57 : || ذكريات من الماضي (15) ||

281 38 37
                                    

.:: الفصل السابع و الخمسون ::.

ذكريات من الماضي (15)

..
..

نظرت هاروهي للخدم بجدية و قالت بترجي : رجاء ... دعوني أحدثه بانفراد ... سأتمكن بطريقة أو بأخرى إقناعه بفتح الباب ... أو على الأقل بالتخلي عن فكرة الانتحار !

تردد الخدم في الموافقة فهل عليهم الوثوق بطفلة فقالت لهم بعزم و نظرات جادة : أرجوكم ... لنصف ساعة فقط دعونا وحدنا !!

لم يكن بيدهم خيار سوى تركها فقد تتمكن بالفعل من إقناعه ... فتركوها و انسحبوا بهدوء ...

اقتربت هاروهي من الباب ثم قالت بصوت مرتفع حتى يصل لمسامعه : تداسي ... تداسي أ تسمعُنِي ؟؟

أحست أنه لم يسمعها فعادت لمناداته و هي تقول : تداسي أرجوك ... إذا كنت تسمعني فأجب على ندائي !!

حلت فترة صمت طويلة مما زاد من قلق هاروهي فطرقت الباب عدة طرقات و قلبها يرجف في داخل صدرها و عاودت مناداته ... في النهاية أتاها صوته و هو يقول ببرود : لما أتيتِ الآن ؟؟

ابتسمت بسعادة وسط تلك الملامح المرتبكة المتوترة و قالت : إذن ... أنت لا تزال بخير أ ليس كذلك ؟؟

فأتاها صوته من خلف الباب و هو يقول بغضب : لما أتيتِ الآن ؟؟ ... اذهبي فأنا لا أريد رؤيتك !!

قالت له بجدية : أود أن أحادثك وجها لوجه ... افتح الباب رجاء !!

قال لها بصوت مخنوق : لكنني لا أود الحديث معك ! ... اذهبي و اكملي مذاكرة اختبارك !

طرقت الباب و هي تقول بقلق وتوتر : افتح الباب و كف عن التصرف بهذه الطريقة ... لما تقفل الباب على نفسك أنا لا أفهم !!

قبل أن تكمل حديثها سمعت صوت حطام قوي أتبعها صوته و هو يصرخ بانفعال : و ما شأنك أنتِ بي ؟؟! ... ما دمت تهتمين بي لما رفضت قدومي ؟؟ ... كوني واعية لتصرفاتك و اهتمي بدراستك و دعيني و شأني !!

قالت بانفعال : تداسي أتيت لكي ..

قاطعها و هو يقول : اخرسي !!

و حالما أنهى جملته سمعت صوت ارتطام شيء ما و تحطمه ... هدأ المكان لفترة ثم سمعت صوته القائل بتهديد : صدقيني ... إن لم تغادري فسأرمي بنفسي من النافذة حالا !! ... اذهبي !!

سكت لمدة ثم تابع و هو يقول بألم : أعلم جيدا و أدرك تماما أنكِ لا تحبينني ... أعلم و أدرك جيدا أن لا أحد في هذا العالم يفكر بي أكثر من جدتي و كاورو ... ذهبا و تركاني و نسيا أخذي معهما !! ... لكنني سأسمحهما على غلطتهما هذه و سأكون من يلحق بهما ...

رواية || تحدي الصعاب VIP II (١)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن