابت على الفور
-الو من معي ؟
-.......
-الووو !
-........
-اللعنة
وهمت ان تفصل الخط لكنها سمعت ببرته
-نسمة
-باسل ! اهذا انت
-غبية ، كيف تردين على شخص مجهول
-آسفة ...انا
-كنت تنتظرين رسالة او اتصال مني هههه
-لا ليس كذلك... لقد كنت ...فقط انا ....تبا لك
-نسمة ( بصوت هادئ مغري )
- اجل ( كانت نبرتها ترتجف من توترها ، فاحصت ان قلبها اصبح بحبالها الصوتية ) ماذا تريد ؟
-فلنخرج غدا ايضا
-لا ربما يكون عندي اشغال ، اجعلها بعد يومين
-نسمة ( برجاء مصحوب باغواء)
-ح حسنا .. سانتظرك غدا
-ساصطحبك باكرا
-ليلة سعيدة..
اغمض باسل عيناه باسترخاء ، بقدر ما يريحه صوتها بقدر ما يجعله مجنونا بقي يفكر فيها الى ان ضاع بين احلامه و اجتازها الى مملكة النوم العميق
اما هي فوضعت يدها على قلبها لتهدأ نبضه العنيف ، ارتفعت حرارة وجهها بشدة و هي تسترجع نبرته في ذاكرتها ، حاولت ان تتخلص من شبحه لتنام سلام لكنه ابى ان يفارق ، فاظطرت ان تقضي ليلتها بصحبة من الاحلام الوردية برفقة بطلها الوسيم.

أنت تقرأ
احببت رهينتي
Romansaلن اصف لكم القصة ادخلو و اطلعوا عليها بانفسكم 😊😊❤❤ الكاتبة :ايمان والشيخ المحررة: مريم بومنكار لقراءة القصة على الفيسبوك التحقوا بالمجموعة : https://m.facebook.com/groups/192821757879546?ref=bookmarks حسابي على التويتر https://twitter.com/oucheikh...