Chapter-25

748 31 2
                                    



                                            تنويه🚫🚫:يحتوي البارت على مشاهد حادة 🚫🖐

*************

#ايلين :
كان كل شيء مظلم من حولي ، غرفتي وغرفة الجلوس والمطبخ كل إنش من المنزل قابع في العتمة ولكن بشكل من الاشكال كنتُ ارى ما حولي بوضوح تام ! ستائر المطبخ مفتوحة ولكن لا شعاع يطل من خلفها ربما نحن في المساء الان ، تمشيتُ في الارجاء وأنا اشعر بثقل كبير جعلني اتحرك ببطء والمكان كان اوسع عن ذي قبل ! اخذت انادي على الجميع ، سليم ،امي ، علي ، خالتي فهيمة ، اين الجميع كان صوتي يتردد كالصدى في المكان حتى اقتربت من باب الخروج انوي فتحه ، فتحته بحركة سريعة لتصطدم عيناي بجسد والدي ! تراجعت خوفاً على الفور وهو تقدم للداخل ببطء ، كان طويلاً اطول من المعتاد والظلام يحيط به مكوناً غيمة من العتمة تغلفه ! عينيه كانتا محتدتين كما هي عادته دائماً ، يرتدي ملابس قديمة مهترئة مجرد دخوله انهال علي بالضرب وانا اقاومه بصعوبة حتى تملصت من بين يديه  اركض في الارجاء وكل ما فتحت باباً من الابواب الكثيرة المنتشرة في الانحاء لا اجد خلفها سوى الظلام ! وكأنها تحوي العدم بين جدرانها ! كنتُ الهث انفاسي والخوف يتملك كل خلية حية بداخلي وقلبي يتقافز ذعراً ينوي الهرب الى اي مكان حتى استسلمت وانا اجد نفسي محاصرة في المطبخ حينها اضطررتُ لمواجهته ، استحملتُ ضرباته القوية تلك وانا ارد له ببعض الركلات التي كانت لا شيء بالنسبة له ! حتى امتلئتُ بالغضب والحقد وقررتُ قتله فهذه الطريقة الوحيدة لأتخلص منه ، التقطتُ مطرقة كانت موضوعة على الطاولة وضربته بكل قوتي ولكنه بشكل غريب لم يتأثر بتلك الضربة حتى رحتُ اضربه مراراً وتكراراً لأرى جسده مسجى على الارض ورأسه مهروس ولكن لا أثر لوجود اي دم ولو قطرة واحدة حتى !
رميتُ المطرقة ارضاً وهربت نحو الباب اركض في الشوارع المظلمة والخالية من اي اثر للحياة ! حتى وجدت طريقي الى فيلا ادهم ليطرب قلبي بسعادة وانطلق للداخل ابحث عنه ، بحثتُ في غرف كثيرة وفي الطوابق جميعها حتى دلفتُ لغرفة الجلوس وبدل ان اجد ادهم دلف خلفي والدي وهو بلا رأس ! مجرد جسد وتعلو منطقة الرقبة قطعة لحم منطبقة على نفسها تتساقط منها قطع اخرى تقدم نحوي وهو يحمل المطرقة لأهرب منه مجدداً اركض في الارجاء لا اعلم اين اذهب حتى فجأة وقفتُ امام مرآة لأرى نفسي ! كنتُ بلا وجه ! مجرد قطعة لحم فارغة من اي اثر للحياة ! والادهى انني بقيتُ ساكنة احدق الي بلا حراك حتى التفتُ للخلف وانا ارى نيفين التي كانت تملك ملامحي !
كانت جالسة على فراش فألقيتُ نظرة سريعة للمكان لأجدها غرفة نوم ولكنها غير واضحة بل مجرد تفاصيل مبهمة تغرق بالعتمة وكل ما اراه هو جلوسها عارية فوق السرير الذي كان احمر اللون ممتزج بالابيض فعرفتُ انه مغطى بالدماء التي كانت تغطي رأسها ووجهها الا ان ملامحي كانت واضحة للعيان وهي تظهر بوضوح من بين تلك الاثار المغطاة بالدماء ! كانت قدميها منفرجتين بينهما ما يبدو سكين غائرة داخلها ! كانت تبتسم بهدوء ورأسها مائل للجانب ثم اخذت تردد بصوتها بنبرة رسمية :
-اهلاً بكِ أنا آيلين هل من خدمة اقدمها من أجلكِ ؟
خرجتُ من المكان راكضة وصوتها يتكرر مراراً وتكراراً في الارجاء وفي اي غرفة ادلف اليها اجدها جالسة بالوضعية ذاتها  ما ان نزلتُ للاسفل حتى وجدتُ والدي يحوم وبيده المطرقة مخلفاً قطع اللحم تلك خلفه !
جن جنوني وانا ادور في الارجاء اريد فقط الهروب من هنا ! لما لا ينجدني احدهم ؟ اين ادهم اين سليم اين امي ؟ لما الدنيا مظلمة هكذا ؟ اينما ذهبت انا محاصرة من قبل هذين الاثنين !
حتى وقفتُ التقطُ انفاسي في صالة الجلوس والتي بشكل ما كانت غريبة جداً كأن تصميمها قد تغير ! فهذه الارائك تقبع هناك في الزاوية اليسرى قرب باب يؤدي ربما الى غرفة اخرى وهناك على اليمين طاولة لتناول الطعام ! وفي الامام جزء من المغسلة متصل بالطاولة وبعدها سرير ! ذلك الذي كان في الاعلى ! مالذي يجري هنا اين انا ؟
وبعدها اجتمعت كوابيسي كلها معاً ! نيفين بجلستها تلك وبأنهار الدماء خاصتها ولا زالت تحدق الي بملامحي المتورمة التي يطغو عليها اللون الازرق والبنفسجي وتنتشر عليها الدماء بفظاعة ولا زالت تردد بأستفزاز جملتها تلك حتى باتت تردد بسرعة :
-انا ايلين ،انا ايلين ، انا ايلين ..
ووالدي يحوم في الارجاء حاملاً المطرقة بمنظره الفظيع ذاك وهو يتهجم علي من جديد ملوحاً بها ناحيتي لأضع يداي على عيناي احجب عني هذه المشاهد البغيضة صارخة بصوتي الذي بالكاد  لا يخرج لكوني لا املك فماً اردد :
-كفى .
حتى صرخت بأعلى نبرة املكها ليخرج صوتي هازاً المكان لشدته :
-كفى .
فتحتُ عيناي الهث انفاسي بشدة وجبهتي متعرقة بغزارة لتلتقط حدقتاي شعاع الشمس المنبثق من خلف الستائر الشفافة التي تطير برقة بفعل نسمات الهواء العليلة التي كانت تلفحني !
شعرتُ بثقل ذراعي اليسرى لألتفت نحوها اراها مجبرة اعدتُ رأسي على الوسادة ولا زالت مشاهد الحلم تتكرر امامي لينساب صوت انثوي الى مسامعي سائلاً :
-هل انتِ بخير ؟
التفتُ نحوها بهدوء لأراها ، انها تلك الممرضة الشابة التي تأتي كل فينة واخرى لتطمئن علي من بعيد لكونها تخشى الاقتراب مني !
بللتُ شفتاي المتيبستان بلساني لأتحدث بعد برهة احدق اليها :
-اريد بعض الماء  .
اقتربت ببطء ونظرها مثبت علي لتصب بعض الماء من الابريق الموضوع بقربي على الطاولة في الكأس الزجاجي قربه لتناولني اياه وانا احدجها ببرود ! تنهدتُ بضيق قائلة :
-كيف سأشربه وانا ممدة هكذا !
اعادت الكأس مكانه بتوتر شديد ثم بقيت ترمقني بهدوء والحيرة ظاهرة على محياها ! ما بال هذه الفتاة زفرتُ مجدداً بضيق لأعيد نظري اليها قائلة :
-ما اسمكِ ؟
بقيت على صمتها ثم تحدثت بصوت واهن ضعيف :
-ليان .
-كم عمركِ ؟
وكما حدث قبل قليل صمتت واخذت تنظر نحوي بهلع ! هل انا مخيفة لهذه الدرجة ؟ اجابت بعد لحظات :
-ثمانية عشر سنة .
رفعتُ حاجباي تعجباً ثم تنهدت مجدداً احرك لساني الذي التصق بسطح فمي لشدة جفافه بصعوبة قائلة :
-لا داعي لكل هذا الخوف يا ليان ساعديني فقط لأنهض وارحلي بعدها .
راقبتها بهدوء وهي تداعب اناملها بتوتر والتفكير ظاهر على محياها ! لابد انها مستجدة والا كيف يتم وضع ممرضة بهذا الجبن لرعاية المرضى ! وحينما طال صمتها صحت بها غاضبة وقد ضقتُ ذرعاً منها :
-تحركي بسرعة ايتها اللعينة !
جفلت بخوف لتتراجع للخلف لأهددها بصوت عالي :
-ان لم تفعلي ما اقوله فأقسم انني سأقتلع احشائك وانتِ على قيد الحياة .
وصلني صوت ادهم قائلاً :
-ومالذي قلتِهِ لتعمل على فعله ؟
نظرتُ نحوه وهو يدلف بهدوء لتنطلق نحوه تحتمي به ! النساء حقاً احياناً يكن عبارة عن مصدر ازعاج فقط فتنهدت مجدداً لأراه يطلب منها الخروج ففعلت واقترب مني يرفع حاجباً بأهتمام لأجيب بصوت واهن واشعر بالعطش قد قضى على كل طاقة في جسدي كانت موجودة قبل لحظات فقط :
-كل ما اردته هو شربة ماء وهي كالحمقاء واقفة تحدق بي في الزاوية .
اقترب مني ليساعدني على النهوض ليضع الوسائد خلفي لأجلس جلسة مريحة ثم ناولني كأس الماء لأشربه دفعة واحدة لأناوله الكأس الفارغ ثم تكلمت من دون النظر اليه بحدة وأشعر بمزاجي كئيب للغاية :
-انده على الممرضة اريد الاستحمام .
خلال لحظات نفذ ما طلبته بطريقة فظة لم اقصدها لتدخل الممرضة المسؤولة عني برفقة الكرسي المتحرك لتجلسني عليه منطلقة بي نحو حمام المشفى .
اخلعتني ملابسي بهدوء و حممتني بلطف كما هي العادة لتلبسني ملابس جديدة بحذر دون ان تمس بمكان العملية او تحرك لي ذراعي المكسورة لتخرجني على الكرسي المتحرك عائدة بي نحو الغرفة حيث وجدت ادهم جالس برفقة المحامي احمد ورجل اخر يضع على حجره دفتر اسود كبير الحجم فوقه يستقر قلم رصاص لابد انه رسام !
ساعدتني على الجلوس ثم خرجت بهدوء لأجد وجبة الافطار على الطاولة ، كان عبارة عن عصير برتقال طازج مع بعض شرائح اللحم والبيض وايضاً صحن يحتوي على الجبن والزيتون وقطعة من الخبز ! بدى شهياً لوهلة ولكن سرعان ما تذكرت قطع اللحم المتناثرة لأفقد شهيتي واشعر برغبة في التقيؤ والتي كبحتها رغماً عني ! ثم تنملت اطرافي وشعرت بصداع الامس وهو يضرب رأسي اضافة الى شعور الكآبة الذي احاطني عازلاً اياي عن ما حولي !
وكأن عقلي فرض علي وجودي وحيدة فلم اكترث لوجود المحيطين بي وشعرتُ بتلك الهوة التي بداخلي وهي تتسع رويداً رويداً جلس ادهم امامي وهو يضع صينية الافطار في حجره قائلاً :
-تناولي افطاركِ وبعدها سنجري معكِ تحقيق لتسجيل اعترافاتكِ .
-لا شهية لي .
كانت حدقتاي مرتكزتان على حجري ليتنهد بضيق قائلاً :
-لا تعاندي .
نظرت نحوه بحدة وكأنني انظر الى عدوي اللدود لأجيبه مشددة على كل حرف وكأنني اتحداه:
-قلتَ لكَ لا اريد .
شعرتُ بعقدة حاجباي تزداد انعقاداً ليرد بعناده المعتاد :
-عليكِ شحذ طاقتكِ يا آيلين ، كلي طعامكِ لنباشر التحقيق .
دفعتُ صينية الطعام بقوة مسببة تناثره على الارض وعلى ملابسه وعلى السرير حاله من حال العصير الذي اغرق الدنيا وانا اصيح به غاضبة بشراسة لم اعهدها من نفسي قبلاً :
-قلتَ لكَ لا اريد يعني لا اريد .
كانت الصدمة بادية على ملامحه بينما انا اخذت اتنفس بسرعة تعبيراً عن غضبي الذي لا مبرر له سوى انه يزداد في كل دقيقة تمر علي لينهض حاملاً الصينية بهدوء ليخرج من الغرفة وابقى انا برفقة الاثنين متجاهلة وجودهما احدق الى النافذة ليدلف بعد لحظات عامل النظافة لينظف ما خلفته من فوضى ثم رحل بهدوء كما جاء ، مرت نصف ساعة من الهدوء القاتل التي جعلتني اتململ في جلستي الهي نفسي بأي شيء لأجبر عقلي على التخلص من تلك المشاهد المقرفة التي باتت تُعاد بتفاصيلها مراراً وتكراراً مسببة لي نفوراً نفسياً وضغط كبير وحزن عميق وكل المشاعر السيئة في العالم اجمع قد اجتمعت الان بداخلي ثم بعد لحظات حدقت الى حجري لأفكر بيني وبين نفسي :" ماذا لو كان حياً ولم يمت !" توسعت عيناي بدهشة ثم هززتُ رأسي نفياً مكلمة ذاتي :"لقد هشمت رأسه بالمطرقة ومات وخرج من هذه الدنيا الى الجحيم " ثم في ثانية عادت مشاهد الحلم تنبثق امامي لأشعر بالقلق والخوف ورهبة غريبة امتلكت عقلي ! ماذا لو كان حقاً على قيد الحياة وهو يبحث عني الان ليضربني بالمطرقة مهشماً لي رأسي كما فعلت به ! سرت رجفة خفيفة في جسدي ثم عدتُ لأقناع نفسي قائلة :"
كلا لقد مات لا يوجد انسان يعيش بلا رأس اصلاً " انبثق صوتي من داخلي مشاجراً اياي بحدة وهو يقول :
"الم تريه بأم عينيك وهو يجري خلفكِ بالمطرقة ؟"
اجبته :
"ولكنه مجرد حلم !"
تحدث مشدداً على كلماته :
"ماذا لو غدى حقيقة ؟"
"لن يحصل "
هززت رأسي نفياً ليتحدث بألحاح اكبر :
"افرضي انه لا زال على قيد الحياة ؟"
" لكنه مات "
"ربما لم يمت "
توسعت عيناي بذعر ليكمل بثقة :
"انتِ هربتي ولم تتأكدي من موته لذا احتمالية وجوده على قيد الحياة كبيرة "
شعرتُ بأنفاسي وهي تهرب مني وبأن كل ما حولي غدى مظلماً كئيباً مشوهاً لأرد عليه بصوت مهزوز وقد بدأت اقتنع بكلامه :
"ولكنني حطمت رأسه "
"وان يكن ! ربما حطمته لكنه لا زال على قيد الحياة !"
"كيف ؟"
"لا احد يعلم حتى يُمسك بكِ"
اخذت ارتعش واتعرق بغزارة وانا افكر بالهرب ! اريد ان اخبئ نفسي لكي لا يجدني ! اخذت اشد شعري بيدي السليمة اتلقف انفاسي بصعوبة وانا اشد على خصلات شعري اهز جسدي وانا اضم ركبتاي الى صدري غير مكترثة بذلك الالم بسبب مكان العملية ، الى اين سأهرب ! ماذا لو وجدني ؟ مالذي سيحصل ؟ رد علي ذلك الصوت مجدداً :
"سيحطم رأسكِ كما فعلتي معه "
اخذت اتحرك للامام والخلف بسرعة ليكمل الصوت :
"ثم سيأخذ ملامحكِ ويعطيها لنيفين !"
ملامحي ! وجهي سيعطيه لها! رد من جديد :
" بالطبع بما انكِ اخفيتي ملامحها ستأخذ خاصتكِ لذا عليكِ تغطية وجهكِ والهرب "
ازداد تعرقي لاسئله :
"الى اين سأهرب ؟"
"الى اي مكان عدى صالة الجلوس و..غرفة النوم "
ثم اكمل محذراً اياي :
"اياكِ والبقاء على السرير ! خاصة اذا كان لونه ابيض فهو خاصتها واذا وجدتكِ ستأخذ ملامحكِ كما قلتِ لكِ "
ازدادت ارتجافة جسدي ليكمل بصوت عالي :
"انهضي فوراً واهربي قبل مجيئهما "
ثم اخذ يردد بهسيتيريا :
"اهربي ،اهربي بسرعة اهربي اهربي "
نهضت على الفور وانا اشاهد اركان الغرفة الفارغة ! فأنتابني الذعر اكثر لأتحرك بصعوبة شديد اضع يدي السليمة على مكان عمليتي وانا اتحرك ببطء نحو الباب وانفاسي تهرب مع كل ثانية تمر حتى بدأت المح الدماء على السرير فأستدرتُ ببطء لأراها جالسة ! عارية وجهها المغطى بالدماء مائل نحو الكتف الايمن وهو يحمل ملامحي تلك السكين لا تزال مغروسة بين فخذيها ، الفراش اسفلها مغطى بالدماء وصوتها يتردد بكل مكان :
-انا ايلين مرحباً بكِ كيف اقوم بخدمتكِ ؟
فتحتُ الباب وانا اهرب منها ولا زال صوتها يتردد في الانحاء حتى شعرتُ بأيادي كثيرة تمسك بي قاومتها بصعوبة لتثبت عيناي على والدي الذي يتساقط لحم رأسه على الارض وهو يحمل تلك المطرقة بيده ليهوي قلبي بين قدماي ذعراً فحاولت التملص بصعوبة غير مبالية لتلك الدماء المنبثقة مني مكان عمليتي ولا لذراعي المكسورة التي كوت روحي كياً من قوة الالم !
ما ان اقترب مني حتى رحتُ اسدد ركلات ولكمات عشوائية لأهرب وانا اعرج في ركضتي ودمائي تخلف خطاً مستقيماً خلفي ، كنتُ اركض بأرجاء المشفى ابحث عن باب الخروج ولا زال صدى صوت نيفين يتردد بالارجاء وهي تقول :
-انا ايلين ، انا ايلين ، انا ايلين .
ما ان حانت مني التفاتة للخلف حتى رأيت والدي وهو يركض خلفي بسرعة يحمل مطرقته وهو يرتطم بالجدران ورأسه يلتصق بالحائط ويسقط بكل مكان على الارض !
زدتُ من سرعتي وانا انزل درجات السلم ارتطم بالكثيرين وجميعهم اجساد هائمة برؤوس محطمة مسحوقة بطريقة مريعة ! كانت المشفى مظلمة وكأن الليل قد حل ، واصبحت فجأة فارغة عداي انا اركض بلا هوادة انوي التخلص من ما انا فيه ، كان الالم يشل جسدي والخوف يجعلني اتعثر لأسقط على وجهي مراراً وتكراراً وفي كل مرة تحاول ايادي مختلفة امساكي فأهرب قبل ان تفعل ذلك !
اخذت دموعي تجري على وجنتاي مشوشة علي الرؤية ، شعرتُ بحرارتي ترتفع لتجعلني اتعرق اكثر والدماء بالفعل قد اغرقتني جاعلة قدماي تتركان اثر خلفهما حتى شعرت بالامل يتسلل لداخلي وانا ارى باب الخروج امامي !
خرجت للخارج لأرى ضوء النهار وهو ينتشر في الارجاء والشارع مليئ بالناس وهم يتجهون الى اتجاهات مختلفة ما ان كدتُ اعبر الشارع حتى تفاجأت ببوق سيارة جعلني اقفز للخلف عدة خطوات ! نظرتُ الى جهتها وقد سقطتُ على مؤخرتي الهث انفاسي بصعوبة اتكئ على ذراعي المكسورة لأرى ادهم يترجل  من السيارة وعلامات الدهشة ترتسم على ملامحه ابتسمتُ بأتساع لرؤيته ثم انطلقتُ نحوه امشي بصعوبة لأرتمي عليه اعانق خصره بكل قوتي ! لن ادعه يفلت من يدي مجدداً وسأبقى بقربه لكي لا يستطيع والدي هرس رأسي ولا تأخذ نيفين وجهي .
شعرتُ به يجلس على الارض امامي يعانقني بعدما خارت قواي وجلست رغماً عني اشدد من عناقي حوله ثم ابتعدتُ لأركز عيناي على وجهه الهث بصعوبة علي اخباره ليقبض عليهم فأبتلعت ريقي قائلة مستغلة تركيزه علي :
-انهم يريدون اعني ..-هدأت نفسي ونظري مثبت عليه يجب عليه ان يعلم يجب عليه ان يحميني -انها تريد اخذ وجهي ...و ...و هو يريد ..يحمل مطرقة .. اخذ يجري خلفي ..
وصلت اصوات مختلطة مع بعضها ناحيتنا لأشعر بالذعر وانا اتمسك به مجدداً بشدة اتوسله :
-ارجوك لا تدعهما يقتربان لا تدعها تأخذ وجهي سوف سوف سوف ..سوف يحطم لي رأسي كما فعلت معه ..هي هي تقول انها انا .-ثم نظرت له لأفهمه ما حصل -انها تقول انها انا .
كان صامت وهو يحدق الي بلا ان يطرف بجفنيه حتى فشعرتُ بالخوف ! لما لا يتحرك !
:-ادهم ...ادهم ما خطبك لما لا تتحرك ..!
اخذت الهث بخوف وانا اتعمق بالنظر اليه ! ولكنه لا زال دافئاً ومشعاً اذن ما خطبه ؟
ناديته مجدداً :
-ادهم انتَ لن تسمح له بهرس رأسي اليس كذلك ؟
شعرت بالخوف وهو يتغلب على شعور الامان داخلي لأرى الدموع تقف على محجريه ثم قام بعناقي بعدها وانا فعلت المثل ليحملني بين ذراعيه ليقوم بأعادتي من حيث جئت !
عاد قلبي لأضطرابه مجدداً واخذت اركل الهواء وانا احاول التملص من بين ذراعيه حتى اضطررت لضربه ، كنتُ اسدد له ضربات عشوائية صارخة بالرفض عدة مرات ! لا اصدق انه سيأخذني اليهم بقدميه اوليس من المفروض ان يحميني لماذا اذن يأخذني اليهم ؟
شعرت به يتوقف لأزيد من مقاومتي حتى جلس على الارض معانقاً اياي الا انني لم استجب له واستمريت بمقاومته حتى شعرت بوخزة في ذراعي اليسرى لتخف مقاومتي تدريجياً حتى غططتُ في الظلام لأجدهما هناك بأنتظاري !
**************
بعد اسبوع :
خرجت ايلين من غرفة العمليات  وتم وضعها في غرفة خاصة تحت الملاحظة لمدة ثلاثة ايام وهي غائبة عن الوعي تنتفض اثناء غيبوبتها وتقاوم بحركة ضعيفة شيء لا تراه الا في كوابيسها وادهم يسهر عليها ليلاً نهاراً بوجه متعب هاملاً عمله داعياً بداخله ان يكون كل شيء على ما يرام .


يتبع .........





                                                      " القاعدة الخامسة والعشرون "
     "أتسمع هذا الصوت الذي يحوم في رأسك دائماً ؟ لا تستمع اليه فهو كحبل المشنقة يلتف حول رقبتك ببطء"

براءة مُدانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن