كانت نسمة تجلس بغرفتها ترتب خزانة ملابسها ورأت خفها الذي على شكل شبل صغير امسكته بيديها و بقيت تنظر له تتذكر يوم اشترى لها باسل الكثير من امثاله و عندما قاستها بقيت تجري بها و تمرح كالاطفال الصغار عندما تعطيهم السكاكر..
فجأة رن هاتفها برقم مجهول
-الو ! من معي ؟
-مرحبا آنسة نسمة ، انا محامي السيد ريان
-اه اجل .. هل من مشكل ؟
-ان سيد ريان يريد ان يراكي حالا
-(رفعت حاجبها) ولما لا يتصل بي هو و يخبرني ؟
-انه محتجز و لا يستطيع ذلك ..هل لي ان اصطحبك الى المخفر ...؟
-اووه حسنا ....ساكون جاهزة بعد نصف ساعة..
-الى اللقاء
ارجعت الخف الى مكانه و اخرجت ثوبا طويلا باللون العكري رفقة سترة جلدية سوداء و حذاء رياضي اسود ثم طرحة اختلط بها اللونان معا .
في هذا الوقت كان باسل يقف مع الطفلة "لارا" يمازحها الى ان رأى سيارة من الطراز الرفيع تدخل الحي فتعجب لذلك خاصة عندما توقفت بجانب منزل السيدة روزالي . بقي يتابع بانظاره ما يجري من بعيد الى ان رأى نسمة تركب مع ذلك الرجل الغريب بسيارته فتوجه الى مرأب الحي و انطلق بسيارته وراءهما .
بعد قليل توقفت السيارتان واحدة تلو الاخرى امام المخفر فانتظر باسل ان ينزلا ثم يتبعهما و ذلك ما حدث فعلا.دخلت نسمة مع نيكولاس الى غرفة محكمة الاغلاق حيث يوجد ريان
-ريان ما الذي يحدث ؟
-اجلسي اولا و ساشرح لكي كل شيء
-حسنا ...انا اسمعك
-قبل مدة اظطررت الى ان ازور اوراق الأرض التي ورثتها عن والديك و اجعلها في ملكيتي و قد بعتها لاحد شركات النبيذ كي تستغلها في زراعة العنب.
علقت الكلمات بحلق نسمة و لم تستطع النطق لكن ريان امسك يدها بحنان بالغ يحاول ان يستغل عطفها و طيبتها كي يصل الى مراده.
-سنصبح عائلة واحدة يا نسمة ، ام انك لا تثقين بي ؟
-لا ابدا (علت وجهها امارات الحزن) لن نستطيع ان نكون عائلة يا ريان
-لماذا ؟ ما الذي جرى كي تغيري رأيكي الآن ؟
-(ازدرت ريقها بصعوبة ) لقد حدثت لي عملية اغتصاب عند اختطافي
نزلت دمعة من عينها الزيتونية دون ان تشعر و انزلت بنظرها للاسفل لكي لا ترى نظراته المتهمة ..
-ماذا ؟ هل ما تقولينه صحيح ؟
والسكوت علامة الرضى ، فكل ما سمعته منه الآن هو ضربة من يده على الطاولة ، احست معها برعشة تسري في اوتارها ..
بعد دقائق خرجت تجري من المقر باكمله و الدموع تغشي عينيها فكانت ترتطم بكل من يكون بطريقها و كلمات ريان الجارحة تتردد في اذنيها "اعتبري علاقتنا منتهية آنسة نسمة او بالآحرى سيدة نسمة "
حاول نيكولاس اللحاق بها كي يرجعها لمنزلها لكنها كانت قد توارت بين المارة احست فجأة بيدها تجذبها بقوة ، فقد كان باسل الذي استمع لكل الحوار ، و بدون سابق انذار ارتمت على صدره تضربه بكفيها المرتجفتين و هي تقول
-لماذا ؟ ما ذنبي انا ؟ قل ما ذنبي ؟ هل يسعدك ما انا فيه الآن ؟ لقد بقيت معك كل تلك المدة دون ان اوجه لك الاهانات حتى ان السكاكين و الادوات الحادة كلها كانت امامي كل الوقت و لم افكر بايذاءك قط ..لكنكي قتلت روحي و اوجعت قلبي ..هل كل هذا الحقد بداخلك جعلك تستغلني وسيلة لاثبات قوتك؟ ليتك قتلتني و ما فعلت هذا ..ليتك ذبحتني و مسيتني ..
وسقطت بقواها على صدره تبكي بشدة ، فرفع يده يمسد فوق كتفها و لم يستطع منع دمعة تجمعت بعينه و نزلت من مقلته لتسقط على كتفها ، فتجمدت عضلاتها و توقفت الدماء بعروقها ، هل هو يبكي ؟ هل نزلت منه دمعة لاجلها ؟ يا الهي !!
لم يرد ان يظهر ضعفه امامها فامسك معصمها و ادار لها ضهره متجها نحو سيارته ، فتح الباب الامامي لكنها ركبت بالمقاعد الخلفية ، اغلق الباب بهدوء و ركب ثم تحرك بالسيارة نحو الحي ...بعد نصف ساعة توقف بجانب منزل السيدة روزالي و التف ينظر اليها بعينين اهلكهما الحزن و الشوق
-انزلي لقد وصلنا
تلاقت الاعين لوهلة فتبادلت الاحاديث الصامتة ، ربما كان عتابا و لوما ، وربما كان بثا للحب و الحنين ...
نزلت نسمة و تحس ان قلبها يعتصر و هي تراه هكذا رغم انه يستحق و قد زاد الاعتصار عندما رأت الطريقة الجنونية التي اقلع بها السيارة و السرعة الرهيبة التي سار بها ، فدخلت الى المنزل تود ان تبكي لكنها لا تستطيع فعقلها يمنعها بحجة ان باسل يستحق ما يحدث له على عكس قلبها الذي يحثها على الرق و اللطف.
وجدت جدتها تنتضرها لتناول العشاء معا
-اهلا اهلا ...اين كنتي طوال هذا الوقت ؟
واجهتها نسمة بنظرات حادة و جلست بمقابلتها على الطاولة المربعة المجهزة للاكل .
-لما لم تخبريني بامر الارض
-(اجابت بكل هدوء) امم من اين علمتي ؟ هل اخبرك باسل ؟
-لا ..لقد كنت في المخفر و علمت كل شيء من ريان بنفسه ؟
- وما رأيك بما عمله ؟ لقد قلت لكي من اول خطوبتكما انه يسعى وراء ملكية الارض فقد كان دائما يتحدث عنها و يتناقش معك بامرها ، وماذا ستفعلين الآن بعدما عرفتي نواياه السيئة ؟
-لا يهمني ...لقد انفصلنا
-اول مرة تفعلين شيئا صائبا ، ساتكلف انا بالقضية و اجعله يدفع ثمن ما عمله
-فلتذهبوا الى الجحيم ..سئمت منكم جميعا
وحملت حقيبة يدها الصغيرة و اتجهت الى غرفتها دون ان تزيد حرفا واحدا ، غيرت ملابسها و ضلت تفكر فيما آلت اليه حياتها منذ دخول هذا الباسل اليها ، انه ينتقم منها لا من ريان ...فهي من اصبحت جثة بروح ...حطمت كل احلامها و اسودت دنياها ، حتى عملها الذي حصلت عليه بمشقة كبيرة قد فقدته ..تذكرت ان باسل هو السبب و بقيت تلعنه و تسبه ...تردد في عقلها كلمات جدتها ،ماذا تعني بان باسل من اخبرها ؟ هل لهذا اصطحبته لوسط المدينة ؟ هل هو يعلم اذا بما يجري؟
بقيت الاسئلة تجوب في بالها حتى اتعبها التفكير فخلدت الى فراشها و نامت في الوقت الذي كان به باسل بنفس الشاطئء الذي جلس به منذ مدة في اول ليلة يختطف بها نسمة و اخرج سيجارته كتلك المرة و بدأ يدخن في شراهة لقد عاد الى هته العادة بعد ان الهته نسمة عنها ، لكنه يحس بانه بحاجة مفرطة لشيء يغيب عقله عن دماغه ، بدأت تساوره افكار كثيرة و قد غزى فكره الشيطان حتى انه فكر في التخلص من حياته فقام من مجلسه وقاد سيارته الى الجهة الاخرى حتى وجد جرفا عاليا فقاد سيارته بسرعة جنونية باتجاه الجرف ...
![](https://img.wattpad.com/cover/102588423-288-k486394.jpg)
أنت تقرأ
احببت رهينتي
Romanceلن اصف لكم القصة ادخلو و اطلعوا عليها بانفسكم 😊😊❤❤ الكاتبة :ايمان والشيخ المحررة: مريم بومنكار لقراءة القصة على الفيسبوك التحقوا بالمجموعة : https://m.facebook.com/groups/192821757879546?ref=bookmarks حسابي على التويتر https://twitter.com/oucheikh...