164 : || وحدة. ||

236 33 76
                                    

.:: الفصل مائة و أربعة و ستون ::.

وحدة.

..
..

اشتد الشتاء على العاصمة ... و مضت الأسابيع في هدوء و ها قد بدأت إجازة العيد و رأس السنة !

أجل لقد اقترب العيد ... و أصبحت الطرقات مزينة بالأضواء و الأنوار الملونة المبهرة و أشجار الكريسماس.

و في الليلة التي تسبق ليلة عيد الميلاد كان الناس هناك و هناك يتزاحمون لشراء الهدايا و غيرها من الأغراض استعدادا للعيد ... و الفرحة و السرور و البهجة ترتسم على وجوههم.

جو السعادة يملأ المدينة و طرقاتها و شوارعها ... هذا ما كان يجوب في رأس تداسي الجالس على أحد المقاعد في أحد الطرقات ... يرتدي ثيابا ثقيلة لتقيه البرد الشديد و ينظر للناس أمامه يسيرون بفرح و سرور ... الكل يستعد للعيد و منشغل به

أصدقاءه هذه اللحظة يقضون الوقت مع عائلاتهم إما يجوبون بين الأسواق لشراء المستلزمات أو يقومون بتجهيز المنزل ... فهذا هو اليوم الذي يسبق ليلة العيد ... و لابد أن الجميع يود قضاء ليلة العيد و العيد في المنزل بسعادة !!

بالنسبة لمنزله أو بالأصح ... القصر الذي يعيش فيه فإن والده و عمه ينوون إقامة حفل ضخم لدعوة الأثرياء من أجل الإحتفال معا بحفلة راقية ليلة العيد ... لذا فإن التجهيزات قد بدأت منذ فترة و لا يزالون يعملون على تجهيز القصرين معا و فتح الباب بينهما ليكفي عدد الحضور من كل مكان.

تنهد تداسي تنهيدة عميقة و نظر لحيث قدميه ... كم يشعر بالوحدة ببقاءه هنا ... الجميع منشغلون بالعيد و أجواءه ... و قد نسوا تماما ماذا تعني هذه الأيام ...

نسوا أن في مثل هذا الوقت قبل عدة سنوات كان كاورو في المشفى يعاني الأمرين !

و من سيذكرها على أي حال ؟؟ ... بالطبع سينشغل الجميع متناسيين فقدانهم لشخص عزيز كان بينهم و حولهم !

رفع تداسي بصره لينظر إلى المارّين بعينيه الزرقاوين في هدوء ... يراقب ملامح وجوههم السارّة و المبتهجة ... معهم حق ففي النهاية هذا هو العيد و لابد لهم الشعور بالسرور !

زفر و وقف و أخذ يسير واضعا يديه في جيبي بنطاله ... حفلة الأثرياء المملة ستقام في ليلة العيد ... ليلة العيد التي لم يعد تداسي يشعر بالسعادة بها أبدا ... كاورو رحل من حياته للأبد و تركه وحيدا في ليلة العيد هذه ... لم يعد يستطيع أصلا الشعور بالسعادة مهما حاول !!

إنه العيد الثاني الذي سيقضيه وحيدا دون كاورو و جدته كذلك ... كم هو شعور مؤلم و حزين ... و وحدة فظيعة يشعر بها !!

رواية || تحدي الصعاب VIP II (١)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن