كـ زهرة الربيع ..

10： حضن الغريب

: استحمي ثم غيري ملابسك و تعالي للأسفل

قالها خوا يان و هو يكاد يجعل أي لي تدخل داخل الجدار من قلة المساحة بينهما 

و .. حسناً أي لي تمنت حينها لو تنشق الأرض و تبلعها من العار
للحظة فكرت أن الآخر قد تذكرها أو أراد قول شيئاً ما مهما لها

اعترفت أي لي لنفسها أنها حمقاء حقاً و بجدارة حينما خطرت ببالها أن خوا يان ربما أراد استرجاعها أو الاعتذار لها

لم يهتم خوا يان لما فعله بقلب الفتاة التي تكسرت بسببه و خرج من الغرفة

بمجرد ما أغلق خوا يان الباب خلفه
حتى سقطت أي لي على الأرض بألم

ألم شديد و خيبة

صورة خوا يان عندما أعلن أنه يمتلك خطيبة و كيف أنه أعلن ذلك بشكل متعالي لازال يتردد في عقلها باستمرار

لم تستطيع أي لي كبح نفسها عندما ساقطت دموعها على وجنتيها بحرارة حارقة
و ضمت نفسها بقوة و محاولة كبح شهقاتها اليائسة عندما علمت أنها لن تستطيع التوقف عن البكاء حتى لو أرادت ذلك
فضلاً عن أنها حقاً بحاجة للبكاء

كانت دائماً ما تضع أعذار له
كانت تضع و لازالت تضع آمل على رجوعه لها بعدما مرت تلك السنوات
كانت تتخيل موقفه حينما يعلم بوجود إبن له
كانت تفكر ما أول شئ يقولاه عندما يتقابلا مجدداً

هل سيعتذر لها على تركها ؟
هل سيشرح لماذا قام بتركها ؟
هل سيسألها عن حالها ؟ 
هل سيضمها و يخبرها عن أن كل شيء مضى و أنه رجع لها ؟
هل سيفرح عندما يرى ابنه ؟
ماذا سيكون ردة فعله حينما يراه ؟
و ماذا سيكون ردة فعل شياو خوا حينما يرى والده لأول مرة ؟

رغم أنها تضع آمل كبيرة للرؤيته مجدداً
كانت تضع أيضاً لنفسها بعض الحقائق المؤلمة ربما ستواجهه عندما تراه مجدداً

ربما حاولت خلال هذه السنوات أن تنساه و تبدأ حياة جديدة
و بالطبع كانت هذه فكرة سخيفة
لأنها تعلم أنها لن تستطيع فعل ذلك

لكن على الأقل هي جعلت من نفسها شخص حديدية لا تبكي و لا تظهر ضعفها لبقية البشر
كما حاولت أن تكون شخص لا يهزه العواصف و الأمواج

لكن برؤية الشخص الذي تركها يقف أمامها مرة أخرى شعرت كما لو أن كل ما فعلته خلال تلك السنوات قد تهدمت

دموعها بدأت تعود لها كما كان حالها قبل عدة سنوات عندما اختفى فجأة دون قول لها وداعاً حتى
أصبحت هشة سريعة البكاء من جديد

أربع سنوات من جهادها الجسدي و النفسي و المعنوي سقطت بسهولة أمام حبيبها و والد طفلها رؤية

كانت متأكدة من أنه سيصبح غنياً عندما تراه مرة أخرى
لأنها تعرف مقدار ذكاء و قدرة خوا يان تماماً