149 : || من يحتل قلبها ! ||

265 37 145
                                    

.:: الفصل مائة و تسعة و أربعون ::.

من يحتل قلبها !

..
..

أنهارت هاروهي بالبكاء ... لقد كانت تبكي بألم ... تبكي بحرقة لم يرى أسوما مثلها من قبل ... كان بكاؤها أقرب شيء للنحيب !

لم يتخيل أسوما و لو قليلا أنها قد تنهار بهذه الطريقة فظل ينظر لها مدهوشا بصدمة  ... كم آلمه رؤيتها بهذا الشكل ... أن تبكي بهذا التأثر ... من أجل تداسي ؟؟

كم حبها عظيم لهذا الـ تداسي ... و كم هو محظوظ بحبها !

لم يحتمل أسوما رؤيتها تبكي بهذا الضعف أمامه فسار ناحيتها ثم احتضنها و قال و في نبرته تسلل الحزن و الندم : آسف هاروهي ... أرجوك لا تبكي ... يؤلمني رؤيتك تبكين هكذا !

بكاؤها اتجاه تداسي جعله يشعر بندم غريب اتجاه صديقه تداسي ... كلماتها ترن في عقله ... هل حقا أجحف حق تداسي و لم يكن صديقا جيدا له ؟؟

تلك اللحظة راودته صورة تداسي في الصف حينما طلب من ميكوشيبا الذهاب للعيادة ... كان تداسي قد قال بانفعال و شيء من الرجاء : "أ تصدق الغريب و تكذب الصديق ؟؟ ... أ تستمع له و لوجهة نظره و تتجاهل الاستماع لي ؟؟ ... على الأقل استمع لي ثم خذني لمكتب المدير لست اعترض على العقاب و لست خائفا منه ... لكن اعرني أذنك كصديق !"

و بعدها مباشرة تذكر ملامح وجهه حين همَّ بضربه ... لم يكن ينظر له بحقد أو ضغينة بل كانت نظراته مزيج من الغضب و العتاب و الألم !

شعر أسوما أنه أخطأ في كثير من الأمور ... اخطأ بسبب بعض الأفكار الحمقاء التي طرأت على رأسه !

فقال لهاروهي و هو يربت عليها : هاروهي توقفي عن البكاء ... صدقيني سأتصرف في أمر تداسي ... لكن أرجوك توقفي !

لم تكن تستمع أو تعي ما يقوله فابتعد قليلا ثم أخذ يمسح دموعها و قال : صدقيني هاروهي لم أقصد أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

نظرت له بعينيها الدامعتين و قالت له بصوت واهن : أ ستنظر في أمر تداسي مرة أخرى ؟؟

قال لها مؤكدا : ما دام ذلك يريحك فسأفعل و أعدك بذلك !

فأمسك بيدها و سحبها لتقف من مقعدها : بصفتي رئيس مجلس الطلبة آمرك بالعودة لمنزلك ... فأنت متعبة و عليك أن ترتاحي !

سكتت ثم أومأت برأسها إيجابا ... هي فعلا متعبة من كل ما حصل لليوم فحملت حقيبتها و خرجت و هي تمسح دموعها ..

و من البعيد كان كاي يسير ببطء و كسل فلمح خروج هاروهي من مجلس الطلبة ... بدى من هيأتها أنها تمسح دموعها الأمر الذي أثار استغرابه فأسرع في خطواته ليلحق بها و حالما وصل إليها استوقفها : هاروهي !

رواية || تحدي الصعاب VIP II (١)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن