#ايلين :
كانت عقارب الساعة تصدر نغماتها الكئيبة وكأنها تعزف مقطوعة خاصة بها بلا توقف وتوقف كلا عقربيها على الرقم اثنا عشر ، تسلل ضوء خافت من مكتبي الخشبي لينير جزء بسيط من الغرفة الغارقة في الظلام الدامس القيتُ نظرة على والدتي فرأيتها من موقعي نائمة بسلام متغطية جيداً وكالعادة قربها قدح من الماء في حال ما استيقظت من نوبات كوابيسها تلك . اما انا أخذت أحدق في انعكاسي البائس والذي لم يظهر منه الكثير مع ذلك التقطت عيناي كل تلك الألوان والكدمات المختلطة بأنسجام مخلفة هضبات قوس قزح على ملامحي فلويت شفتي التي تخثرت دمائي على طرفها ساخرة لأردد لنفسي وانا اتلمس وجهي برفق :
-لا أضرار حقيقية هذه المرة .
نهضت بظهر مقوس أقاوم الم ينغزني كسيف قاطع ينحر بمعدتي اثر ركلة من ركلاته الأسطورية المعتادة عليها لأجلس على الكرسي ببطء واضعة رأسي على مكتبي لتتدفق ذكريات كل ما هو بائس حصل لي في الأشهر التي مرت بسرعة البرق كل ما اعلمه اننا في الشهر التاسع وغيرها لا اعلم الكثير ! اَي يوم هو اليوم وما هو التاريخ فأصلاً لم يعد يهم .
عاد شبح طيف من ذكرى في الأشهر التي مضت حيث حصلتُ على قبلة حبي الاولى ! حب اقنعتُ نفسي انه موجود في مكان ما داخلي وما علي سوى البحث عنه ومن المفروض ان ننتقل انا وعائلة خطيبي مسعود الحظ الى مكان اخر هرباً من والدي الذي عاد محطماً تلك الأماني ومن كلام الناس الذي افسد سمعتي اكثر مما هي فاسدة ! ولكن ليست هذه الأسباب التي حالت دون ذلك بل الكثير والكثير منها انني خُدعت للمرة الثالثة على التوالي ! وَمِن من ؟ من خطيبي ورفيق طفولتي !
وقتها اعترف سليم بحبه لي لا زلتُ اتذكر اننا كنّا في المطبخ حيث ركز عينيه في عيناي فجأة بعمق ، إمساكه لخصري على حين غرة بين ذراعيه ليلتقف شفتاي بقبلة شغوفة! والنتيجة كان عرض درامي حضرته امي وأم المحروس ! وبعدها انحنى على ركبتيه كما يحصل في المسلسلات التي أدمنت مشاهدتها تلك الفترة ليخرج خاتم بسيط التصميم وضعه في إصبعي غير آبه بتلقي اَي رد مني وفِي الْيَوْمَ ذاته وبعد جلسة عائلية قررنا ان تكون الخطوبة الرسمية في الشهر الثامن ولن نتزوج الا بعد دخولي للجامعة ، ثم اخذه الحماس لينشر الخبر بين معارفه وراح يجهز المنزل والاثاث ببطء يساعده أصدقائه المقربون !
وانا كنتُ أعيش احلام فتاة وردية احبها احدهم بصدق وتقدم لها لتنهار آمالي عند اقدام نسوة الحي وكثرة النميمة والرغي المتواصل عن كوّن عائلتنا مشبوهة خاصة حينما فضح سليم نفسه بأقتياده نيفين بتلك الطريقة الرعناء الى المجهول ، وبعد ان مرت فترة من المواعيد الغرامية والمكالمات الهاتفية ومحاولته لأقتناص بعض القبلات التي كنتُ ارفض إعطاءها له بسبب حياء فتاة عذراء لم تدنسها انامل الحب ، حتى ظهرت مقاطع نيفين على السطح وكُشفت الكذبة التي لفقناها وبعدها ولأن الحياة لربما قررت وضع حد للسعادة المزيفة التي منحتني إياها فقد عاد والدي بلمح البصر عاصفاً بِنَا كالإعصار ووقتها انا وامي اندهسنا تحت قدميه وبالرغم من محاولاتها المستميتة لحمايتي الا انني تلقيت من الضرب ما تلقيت حتى تدخل سليم بطلي المغوار حينئذ !
المنطقة كلها تشاهد بصمت كونها اتهمتنا انا وامي بالعهر وان ما يقوم به والدي هو عين الصح وكأنه يغسل عاره وقد تقرر تزويجنا انا والبطل بسرعة وبالطبع وافقنا بعدما جلس معه متفاهماً بصعوبة فمنذ متى والثور يستمع ؟
طبعاً حطم هاتفي ورمى قطتي بعيداً حيث لا اعلم الى أين غير ان خطيبي المحروس اخذها مخبئاً إياها عنده .توالت ايّام سوداء بمعنى الكلمة علي بعدها حيث انشغل سليم بعمله وكنتُ انا في وجه المدفع احاول الدفاع عن والدتي بذراعي البائسة وبأرتجافي كجرذ قذر ! وبالطبع لا خروج من المنزل وكل ما نكسبه من مال يحويه جيبه وفوق ذلك عاد للسكر وكما يقولون عادت المياه لمجاريها ! وكان يستقبل أشخاص لا نعلم عنهم شيئاً فكان يقفل علينا باب الغرفة ليتناقش معهم ويسدد جزء من دينه ، كان روتين اعتدنا على العيش فيه ، ما عدى ذلك الْيَوْمَ الأسود الذي غير بي الكثير والذي اشعر بنفسي ممتنة لحدوثه لأتغير وأصبح ما انا عليه !
لم يكن جلادنا في المنزل وكانت هذه فرصة مناسبة لأخرج بعد دفعات تشجيعية من والدتي للتوجه نحو منزل خطيبي الذي لم اره منذ مدة وما ان استقبلتني عمتي في الأحضان حتى صرحت لي بأنه ذهب لصاحب العمارة لكونه أراد لقائه ، ذهبت ووجدت العنوان فهو خلفنا مباشرة ، عمارة صغيرة من ثلاث طوابق ! صعدت في الطابق الثاني حيث العنوان المذكور شقة رقم خمسة وعشرون فأصلاً عدد الشقق فيها قليل حالها من حال المستأجرين ، كان الباب مفتوح فدلفت ابحث عن سليمي بعدما اسلمتُ بأنه ملكي كما انا ملكه وتوقعتُ إيجاده برفقة صاحب العمارة .
الشقة جيدة لا بأس بها أخذت أفكر هل سنعيش هنا ؟ ربما مؤقتاً ، وصلتُ لغرفة النوم لتصدر تأوّهات شلت عقلي ! فقال عقلي بكل سذاجة " هل تعرض سليم للخطف والاعتداء من قبل صاحب العمارة !" فتحتُ الباب بحركة سريعة وانا أتمنى ان اجده مقيد الأغلال يطلب مني المساعدة لأتصل بالشرطة ونقبض على مختطفه المنحرف !
ولكن يا لها من أمنية تافهة ، وقف عقلي امام منظر لم أتوقع يوماً أني سأقف أمامه ولو بأسوأ أحلامي ! سليم عاري الصدر يحتضن بين ذراعيه نيفين المتجردة من كل شيء لا يستر اَي هندام عورتها واحمر شفاهها متوزع بنهم على شفتيه ورقبته ! طالعاني بصدمة وانا فعلتُ المثل ولَم اشعر بدموعي التي أخذت تسيل برفق وكأنها تشاهد المنظر المقرف أمامها بتمعن وهي تلسع في طريقها جروح وجنتي الحديثة بفعل لكمات والدي العزيز !
منذ خروجها لحد الان وهي تفسد كل ما يخصني كأنني اخرجت فأر قذر من الحبس فبات يعبث بكل ما تطاله يديه ملوثاً إياه ، ورفيق طفولتي وخطيبي الموعود وزوج المستقبل والذي لطالما حذرني ونهاني عنها ها هو الان بين يديها ويبدو راضياً وسعيداً !
قادتني قدماي للخارج لا اعلم الى أين وكل ما يردده عقلي هو " ادهم " كأنه ظهر في عقلي مجدداً بعد انقطاع دام مدة من طرفينا وما ان وقفت امام باب الفيلا خاصته استقبلني رجل عجوز قائلاً انه انتقل هو وعائلته الى محافظة اخرى ! وكأن القدر كشف عن جميع اوراقه وأراني انني وحيدة بلا سند ، ساذجة وغبية سهلة الخداع !
وبعد هذه المفاجآت الجميلة استقبلني والدي العزيز بشد شعري وجري للداخل بالبداية لم أكن واعية بما يلوحني من ضربات ولا بذراع والدتي وهي تغلفني دافعة إياي نحو جسدها حتى غلا دمي وانطلقت نحوه وأول ما فعلته هو صراخي عليه بلا كلمات فقط اصرخ بعلو وبغضب لأخدشه بأظافري كالمجنونة أشد شعره وما تطاله اناملي غير مكترثة بما يحل بي من ضربات !
ليلتها لم أنم بسبب الالم ولكن الم قلبي كان أقوى وأول ما فعلته هو انني رميت ذلك الخاتم بالقمامة وقصصت شعري حتى لم تبقى شعرة فوق رأسي ، مضت ايّام بعد إعلاني لفسخي خطوبتي بلا مبررات مما قطع علاقتنا تماماً بالمحروس وأمه والتي لا ذنب لها فيما حصل فأصلاً هو لم يريني وجهه بعدها ، وانا ولأول مرة واجهت بها والدي العزيز اصبح من الاعتيادي ان نتبادل الشتائم واللكمات من ساعات الصباح الاولى لحد منتصف الليل !
ولت تلك ايلين الهزيلة ذات العقل الساذج والشخصية الضعيفة والآن انا " ادهم " اسميتُ نفسي بهذا الاسم قولاً وفعلاً فصوتي يعلو صوت والدي العزيز بمرتين ، وجدت متنفسي في الطعام ليزداد وزني واحصل على ذراعان قويتان اساعد بهما والدتي في حمل الأشياء الثقيلة ! اضافة الى امر اخر احترفته الا وهو السرقة !
اسرق من والدي العزيز بنسبات معقولة بحيث لا يشك بشيء ووصل الامر بي الى اختلاس ما عنده وهو نائم في جحره واخبئ ما احصل عليه في مكان سري بعدما اخرج لساعة محددة من الْيَوْمَ .
رفعتُ رأسي كمن لبث سنين عجاف وهو نائم بعدما وصل الالم بي حده وكل ما فعلته هو الذهاب الى الثلاجة وتناول الطعام فبات كالمخدرات في وضعي هذا ، أحياناً يصل بي الامر الى تناول ثلاثة أطباق !
جلستُ في المطبخ أفكر بطريقة لكسب المال خاصة بعدما سحب والدي العزيز ملفي من المدرسة واجلسني عنده حبيسة المنزل ، مررت يدي بين خصلاتي التي قد طالت قليلاً حتى حل الفجر وتمركزت الساعة على الرابعة صباحاً !
عادة ما أبقى مستيقظة لأيام متواصلة بلا نوم أفكر وأفكر واصل في النهاية الى حائط مسدود ، انا يمكنني التحمل وكأنني ثور تم تعويده على الجلد ! اما امي فبطبيعة قلبها الرهيف فأن لم تفارق الحياة بسبب الضرب ستفارقها بسبب الهم والغم !
انتظرت عقارب الساعة حتى نزلت بكل بطء على الخامسة لأخذ حمام منعش واقرر صنع الفطور لأميرتي النائمة ! اعتدتُ التغزل بأمي وتدليلها كي تخرج من محيط كآبتها فأصبحت لها الابن الذي لم تلده .
انتهيت وأخيراً من صنع فطور ملكي يليق لصاحبته لأخرج نحوها دالفة الى الغرفة وعيناي تراقبان الدواء الموضوع على الطاولة قربها ، لقد أدمنت دواء معين يستخدمونه في علاج الأمراض النفسية وهذا السبب لوحده كافي كي اسرق من اجلها وبالطبع نسيتُ اهم نقطة في خضم ثرثرتي مع عقلي هو اننا انتقلنا! بعنا ذلك المنزل البائس ناقلين أثاثه الى منزل اخر يشابهه من حيث التصميم في منطقة لا يعرفنا فيها احد ! وطبعاً لا احد يتدخل بِنَا أو بأصواتنا العالية ولا بمشاهد المصارعة الحرة بيني وبين والدي العزيز الذي يستقبلني عند الباب حينما كنتُ اخرج عند الفجر لتخبئة ما أسرقه !
ايقظتها برفق لتفتح جفنيها لألحظ الورم وتلك الاثار قد أصبحت اخف فزوجها الحبيب اتخذني بديلاً عنها ككيس ملاكمة ! أو ربما ككلب حراسة يستمتع بمناوشته ! لا احد يعلم مالذي يفكر به والدي العزيز.
منحتها وقتاً لتغتسل لتدلف للمطبخ لأقترب منها حاملة وردة مقبلة إياها على وجنتها :
-صباحُكِ عسل يا أميرتي .
ابتسمت تلك الابتسامة الجميلة مجيبة :
-صباحكِ نور يا عزيزتي .
وضعت الوردة في شعرها قائلة :
-عزيزي يا امي وليس عزيزتي لا يجب ان تكلمي ابنك الوحيد هكذا .
انشغلت بتقطيع البيض المسلوق لتصمت هي بوجوم لا تزال لحد الان ترفض فكرة تحولي الى ذكر ! فحتى صوتي بات اكثر خشونة عن سابقه لأتذكر فوراً كورت وكأن هناك شبهاً بيننا !
وصلني صوتها المتعب بعدما جلست قربها ووضعت صحنها أمامها اصنع منه لقمة لأطعمها :
-لقد نفذ دوائي يا صغيرتي هل تستطيعين جلب المزيد لي أنتِ تعلمين انني لا أستطيع العيش من دونه .
ثم ارتشفت القليل من شاهيها لأحدق نحوها بحاجب مرفوع قائلة بخيبة أمل مصطنعة :
-ظننتكِ لا تستطيعين العيش من دوني انا وليس تلك العلبة البائسة .
ضحكت كعصفور رنان لتنقشع عنها هالة الكآبة والتعب لتمسد وجنتي المزرقة قائلة :
-وكيف لا أعيش بدون فلذة كبدي اموت من دونكِ لو غبتِ لحظة .
احتضنت كفها مقبلة إياه معلقة على كلامها :
-وادهمكِ هذا لا يقوى على العيش بدونكِ أيضاً .
أطعمتها بيدي حتى شبعت لتتكفل بغسل الأواني وانا بحثتُ في عرين الضبع لأجده غير موجود فخرجت حاملة احدى علب دوائها الفارغة بعدما ارتديت بنطال اسود وقميص وسترة وقبعة بذات اللون فجميع ملابسي هي ما أرتديه فقط اضافة الى ملابس منزلية رجالية تتمثل ببيجامتين وملابس داخلية ، توجهت ناحية منتزه قريب فسلكته حتى وصلتُ الى شجرة منعزلة تطل على بحيرة لأحفر بجانبها مخرجة كيس قماشي صغير يحتوي على أموالي الثمينة اضافة الى هاتف لا زلتُ لحد الان أسدد ثمنه واليوم سأسلم الدفعة الاخيرة .
بعدما أخذت مبلغ مناسب اعدتُ طمرها ما ان خرجتُ حتى توجهتُ نحو الصيدلية لأشتري الدواء ثم الى محل الهواتف الذي يبعد عنها بشارعين وها قد انتهيتُ من تسديد ديني !
وضعتُهُ في جيبي لأجد ذلك الشاب المريب ! يبلغ حوالي عشرون سنة نحيل بشعر اسود وعيون خضراء مزرقة داكنة ذات طرف ناعس يرتدي ملابس أشبه بملابس المشردين ! دائماً أراه هنا وهو يتجول بين الأزقة ولأنني أراقبه منذ أسبوع قررتُ ان اتبعه . أخذت أتحرك وراءه بخفة وهو يتجول داخل الأزقة حتى التقى بمجموعة كبيرة من الشباب يناولونه اكياس شفافة ليخبئها في جيبه ! ثم تحدثوا عن أمور لم أتمكن من سماعها لكونهم بعيدون عني كلما وصلني هو " رهان " و" فليقاتل جيداً " وثم ربت على ما يبدو زعيمهم على كتفه ليرحل من طريق اخر وانا وراءه ما ان وصل الى منطقة معزولة حتى شددتهُ من ياقته احصره على الحائط لتقابلني عينيه الفزعتين !
تحدثت بنبرة تهديدية اصر على أسناني :
-من كان أولئك ومالذي اعطوكَ إياه وما هو الرهان ؟
ابتلع ريقه متحدثاً بتقطع :
-لا يُسمح لي بالحديث .
لكمته على انفه ليسقط أرضاً مستقبلاً ركلة قوية على معدته لينكمش على نفسه فعاودتُ رفعه لينظر نحوي بهلع واحدى عينيه قد تورمت جراء لكمتي ليعترف فوراً وبلا مقدمات :
-انا كل ما افعله هو توصيل الطلبيات لا اعلم شيئاً عن اَي شيء !
-اَي طلبات وضح اكثر !
خزرته ليتحدث ملتقطاً انفاسه بصعوبة :
-مخدرات .. انها طلبيات مخدرات أوصلها الى مجموعة معينة واستلم اموالها لأرسلها لأصحابها .
-ماذا عن الرهان والقتال ؟
أخذ يلهث انفاسه ليتكلم وقد تمكن منه الخوف :
-قتال شوارع ، اسياد القبو يقيمون قتال شوارع كل ليلة أربعاء والمجاميع التي تعمل هناك تشارك بمقاتل واحد ومن يفوز يربح أموالاً طائلة لا تعد كما انه يصبح المفضل وقد تشتريه مجاميع اخرى أقوى وهكذا .
-وماذا بعد ؟
-لا يوجد شيء المجموعة التي اعمل عندها لم يجدو احد لذا كلفوني بالذهاب وإيجاد واحد !
-وهل سيسقط لَكَ من السماء !
قلتها ساخرة لتدور مقلتيه بتوتر حينها تركتُ ياقته ليسئلني وهو يعدل هندامه :
-من أنتَ ؟
لويت شفتي بسخرية وأخيراً وجدتُ ضالتي لأعدل قبعتي قائلة :
-المقاتل الذي تبحث عنه .. ادهم .
فغر فاهه بدهشة وسعادة وانا حدجته بنظرات ثاقبة من كان يتصور ان هذا الهزيل سيكون بمثابة كنز بالنسبة لي !يتبع .........
" القاعدة الثالثة عشر "
" اصقل نفسك وغيرها وان عنى ذلك ان تصبح مسخاً لتواكب الوجه القبيح للقدر "

أنت تقرأ
براءة مُدانة
Детектив / Триллерخُلقتُ بشراً فجعلتوني شيطان وها أنتم تدفعون الثمن غالياً آيلين & أدهم الغلاف من تصميمي