.:: الفصل مائة و تسعة و ستون ::.
مأوى !
..
..ندفات ثلج بيضاء هشة تتساقط من تلك السماء المظلمة الواسعة لتغطي العاصمة شيئا فشيئا بلونها الأبيض النقي.
و بتساقطها كان البرد يزداد أكثر و أكثر ... لكن معظم الناس الآن في بيوتهم يحتفلون معا بسعادة بليلة العيد هذه.
الطرقات هادئة ... ساكنة ... صامتة لحد كبير ... فالساعة الآن قد تجاوزت الثانية عشرة بعد منتصف الليل.
و على إحدى الأراضي التي أخذت تغطى تدريجيا بالثلج كانت هناك آثار خطوات رسمت على الأرض ... ربما كانت تلك خطواته الوحيدة التي طبعتها أحذيته فمن هذا الذي سيذكر المقابر في ليلة سعيدة كليلة العيد ؟؟
وقف أمام القبر الذي قصده ... قبر صديقه المتوفى ... يحدق فيه بشرود واضعا يديه في جيبي سترته ... و أنفه محمر من شدة البرد و أذنيه كذلك ...
لم يكن هناك أي متجر مفتوح يسمح له بشراء باقة ورود يضعها على ذلك القبر فزفر في هدوء لتتكون سحابة بيضاء حول وجهه من البرد و نطق : أشعر بالتجمد !
أغلق عيناه لفترة و أكمل : ما الذي كنت ستفعله يا كاورو إن كنت لا تزال على قيد الحياة ؟؟ ... هل كنت ستحضر لحفل الأغنياء المتكلف المقام في منزلنا ؟؟ ... أم كنت لتعارض ذلك أشد الإعتراض لتبقى معي ؟ ... أساسا لو كنت موجودا في حياتي ... هل كنت لأهرب من الحفل ؟؟ ... لا اعتقد ذلك بل أظنني سأبقى فيه من أجل رؤيتك ... من أجل قضاء الوقت معا ... و التحدث معا ... و مراقبة الحسناوات معا !!
مكث تداسي واقفا أمام القبر و قد توقف حبل أفكاره ... و ظل ينظر للقبر لكنه كان كالذي ينظر للفراغ ... ربما نظراته تلك عكست الفراغ داخل قلبه ...
لم يشعر بالوقت ... تناسى الشعور بالبرد ... حتى مسحت ندفات الثلج أثار قدميه التي كانت خلفه و التي تشير لحيث يقف ... و غطت رأسه و كتفيه بلونها الأبيض و ببرودتها الشديدة.
لحظات انقضت و تداسي يقف هناك و هو لا يعلم كم مضى من الوقت ... أ هي دقائق يا ترى ؟؟ ... أم تجاوزت الدقائق لتكون ساعات ؟؟
كان ثوب سوما الذي يرتديه أسفل السترة أقل ثقلا من ثوبه السابق و بما أن البرودة قد زادت أكثر فقد أحس تداسي رغما عنه بالبرد يتسلل إليه ... شعر بضعف عام في جسده فقد تناول كمية قليلة من الطعام لم تكفيه و شعور غريب بالغثيان بدأ يتسلل إليه يرافقه صداع طفيف ...
كل ذلك أرغمه على الجلوس بتعب و قال في نفسه : لا أصدق أنني أشعر بكل هذا التعب ...
أنت تقرأ
رواية || تحدي الصعاب VIP II (١)
Novela Juvenil.. «ألـمُ الجسدِ يــهونُ ألفَ مـرةٍ أمـــامَ ألـمِ الــروحِ». .. الجزء الثاني من رواية «تحدي الصعاب VIP».. الكتاب الأول .. .. 「 مكتملة 」 +15 تنويه: بعض الفصول قد تحتوي على تلميح لإيذاء النفس، ووصف للكآبة. الرواية رومانسية! يرجى قراءة «المقدمة» قبل ا...