Chapter-29

768 32 5
                                    


تنويه ❌❌❌يحتوي الفصل على مشاهد حادة

❌✋️✋️✋️✋️
*******************************

#ايلين :
كان الظلام والصمت هما رفيقاي طيلة الوقت الذي ذهب ادراج الرياح فحتى عقلي فقد صوابه بسببهما وبات يتخيل انه حبيس اربعة جدران على مدى عقود وانني حينما اخرج سأرى عالم اخر ودنيا اخرى ولربما سأجد بني البشر قد انقرضوا جميعهم ولم يبق منهم احد ! كان صوت نيفين يعلو في الارجاء وهي تصرع رأسي بجملها المتكررة تلك كآلة معطلة توقف بها الزمن ، ودمائها اغرقت كل شبر في هذا المكان لتضيف شعوراً لزجاً على نفسي وانا اتحسسه بأصابع قدمي ولا زال القرف يسري بكل خلاياي في هذا الموقف ، كانت تجلس امامي مباشرة وعلى الرغم من حلكة الظلام الا انني كنتُ اراها بوضوح وبكل تفاصيلها ! اما والدي العزيز فلقد تهجم علي مراراً وتكراراً وانا لم احرك ساكناً حتى لم اتأثر بقطع اللحم المتناثرة من رأسه المهشم وهي تتطاير وتلتصق بالمكان حتى انها علقت على لباس المشفى ! كان فمي لا يزال يتذوق مرارة ذلك الدواء الذي اجبرتني تلك الممرضة على تجرعه لا علم لي بما هيته ولكن يبدوا انه احد طرقهم التقليدية للعلاج ويا له من دواء منحني رؤية ليلية خارقة كالخفافيش !
النوم لم يزرني وكنتُ اتمتع بطاقة كبيرة تبقيني يقظة لأسبوعين كاملين ومصدرها هو ذلك الخوف الذي يتقد بداخلي كنار مشتعلة ، كنتَ أُمني نفسي بأنني وعند حلول الصباح فسألاقي ادهم ليعود شعور الامان لقلبي من جديد ، ولو بدت امنيتي هذه بعيدة كل البعد عن الواقع ، لا زالت عيناه ماثلتين في مخيلتي وهو يودعني من خلف الزجاج بصمت ! ذلك الصمت الذي ترك فجوات عميقة داخل قلبي المتعلق به كطفل متعلق بأمه ! ليس من السهل ان يقف انسان الى جانبك بلا مقابل ، يمد يد العون لك عن طيب خاطر ويفعل المستحيل ليجمل تلك الخطايا التي ارتكبتها انت وشاركك هو بتحمل وزرها ! كان ادهم هو طوق نجاتي في هذه الحياة وبرحيله فلقد غدوت غريقة بلا منقذ لينتشلني مما وقعت وفيه وبالنهاية لم استطع لومه على تركي هكذا كلما عاتبه قلبي اخرسه عقلي وهكذا الصراع قائم بينهما حتى الان كلاهما يتقاتلان بأستماتة ويبدو ان نزالهما سيطول ، يرتعش داخلي خوفاً وانا اعلم انني تحت رحمة هذا الطبيب الذي يبدو كشيطان اكثر من كونه انسان ، تلك النظرات لوحدها ارعبتني وباتت احدى كوابيسي المخيفة ، تخيلت نظراته تلك
تتحول للمسات ثم لمضايقات ليتلوها اغتصاب ! انكمش جسدي على نفسه وبتُ اشعر فعلياً بأطراف اصابعه وهي  تتمشى على جلدي تتفحص تفاصيل جسدي بتمعن وانا مقيدة غير قادرة على الحركة ، فمي مكمم وصرخاتي مكتومة وكلما باتت الصور اوضح كلما زادت ارتعاشة جسدي حتى بات ينتفض بقوة وكأنني اصُبت بمس .
انقلبت معدتي وكدت افرغ ما بجوفي من طعام الا انني تحاملت على نفسي واخذت انفاس عميقة محاولة ان اهدأ ولكن بلا فائدة فوجهه لا يزال يحتل ذاكرتي وكلما حاولت ابعاده تمثل امامي بشكل اوضح حتى بدأت اصدق انه متواجد معي بالمكان ذاته !
اطبقت انفاسي علي خانقة اياي مسحت العرق عن جبيني الهث بصعوبة ، وسرعان ما مرت ذكرياتي امامي كشريط لفيلم عتيق هاجت معه كل مشاعري ولم اجد نفسي الا و انا ابكي واشهق بقوة اعصر جهة صدري اليسرى استشعر نبضات قلبي النافرة التي تركل قفصي الصدري بعنف مسببة الم عنيف انتشر في ضلوعي ، تشوشت رؤيتي بفعل الدموع وتردد صوت بكائي ليزيد وحشتي اكثر مذكراً اياي انني وحيدة في وادي عميق لا استطيع الوصول لأحد بعد نصف ساعة شعرت بتعب شديد وكدت اغير وضعيتي رغبة مني في النوم علني اغيب عن هذه الدنيا بلا رجعة ولكنني تذكرت وجود تلك الكاميرا التي تراقب ما افعله وللحظات خُيل لي ان هناك آلاف منها منتشرة  في كل مكان وبالنهاية بقيت جامدة في مكاني لا اتحرك اطالع الظلام بتوجس علني اكتشف وجود تلك الكاميرات حتى اُضيئت الانارة فجأة لتستكين نفسي ثم اخذت ادور بحدقتاي بحركة سريعة على الجدران الخالية من اي شيء تماماً ، ناصعة البياض كما رأيتها أول مرة لا كاميرات ولا دماء ولا قطع لحم ! امر هذا المصح عجيب او انني بدأت خطواتي الاولى نحو الجنون ، فُتح الباب لأحدق نحوه واجد تلك الممرضة النحيلة ذات الوجه المتجهم على الدوام التي دلفت تحمل صينية تحمل طعام الفطور والذي كان عبارة عن بيض مع قطعة خبز صغيرة وبعض الماء اضافة الى ذلك الدواء الذي لا اعلم بعد ما هيته ، جعلتني اتناول الدواء مرغمة لأخرج لساني بتقزز من مرارته ثم تركتني ورحلت مشمئزة لأتناول الفطور بصمت ! شعرت بالطعام يقف بمنتصف حلقي لأضرب صدري أسعل بقوة محاولة التقاط انفاسي بأختناق وانا اشعر بالوقت ذاته بالذعر من تلك الصرخة القوية التي انبثقت فجأة تلتها جلبة وضوضاء ، التفتُ وانا اغمض عيني الدامعة والاخرى افتحها بصعوبة ولا زلت اسعل اقاوم الاختناق بهذا الفطور الذي صار شؤماً في هذا الصباح الملعون لأجد باب الغرفة مفتوح ويمر امامه ناس كثيرون من المرضى والممرضات وكانت جميع الابواب الخاصة بالغرف الاخرى مفتوحة ، ضحكت بصعوبة من بين لهاثي ساخرة بعد ابتلاعي لتلك اللقمة ! انه وقت الفسحة اذن ! ابعدت الصينية بالكامل عني بعد ارتشافي للماء حتى نصفه ثم نهضت ببطء متوجهة نحو الخارج بخطوات حذرة ، لأشعر بالذعر مجدداً بعد ظهور ممرضتي الخاصة على ما يبدوا في وجهي بشكل مفاجئ لأقف امامها التقط انفاسي بصعوبة استشعر ضربات قلبي المتقافزة هنا وهناك سحبتني من يدي لتجعلني اسير برفقتها لأطالع بتوجس الهرج والمرج الذي عم المشفى ! حقاً ما هذا الجنون ! مالذي يفعلونه لهم ليصبحوا هكذا ! لو قلنا ان ٥٪‏ مجانين فعلياً اذن ماذا عن الباقين ؟ او لم يكونوا يوماً عقلاء ؟ عجيب !
كان هناك من يضرب رأسه بالحائط ومن يصرخ وهو يقابل الجدار ومن يتحدث بصوت عالي بكلام غير مفهوم والادهى انهم هنا بمجموعات ! كل خمسة او ستة مجانين مع بعضهم ! حتى بدأ بعضهم بتتبعنا بالمسير برفقة الممرضات لنتجه نحو الحمام لنغتسل وبعد الانتهاء خرج الجميع نحو الحديقة التي كانت محاطة بسور كبير جداً نهاياته شائكة كما لو كنا داخل سجن حقيقي ! بالنهاية بقيتُ وحيدة اطالع الارجاء لأرى غرابة الاطوار في كل زاوية كما لو كنت داخل فيلم رعب ! تقدمت ببطء اتوجس من كل من يتحرك بقربي اراقب بحذر شديد تصرفاتهم التي لا توصف الهمسات والضحكات والصراخ مختلطة مع بعضها يلهون ويلعبون كالاطفال ويخترعون ما لا وجود له ! بعضهم كبار في السن وبعضهم صغار ولكن لا يوجد من هم بمثل عمري جلست في ركن منعزل تحت شجرة اضم نفسي الي لا اعلم هل اضحك ام ابكي ! بعدها لمحت خلال تجوال حدقتاي امرأة تطالعني بشكل مريب ! كانت من احد اولئك المرضى ! وبعضهم اخذ يلعب بقربي مصدرين ضوضاء مزعجة فنهضت  اتحرك بحذر متجنبة التحرك بسرعة لأصبح على مقربة منها لأثبت عيناي في عيناها وانا أمر من جانبها ببطء اراقب تعابير وجهها المتوجسة مني ! حتى انقضت علي بلا مقدمات تشد لي شعري بكل قوتها ! حاولت ابعادها عني ولكنها كانت قوية فأضطررت لخدشها بأظافري بعنف متجنبة ايذائها بحكم كونها أمرأة كبيرة في السن تقريباً بعمر والدتي ! وصلني صوتها مصحوب ببحة وهي تصرخ وتقول ولا زالت تشدني بقوة :
-لن اسمح لكِ بأذيتي مجدداً لستُ ضعيفة كما كنتُ سأقتلكِ وأقتل كل من يحاول اذيتي .
وبالنهاية زاد الهرج والمرج وماج المرضى وهم يرون صراعنا هذا وقبل ان تتضخم المشكلة وجدت نفسي اتملص منها واهرب لتلحق بي شادة اياي من شعري من جديد ! عجبا ما بال هذه المرأة ! اصدق مقولة من قال ان العقل زينة !
لكن كيف اتطاول على امرأة كبيرة في السن وفاقدة لعقلها ! احترت فيما افعل واستسلمت بين يديها انتظر وصول الممرضين او اي احد ولكنني مع كل ثانية تمر اكاد افقد نصف شعري من قوة تشبثها بي حتى تملصت منها مجدداً مقيدة يديها ولكن الامر لم ينفع كانت هائجة كالثور وانا كالبلهاء متجمدة في مكاني انتظر وصول احدهم ، وكم تمنيت ظهور ادهم حينها ! رحتُ اصرخ بها ان تهدأ لكنها بقيت تردد بهيستيريا :
-لن اسمح لكِ بقتلي لن تفعلي .
-توقفي لن اقوم بأذيتكِ فقط دعيني وشأني .
باتت توجه ضربات عشوائية اتجنبها بصعوبة لكون شعري قد التصق بوجهي مانعاً اياي من الرؤية فكانت تردد من بين لهاثها :
-لن اسمح لكِ انتِ كاذبة ستفعلينها مجدداً .
ما ان خارت قواها حتى امسكت يديها وانا اضرب احدى قدميها برفق لتسقط ارضاً ثم جلست امامها لتفلت احدى يديها وتعود لغرزها في شعري تشدني بوهن حينها امسكت كفها الاخرى برفق اترجاها بهدوء وانا على علم بأنها لن تصغي الهث انفاسي ودموعي تتساقط لقوة المي :
-لن اؤذيكِ اقسم لكِ فقط دعيني وشأني .
خلال لحظات باتت تتمعن في وجهي لتحرر يدها من شعري وتبعد خصلاتي ببطء تستكشفني على مهل وعينيها تتوسعان بذهول لتتحدث ببعض التلكئ :
-انتِ لستِ هي .
لهثت بتقطع لأبلل شفتاي بلساني قائلة :
-أرأيتِ انا لستُ من تقصدين .
راحت تتفحص وجهي بيديها لأحاول ابعادهما بلطف الا انها تصر على فعلتها ! فتركتها تعبث بوجهي كيفما تشاء حتى باتت لمساتها رقيقة كأم حنونة تكتشف ملامح صغيرها لأول مرة لأهدأ انا الاخرى واربت على رأسها الاشقر اطالع زرقاوتيها المتعبتين  لأتحدث بهدوء :
-انا لستُ من تظنين لن اؤذيكِ اتفقنا فقط لا تضربيني مجدداً .
لا اصدق حتى الموقف الذي امر به !كان فاهها مفغور بلا سبب ، راحت زرقاوتيها تدوران في الارجاء كما لو كانت تبحث عن احدهم حتى عادت للتحديق بي وانا اتوقع ان تقوم يضربي مجدداً ولكنها اقتربت مني تهمس والحذر يرتسم على تفاصيل وجهها :
-هي ستأتي لا محالة كما كانت تفعل سابقاً وستحاول قتلي من جديد ولكنني لن اسمح لها بذلك .
اخذت اومئ لها وانا غير مهتمة بأي حرف تنطقه ثم بقيت اربت على رأسها حتى بدأت اهم بالابتعاد لأتفاجأ بأنقضاض الممرضين على كلتينا بطريقة عنيفة ! عادت هي لهيجانها وانا سقط قلبي ذعراً من كثرة تلك الايادي التي قيدت حركتي تقبض علي بكل قوتها حتى كادت عظامي تتفتت ! وبالنهاية عاد المرضى لحالة الفوضى تلك ويبدوا ان منظرنا يثير هلعهم ، كنت اتألم كثيراً ولا افهم بالضبط مالذي يريدونه ومالداعي لكل هذه القسوة حتى تم صعقها بالكهرباء وهنا انتفضت كل خلاياي وتملصت منهم اسدد ركلات وضربات عشوائية ، كانو رجال طوال القامة ذوي بنية ضخمة فكان صعب علي الهروب منهم وحتى لو هربت فألى اين ! لا يمكنني وصف حالتي الا انني انتفضت بقوة احاول الدفاع عن نفسي بأستماتة اقاوم خوفي من مصيري المجهول خاصة حينما تعالت صرخات المرضى الذين كانو يتعرضون الى لسعات كهربائية ما ان تحررت حتى التفت للرجل الذي يمسك بي اضربه بكل قوة على معدته ضربات متتالية ثم اخذت اتلفت بسرعة اعض هذا واضرب ذاك حتى رأيت الصاعق يسقط من احدهم فألتقفته اقبض عليه بكل قوتي لأضعه على جسد احد الممرضين ليخر ارضاً يتلوى بألم حاصروني البقية ولا زلت اواجههم بمفردي بعيون دامعة وقلب يرتجف كجرذ جبان استنجد بمن يهرب بي بعيداً عن هنا .
*********
كان يقف على اعتاب البوابة المؤدية للحديقة تستريح يديه في جيبي بنطاله تراقب بنيتيه اللتان سطعتا بلون فاتح جذاب اثر انعكاس الشمس فيهما تلك الشرسة التي وقفت منتصف خمسة رجال ضخام البنية بثبات تحمل ذلك الصاعق بيدها تدور حول نفسها كلبؤة مستعدة في اي ثانية للانقضاض على اعدائها تقدم اولهم لتتراجع بخطوات قليلة لتضرب ما بين قدميه بقوة ما ان سقط حتى امسكها احدهم من الخلف بقوة بكلتا يديه واقبل عليها اثنان اخران لتنطلق صرخاتها العالية وراحت تحرك يديها بقوة تخدشهم بأظافرها لينهال الممرضين عليها بالضرب ما ان كاد دوغان يهرع اليها حتى اوقفه بحركة من يده يراقب وضعها بفضول واستمتاع اما المرضى فأغلبهم سقطوا ارضاً عداها هي ، انتشرت اثار زرقاء وحمراء عليها الا انها لم تسقط وازدادت شراسة وهي توجه ضربات اقوى من سابقتها الى كل من تطالها يديه القذرتين ، مر بعض الوقت والممرضون قد سئموا منها وبان التعب على اجسادهم التي بطئت حركتها ليقوم احدهم بصعقها بقوة ما ان سقطت ارضاً حتى عادت للمقاومة وكلما اعاد فعلته كلما علت صرخاتها المتألمة لتعلو على الضجيج الذي حولها الا انها قاومت للرمق الاخير ، احدهم حملها بقوة وقبض على وسطها بكلتا يديه فبدت كطفلة وهي تحرك قدميها بعشوائية محاولة التملص منه بينما وقف الاثنان الاخران يطالعانها بسخرية والرابع كان يحاول الامساك بقدميها لتوجه نحو وجهه ضربة قوية بقدمها اليسرى حيث ارتد رأسه للخلف بعنف ليسقط ارضاً بلا حركة كان الجميع في حالة ذهول مما حصل قبل ثواني معدودة فقط  بينما هي استغلت الامر وراحت تخدش ايدي الذي يمسكها حيث ادارت جسدها بصعوبة نحوه وهجمت عليه تعضه بقوة ليطلق صرخات مستنجدة من رفيقيه سرعان ما انبثقت الدماء من رقبته ولا زالت هي ممسكة به بقوة تأبى تركه والاثنان يشدانها من شعرها واطرافها وكلما زادا من شدهما زادت صرخات رفيقهما الذي على ما يبدوا كانت تقطع لحمه بأسنانها حتى اشار هو بعينيه نحو دوغان الذي توجه نحوها وبمساعدة الاثنين تم امساكها وتخديرها بواسطة حقنة بصعوبة لتقع ارضاً فاقدة لوعيها ، اقترب هو بذات البرود غير مبالياً بالدماء ولا بحالة المرج ولا بجثة الممرض ليتحدث بنبرة آمرة :
-فليبتعد الكل عنها .
كان صوته عالياً وحازماً ليبتعد دوغان عن طريقه ممتثلاً لأمره بينما الممرض فلقد وضع يده على عنقه يمنع تدفق الدماء الغزير من عنقه يتلقفه رفيقاه اضافة الى قدوم الممرضات لمساعدة الممرضين بالسيطرة على الوضع .
اما هو فلقد انحنى على ركبتيه ناظراً الى وجهها الملائكي ذو الحاجبين المعقودين وكم تملكته الدهشة وهو يراها تحرك اصابعها بحركة طفيفة وتطرف بعيناها بوهن شديد ! اذن لم تفقد وعيها بل تخدر جسدها فقط ! كان فمها مغطى بالدماء والذي سال على رقبتها وصدرها مغرقاً ثيابها وتناثرت بعض قطع اللحم داخل فمها الذي عجزت عن بصقها خارجه تأملها لبضعة دقائق قبل ان يحملها بين يديه دالفاً بها نحو الداخل يتبعه دوغان وهو يترنح بخفة ليضعها في احدى الغرف لتتبعه ممرضتها ودوغان اللذان دلفا في الوقت ذاته التفت نحوهما بهدوء ليعيد يديه لتستقر في جيوب بنطاله الجينز الاسود وهو يبلل شفتيه الزهريتين مميلاً رأسه لجهة كتفه الايمن ليميل حلق اذنه اليمنى قليلاً والذي كان مصنوع من الذهب له سلسله ممتدة من الحلقة تنتهي بناب حقيقي حجمه كبير وكأنه يعود لأحد السنوريات يماثل في شكله الوشم الاسود على جانب عنقه الايسر ليتحدث بصوته الآسر مخاطباً الذي امامه :
-امنحها رعاية طبية جيدة واهتم بها ففتاة مثلها سوف تنفعني كثيراً واحرص على ترويضها جيداً من اجلي .
ثم سحب نفساً عميقاً ناظراً اليها ليرى سوداوتيها ترمقانه بنظرات غضوبة وهما مغرقتان بالدموع ولا زالت تقاوم لتبقى على قيد وعيها اعاد بصره نحو الاخر مكملاً :
-سأعود بعد شهر واريدها ما ان تراني حتى تركع عند قدمي مقبلة اياها .
قبل ان يخطو اولى خطواته سمع همهمات صادرة منها ليلتفت بتوجس نحوها ليعود للوقوف قربها يطالعها رافعاً ذقنه وحاجبه بكبرياءه المعتاد والذي كان مخلوطاً بالغرابة ثم استسلم ليخرج منديلاً من جيبه كانت رائحة العطر تفوح منه ليضعه على انفه بأنفة منحنياً قليلاً نحوها وهو يراقب شفتيها تتحركان وكأنها تتحدث ليقترب منها مديراً وجهه للناحية اليمنى مقرباً اذنه من فمها لتهمس له :
-لستُ انا من تركع لكلب مثل بل ما ان اراك مجدداً حتى يكون مصيرك حالك كحال من قتلتهم من قبلك .
ثم اكملت ساخرة :
-تعلمت من احدهم ان الاسود لا تحني رأسها للكلاب امثالكم .
ادار وجهه ناحيتها باسماً بسخرية لترتفع وجنتيه الممتلئتين وتبرز تلك الغمازة على خده الايسر بالقرب من شفته عند الزاوية العليا حيث تبان كخط صغير ولم يستطع منع ابتسامته من الاتساع كاشفاً عن انيابه الشبيهة بأنياب مصاصي الدماء وهي تصطف بترتيب مع اسنانه اللؤلؤية ليخاطبها هو الاخر بنبرة ساخرة حملت اعجاب خفي لتنساب رائحة النعناع مع حديثه برفقة انفاسه الباردة لتلفح صفحة وجهها :
-لقد احسن تعليمك جيداً اذن !
ثم هز رأسه ساخراً ليكمل :
-لستِ سوى قطة صغيرة حديثة التعلم وانتِ في عريني انا ان كان من علمك اسداً فأنا الاخر كذلك لكنني لستُ اليف مثله بل انا شرس يا عزيزتي التهم ضحاياي بأنيابي هذه واحرص على محي وجودهم غير محتسباً له من الاساس وكأنهم لم يخلقوا .
ثم رفع حاجباً ليكمل :
-ولكن بما انكِ مميزة فسأحرص على تربيتكِ على يدي واول ما ستتعلمينه هو الطاعة فأنا اوامري لا يُعلى عليها .
لوت طرف شفتها ساخرة وقد بدأ اللعاب يسيل من فمها مخلوطاً ببعض الدماء وفتات لحم ممزق الذي تحركه بصعوبة لتتحدث بالرغم من ذلك وكأنها تتحداه :
-حتى في احلامك الوردية لن يحصل ذلك .
ثم باتت تطرف عينيها ببطء حتى فقدت وعيها رغماً عنها ليبتعد عنها ثم خرج بهدوء وقبل رحيله التفت نحو دوغان قائلاً بتحذير :
-اياكَ ولمس شعرة منها فهي منذ الان وصاعداً تخصني ، مفهوم ؟
رفع حاجبه الذي يكاد لا يبان من شقاره تسائلاً ليومئ الاخر وهو يزدرد ريقه بتوتر ليرحل الناب اخيراً بعد زيارته المفاجئة للمصح الذي يملكه حاله كحال غيره من المصحات والمستشفيات ، تبعه دوغان الذي خاطب الممرضة بعصبية آمراً اياها بتنظيف ايلين مما هي فيه من فوضى لتومأ بطاعة ثم وقف امام احد الممرضين ذوي البنية الضخمة ليأمره بعصبية :
-احبس جميع المرضى في غرفهم ومن يقاوم تعلم ما عليك فعله لتأديبه .
اومأ الاخر ايجاباً ثم راح ينده على رجاله ليدخلوا المرضى بمساعدة الممرضات نحو غرفهم ، اما ايلين الفاقدة لوعيها فلقد تكفلت ممرضتها برفقة اخرى لتنظيفها ثم قامتا بأعادتها نحو غرفتها حالها كحال غيرها لتنطلقا نحو الاخرين لمساعدتهم للسيطرة على بعض المرضى الذي اهتاجو بلا سبب وصاروا عنيفين لدرجة خطيرة !

يتبع ..........




                                                           " القاعدة التاسعة والعشرون "
             "لا تهتم بها يخبئه لك القدر بل اكتفي بالمسايرة واذا تطلب الامر واجه فأنت في كلتا الحالتين خاسر "




*************

الفصل يحتوي على مشاهد دموية وبعض التفاصيل المقرفة 🤢🤢🤢 انا ككاتبة اعتذر عن الامر ولكن الاحداث تسير هكذا وما باليد حيلة ان شاء الله في الاحداث القادمة سترون تفاصيل افضل لكوني احاول اختصار بعض الاحداث 😁😁😁
اذا تمكنت من انهاء الرواية على خير وبركة سأنشر غيرها اخرى ولكنها سالمة من المشاهد الدموية 😅😅 ستكون قصة دراما ورعب 😐😐 طبعاً تتسائلون كيف يجتمع الاثنان معاً 🤔🤔🤔 حسناً لندع كل شيء للمستقبل 😬
اعتذر على حدة الفصل مجدداً يمكن لمن يتابع روايتي ان يمر عليها مرور الكرام دون التمعن بالتفاصيل وان شاء الله سيكون تحديث البارت القادم قريب 😴😴😴

براءة مُدانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن