Chapter -1

15.3K 151 21
                                    

يوم الثلاثاء ( 2019/2/12) :
الساعة : (12:00pm):

كان يقطع الطريق الخالي من الناس بخطى مترنحة يمسك زجاجة الخمر بيده اليسرى ويتجرع منها كميات كبيرة كل ثانية تقريباً حتى فرغت تماماً حينها القاها على الارض بقوة فتكسرت الى قطع صغيرة أسفل قدميه ليدعسها ويمضي في طريقه ، انطلق لسانه ليسب ويشتم كالعادة سواء بسبب او بدون حتى وصل الى منزله حيث وجد أنواره مطفأة حينها وقف امام الباب يحدق اليه بأعين شبه مغلقة ليتكئ عليه بجسده طارقاً اياه بقوة صارخاً بأعلى صوته بثمالة :
-اين أنْتِ يا أمرأة  ؟ هيا افتحي هذا الباب اللعين حالاً .
ثم انهال بالسب والشتائم لتُنار الاضواء وتلا ذلك فتح الباب حيث ظهرت من خلفه امرأة أربعينية ما ان أدخلته حتى أقفلت الباب خلفه وأسندته على كتفها حتى اوصلته الى الأريكة وهي تسمع منه سيل الشتائم الذي لم ينقطع منذ مجيئه تركته متجهة الى المطبخ لتعود له بكأس ماء ليروي ظمأه بعدها انطلقت الى احدى الغرف بجوار المطبخ لتعود بعد لحظات وهي تحمل وسادة وغطاء ثم ساعدته على خلع حذائه ليتمدد على الأريكة وتقوم بتغطيته لتتركه متجهة الى غرفة النوم . ما ان دلفت الى الداخل حتى وجدت ابنتها ذات الستة عشر عاماً مستيقظة فأقتربت منها وجلست على حافة السرير تربت على رأسها تسألها بحنانها المعتاد :
-لماذا استيقظتي يا آيلين هل بِكِ شيء يا ابنتي ؟
اومأت لها الصبية بهدوء بالنفي لتمسح عينيها بنعاس وهي تسألها :
-هل جاء والدي قبل قليل لقد سمعت بعض الضجيج ؟
اومأت لها إيجاباً لتعود للتربيت على رأسها مجدداً قائلة :
-هيا يا ابنتي عودي الى النوم فالوقت متأخر جداً الان .
استجابت لها فوراً وعادت للنوم لتنهض والدتها وتتجه للناحية الاخرى من السرير حيث رقدت هناك لبضعة دقائق تقرأ بعض المعوذات لتقيها من كل شيطان مريد ثم خلدت الى النوم هي الاخرى .
**********
صباح يوم الاربعاء :(2/13):
الساعة :(10:30am):
استيقظت آيلين بكسل بعد ان تسلل الى مسامعها ضجيج الأواني القادم من المطبخ المجاور لغرفتها لتنهض بكسل وهي تمدد جسدها الهزيل رتبت الغطاء جيداً فوق السرير ثم اتجهت بخطوات متعبة نحو التقويم المعلق على الحائط بالقرب من مكتبها الخشبي الصغير لتقرأ التاريخ واليوم فلولا هذا التقويم لفقدت معرفتها بالايام والشهور التي تمر جميعها بسرعة بدون ان تشعر بها ، ابتسمت بخفة وهي تتكلم مخاطبة نفسها:
-لقد بلغتُ السابعة عشر منذُ عدة ساعات ! كل عام وانتِ بخير يا انا .
ثم أطلقت تنهيدة طويلة أعقبها التفافها لتخرج من الغرفة بأتجاه الحمام الذي كان مقابلاً لها بجوار غرفة نوم والديها "سابقاً" فكلاهما لم يعودا يستخدمانها على اية حال كثيراً .
غسلت وجهها بخفة ثم حدقت الى انعكاسها بالمرآة لتمسك بمنشفة قريبة منها وتجفف بها وجهها ثم عدلت شعرها الاسود القصير الذي لم يتخطى طوله ذقنها لتخرج بعد ان اعادت المنشفة الى مكانها .
انطلقت خطواتها المترددة تقودها الى المطبخ حيث جلس هناك والدها الذي تخافه وتمقته جداً في آن واحد وهو يتناول فطوره دلفت ببطء ثم حيته تحية الصباح ولكنه تجاهلها حيث كان قد التهى بتناول الطعام بشراهة .
جلست بهدوء تحدق الى والدتها التي تتحرك كالنحلة في ارجاء المطبخ لإعداد الغداء ثم التفتت الى فتاتها الصغيرة لتقترب منها مقبلة اياها على جبينها وهي تقول لها :
-أهلاً بصاحبة عيد الميلاد ، اليوم  سنخرج معاً لأشتري لكِ هدية ما رأيكِ ؟
اومأت لها بهدوء دون ان تنطق بحرف واحد حتى فوجود والدها بقربها هكذا يجعل قلبها يطرق بعنف خوفاً منه خاصة بعد ان دارت حدقتيها ناحيته لتجده يحدق اليها بنظراته الغاضبة تلك والتي لا تغادر عينيه أبداً بلع لقمته قائلاً بصوته الخشن وبأسلوبه القاسي المعتاد على الاثنتين :
-هدية ماذا يا امرأة ؟ من اين لكِ أموال لتخرجي وتشتري كما يحلو لكِ ؟
التفتت اليه قائلة بغضب :
-ما شأنكَ أنتَ بها ؟ لقد جمعت مصروفها لسنة كاملة لكي تشتري هاتفاً كما فعلن صديقاتها .
هدر بغضب عاقداً حاجبيه :
-هاتف ماذا يا امرأة ! هل تريدينها ان تُمارس العلاقات مع الشباب ! ما دمتُ في هذا المنزل لن يدخل هاتف اليه يكفيكما الهاتف الأرضي .
حدقت اليه زوجته بعدم تصديق لتتكلم معه ولم تنخفض نبرة صوتها :
-ما الذي تهذي به أنتَ ! انها ابنتكَ يا رجل وليست من الشارع !
ابتلع ما في فمه بسرعة وقد برزت عروقه غضباً ليصيح بها قائلاً :
-بدل ان تصرفي الأموال على هاتف لعين يجعل من ابنتكِ المصون عاهرة شوارع وفريها لكي تدفعي بها الايجار الذي لم يُدفع منذ أسبوعين ! او على الأقل وفريها لكي نقوم بأصلاحات في هذا المنزل اللعين قبل ان يتهاوى على رؤوسنا !
ردت زوجته بغضب لم تستطع كبحه :
-لا علاقة لأموال ابنتكَ بهذا المنزل اللعين أنتَ الرجل هنا وانتَ من يجب عليه ان يصرف الأموال على منزلنا لا هي .
نهض من مكانه غاضباً ليسقط كرسيه للخلف ومعه سقط قلب آيلين من الخوف ليهدر والدها كالعادة :
-بما انها تملك مالاً وقد كبرت وشبت لما لا تقومين بتزويجها اذن ، منها نتخلص من مصاريفها ومنها يرتاح بالنا منها ومن متطلباتها .
رمقته بعدم تصديق بينما احنت آيلين راسها وقد بدأ جسدها يرتجف لا ارادياً حينها تكلمت والدتها لتختم هذا الشجار العنيف خاصة بعد ان احست بأرتجاف ابنتها :
-الغداء  جاهز ونحن سنخرج بعد قليل ستجد كل ما تحتاجه هنا .
وقبل ان يرد خاطبت ابنتها قائلة :
-هيا يا ابنتي اذهبي الى  غرفتكِ وجهزي نفسكِ .
نهضت مستجيبة لوالدتها حيث ذهبت الاثنتان الى الغرفة وأغلقتا الباب خلفهما ليصلهما صوت الوالد الغاضب قائلاً :
-لا تظنا انني سأجعلكما تسرحان وتمرحان  كما ترغبان قبل ان تغيب الشمس ستتواجدان في هذا المنزل وان لم اجدكما اقرآ على نفسيكما الفاتحة .
ثم اقترب من باب الغرفة صائحاً من خلفه :
-وان وجدت مع ابنتكِ هاتفاً فلن تمر ليلتها على خير ، اهذا واضح ؟
ثم رحل بعدها دالفاً الى الغرفة الاخرى مغلقاً بابها بقوة خلفه ، كانت آيلين تحدق الى الباب بتوتر فاخذت والدتها تربت على راسها وهي تهدأها ثم اتجهت الى الخزانة لتخرج لأبنتها بعض الملابس ووضعتها على السرير ثم أمرتها بأن تجهز نفسها واتجهت هي الاخرى للغرفة الثانية لتتجهز للخروج .
نهضت آيلين برفق ثم اخذت تنظر الى غرفة والديها المغلقة ثم اغلقت باب غرفتها لترتدي ما أخرجته له والدتها .
