54 : || ذكريات من الماضي (12) ||

282 38 25
                                    

.:: الفصل الرابع و الخمسون ::.

ذكريات من الماضي (12)

..
..

جلست الخادمة على كرسي بالجوار بينما أخذ كل من أسوما و سيسيليا يسيران على بساط الأوراق الساقطة في الحديقة بين أشجارها الكثيرة و الكثيفة و كانت كلها ما بين اللونين الأحمر و البرتقالي ...

أخذت تنظر للأشجار بسعادة بينما اكتفى هو بمراقبتها ... و قد كانت الأوراق تتساقط عليهما بين الحين و الآخر ...

كان الجو بينهما هادئا و لم يتحدثا كثيرا ... لكن تلك اللحظات هي من أسعد اللحظات التي عاشها أسوما حتى الآن ... مرت بهما نسمة باردة حملت معها بعضا من الأوراق فضحكت سيسيليا بمرح و قالت : الجو بدأ يبرد قبل أن نلحظ ذلك حتى !

حرك أسوما رأسه إيجابا فأبعد بعض الوريقات العالقة برأسها و هو يقول : يبدو أن الأوراق معجبة بشعرك ...

لاحظت سيسيليا من كلمته تلك وجود بعض الأوراق العالقة بشعره كذلك فرفعت نفسها ثم أخذت تبعدها عن شعره و هي تقول : و تحب شعرك البرتقالي بلا شك ...

لم يتوقع أسوما تصرفا كهذا منها فاحمر خجلا و أحس بإحراج لم يشعر به في حياته فقد كانت قريبا منه ... تركها تنهي إبعاد الأوراق و حالما فعلت استدار حتى لا تلحظ احمرار وجهه و قال مغيرا اتجاه الحديث : حسنا ... أ أعجبتك الحديقة ؟؟

قالت بسعادة : كثيرا ...

نظر أسوما للمتاجر أمامه و التي كانت متراصة و مجاورة لبعضها البعض و قد وجد كافيه و في الوقت ذاته يبيع الكعك و الحلويات على مرمى البصر ... ابتسم بعدما خطرت في باله فكرة فسحبها معه و هو يقول : تعالي قليلا ...

تعجبت من تصرفه و سارت خلفه فنظر لحيث الخادمة التي كادت أن تتبعهما فغمز لها و كأنه يطلب منها البقاء لبعض الوقت ... جلست الخادمة مكانها بينما دخلا هما الكافيه ...

كان كافيه هادئا للغاية و الأضواء التي تنيره من الداخل ذات لون أصفر خافت ... مقاعد الكافيه لها اللون البني أما طاولاته فقد كانت تحمل اللون البرتقالي ... فاختار مقعدا ثم أجلسها عليه و قال بابتسامة : أ لا تودين شرب شيء ساخن ؟؟؟

فكرت بحيرة و في النهاية طلبت القهوة فذهب و هو يقول : سأطلب منهم ذلك ...

قالت له باستغراب : و لماذا لا تطلب طلبنا من النادل ؟؟

أجابها : لأنني أود منه إضافة بعضا من المنكهات التي أحبها على قهوتي !

رواية || تحدي الصعاب VIP II (١)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن