-نرجس اوزليم هل تقبلين الزواج بالشهم سليم يحيى زوجاً تقضين معه عمركِ في السراء والضراء ؟
-اقبل .
قالتها بأبتسامة واسعة لينتقل المأذون لسؤال المعني :
-سليم يحيى هل تقبل الزواج بالجميلة نرجس اوزليم زوجة تقضي معها بقية عمركَ في السراء والضراء ؟
-اقبل .
قالها وهو يحدق بعيون دامعة الى شبح حبيبته التي كاد يظفر بها وهي تطالعه من بعيد بنظرات ثابتة تكاد تثقب روحه ووجهها كان غارقاً في تلك الدموع التي تهبط بصمت وكأن وجعها فاق كل حدود اَي وجع اخر .
وجه المأذون سؤاله للشهود وهما والد العريس ووالد العروس قائلاً برسميته المعتادة :
-هل تشهدان على هذا الزواج ؟
-نشهد .
اجاب كلاهما ليقول الاخر وهو يضع كتاب كبير امام العروسين قائلاً بحبور :
-ليوقع العروسان .
وقعت العروس ثم العريس ليُختم بتوقيع الشهود لتأخذ العروس إثباتية زواجها من المأذون بأخذها لذلك المغلف الأحمر الشبيه بالجواز ، ثم نهض الاثنان لتتعالى التهاليل والمباركات للتتقدم فرقة موسيقية تعزف الألحان الشعبية وتقدم العريس بجوار عروسته التي بدت كالملاك بشعرها الاشقر الذي رفعته بتسريحة جميلة حاوط الكحل زرقاوتيها مع احمر شفاه بلون فاتح وعقد بسيط لف عنقها الأبيض ، ممتلئة الجسد قصيرة القامة ، وقفا وسط الجموع يستقبلان التهاني بينما اختفى ذلك الطيف الذي كان يراقبهما !
******
في احدى الأزقة ارتمت على الارض متكئة بظهرها على الحائط تبكي بحرقة وشهقاتها تشق سكون الليل ، دموعها تهبط بغزارة وهي تقبض على جهة قلبها ، لا زال منظر العروسين ماثل أمامها يعيد تكرار نفسه وهما يلقيان بموافقتهما وكل ما يتردد داخلها :
-" لماذا ؟ ما سبب كل هذا الالم الذي لا يتوقف ؟ من هي ومن تكون ومالذي يدفع الحياة لإيلامها بهذه الطريقة !"
لطالما كابرته ولَم تكترث له ثم اعتبرته صديقاً واُخاً وبعدها أحبته مؤتمنة إياه على قلبها الذي لم يطأه احد قبله ، انتهك عذرية شفتيها قانصاً منها قبلتها الاولى ثم لف خاتمه بنصرها دليلاً على كونها ملك له ثم ماذا ؟ خانها مع تلك النجسة بلا سبب فقط هكذا وُجد بين ذراعيها ! هل احبها ؟ هل ارادها ؟ هل كانا حقاً على علاقة ؟ ثم غابت فترة لتلتقط عينيها هيئته بشكل مفاجئ في تجوالها وسط الشوارع وهو يخرج من الحلاق بكامل حلته كما يليق بعريس ليلة عرسه وما ان تبعته حتى تأكدت شكوكها ! ولكن لما نرجس وكيف خطبها وعرفها أصلاً ؟ الم يكن يتجاهلها ! الم يرفضها لأربع سنوات حينما داوما في الكلية معاً أم ان القدر لعب لعبته القذرة وكتبها من نصيبه !
ازداد نحيبها ولَم يهدأ وكأنها ترثي نفسها وقد تحطمت تلك الصلابة التي استغرقتها شهوراً لبنائها لتعود لتلك الايلين الضعيفة الهزيلة المثيرة للشفقة ! لا زالت لا تعلم ما هو دورها بالضبط في هذه الحياة ! مالذي تفعله بعد كي تتجنب لها ، كل هذا الالم لم تعد تطيقه حتى وصل منحدر افكارها الى الانتحار !
رفعت نظرها على اثر وقع خطوات ولأن الصدف لا تنتهي فلقد لمحت سوداوتيها المتسبب الاول والأخير بهذه المعمعة كلها ! لحقت بها وهي تحدق كبركان مشتعل نحو ظهر الاخرى التي لا زالت نحيفة وشعرها الأسود القصير يداعب عنقها ترتدي فستان لامع قصير فوق ركبتيها ذو فتحات واسعة عند الظهر والصدر ، تحمل حذائها بيدها وتتهاوى في مشيتها وتفوح منها رائحة ممزوجة بالخمر وبعطف أنثوي شديد التركيز وهي تدندن لحناً ما حتى دلفت الى شقتها تتبعها الاخرى بحذر كأسد يتربص بفريسته ! وقبل ان تغلق الباب اندفعت ايلين نحوها ضاربة الباب بقوة خلفها لتتسمر الاخرى مكانها تحدق نحوها بهلع وتكاد مقلتيها على الخروج ! أخذت تتراجع للخلف كلما تقدمت الاخرى نحوها وهي تطالع هيئتها التي انقلبت ثلاثمئة وستون درجة ! ليصلها صوت ايلين المبحوح ذو النبرة الخشنة وهي تتحدث بغضب مكتوم تكور قبضتها :
-بسببكِ أنتِ تدمر كل شيء ، انا تدمرت وسمعتي وحياتي تدمرت ، بسببكَ خسرت اول إنسان أحببته بحياتي وها هو الان يتزوج بأخرى !
ثم صرخت بغضب اجفل الاخرى التي استحال لونها للاصفرار :
-تلك الاخرى من المفترض ان تكون انا ! انا من يفترض ان تكون زوجته ! من المفترض ان يقول للمأذون " اقبل الزواج بأيلين عمر ديمير لتكون زوجتي في السراء والضراء " هذا من المفروض ان يحصل ! ولكن بسببك لم يحصل .
ما ان استدارت الاخرى هاربة حتى قبضت ايلين على شعرها تشده بقسوة تجرها في أنحاء المنزل بينما كانت ضحيتها تركل وترفس صارخة بأعلى صوتها وهي تحاول ابعاد تلك القبضة الحديدية التي تقبض على خصيلاتها حتى كادت تتقطع !
رمتها في غرفة النوم على السرير لتعتليها مجردة إياها من ثيابها ثم راحت تلكم وجهها بلا هوادة حتى اختفت صرخاتها وسكنت حركاتها وتورم وجهها وانتشرت عليه اثار زرقاء حمراء وسال الدم من انفها وشفتها .
ابتعدت عنها المفترسة وعادت بعد مدة لتشعر نيفين بشيء حاد بين فخذيها ! تملكها الفزع وحاولت التحرك على الأقل لترى مالذي تنوي عليه تلك المجنونة الا ان الصداع منعها من التحرك حتى أطلقت صرخات عالية كادت تقطع حبالها الصوتية وهي تشعر بسكين حامية تخترقها من الأسفل لتسيل دماءها بلا توقف وهي تكابح بالصراخ حتى بُح صوتها وانُهك جسدها ، بعد ربع ساعة من التعذيب اعتلتها مجدداً وراحت تضرب وجهها حتى تحول الى لوحة من الدماء وبعدها فقط سكنت تماماً وتوقف صدرها عن الارتفاع والهبوط !
وايلين لم تتوقف كأنها تلبست بروح قاتل يتلذذ بسفك الدماء حتى تمكن منها التعب وابتعدت عن الاخرى التي فاض الفراش بدمائها ، ثم راحت تبحث في الأنحاء حتى عثرت على اوراقها الرسمية كافة وأخذتها الى المطبخ لتقوم بأحراقها وهكذا حتى أصبحت الجثة مجهولة الهوية !
خرجت تترنح بتعب تلتقط انفاسها الهاربة ولَم تكترث لقبضتها المملوءة بالدماء ، تجوب الشوارع بلا هوادة كروح هائمة على وجهها حتى عادت لها ذكرى محاولة قتل بشير وحملها للسلاح اول مرة وتلك الدماء ذات الرائحة النفاذة ثم تعرضها للضرب داخل السجن حتى كُسرت ذراعها ، نظرات نيفين القاتلة في المحكمة والموجهة نحوها ، حب سليم وحنانه اللانهائي ناحيتها ، قبلتها الاولى ، منظره المخزي في ذلك الْيَوْمَ في الشقة ، عودة ابيها وضرباته المستمرة ،جثة نيفين المشوهة ودمها الذي ملئ الإرجاء كبحر تدفق من العدم ، زواج ذلك الذي خدعها واوهمها بحبه أخذت تتكرر تلك المشاهد بلا هوادة على مخيلتها لتدور كدوامة حول رأسها جعلتها تترنح يمنة ويسرة .
كانت مستسلمة تماماً لقدميها اللتان قادتاها الى المجهول ، جابت كل زاوية وكل زقاق وشارع وكأنها تبحث عن شيء ! اَي شيء يوقف ما تمر به ، يجعل ذرات الزمن تحت أمرتها فتوقفه لعدة ثواني لتلتقط انفاسها لتعلم ما عليها فعله ولتتخلص من كل ما يؤذيها من كل تلك السكاكين التي تطعنها بلا رحمة !
حتى تعبت من المشي ووجدت نفسها عند تلك البحيرة حيث تختبئ اموالها فتخلصت من جميع ملابسها لترمي بنفسها في البحيرة ذات المياه الشديدة البرودة لتخرج رأسها وتسحب انفاسها بشهقة عالية كمن عادت له الحياة لتتخبط بين أمواجها حتى خرجت بعد وقت قصير ترتمي على العشب تلهث انفاسها تستشعر القشعريرة التي سرت بجسدها وبتلك الجروح وهي تلسعها بحدة لترتكز عينيها المحمرتين على النجوم المضيئة المحلقة حول القمر ليعود صوت سليم منبثقاً داخل رأسها وهو يردد لها في احدى مواعيدهم الغرامية على الساحل في ليلة صافية كهذه وهو يشير للسماء هامساً بأذنها :
"-أترينه انه يشبهك كثيراً لذا غالباً ما يقال ان اسم ايلين معناه فتاة القمر ".
ثم قبل وجنتها قائلاً بغزل :
-" أنتِ ايليني انا فتاة القمر خاصتي "
اهتز جسدها في موجة اخرى من البكاء لتتساقط تلك القطرات المالحة بغزارة ووجها يتكشر بألم وكأن دماغها لا يستطيع الا ان يفكر به وبكل لحظة من تلك الأيام المعدودة التي مرت عليهما !
******************
اما العريس فلقد كان يحدق الى القمر من نافذته بأعين حمراء دامية متجاهلاً عروسته المتزينة لأجله وهي جالسة على حافة السرير ثم بعد لحظات شعر بأناملها تطوق خصره ليجفل منها كمن لسعته الكهرباء ليلتفت نحوها قارئاً الصدمة على ملامحها فاخذ نفساً عميقاً وسط نظراتها المستغربة التي تطالبه بتفسير لكل تصرفاته المريبة ليتحدث بعد لحظات وهو ينظر بعمق الى زرقاوتيها :
-انا أسف يا نرجس .
هزت رأسها متسائلة لتمسك يديه سائلة إياه :
-علام تعتذر يا حبيبي ؟
تنهد بضيق مفلتاً يديه من خاصتها متكلماً بحزن عميق طغى على صوته :
-أسف لتوريطك في هذا الزواج !
اتسعت مقلتيها ترمقه بعدم فهم ليكمل بعد ان رمى ثقل جسده على قدمه اليمنى :
-انا تزوجتكِ رغماً عني لم ارغب بالزواج سوى من فتاة واحدة لم يكتبها القدر لي لذا انا حقاً اعتذر ما ان تسنح الفرصة المناسبة حتى ننفصل بأقرب وقت ونتحرر كلانا من هذا الأسر وحتى مجيء هذا الوقت لن يحصل شيء بيننا .
ثم تركها وسط دموعها المختلطة مع الكحل لتضع يدها على فمها وهي تكتم شهقاتها لتجلس على حافة السرير وجسدها يرتجف بأكمله !
بعد كل هذا العناء لا زالت لعنة تلك الفتاة تطاردها وكأنها غزت عقل حبيبها الذي ظفرت به اخيراً !
لأربع سنوات كاملة حاولت لفت انتباهه بشتى الطرق ولَم تفلح كان عقله مشغولاً بتلك الطفلة التي تصغره بعشر سنوات ! حتى بعد التخرج حاولت التواصل مع والدته ، عملت في المحل لتراه فقط وهو كالأعمى كان غارقاً في العشق ! وصلت لأذنها تلك الشائعات عن الاخرى التي ظهرت ثم خبر خطوبته الذي هز كيانها ولكن ما لبثت هذه الرابطة لأيام حتى انكسرت ! ثم بعد مدة من اختفاءه تفاجأت به حاضر لمنزلها برفقة والديه وجهه مصفر وهزيل ، عينيه زائغتين وكأنه لا يعي بأي مما حوله وقد ازداد نحولة !
كانت تعلم ان والده من فرض عليه هذه الزيجة وهي وافقت بالرغم من معرفتها بأخرى تسكن قلبه وحثت نفسها على معاملته بتأني وصبر حتى تتربع على عرش قلبه .
اما هو فلقد خرج من عشه بالكامل وأخذ يجوب الطرقات حتى استوى جالساً على الرصيف تنهمر دموعه بصمت ولا يزال عقله يكرر تلك المكيدة التي وقع بها !
حينما جاءته رسالة من رقم مجهول يطالبه برؤيته بخصوص ايلين خاصته ! توجه الى العنوان المذكور ليرتاب قلبه وقد كان شكه في محله حينما وجد نيفين التي قادته بطريقة لم يلحظها الى غرفة النوم بحجة انها تملك شيء خطير لتريه إياه ليتفاجأ بها تخلع ما عليها من ثياب وهي ترمي بنفسها نحوه تسرق القبلات منه بتوالي حتى دفعها عنه لتفكك أزرار قميصه وتلثم عنقه بقبلات كثيرة لم تقاومها رجولته وبلمح البصر اخلعته قميصه مرددة من بين قبلاتهما العنيفة كلمات اعترافها بحبه ولأن عقله صورها ايلينه فتاة القمر فلقد غاب بشعور النشوة وما ان وعى على نفسه شاعراً بفداحة ما يفعل ابتعد عنها بعد فوات الاوان !
بعدما كانت فتاته ترمقه بعيون خائبة منكسرة ودموعها تنزل ببطء لتلسع له قلبه ، خرجت بحركة سريعة وهو ظل واقف مصدوم من ما حصل ثم حدق الى انعكاسه في المرآة المقابلة له ليزداد الوجع في قلبه ثم اخيراً التقت عينيه بعيون تلك الأفعى وهي تردد له :
-انها لا تحبك يا سليم انا التي احبك ومستعدة ان احرق العالم اجمع للحصول عليك وان عنى ذلك إحراقها أيضاً .
زم شفتيه ثم لطمها بقوة على وجهها أسقطتها أرضاً ليمسكها من شعرها صارخاً بها بغضب :
-لن ادع عاهرة مثلك تحطم ما سعيت جاهداً لأجله هي ايلين واحدة فقط من ملكت قلبي ولو ظهرت بأي شكل من الأشكال في حياتنا مجدداً فسأحرص على قتلك بيداي هاتين .
افلتها بعنف مرتدياً قميصه على عجل خارجاً بسرعة وهو يحاول مسح ما عليه من اثار احمر شفاه .
ولكنه فقد اثر محبوبته ولَم يستطع انقاذها من براثن والدها وهو يستمع الى صرخاتها التي تصدر من خلف الباب جبنه من مواجهتها منعه من التدخل واختفى في الشوارع حتى قرر إيجاد وقت مناسب للحديث !
وكان هذا اغبى ما فعله حيث في الْيَوْمَ نفسه طرقت عليهم ليلى الباب دالفة بعيون نارية تفصح عن رغبتها بفسخ هذه الخطبة وعيونها تطلق نظرات نارية نحوه ثم انتقلوا بعد يومين ولَم تتح له فرصة لرؤية حبيبته حتى مرت مدة طويلة اعترف بها بما حدث ليصفعه والده على وجهه وترمقه أمه بعتاب !
تقبل كل ما حصل وأخذ يبحث جاهداً عن فتاة القمر خاصته ولكن بلا جدوى حتى معارفه لم يستطيعوا فعل شيء لأجله ثم فاجأه أباه بهذا الزواج المبكر وهو يجبره عليه بعدما جزع من كلام الناس نحو تصرفات ابنه الجامحة ثم اشترى منزلاً بعيد كل البعد عن الحي بعدما رشحت والدته تلك الضحية وهكذا وجد نفسه قد اضحى بين ليلة وضحاها زوجاً لأخرى ! وأكثر ما الم قلبه هو ظهور حبيبته المفاجئ تشاهد بذلك المنظر الذي تكرر عليه بخيبة وحسرة وكأنه لا ينفك عن توجيه الصدمات نحوها !
كان غير قادر عن الحراك بل حتى لا يعلم كيف أعلن موافقته كالأحمق أمامها ومن المفترض ان ينهض بكل جسارة راكضاً نحوها يشدها من يدها ويركض بها الى مكان بعيد لا يجدهما فيه احد وكم صُدم عقله لتلك الهيئة التي كانت عليها ! وجهها كان أبيضاً مدوراً كالبدر الذي كان شاهداً على هذه الليلة ، ولكنه كان قمر مطفأ مختفي خلف سحاب من البنفسجي والازرق والخدوش التي ملئت وجنتيها وتساقطت دموعها كمطر منهمر شعر به يلسع قلبه كعقرب سام !
كان جسده يتحرك ببطء نحوها يشعر بقيود تقيده من كل ناحية حتى غابت عن بصره وأختفت كما حدث في ذلك الْيَوْمَ ! كأن وجودهما معاً سيقلب الدنيا رأساً على عقب ! تدمرت كل لحظاته معها وكل أمنية تمناها يوماً في سره تخصها منذ ولادتها لحد الان وهما لم يفترقا ، كبرت امام عينيه وحازت على اهتمامه وما ان وصلت لعمر الخامسة عشر حتى نبض قلبه بأولى نبضات الإعجاب نحوها والتي استحالت الى نبضات عشق بعد عامها السادس عشر .
كان بكاءه صامتاً ، يجلس محني الظهر كلتا يديه فوق قدميه الممدودتان أمامه ، جسده يهتز بعنف وملامحه تنكمش بألم ليرفع بصره محدقاً الى انعكاسها في السماء ! ليزداد مطر عينيه وهو يشفط سائل انفه متكئاً بيديه للخلف يحدق بلا انقطاع وكأنه يحدق اليها .يتبع ........
"القاعدة الرابعة عشر "
"لا تلم القدر على كل فعل احمق صدر منك يوماً فعقلك هو الوحيد المسؤول عنها "

أنت تقرأ
براءة مُدانة
Misteri / Thrillerخُلقتُ بشراً فجعلتوني شيطان وها أنتم تدفعون الثمن غالياً آيلين & أدهم الغلاف من تصميمي