بعد ان انتهت جلست على سريرها تنتظر والدتها بفارغ الصبر لكي تخرج سريعاً من هذا المنزل فلقد اختنق صدرها بما فيه الكفاية واصبحت الغصة تعتلي عنقها ! بعد لحظات فتح الباب لتحول نظرها سريعاً اليه حيث دخلت والدتها عليها لتراها فنهضت والتقطت حقيبتها ولكن أوقفتها والدتها قائلة :
-ما هذا يا ابنتي ؟ لما وجهك مصفر هكذا ؟
ثم اقتربت منها واجلستها  على كرسي امام طاولة الزينة بعد ان سحبته من امام مكتبها الخشبي ثم تركتها ورحلت الى غرفتها وغابت فيها بضعة دقائق لتعود وبيدها القليل من أدوات الزينة .
ثم اغلقت الباب خلفها لتضعها على الطاولة وهي تتحدث مع ابنتها :
-ايعقل ان تخرجي هكذا يا ابنتي ؟ لقد كبرتي واصبحت شابة يجب ان تخرجي وانتِ بكامل حلتكِ .
ثم بدأت بوضع القليل من الماكياج لأبنتها  بعد انتهت قامت بتمشيط شعرها القصير بحيث عدلت لها غرتها وأبعدتها عن عينيها وأخيراً رشت لها القليل من عطرها المركز وبعدها نهضت ابنتها وأخذت تحدق الى نفسها في المرآة  لقد بدت جميلة الى حد ما خاصة مع البودرة  التي أخفت شحوب وجهها وذلك الكحل الخفيف فوق جفنيها الذي جعل عينيها بارزتين بشكل لطيف وجذاب ابتسمت على شكلها في المرآة ثم استدارت  ناحية والدتها  لتجدها وهي تبحث في خزانتها حيث اخرجت القليل من الحلي لابنتها من صندوق صغير مخفي بين طيات ملابسها حيث كل ما احتواه هو قلادة وخاتم وزوج اقراط من الذهب ، اعادت الصندوق الى مكانه ثم اتجهت ناحية ابنتها والبستها حُليها ثم احتضنت كتفيها وادارتها ناحية المرآة ثم اتكئت على كتفها وهي تهمس لها بأبتسامة :
-انظري الى نفسكِ كم اصبحتِ فاتنة .
اخذت آيلين تبتسم بهدوء على حديث والدتها بينما شردت عينيها في صورة انعكاسهما ، حيث كانت والدتها ذات وجه مدور وملامح ناعمة جميلة وشعر اسود قصير لا يتجاوز كتفها وأجمل ما امتلكته هو عينيها السوداوتين الجذابتين خاصة مع ذلك الكحل الاسود الذي حاوط جفنيها بطريقة جميلة اما آيلين فكانت نسخة مصغرة من والدتها الا انها نحيلة جداً تبدو اقرب الى " مومياء" ان صح التعبير الامر الذي جعلها تكن كرهاً كبيراً لنفسها كانت قد ارتدت تنورة زرقاء بدرجة فاتحة طويلة  حيث تصل الى اعلى ساقيها بقليل مع قميص ابيض له ثلاثة أزرار من الأعلى فقط وفوقه معطف خفيف يقيها نسمات شهر فبراير الباردة بدت لطيفة الى حد ما الا انها لم تستحسن شكلها .
بينما اكتفت والدتها بأرتداء فستان اسود اعلى ساقيها بقليل ارتدت فوقه سترة سوداء قامت بأغلاق ازرارها مع حقيبة يد بذات اللون ، خرجتا بعد لحظات وهما ممسكتان بيد بعضهما وسارتا معاً حتى وصلتا الى الشارع العام حيث استقلتا الحافلة ليذهبا الى السوق .
**********
الساعة (12:01am):
كانت آيلين تمسك بعدة اكياس احتوت على ملابس زاهية الالوان ذات تصاميم جميلة ناسبت سنها بينما لفت ذراعها الاخرى على ذراع والدتها التي كانت هي الاخرى تحمل عدة اكياس احتوت بعضها على ملابس وحلي والبعض على بعض الطعام ، أخذتا تسيران حتى خرجتا من السوق ثم اتجهتا الى محطة انتظار الحافلة ليعودا الى المنزل وبالطبع الطريق لم يخلو من ثرثرتهما المستمرة حول المشتريات وبعض المخططات القادمة للتسوق مجدداً وكم كانت الام سعيدة وهي  ترى السعادة تتجلى في  عيني شبيهتها التي شقت الابتسامة وجهها من الإذن الى الإذن ، بعد نصف ساعة وصلت الحافلة ليترجلا منها وصولاً الى المنزل سيراً على الأقدام ، وكم مقتت آيلين ذلك ! كانتا تسيران في شارعهما الضيق ذو البيوت البسيطة التصميم والذي كان خالياً في هذه الساعة ما ان اقتربتا من المنزل حتى اقترب منهما رجل اسمر قليلاً قصير بعض الشيء وممتلئ الجسد ذو ملامح متجهمة ثم ألقى عليهما السلام لترد عليه " ليلى " والدة آيلين التي اكتفت بالصمت والتحديق الى الرجل بتوتر ! فمن عساه يكون ؟ بينما تكلم هو مخاطباً والدتها :
-كيف حالك يا مدام ليلى ان شاء الله تكونين بخير ؟
ردت عليه بتحفظ :
-بخير ولكن من تكون حضرتك ؟
ضحك بخفة ليكمل حديثه :
-اعتذر لم اعرفكِ على نفسي !
ثم مد يده قائلاً :
-اسمي هو " شاهين اوغوز " كان زوجكِ زميلاً لي قبل ان نتقاعد معاً .
صافحته واومأت له مرحبة به ثم أردفت بأبتسامة رسمية :
-أهلاً بك سيد شاهين ، هل جئت لرؤية زوجي ؟
أومأ لها ثم قال :
-اجل وبصراحة لقد اخذت عنوانه من احد رفاقنا القدامى ولكنني لا اعلم اي منزل هو منزله بالضبط، هل لي ان اذهب برفقتكِ اليه ؟ اذا لم يكن هناك اي مانع طبعاً .
اومأت له  ثم دعته الى منزلها الذي كان يفصله عنها بضعة خطوات فقط والذي كان بنائه متهالكاً اكثر من البيوت التي جاورته !
فتحت الباب بالمفتاح الاحتياطي فهي متيقنة ان زوجها لا زال يغط في نوم عميق لحد الان ! ادخلت الرجل معها ودلته على غرفة الجلوس الصغيرة ليجلس هناك حيث دلفت الى المطبخ لتعد له بعض القهوة بينما ارسلت ابنتها لتقوم بأيقاظ والدها !
وكم شقت عليها هذه المهمة حيث انطلقت الى غرفتها وغيرت ملابسها على عجل ثم غسلت وجهها جيداً بالصابون لتزيل منه الماكياج وحرصت على اعادة ذهبها الذي اشترته لها والدتها سراً العام الماضي كي لا يأخذه والدها ويقوم ببيعه كما فعل مع ذهب والدتها قبلاً ! ثم بعد ان انتهت توجهت بخطوات بطيئة ناحية غرفة والديها وأخذت تطرق على الباب برفق ، كانت دقاتها غير مسموعة كما انها تعلم ان نوم والدها ثقيل جداً لذا دلفت الى الغرفة بهدوء فوجدت الأنوار مطفأة فأخذت تناديه وهي في مكانها فلقد خشيت من الدخول ، فلربما توقظه من غمرة احلامه ليبرحها ضرباً حتى تموت ! وكم راعها تخيل ذلك ، قامت بتشغيل الأنوار ثم قامت بمناداته بصوت اعلى حتى بدأ يستيقظ منزعجاً من الإضاءة التي سُلطت على عينيه ثم تمدد على ظهره ناظراً اليها فأخذ قلبها يطرق بعنف ، فتكلم بنبرة ناعسة وهو يغطي عينيه بيده اليسرى بينما استقرت اليمنى على بطنه :
-ما الذي تريدينه يا فتاة ؟
تكلمت بتلعثم :
-لقد جاء صديقكَ .
عقد حاجبيه ثم ابعد يده عن عينيه قائلاً بغضب طفيف :
-اي صديق هذا ؟
حينها ردت بنبرة مهزوزة قليلاً :
-لا اعلم .
ثم اخذت تبتلع ريقها بتوتر كل ثانية تقريباً حينها أشار لها بيده قائلاً :
-حسناً هيا أغربي عن وجهي .
خرجت بسرعة متوجهة الى غرفتها واغلقت الباب جيداً خلفها ولأن غرفة الجلوس في وسط المنزل بجوار المطبخ فكانت تستمع من خلف الباب بفضول عن ما يدور في الخارج !
كان والدها يتحدث بقليل من التهذيب مع صديقه المزعوم ذاك وسرعان ما انقلب حديثهما عن الأموال تركت التنصت وأسرعت الى خزانتها حيث جلست على الارض متكئة بظهرها على سريرها وسط كومة الأغراض لترتبها داخل الخزانة وكم كانت فرحة وهي تحدق الى تلك الثياب الجميلة وان كانت قليلة وأكثر ما أسعدها انها اشترت قلادة لطالما ارادت شراءها وهي قلادة ذات سلسال فضي طويل وجوهرتها صُممت كصورة مصغرة للقمر حيث تشع بالظلام بلون بارز كما يشع القمر في سماء مظلمة لا يُنيرها سواه ، قامت بوضعها حول عنقها وأخفتها تحت ثيابها لكي لا تلفت انتباه والدها ثم اكملت ترتيب بقية الأغراض حتى مرت ربع ساعة تقريباً توقفت فجأة عن الحركة وهي ترهف السمع الى والديها وهما يتشاجران بعنف كالعادة سرعان ما عقدت حاجبيها وهي تفكر بينها وبين نفسها :
-"متى بدأ هذا الشجار يا ترى ؟ "
ثم نهضت من بين أغراضها ناحية الباب تضع إذنها عليه فسمعت والدها يصرخ بغضب شديد على غير العادة :
-أتقولين انكِ لا تعرفينه ؟ لقد اخبرتكِ قبلاً انني تدينتُ منه مبلغاً كبيراً من المال لأصلاح هذا المنزل اللعين ولم استطع تسديده الى الان وانتِ دللتهِ على عنوان بيتي ! هل تريدينه ان يقتلني يا امرأة ؟ الهذه الدرجة تريدين الخلاص مني ؟
فسمعت والدتها تتكلم بصوت مبحوح غاضب :
-ولما لم تدفع دينه حتى الان ؟ انه يبحث عنك منذ خمسة أشهر وانتَ كالجبان جالس هنا في بيتكَ لا تحرك ساكناً اين ذهبت أموال ذهبي الذي قمت ببيعه ها ؟ اين أسرفته اخبرني ؟
حينها هاج عليها صارخاً :
-من الجبان ايتها العاهرة ؟ أتحاسبينني على أموالي ! انا رجل هذا البيت وانا حر بما افعل ؟ ثم الا يكفيكِ انكِ وابنتكِ المصون تأكلان وتشربان كيفما ترغبان ؟ اهذا كله لا يرضيكِ ؟
ردت عليه وقد بُح صوتها تماماً :
-تلك التي تتحدث عنها هي ابنتكَ من صُلبك  ورغماً عن انفكَ تصرف عليها كما يفعل معظم الآباء ، الا تكفيكَ تلك الديون كلها لقد غرقت بها حتى أذنيك ولم تدفع فلساً واحداً ! هل تريد ان تفضحنا ! هل تريد ان تتسبب بسجننا جميعاً !
خلال لحظات فقط ازداد الشجار عنفاً وزاد معه صراخ ليلى والدة آيلين وهذه الاخيرة فتحت باب غرفتها وانطلقت مسرعة نحو غرفة الجلوس فلم تجدهما بل وجدتهما في المطبخ حينها هرعت بسرعة نحو والدها الذي كان يكيل اللكمات والضربات الى والدتها بلا رحمة فأصبحت تصرخ عليه لا ارادياً وتضرب بيده وتشدها كي يبتعد عن امها حتى ما ان ابتعد قليلاً عن والدتها وقفت حائل بينهما وهي تصرخ به غاضبة فاردة يديها على جانبيها كحماية لامها المتكئة على المغسلة وهي تمسح  الدماء عن شفتيها وتبعد شعرها عن عينيها حيث كانت احداهما متورمة والأخرى حمراء اثر بكاءها :
-إياكَ وان تلمس منها شعرة مجدداً هل فهمت .
حينها هدر بها صائحاً بغضب مقيت :
-هل ترفعين صوتكَ علي يا عاهرة !
ثم ضربها على وجهها بقوة جعلته يستدير للناحية الاخرى حيث فقدت توازنها وسقطت أرضاً مترنحة ليبرحها ضرباً بقدميه ويديه فأرتمت والدتها عليها لكي تحميها اما آيلين فلقد سكنت حركتها دليلاً على فقدانها وعيها !




                                                      |   القاعدة الاولى   |
                                              
                                              "إياكَ و أن تؤذي روحاً بريئة "

________يتبع...

براءة مُدانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن