الأحد (6/29): في المستشفى (5:00pm):
مرت ثلاثة أسابيع على ايلين تغير فيها الكثير من خلالها واستحلت خيبة الأمل قلبها خاصة عند ظهور كل هذا التوتر والجفاء والبعد بينها وبين كلا من سليم ونيفين حيث رُبط الثلاثي كمثلث غير متساوي الأضلاع !
فبعد تلك الليلة وتحديداً يوم حصلت نيفين على برائتها وبعد زيارتها لصديقتها الحميمة والتي من المفروض ان تمتن لها على ما فعلته لأجلها عدى انها بدأت تشعر بمشاعر مغايرة للمحبة والامتنان !
فليلتها استضافت ليلى نيفين في منزلها وسمحت لها بالنوم في غرفتها بينما نامت هي في غرفة صغيرتها فكيف تأمن لغريبة بالمكوث في غرفة صغيرتها الوحيدة ، وطبعاً ليلى وفهيمة لم تعلما عن المقاطع المنشورة لصديقة صغيرتهما المتهمة ظلماً لكونها تسترت على الامر فالمحامي وسليم فقط على دراية بهذا .
ليلتها أخذت نيفين تتذكر منظر الاثنان وخاصة سليم ذو الوسامة المفرطة والقلب الحنون اللاتي تتمنى النساء مثله لاسيما هي التي لطالما كانت بحاجة الى من يحتويها ، فجنحت في خيالها وراحت تتخيل نفسها محل ايلين ، ماذا لو كانت هي من تحصل على كل هذا الحب والتقدير والامتنان من طرف العائلة والحبيب ؟ مسحت وجهها بكفيها وهي متمددة على ظهرها تطالع السقف ويأبى ذلك المشهد الخروج من عقلها حتى رددت بغيظ :
-يا لكِ من محظوظة يا ايلين .
زمت شفتيها وباتت تتخيل نفسها تلك المريضة المملوءة بالكدمات وذلك الحبيب يقبع قربها يسهر عليها ويطمئنها ان كل شيء سيكون على ما يرام ، يطعمها بيده ويربت على رأسها ، يضمها الى صدره ويحميها من كل من يفكر يوماً بأذيتها ، نامت على الجانب وغفت تدريجياً حتى حل صباح الْيَوْمَ التالي حيث رافقتها فهيمة الى محل الألبسة لتتعرف على النسوة هناك وبلباقتها استطاعت كسب ودهن وبالطبع اعتقدها الكل ابنة أخت فهيمة التي تسكن في " اديرنة " بعدما صرحت هي بذلك ، ولكون نيفين تجيد الرسم والخياطة لكونها دارسة في كلية الفنون فلقد حلت مكان ايلين في التصميم والخياطة ، وتالياً توجهت برفقة المحامي لتغيير هويتها حيث قررت اختيار اسم " ايلين " عمداً ليكون اسمها من الان وصاعداً مع اسم اب وهمي اختاره المحامي وحصلت على أوراق وهوية جديدة !
وأخيراً ذهبت مساءً الى صالون بسيط يقبع في الحي لتطلي شعرها باللون الأسود وقصته ليكون بالكاد يلامس ذقنها ووصلت الى مبتغاها بجعل نفسها تشبه القابعة في المشفى حيث باتت كأنها هي مع اختلاف بسيط في الملامح كما انها سمراء قليلاً ، وبالطبع قرأت الدهشة على ملامح سليم الذي رآها صدفة حينما دلف الى المحل باحثاً عن والدته لتظهر له نيفين معرفة بنفسها قائلة :
-أهلاً وسهلاً بك انا ايلين واعمل هنا هل من خدمة ؟
مع ابتسامة عريضة وكأنها تستقبل احدى زبائنها ولكنه سايرها ولَم يقل شيء وبعدها توالت الأيام لتلاحظ ايلين القابعة في المشفى اثر الكسر الذي في ذراعها تبدل نيفين وتقليدها في كل ما تفعله مما اثار لها ضيقاً كبيراً .
وهكذا حتى ابتعدت العلاقة بين الاثنتان خاصة حينما كانت نيفين تحاول بشتى الطرق اختراق قلب سليم بتقليدها لمحبوبته ! والغيرة قد وجدت قلبها الى ايلين التي شعرت بغريمتها وهي باتت تسرق حياتها حتى باتت تتملكها !
***********
#ايلين :
مرت هذه الأسابيع بسرعة وانا لا ازال هنا منبوذة احترق بهدوء وأشعر بنفسي قد تعرضت للخداع بمن وثقت بها واعتبرتها صديقتي ! لسبب ما أصبحت اهتم بمشاعر سليم ناحيتي وبتُ اكثر لطافة معه ولكنني كنتُ اشعر بالقلق منها كلما رأيتها كلما شعرت بالخوف حتى الطبيب بات يعتقدها اختي لكثر ما تتشبه بي ، بالطبع امي والخالة فهيمة اعتقدن ان تصرفاتها ناتجة عن قوة علاقتنا وكثرة تعلقنا ببعض وكنتُ اقنع عقلي بهذا الكلام المزيف ولكن قلبي كان له رأي اخر ! كان يعلم تماماً انها تفعل ذلك لغرض الاستيلاء على ما أملكه الا يكفي انها أخذت مكاني في المحل بل حتى انتقلت للنوم في غرفتي وباتت تلبس ملابسي تأكل آكلي وتنعم بحب امي وفوق ذلك بدأت تحوز على اهتمام سليم ! ذلك الذي شيئاً فشيئاً ابتعد عني وأولاها اهتمامه !
كان قلبي يحترق بهدوء والغل يتملكني حتى انني أردت الصراخ بها قائلة :
-توقفي عن محاولة ان تسرقي حياتي ايتها الحقيرة ، أنتِ من المحال ان تكوني انا !
ولكنني الجم لساني واكتفي بالصمت لكوني لا ارغب بجرح مشاعرها فما مرت به ليس بقليل ان تثق بأنسان ثم يطعنكَ بظهركِ لهو مؤلم اكثر حتى من هذا الكسر الذي احصل عليه للمرة الاولى في حياتي !
فطبيعتي الهادئة كانت دائماً ما تبقيني في معزل عن الاذى لهذا هذه المرة الاولى التي اصاب بها بهذه الطريقة .
اكثر ما أزعجني هو طريقتها معي ، ترمقني بغيرة ، تبتعد عني ، لا تحادثني ، حتى سلامها ليس سوياً وكأنني موجودة رغماً عنها ! حتى الزيارات خفت كثيراً هذه الفترة من طرف الجميع حتى شعرت بنفسي يتيمة ، ضائعة ووحيدة لا احد يرغب بي و كانت هي تحوز على كل ذلك الاهتمام الذي من المفترض ان احصل عليه !
وأكثر ما كنتُ اخشاه ان اعود الى السجن واُدفن هناك ، لا احد يزورني أو حتى يتذكرني ، فشعرت بذلك الالم الذي لا ينفك الا ان يعود الي بين فينة واُخرى ليسحق لي قلبي والذي لو كان له لسان لصرخ بأعلى صوت يملكه !
*******
الثلاثاء (7/1): يوم المحاكمة :(9:00):
#ايلين :
جاءني المحامي احمد برفقة العائلة صبيحة البارحة وأبلغني عن موعد محاكمتي وهو يكاد يقفز فرحاً وقد أكد لي بأنني سأحصل على براءة كاملة فبشير كان قد استفاق من تلك الغيبوبة ولكنه اكمل تمثيله لكي يجد الوقت المناسب للهرب وحينما أوشك على ذلك أمسكته شرطة المشفى ، كنتُ خلف القضبان اطالع عائلتي التي تبتسم وجوههم الا نيفين كان تعض أظافرها بتوتر لأشعر بتلك النغزة في قلبي والدموع تقف على أطراف جفني ! لما اشعر كأنها كانت تستحق كل ما مرت به ؟ وفجأة شعرت بالندم يجتاح داخلي ، لما لم اتركها تتعفن في السجن ما هذه السذاجة التي أتمتع بها والتي جعلتني اهتم بها اكثر من نفسي وكأنني بخير ولَم تفسد حياتي اكثر مما هي فاسدة !
شعرت بابتسامة ساخرة تحتل ثغري وانا اتذكر والدي ! أتمنى ان يخرج لأتكلم عن ماضيها النتن أمامه فيبرحها ضرباً على الأقل يجد كيس ملاكمة جديد بدلاً من والدتي ، شعرت بقلبي يخفق من الخوف وانا أفكر بهذه الطريقة ليؤنبني ضميري على ما أفكر فيه ثم اعود وأقول :" ربما هي فعلاً تحتاج الى عائلة ووجدتها عندي " شعرت بنفسي حقودة جداً وأخذت اتسائل :" منذ متى وانا أصلاً أتمنى الشر لأحدهم ؟" قاطعني صدوح أصوات متهللة أشبه بالصراخ لأنظر ناحية عائلتي ، امي تصرخ بفرح وتعانق خالتي فهيمة الباكية ، سليم يحدق ناحيتي وعيونه مغمورة بالدموع وهو يبتسم بأتساع كاشفاً عن صف اسنانه اللؤلؤي ، اما نيفين !
شعرتُ بذلك الشعور الذي يمتزج به الحزن مع الخوف ! الالم الذي يجتاح صدرك والغصة التي تعتلي عنقكَ حينما تشاهد احدهم يحدق اليكَ بكل ما يملكه من غضب وحقد ، تلك النظرة التي تخترقكَ كسهام حادة بلا انقطاع ، وكأن احدهم يطعنكَ بسكين حادة بلا كلل أو ملل فقط لغرض التخلص منك ! والادهى ان ذلك الاحدهم يعني لك الكثير ، لأنه صديق أحببته يوماً !
تلك كانت نظراتها نحوي ! بدل ان تقفز فرحاً وتصرخ بسعادة ترمقني بتلك النظرة حتى انها لم تزح عيناها عني وحينها شدتني الشرطيات من ذراعي لأقتيادي الى الخارج حيث فككن القيود عني وانطلقت في سبيلي في الممر خارج القاعة تستقبلني احضان الجميع !
حتى المحامي الذي أمسك كتفاي يتحدث بشيء ما الا انني تجاهلته تماماً ، تقدم سليم نحوي وهذه المرة كنتُ انا من ابتدأ العناق حتى انني شددت عليه كأني لا انوي ابتعاده عني في البداية بقي واقفاً صامتاً اقسم ان جسده قد تجمد بين ذراعي ولكنه سرعان ما احاطني بيديه بقوة رافعاً إياي عن الارض وهو يدور بي وانا مغمضة عيناي اكابح دموعي من الخروج للعلن .
ثم اخيراً قبعت بين ذراعي والدتي اعانقها بقوة ، ما ان حان دور نيفين حتى تجاهلتها تماماً خفتُ من الاقتراب منها حتى ان عقلي هيأ لي انها تحمل سكيناً في يدها تنوي طعني بها !
كان جسدي متعب ومنهك ، قلبي يرتجف وعقلي شارد تماماً ، خرجنا جميعاً واتجهنا ناحية منزلي هي ركبت في الامام قرب سليم فشعرت بنفسي أغلي من الغيرة !
وكأنني بدأت اهتم به وأصبح شيء يخصني واملكه ، كانت والدتي وخالتي فهيمة يعانقنني بذراعيهما حتى كدت اختنق بينما لحقت بِنَا سيارة المحامي برفقة عمي يحيى .
ما ان وصلت الى منزلي ونزلت حتى استقبلنني نساء المنطقة وهن يقبلنني ويسلمن علي وأخيراً بعد نصف ساعة من الترحيب تلاها ساعتين من زيارة الجيران لنا بشكل متتابع حتى اخيراً أخذت حمام دافئ ودلفت الى غرفتي حيث وجدتُ نيفين !
وهنا لا ارادياً فار الدم في عروقي لأتوجه نحوها ببطء ، كانت ترتدي بيجامتي المفضلة تجلس على مكتبي تعبث بحاسوبي ! مهلاً انا حتى لا املك حاسوب متى جاء هذا الى هنا !
التفتت الي تطالعني بصمت تبتسم ببرود قائلة بسعادة حاولت تصنعها :
-مبارك لكِ البراءة .
وقفت أمامها وعقدت حاجباي بغضب قائلة بصوت أشبه بالفحيح وانا انحني عليها :
-هناك ايلين واحدة فقط وهي انا اما أنتِ مجرد كلبة ندمت للاشفاق عليها فالكلاب لا تعض اليد التي تمتد لها لكن أنتِ فعلتي.
حدقت نحوي بصدمة وانا ارمقها بثقة لا اعلم من أين جاءتني حيث شعرتُ بنفسي ذات شخصية صلبة لا مكان للضعف فيها حيث اكملت وانا أحيطها بيداي أضعهما على مسندي الكرسي :
-أنتِ الان ستخرجين من منزلي ولن تطأ قدمكِ عتبة هذا المنزل مجدداً الا على موتي ، امي هي امي انا هذا منزلي انا وهذه حياتي انا وسليم ..
لويت شفتي ساخرة :
-لي انا أيضاً سواء أحببته أم لا ، اما أنتِ ستعودين الى اباكِ الذي تبرأ منكِ وتعيشين حياتكِ التي خلقتِ فيها واحرصي على ان لا تريني وجهكِ مجدداً فأنا لحد الان لم اتحدث عن فضيحتكِ في مواقع التواصل ، مفهوم يا ايلين ؟
قلتها ساخرة لأعتدل بوقفتي قائلة بصوت عالي وانا العب بشعرها :
-الى الخارج ايتها النسخة المقلدة .
نهضت بغضب لتحمل ما يخصها ثم خرجت من المنزل بأكمله اما انا فلقد لبست ثيابي على عجل ثم اغلقت الباب واقفلته علي لأجلس بجسد مرتجف على سريري واشعر بنبضات قلبي تقرع كطبول الحرب حتى كاد يخرج من بين أضلعي ، خلال لحظات تجعد وجهي وتساقطت دموعي رغماً عني لأضع يداي على فمي امنع شهقاتي من الخروج للعلن ، مرت نصف ساعة هدأت بها لأخرج حتى لم اكترث لوجهي المحمر وعيناي المتورمتين .
وجدت خالتي فهيمة وسليم جالسين على المائدة بينما كانت والدتي تتجول كالنحلة هنا وهناك لتطهو الطعام .
جلست بهدوء لتربت الخالة على رأسي قائلة بفرح :
-الحمد لله كل شيء مر على خير ما يرام .
فأعقب ابنها قائلاً :
-وذلك الكلب سيلقى جزائه بعدما زُج في السجن .
-ان شاء الله .
ردت والدته لأتحدث وانا انقل بصري في الإرجاء :
-أين هايدي ؟
عقد الاثنان حاجبيهما بعدم فهم بينما ردت والدتي قائلة :
-لقد رحلت أعطيناها لزبونة .
نهضت وانا أحدق اليها بصدمة ! لأسئلها :
-لماذا ؟
لما قد تتخلص من قطتي وهي تعلم كم انا احبها فلطالما تمنيت الحصول على حيوان اليف كي اعتني به فردت ببرود وهي تضع الاطباق على المائدة بعدما ملئتها بالطعام :
-ايلين تعاني من حساسية من القطط .
دفعت الكرسي بقوة ليسقط للخلف لأقف أمامها واصرخ بها غاضبة :
-انا ايلين يا امي انا وانا لا أعاني من حساسية لعينة لما تخلصتي منها ؟
كانت هذه المرة الاولى لي التي ارفع فيها صوتي على امي فشعرت بالغضب منها ومن نفسي وانا اشعر بدموعي تكابح للخروج وبعروقي قد برزت لأكمل بعصبية بعدما لم احصل منها على رد :
-تلك كانت قطتي انا وهذا المنزل لي انا وايلين اسمي انا لا توجد ايلين لعينة اخرى لا يحق لك ان تقرري شيئاً عني ولا ان تفعلي شيئاً دون علمي انا صاحبة الشأن لا هي انا ايلين الوحيدة هنا فقط انا .
تساقطت دموعي بالفعل وصوتي قد بُح تماماً حتى آلمتني حنجرتي وشرعتُ ابكي بقهر وجسدي بأكمله يختض لأركض نحو غرفتي واغلق الباب بقوة حيث فتحته والدتي تبعها خالتي فهيمة وابنها ، وقفت امي امامي لتقول لي بغضب :
-انا أمك يا ايلين اترفعين صوتكِ علي هكذا !
ناداني سليم بأسمي لأصرخ به :
-لا تلفظ هذا الآسم المقرف بعد الان !
أجابني والدهشة تعلو ملامحه :
-ولكنه اسمكِ !
أجبته وانا أشد على خصيلات شعري واشعر بنفسي اكاد اختنق من القهر :
-انه ليس لي لقد غدى لأخرى حاله كحال غرفتي وملابسي وحياتي وبل وحتى عائلتي !
ما ان تذكرت انها كانت تنام بغرفتي حتى دفعت امي وسليم والخالة عن طريقي متجهة نحو باب الخروج وما ان فتحته حتى خرجت راكضة بأقصى سرعتي لا اعلم الى أين !
كانت دموعي تعترض طريقي فكنت أقع كثيراً على وجهي حتى شعرت بحرقة في ركبتاي اثر الجروح التي اصابتها ، لم اتعب من الركض على الرغم من لهاثي العالي ودقات قلبي المسرعة بغير تنظيم كأنه سوف يعلن توقفه عن الحياة وفوق ذلك لم أفكر بأي وجهة معينة بل لم أفكر بأي شيء كل ما يخطر ببالي هو انني اصبحتُ ظلاً لأحدهم ، لم يعد لي وجود ولستُ كيان يُعترف به وكل هذا بسبب غبائي وسذاجتي ولكن ما ذنبي انا ، لو كانت في مكاني اما كانت لتساعدني ؟ اما كانت لتقدمني على نفسها ؟
توقفت بعد لحظات وخررتُ على الارض التقطُ أنفاسي بتعب وقد انتشر الم عظيم في صدري ، لم أعي المكان حولي سوى بعد لحظات حيث وصلتني رائحة القمامة !
تأملتُ المكان حولي لأرى نفسي في زقاق مظلم فنهضتُ على الفور وأخذت اركض مجدداً ولكن هذه المرة ينهشني الخوف كحيوان مفترس ، مالذي أوقعت نفسي فيه ! كل يوم مصيبة لا انفك ان استريح حتى أتفاجأ بمصيبة اخرى تُقذف ناحيتي كقذيفة مدفع ، اخيراً لمحتُ شارعاً واسعاً تصطف به البيوت الشبيهة بالفلل في انتظام حتى بدأت امشي بهدوء وسط الشارع الفارغ والذي كان يحتوي على منحدرات حاله كحال اَي شارع فرعي في تركيا حتى تعبت تماماً وملئني الخوف من بعض الأصوات البعيدة لشباب يتحدثون فضلاً عن نباح بعض الكلاب السائبة حتى وجدت نفسي ادخل احدى البيوت بعد فتح باب السور الخارجي ، كان منزل جميل التصميم كبيوت هذه المنطقة له حديقة غناء واسعة وكذلك مسبح التففتُ نحو الخلف حيث كان هناك باب زجاجي يطل على الحديقة الخلفية .
كان منزل يحبس الانفاس لروعته ، أخذت ابحث عن مكان لأخفي نفسي فيه حتى وجدت زقاق تقبع به أدوات زراعية من معاول وترب واسمدة وغيرها فضلاً عن وجود دراجة هوائية مكسورة ، خبئت نفسي بالقرب من برميل تفوح منه رائحة الوقود واتكئت عليه اضم نفسي اهدئ من روعها حتى تناهى الى سمعي خطوات تتقدم ناحيتي فوضعت كلتا يداي على فمي اخفي صوت أنفاسي العالي ، ثم خلال دقائق سُلط ضوء مصباح علي اعمى رؤيتي ليصلني صوت رجولي يبث الرهبة في القلوب لقوة نبرته وحدته وتلك البحة التي يمتلكها تدل على قوة صاحب من يمتلكها مخاطباً إياي :
-من أنتِ ومالذي جلبكِ الى منزلي ايتها الصغيرة ؟
كنتُ أحجب الضوء عن عيناي بواسطة كفي التي أضعها امام عيناي ولا ارى منه شيء سوى قدميه لأشعر بتلك الرعشة تزداد في جسدي وعقلي يردد بخوف :
-"لقد انتهيتِ تماماً يا ايلين !"يتبع ......
" القاعدة الحادية عشر "
"إياك وان تثق بأحد فمهما بدى لك حملاً وديعاً فهو ليس الا ثعلب ماكر ما ان تتيح له فرصة مناسبة حتى ينقض عليك"*******

أنت تقرأ
براءة مُدانة
Misterio / Suspensoخُلقتُ بشراً فجعلتوني شيطان وها أنتم تدفعون الثمن غالياً آيلين & أدهم الغلاف من تصميمي