البارت24:جرح لم يندمل

68 9 1
                                    

اسرعت بنات خاﻻتي الي وقد قلقن من ردة فعلي تلك...رفعت رأسي لفادية وقلت ببرود مخيف:"ما الذي احضره الى هنا؟..اين هو الان؟"
فادية خائفة قليﻻ:"اااانه..انه ففي في غرفة الجلوس مع العائلة والضيوف"
اسرعت قبل ان تكمل جملتها لغرفة الجلوس فرأيته يجلس بين ابي وسوهو يبتسمون لبعضهم البعض...ثم رأيته يقبل يد والدي باحترام...صعد ما بقي من دمي لرأسي وصرخت في انفعال:"ما الذي تفعله هنا؟!"
تفاجأ الجميع والتفتوا الي اما سامي فلم يبد اي شيء غير انه ابتسم ووقف ليسلم علي قائﻻ:"مرحبا لينا...لقد زدت جماﻻ من اخر مرة رأيتك فيها..هههه...آمل انك اشتقت لي مثلما افعل.."
ومد يده...ضربتها بعنف ونظرت له وانا اقول صارة اسناني:"ستخرج من هنا ولن تريني وجهك..ا..ب.دا..ابدا هل فهمت؟"
وقف والدي وقال:"كفاك غضبا لينا ابنتي...ﻻ تصرخي هكذا هذا عيب"
انا:"وأليس ما فعله بي عيبا ايضا؟؟أنسيتم بسرعة ما حصل...اكرهكم جميعا!!!"
وقف سوهو ووضع يده على كتفي قائﻻ بالكورية:"اهدئي سوبين..الغضب لن يجد نفعا..ليس جيدا لصحتك.."
انا:"كيف اهدئ؟؟ما دام هذا الشيطان هنا لن اهدئ!!ولن ....."
وابدأ بالسعال بعنف ويخرج الدم من فمي واسرع للخارج وقد شعرت بالاختناق..ولحق بي ابي وامي وكل افراد عائلتي ما عدا الاكسو الذين لم يفهموا شيئا مما يحصل فهم ﻻ يتحدثون العربية
اراد سامي اللحاق بي لكن سوهو اوقفه وقال بالعربية:"توقف يا أخ...ليست بحال جيدة لتغضب..تفهم هذا..ايا من كنت.."
سامي بغضب"ها من انت لتتدخل؟"
سوهو:"انصحك بان ﻻ تعبث معي..او مع لينا افهمت؟..والان حافظ على كرامتك واخرج من هنا..."
اتت مريم وقالت:"سامي..مع السيد حق اذهب وعد حين تتحسن حال لينا...هي ليست بخير.."
فذهب قبل ان تنهي جملتها متألما...لم يكن يتوقع ردة فعلي تلك..ولحق الاكسو بي ليروا حالي فوجدوا جميع افراد عائلتي خارج غرفتي ولم يستطع احد الدخول فقد اغلقت الباب من الداخل..
ارتميت على السرير ورحت ابكي بصمت...
سوهو يطرق الباب ويتحدث بالكورية:"سوبيناه..عزيزتي افتحي الباب لي...سوبيناه..هل ستتركينني واقفا عند الباب هكذا ادخليني ودعينا نتحدث قليﻻ.."
انا اشهق بسبب البكاء:"ﻻ شيء...نت..نتحدث..عنه..اذهبوا واتركوني.."
سوهو متألما..يتحدث بالكورية:"حبيبتي افتحي..ﻻ اريد ان اراك هكذا..كلنا قلقون عليك..حتى فيفي قلق عليك..ووالدتك ايضا..افتحي رجاء.."
ﻻ رد..
ابي:"هل حصل لها مكروه؟..سأكسر الباب"
سوهو:"كﻻ سيدي..لينا تحتاج فقط لأن تكون وحيدة بعض الوقت..ﻻ اعلم من يكون ذلك الشخص او ما فعله لها..لكنه يبدو سيئا جدا...وتدخلنا الان سيزيد الامر سوء..لندعها ترتاح..ﻻ اظنها قد ترتكب حماقات فهي شخص عاقل..هيا ايها السادة..لنترك نجمتنا ترتاح قليﻻ"وعاد الجميع لغرفة الجلوس..
كاي بالكورية:"سوهو ساذهب لرؤيتها"
سوهو بالكورية:"كﻻ انقلني وانا ساتحدث معها"
سوهو بالعربية مع ابي:"سيدي صديقي يستفسر عن مكان الحمام"
فاراه له..ذهب سوهو مع كاي ثم انتقلا لغرفتي وخرج كاي وقد فتح الباب من الداخل..تقدم سوهو بضع خطوات من سريري ثم جلس عليه وقال لي:"سوبين...أتبكي الألماسة؟"
انا تفاجأت وانتفضت من مكاني وقلت:"سسسوهو؟!...كيف..؟..اه ايا يكن..انظر ﻻ استطيع حتى ان ابكي بشكل طبيعي...سحقا..سوهو...هل..هل انا فعﻻ سيئة؟..هل استحق ما يحصل لي؟"
سوهو:"سوبين..انت افضل واطيب واجمل واروع فتاة رأتها عيناي...انا احبك اعشقك بجنون...ﻻ تبكي فحزنك يطفئ شمعة حياتي ونار قوتي..حزنك يشعرني بالضعف...انا ﻻ شيء بدونك.."
انا:"لحسن حظي لدي شخص مثلك يحبني ويهتم لأمري فعﻻ..حتى عائلتي ﻻ تحبني مثلك..ارأيتهم كيف استقبلوه رغم انهم يعرفون باني ابغضه؟..ﻻ اصدق ان عائلتي تتصرف هكذا"
سوهو:"من يكون؟"
تنهدت وقلت:"جرح لم يندمل.."
وسردت له الحكاية
Flashback seven years ago:
التقيت به في الثانوية.كان عمرنا حينها 14سنة..فتى مشاغب كثير الحركة..دائم الابتسام..لكنه يواجه صعوبة في المحافظة على عﻻقاته بسبب مشاغبته...ﻻ يستطيع منع نفسه من ان يقوم بمقلب لأي كان..فتناقصت صداقاته..لكني ورغم ما يفعله بي اعجبت بحماسه ونشاطه ومشاغبته...احببته بصدق...وهو ايضا..هذا على الاقل ما ظننته...ذات مرة اثناء عودتي في المساء كنت امشي وحيدة حتى رأيته حزينا على غير عادته جالسا فاقد الأمل على مقعد في الحديقة...لم استطع منع نفسي من الذهاب اليه...جلست قربه وسألته برفق:"ما بمشاغبنا اليوم؟"
فرد ببرودة:"ﻻ..ﻻشيء...البتة!"
انا تظاهرت بالعتاب وقلت:"انا شخص ﻻ يقال له هذا الكﻻم...هيا ما الامر؟ارفع رأسك لأراك"
ورفعت راسه لأرى دموعا بعينيه وقال لي يحاول اخفائها:"اذهبي وانسي امري...كما نسي الكل..الجميع تخلوا عني.."
انا:"ﻻ لن اذهب..حسنا هم ﻻ يتحملون مزاحك..قد يرى البعض مزاحك ثقيﻻ..والاخرون ﻻ.."
تنهد وقال:"هه..من برأيك؟..انا فقط اتصرف على طبيعتي ليس ذلك مزاحا ثقيﻻ..كانت تلك تصرفاتي على طبيعتي..لكن ﻻ احد يريد رؤيتي على طبيعتي..ﻻ بد من الكذب لتعيش مع الناس..ﻻ استطيع الكذب..ﻻ استطيع لينا ﻻ يمكنني"
واصبح يبكي..بحركة ﻻ ارادية مني جذبت رأسه لاضعه على صدري وامسح شعره واقول مواسية:"ﻻ تكذب اذن...ابقى على طبيعتك..التي احبها...ان كان ما تفعله هو طبيعتك فابقى عليها...لكن احيانا عليك ان ﻻ تتجاوز حدودك مع الاخرين فهمت؟..امزح بمقدار وكن جادا بمقدار...خذ الامر باعتدال...لو ابتعد عنك كل من في الكون...لن افارقك ابدا.."
تفاجأ ثم رفع رأسه قائﻻ:"انا....احبك لينا"
فقلت بخجل:"وانا...ايضا.."
ومنذ ذلك اليوم اصبحنا ﻻ نفترق ابدا...اذهب لبيته ويأتي لبيتي حتى اعتاد اهل كل منا على الاخر...حتى بلغنا18سنة...ذلك اليوم الاسود الذي عشته..لن انساه ما حييت...كنت خارجة من المعهد مع احد زمﻻئي الذي اراد الذهاب معي لأعطيه كراسه...اعطيته ثم ذهب..اردت الدخول للمنزل فتفاجأت بشخص يمسك يدي بعنف ويصرخ:"كيف تجرؤين على السير مع فتى غيري؟؟..انت لي انا فهمت؟"
اعجبتني غيرته علي وابتسمت ووعدته ان ﻻ اكلم اي فتى غيره...
كان يومها عيد ميﻻده..كنت احمل هديته..صنعتها بنفسي...قميص  احمر بلون العنب صنعت واحدا شبيها له ارتديته حينها لنكون ثنائيا مثاليا...توقفت لأقطع الطريق..كان الوقت بعد غروب الشمس بساعة...بدا الشارع مخيفا نوعا ما...التفت فرأيته...ابتسمت وهممت باللحاق به لكني توقفت لأرى ذلك المشهد المأساوي...رأيته يقبل فتاة وهي تبادله...شعرت بانفاسي تنقطع ولم تعد ساقاي تقدر على حملي..اسرعت نحوهما وفرقتهما وصفعت الفتاة فسقطت..جذبني وقام بصفعي ايضا...تألمت كثيرا وعدت لمنزلي وكم بكيت ليلتها...كرهته وكرهت نفسي بشدة...رغم ان عﻻقتي به انتهت اﻻ ان عﻻقته بعائلتي ﻻ تزال قائمة...فهم لجانبه..ضدي انا...يظنونه على صواب ..فحسب رأيهم الذكور لهم الحق ولكن الفتيات ﻻ..لكني سئمت هذا الوضع و قمت بثورة ضد كل العادات والتقاليد التي كانت تكبلني..ثورة دامت خمس سنوات كللت بالنجاح وكنت اول فتاة من عائلتنا تسافر ابعد من20كم...سافرت لكوريا وعشت حياتي وعدت بعد ثﻻث سنوات..لأجد نفس العادات والتقاليد موجودة راسخة كجذور الشجرة العمﻻقة في ارض منزلنا...
End flashback

سوهو:"اذن...هذه هي القصة"
انا:"وﻻ احد يريد ان يكون لجانبي..ﻻيستطيعون...انا منبوذة..كأنني مقطوعة من شجرة...ليت اجلي يأتي بسرعة ليخلصني من هذا الظلم.."
لأول مرة ارى سوهو غاضبا..أمسك ذراعي بقوة ورأيت شرر الغضب في عينيه وحاولت كبت سيل دموعي..
سوهو بغضب:"ان كررت امنيتك بالموت العاجل اقسم انني ساقتلك واقتل نفسي...فهمت؟..ﻻ تكرريها ا.ب.دا.."
وصمتت قليﻻ ثم انفجرت باكية فجذبني وانامني على صدره انشج نشيج الطفل الصغير..مسح دموعي وقرب وجهي من وجهه شعرت بانفاسه على وجهي وهمس وفمه على فمي:"سوبين..ﻻتبك عزيزتي..احبك..سادعمك لاخر نفس"
وغبنا في قبلة حارة وحضن دافئ....
وبينما نحن كذلك اذ.....

آمل اني اكون شوقتكم
عجبكم البارت؟؟
تعليقاتكم
رايكم بالشخصيات واقتراحات للتعديل
ادعموني لاسير نحو الافضل

أنا وعشاقي الاثني عشر Me and my12loversحيث تعيش القصص. اكتشف الآن