جنيـه صديقـي...."

416 44 0
                                    

انا كنت مؤمن جداً بوجود الجن على أرض الواقع ، بس أول مرة اعرف ان الجن يقدر يقتل حد ويعذبه ..
الساعة 2 بالليل كنت لسة مخلص شغل وراجع البيت ، وطبعاً اهلى كلهم نايمين بس انا بيكون معايا مفتاح وبدخل ، اليوم دة كنت مرهق بشكل فظيع ورجعت البيت وانا تعبان وجدا ووصلت عند باب البيت ولسة بحط المفتاح فى الباب لقيته فتح لوحده ، عينى وسعت ووقفت لمدة دقيقة بدون حركة ، بس قولت يمكن ناموا ونسيوا يقفلوا الباب ، دخلت البيت وقفلت الباب ورايا وبقيت دلوقتى فى جنينة البيت ، والجو ضلمة جداً مفيش غير نور القمر اللى منوّر حاجات بسيطة ، وصوت صرصور الحقل بسمعه بوضوح لأن الجنينة خالية تماماً من اى صوت ، مشيت فى الجنينة دى ف اتجاه البيت وفجأة سمعت صوت ناعم جاى من ورايا بيقول "إحم" ألتفتت ورايا بسرعة لقيت بنت جميلة جدا ومن كتر بياضها حسيت بنور طالع منها ، قولتلها انتى مين ؟
= اسفة بس كارنيه الكلية بتاعتى وقع فى الجنينة وكنت جاية ادور عليه ..
- وجاية تدورى عليه الساعة 2 بالليل ؟
= اسفة والله مااقصدش بس ممكن تدور معايا؟
- طيب طيب ..
طلعت الموبايل ونوّرت الكشاف وبدأت ادور فى كل مكان حواليا وبالصدفة جنب ركن لقيت كارنيه بأسم "فاطمة إبراهيم" ، ناديت عليها وقولتلها هو دة ؟
= آه هو تمام متشكرة ليك جدااا واسفة ع الوقت المتأخر
- لا تمام مفيش حاجة اتفضلى ..
ضحكلتى بابتسامة خفيفة ولفت نفسها ومشيت باتجاه الباب ، وانا مشيت باتجاه البيت وانا بفكر فى ملامحها الجذابة جداً واللى لفتت انتباهى لدرجة ان قلبى مبطلش دق من ساعة ما شوفتها ، مشيت كمان لحد ما وصلت البيت نفسه وجيت احط المفتاح فى الباب لقيته مش راضى يفتح ، حاولت تانى ومش راضى برضو ، والدنيا حواليا ضلمة كلها والبيت كمان من جوة ضلمة ، شلت المفتاح وقولت اتصل على اى حد ف البيت يقوم يفتح ، طلعت الموبايل وبصيت الناحية التانية وخليت ضهرى للباب ، بس سمعت صوت الباب بيفتح براااحة جداا ، لفيت نفسى وبصيت عليت لقيته اتفتح وفيه شخص واقف بس مش شايف حاجة من الضلمة ، نوّرت كشاف الموبايل ووجهت النور فى وش الشخص إللى واقف واتفاجئ باللى لقيته ..
فاطمة إللى لسة مقابلها من شوية هى اللى واقفة ووشها كله غرقان دم ومعندهاش شفايف ، وسنانها باينة وبتنقط دم ، ولابسة زى عباية بيضة كلها دم وبتبصلى ، وبسرعة وبدون اى مقدمات لقيتها جت ف ناحيتى وبتتهجم عليا وبتحط سنانها ف رقبتى زى مصاصين الدماء ، وانا من هوَل المنظر اتجبست مكانى وعمال اصرخ وبحاول اجرى ، لحد ما فوقت ولقيت اهلى كلهم حواليا وبيقولوا اصحا اصحا انت كنت بتحلم بأيه؟؟
- ايييه !! بحلم ؟! الحمد لله يارب احمدك واشكرك انه كان حلم.
قمت من مكانى واحداث الحلم لسة بتدور فى بالى ، بس خلاص بقيت على اقتناع تام أنه مجرد حلم مش أكتر ، مسكت الموبايل بتاعى لقيت 6 مكالمات من "علي" صاحبى ، تقريبا كان بيتصل وانا ف سابع نومة ، اتصلت عليه وقالى ..
- انت فين يااحمد ؟!
= فى البيت يا علي فيت ايه مالك ؟
- طب تعالى يااحمد انا فى الجامعة ، عايزك ف موضوع
= طيب خلاص انا جاى
قمت خدت دش ولبست ، كانت الساعة 9 الصبح ، نزلت من بيتى وعديت من نفس الجنينة وافتكرت فاطمة ، بس نسيتها تانى لما افتكرت انها كانت مجرد شخصية ف حلم ، ركبت ميكروباص متجه لجامعة القاهرة وطلعت الهاند فرى اسمع اغانى والميكروباص كان زحمة جداا ، لحد ما وصلت الجامعة ودخلت باتجاه الكلية ، اتصلت بـ علي قالى انا مستنيك فى الكافتريا تعالا ، روحتله الكافتريا وقعدت معاه لقيته متعصب جدا وبيقولى شوفت ياعم إللى حصل ؟؟
- ايه اللى حصل فيه ايه احكى !!
= عبدالله صاحبنا ساب خطيبته امبارح والنهاردة مش لاقيه خالص وبتصل بيه موبايله مقفول
- عبدالله مين ؟
عبدالله جابر يااحمد ركز ، وحاولت اروحله البيت بس مش موجود برضو فى البيت ومش عارف عمل ف نفسه ايه !
= طيب و اهله فين !
- بيدوروا عليه برضو مش لاقيينه
= لا حول ولا قوة الا بالله ، اهدا بس و ان شاء الله هيرجع ، تلاقيه سافر مع اصحابه ولا حاجة
وفى وسط كلامى مع علي لقيت المنظر إللى مكنتش اتمنى اشوفه ابداً ، عبدالله جاى علينا وماسك ف ايده إيد فاطمة اللى شوفتها ف الحلم ، انا أول ما شوفته حسيت ان فيه جردل مية ساقعة اتدلق عليا من الصدمة و شعر ايدى وقف ، لقيت علي قام من مكانه وبيقوله انت كنت فين احنا قلبنا عليك الدنيا ، عبدالله بص لـ علي بابتسامة مستفزة وقاله طيب مش تباركلى الاول؟ انا خطبت فاطمة امبارح بالليل ، وسافرت كندا ، ومحدش من اهلى يعرف بأى حاجة من اللى حصلت دول ، الدهشة زادت عندى ومبقتش عارف اقول لعبدالله ايه بس ما زلت مركز فى ملامح فاطمة إللى شوفتها ف الحلم وكانت نفس التفاصيل بالمللي ، مشي عبد الله هو وفاطمة بعد ما سلم علينا و علي جه قعد جنبى وبيقولى مالك متنح كدة ليه !
- هاا ، لا مفيش يا علي ، يلا نمشى
= مالك ياابنى وشك اتقلب ليه ؟
- يلا نمشى يا علي قولت
= طيب طيب اهدا خلاص
مشينا وخرجنا من الجامعة لحد ما وصلنا عند بيتى ، وفى السكة حكيت لـ علي الموضوع كله والحلم ، هو استغرب جدا وحالته بقت زيي بالظبط و ازاى انسان تشوفه ف الحلم ويطلع موجود ع الحقيقة فعلاً ، و كمان بنفس الملامح حرفياً ، كل واحد فينا مشى لبيته وانا طلعت بيتى ..
اليوم اللى بعده صحيت مفزوع تانى على اتصال على موبايلى من اخو عبد الله بيقولى تعالا بسرعة عشان عبد الله من امبارح من اول ما رجع وهو عمال يزعق ويكسر حاجات ويخبط راسه فى الأرض ومحدش قادر عليه ، قمت اتفزعت من مكانى وروحت لبيت عبدالله لقيت علي هناك وكلهم قاعدين ف الصالة وسايبين عبد الله جوة اوضة مقفولة عليه وهو بيكسر جوة مع نفسه ، وانا قاعد معاهم وبحاول افهم إللى حصل بس هما اصلا مش فاهمين اللى حصل ، قولتلهم الحل الوحيد هو انكم تتصلوا بشيخ ، وفعلا اتصلنا بشيخ روحانى و اول ما وصل البيت لقيت النار هبت فى كل انحاء البيت ، قمنا كلنا جرينا برا ، والصالة بقت كلها نار ما عدا الاوضة اللى فيها عبدالله ، طلعنا برا خالص ومش عارفين نعمل ايه ، الشيخ قالنا لو عبدالله معاه تليفون فى اوضته يبقا لازم نتصل بيه ونسمعه قرآن فى ودنه ، هيهدا اكتر ، قولناله ماشى وطلعت الموبايل من جيبى واتصلت بيه و اديت الموبايل للشيخ ، اول ما الشيخ حط الموبايل على ودنه لقينا ملامحه اتغيرت ، راح حاش الموبايل من ودنه وبص فيه و على الاسبيكر وبقى الصوت عالى وكلنا سامعينه ، فى ثانية واحدة كلنا اتصدمنا من اللى سمعناه ، صوت بنت بس غليظ جدا وبيتكلم بسرعة جدا لدرجة ان مفيش ولا كلمة مفهومة بس فيه بعض الكلمات فهمتها زى (مش هسيبه ، مش هسيبه ، متحاولوش تطلعونى منه مش هسيبه ، اوعى تقرا قرآن يا شيخ اوعى برضو مش هسيبه) نفس النبرة الغليظة بتقول الكلام دة ، كان وقتها شعر راسنا شاب لما سمعتا الصوت ، راح الشيخ كلمه وقال خلاص مش هنأذيك بس قولنا انت عايز ايه من عبدالله ، رد الصوت عليه وقاله بكلام سريع جدا وعصبى وبيزعق وبرضو مفهمناش عايز ايه بس كل شوية يقول (مش هسيبه ، مش هسيبه) و اهل عبدالله قلقانين جدا والرعب بقى سيّد الموقف ، راح استجرأ الشيخ وقرأ آية من القرآن فى الموبايل ، ساعتها سمعنا صرخة عبدالله من واحنا بينا وبينه حوالى 1000 متر ، وكأن فيه حد بيضربه بالكرباج ، والشيخ ما زال يقرأ القرآن اكتر ، و نبص على البيت لقينا النار بتهدا تدريجياً وبتطفى ، وكلنا واقفين منتظرين اللحظة إللى هتهدا فيها النار خالص عشان ندخل لعبدالله ، وبعد ربع ساعة انتظار لقيناه هديت خالص والمكالمة قطعت مع الشيخ ، اتجهنا ناحية البيت لقينا جيرانا اللى فى البيت جنبنا كلهم طلعوا وعايزين يعرفوا اللى حصل ، ومن ضمنهم كان فيه طفل صغير جدا عنده حوالى 7 سنين ، هو عارفنى لأنه شافنى قبل كدة كتير ، اول ما شافنى طلع يجرى عليا وبيقولى عمو عبدالله حصله ايه انا شوفته من شباك اوضتى لقيته بيمشى ع السقف وهو مغمض عينيه ، انا لما سمعت كلام الولد الصغير حسيت بنفسى بيقطع ونبضات قلبى زادت ، وتقريبا انا الوحيد اللى كنت عارف ان اللى بيحصل دة بسبب "الجنية فاطمة" ، روحنا البيت بعد ما النار هديت وفتحناه ودخلنا فيه والأغرب بقى انه مفيش اى حاجة محروقة ، وكأنها كانت نار وهمية ، حيطان البيت زى ماهى والأرض مفروشة سجاد ألوان زى ماهو ومفيش اى حاجة اتغيرت ، بس اوضة عبد الله لقيناها مفتوحة ، جرينا ع الاوضة ودخلنا عليه لقيناه مرمى ع الارض والدم بينزل من عينيه ، مسكناه عشان نفوق راح فاق وبدأ يصرخ بصوت عالى بكلام مش مفهوم وبنبرة صوت مختلفة جدا ، ويخبط ف اى حاجة ف وشه و عصبه ناشف ، ومازال الدم ينزل من عينيه ..
الشيخ قال كتفوه واقعدوا جنبوا ، عملنا كدة فعلا وكتفناه وبصينا ع اللى بيعمله الشيخ لقيته جاب 4 اطباق حديد ، وجه عند عبدالله وقالنا امسكوه كويس ، وراح قطع التيشرت من جسم عبدالله وخده هو ، قطع التيشرت على 4 اجزاء ، وحط كل جزء فى طبق حديد ، وحط كل طبق فى ركن من أركان الأوضة الاربعة ، وطلع كيس من جيبه فيه رمل ، وقعد يفضى فى الاربع اطباق و قسم كيس الرمل ع الاطباق بالتساوى ، و رجع تانى ناحية عبدالله وقال امسكوه كويس ، مسكناه وعبدالله بيبص للشيخ بغضب وعايز يقوم بأى شكل ، راح الشيخ قرب منه و قطع 4 شعرايات من راسه ، ومسك كل شعراية وولعها بنار من الولاعة وحطها فى طبق ، ومسك التانية وعمل كدة وهكذا فى الاربع اطباق بقا كلهم نار ، و قطع التيشرت والرمل والشعر بيتحرقوا والغريبة ان مفيش دخان بيطلع ، نار من غير دخان نهائى ، وفجأة لقينا عبد الله اتنفض من مكانه بصرخة جامدة لدرجة اننا وقعنا من جنبه من شدة قوته ومبقاش حد قادر عليه ، وقام من مكانه باتجاه الشيخ ، والشيخ باصص لعبدالله بثقة كبيرة وبيقرأ قرآن بصوت عالى ، وعبدالله بيمشى ناحية الشيخ بصعوبة وخطوات بطيئة جدا ، بس من جواه عايز يمشى بسرعة وكأن فيه حاجة مانعاه ، والشيخ مازال بيقرأ بصوت عالى والنار تزيد اكتر واكتر لحد ما وصلت للسقف ، والنار بقت منتشرة ف السقف كله وعلى الاربع اركان ، راح مطلع قزازة مياه من الشنطة بتاعته وراح عند كل طبق و كب فيه مياه لحد ما الاربع اطباق انطفوا خالص ، ف نفس اللحظة كان عبدالله وقع من طوله فى الأرض وكأن اغمى عليه ، والصمت يسود المكان وكله مستنى اللى هيحصل بلهفة كبيرة ، راح الشيخ جه عند ودن عبدالله وقرأ آية من القرآن ، لقيت جسم عبدالله بيتنفض تدريجياً وابتدا يفوق ، خدناه قعدناه على جنب وبقى طبيعى عادى جدا و لبسناه تيشرت وهو بيبص لينا ومش بيتكلم ، راح الشيخ قال سيبوه لوحده فى الاوضة واخرجوا كلكم ، وساب عنده موبايل مشغل عليه قرآن ، وخرجنا كلنا ، راح الشيخ قالنا هو عبدالله متجوز ؟ بصيناله باستغراب وقولناله لا طبعا ، راح علي بص ليا وفهمت نظرته كان قصدها ايه ، خدنا الشيخ على جنب انا وعلي وحكيناله اللى حصل وموضوع فاطمة إللى حبها ، واتفاجئنا من رد فعله لما قالنا ان فاطمة دى جنية وكانت لابساه عشان هو اتعلق بيها جامد ، بس الحمدلله هى اتحرقت ومبقاش ليها اى وجود تانى ، حمدنا ربنا والشيخ مشى والدنيا بقت تمام ، ودخلنا نطمن على عبدالله خبطنا عليه الباب مابيردش ، خبطنا اكتر وبرضو مفيش رد ، لحد ماكسرنا الباب ونتفاجئ من المنظر اللى شوفناه ، عبدالله مرمى ع الارض و عينيه كلها دم وفيه ورقة كبيرة على بطنه مكتوب عليها بالدم باللغة العربية .. "ستصبحون مكانه في يوم من الأيام ، ولن اترككم جميعاً ، وسأقتلكم بنفس الطريقة التى قتلته بها .. امضاء (فاطمة)".

تصويت ليه عشان أكمل💛

مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن