الجزء 10

1.5K 26 2
                                    

في العاصمة الصاخبة دق ريان احد الشقق فخرج نيكولاس محمر الوجه عاري الصدر فعرف على الفور انه افسد له احد نزواته الصباحية و تأكد من ذلك عندما سمع صوتا انوثيا يناديه بالداخل
-انا مشغول يا ريتا ،احم آسف سيد ريان تفضل
-(يبتسم بخبث) لا عليك نيكولاس ولكن الن ترجع لزوجتك الاولى و ابنتك ؟
-(ارتبك نيكولاس و ضهر على وجهه ملامح تجمع بين الحزن و الحنين : حزن من زوجته التي تركته لانه متوسط ماديا و حنين لابنته ذات الخمس سنوات وقد نجح ريان في استعمالها كنقطة ضعف  لاستغلاله و توريطه معه )ارجوك سيد ريان لنناقش هذا مرة اخرى
-(وضع رجلا فوق الاخرى و ارخى رأسه فوق الاريكة الجلدية)حسنا نيكولاس لك ما شأت،هل من جديد في قضيتنا ؟
نهض نيكولاس و فتح دولاب به بعض الملفات اخذ احدها و مده لريان تعلو وجهه امارات الفخر و الاعتزاز فتح ريان الملف و قرأ محتواه و ابتسم بأريحية ، فانه لم يطلب بعد من نيكولاس ان يزوره باسمه لكن يبدو ان المحامي تروض على يد معلمه .
-ستصلك الدفعة بعد نصف ساعة في حسابك البنكي
-اشكرك سيد ريان ، من دواعي سروري خدمتك
خرج ريان يكاد يحلق في السماء من فرحته و كل سعادة الدنيا لا تكفيه . وصل الى مقر عمله و دخل يدندن و يصفر فتعجب لذلك كل المتواجدين ،فاين ريان ذو الوجه العابس المتهجم ؟
وقفت فيفيان من مكانها و حيته ببشاشة كعادتها ،لا طالما اعجبت بشخصيته لكن هالة الغموض المحيطة به تمنعها من الاقتراب منه
-صباح الخير حضرة الظابط(مدت يدها بآلية ببعض الاوراق البيضاء) هذا سجل اليوم سيدي
-(امسك السجل من يدها و اطلع عليه بخفة ) رائع فيفيان ، انت تتقدمين كل يوم ، يبدو ان المغفر سينير بشرطية فاتنة عن قريب ( وغمز لها بعينه اليسرى)
احمرت وجنتا فيفيان بشدة و تلعثمت في كلامها ففضلت الصمت و ظلت تحملق في الفارغ الذي تركه ريان خلفه غير مصدقة انه يغازلها لانه كان دائما يوبخها.
اتصلت بعدها بباسل لتعلمه بوصول ريان كما امرها ان تفعل كل يوم
- هاااي حبيبي ( اسندت ضهرها على الكرسي و هي تمسك باحد خصلاتها النارية ) كيف حالك؟
-(اجابها صوت انثوي)مرحبا انا حبيبة باسل من معي؟
-من انت؟ و اين باسل ؟
كانت تلك مجرد نسمة التي استيقضت فوجدت باسل يغط في نوم عميق بكرسي جوارها رفعت يدها لتحك رأسها فقيدها خيط موصول بها ،الآن فقط تفهم اين هي ،انه مستشفى و لكن ما الذي حدث ؟ تذكرت ما حدث عندما استيقضت هذا اليوم حتى قطع افكارها رنين هاتف باسل فقفزت متناسية تعبها و ابتعدت عنه قليلا فاجابت
-باسل نائم يا وزة لانه كان مشغولا معي هذه الليلة (اطلقت ضحكة ذات معنى)اضنك تفهمين !
هنا قطع الخط و اقتربت نسمة في هدوء تام من باسل و حاولت ارجاع الهاتف مكانه لكن ما ان وضعته حتى فتح عينيه كالصقر الجارح كانه لم يكن نائما ابدا
-ماذا كنتي تفعلين بهاتفي؟
-ص ص صببباح ااالخيرر
نهض و امسك بمعصم نسمة بعنف و ارجعه وراء ضهرها وهمس بجانب اذنها بصوت كالفحيح
-اياك ان تلعبي معي ايتها السافلة الصغيرة
صمتت نسمة عن الكلام و قد آلمتها يدها بشدة و هي نفس يدها التي اصيبت . انتبه باسل الى ذلك فنفض يدها كانه كان يمسك جرثوما و انطلق الى الخارج لم يلبث ثواني حتى رجع و جر نسمة وراءه و هي تتعثر من كبر خطواته فما كان جسمها الا هلاما امام جسمه.
وصلا الى سيارته و دفعها الى الخلف بعنف ثم انطلق بسرعة هائلة كسرعة جريان دمه بعروقه بعد كيلومترات قليلة توقف امام صيدلية و نزل يشتري الدواء الذي وصفته الدكتورة لنسمة، لكنه تذكر انه ترك ابواب السيارة مفتوحة فايقن انها هربت هذه المرة بدون رجعة ، خرج يسب و يلعن غبائه لكن صدمته كانت كبيرة عندما و جدها جالسة حيثما تركها في الكراسي الخلفية للسيارة لكنها كانت تنظر باعجاب لمكان ما .
نظر حيث تنظر فوجد رجلا يبيع "غزل البنات" احس برغبة عارمة بان يبتاعه من اجلها فذهب اليها
-انزلي
-ماذا ؟ اين سنذهب ؟
-قلت لك انزلي و اغلقي فمك
نزلت و مشت وراءه بخيفة فجأة امسكت طرف قميصه بكفها الصغيرة
-ارجوك انا لا اعرف اين اذهب لا تتركني هنا وحيدة
فتح فمه من الدهشة و احس ان قلبه يقرع كالطبول ، هل هي تحتمي به الآن ام انه يحلم؟
اهداها نظرة حانية لتطمأن و تسكن مخاوفها و انطلق بها الى بائع الغزل و اشترى لها واحدا كبيرا كما طلبت فبدأت تأكله بنهم و هما جالسان على الرصيف و البسمة لا تفرق محياها ،انتبهت لنضراته المسلطة عليها فرفعت القليلة من ما تلتهم امام فمه
-ماذا ؟ هل تمزحين ؟ انا لا آكل مثل هته التراهات
-ارجووووك فقط القليل ستحبها هيا ارجوك
وقف بحزم و هو ينضر الى الجهة الاخرى من الشارع ففعلت المثل ثم نادته بصوت عالي
-بااااسل
-(التفت بغضب )ماذا تري....
و كانت الحركة الموالية اصبعي نسمة داخل فم باسل
لم يدري اتلك حلاوة الغزل ام حلاوة اصابع شقيته
نزع يدها بجمود و هو يحاول تدارك الموقف اما هي فكانت في موقف لا يحسد عليه من الاحراج خاصة عندما لامست اناملها شفاهه الباردة سرت قشعريرة بجسدها و ارتعدت بشدة
-غبية هيا لنذهب

احببت رهينتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن