30: شياو خوا نحيف ؟!

4.3K 393 59
                                    

ابتسامة مشرقة للغاية تكاد تجعل المقهى بأكمله تشع بفضلها !!
لكن في الحقيقة صاحبها الآن غاضب للغاية لدرجة ربما يستطيع كسر فك أحدهم من الغضب ، هذا هو سيو يين الذي أحضر الإثنان للمطعم و أصبح الآن كما لو أنه يجلس بين اثنان من الموتى الاحياء !!!

في بداي الأمر رفضت أي لي ركوب السيارة معهما و أعني بالتحديد بسبب خوا يان  

لقد كانت نفس السيارة التي طردها منها وسط الشارع تلك الليلة مما سببت لها بعض الذكريات البغيضة 

ثم لأجل ألا يسوء الأمر أكثر استأجرت أي لي تاكسي و تبعتهما 

خوا يان كان منزعجاً من ذلك بشدة لكنه ضم شفتيه بين أسنانه يمنع نفسه من تفوه كلمات لا داعية لها و سيو يين ألقى نظرة عرضية عليه قبل أن يرجع تركيزه للطريق

من الواضح أن لسانه يصبح سيئاً للغاية حينما يتحدث مع أي لي 
لا يعلم هل هي حساسة أو أنه حقاً وقح 

ففي كل مرة يتحاوران سينتهي بهما المطاف متخاصمان ! 

و أخيراً عندما اجتمعوا على طاولة الطعام كان كلاهما صامتان و هالة ثقيلة تحوم حولهما 

أي لي التي كانت راغبة بإعطاء الأمر فرصة وجدت أن الأمر لم يكن سهلاً كما توقعته ، رغم أن سيو يين اخبرها أنه فقد الذاكرة و لديه أسبابه إلا أنها لازالت تشعر بحاجز بينهما
خصوصاً عندما يتجنب خوا يان نظراتها أو ينظر لها بغربة و كأنه لم يعرفها ذات مرة أكثر من نفسها 

نظرة الغربة بداخل عيناه تجعلها تتحطم لآلاف و ملايين من الحطام الغير قادر على جمعهم مهما حاولت 

خوا يان لا يعلم لماذا يشعر بمشاعر غريبة كلما رأى أي لي أمامها أو حتى ابنها 
حقيقتاً هو لا يتذكر الكثير من الماضي لكنه متأكد أنه منذ أن أصبح لديه ذكريات واضحة في عقله لم تكن أي واحدة منهم محملة بالمشاعر لأي شخص كان ،، نستثني من ذلك مشاعره للعمل ،،

أحضر النادل ثلاثة صحون من شريحة لحم البقرة مشويه عليها صلصة حارة مع القليل من طعم الحلو 

و رتبهم بشكل جيد أمام كل واحد منهم ثم تمنى لهم اكلاً هنيئاً و ذهب 

أي لي و خوا يان ، لم يمد أي أحد منهما يده و لم يبدي على أي أحد منهما الرغبة بتناول شريحة اللحم أمامهما
و سيو يين قد اكتفى من صبره حقاً لذا سحب يده من تحت ذقنه و طرق الطاولة بسبابته بشكل سريع مصدراً أصواتا جذبهما من عالمهما الخاص 

نظف حلقه عندما جذب انتباههما ثم تحدث أخيراً :
نحن اتينا لتناول الطعام حسناً ؟ لذا حاول أن تسحبا هالتكما الخانقة يارفاق ! 

لازال مبتسماً لكن بغضب قليلاً

أي لي و خوا يان فكرا بنفس اللحظة ألن يؤلمه فمه و وجهه من كثر ابتسامته ؟ 

كـ زهرة الربيع ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن