أنا كنت خلّصت الكلية خلاص والمفروض ادوّر على مستقبلى بقى واعمل زى باقى الناس ما بتعمل ، بس واجهنى مشكلة أكبر من كدة وخلتنى افقد الامل على إنى ألاقى مستقبلى ، وهى فترة الجيش ، الجيش اللى مفيش حد معداش عليه غير وطلع منه بذكريات كتيرة ، بس الذكريات دى يا بتكون حلوة .. يا بتكون .. مرعبة !!
26/2/2018 الساعة 6 صباحاً ..
نزلت اخلص ورق الجيش بتاعى واعمل اللازم فى الجهات الحكومية المتعبة علشان اقدر اكون مؤهل للجيش العسكرى ، الموضوع أخد 3 أيام تقريباً مرمطة وبهدلة كل يوم لحد ما خلصت ورق الجيش وخلاص بقيت مؤهل للتجنيد ، دخلت الجيش اللى المفروض فترته 360 يوم بالظبط ، بعد ما خلصت فترة التدريب والتطوير العسكرى وبقيت مثبت فى مكان معيّن ، وهو شمال سيناء ، المعسكر بتاعنا والخدمة وكله كان فى سيناء ، وكان معايا 4 تانى غيرى ، ملازم أول "جاد عبد الحي" وتلاتة تانى عساكر مجندين من ضمنهم "ابراهيم" اللى اتصاحبت عليه وكان اقرب حد ليا خلال الفترة اللى عدت ، كنا طول النهار واقفين ع الحدود مراقبين كل حركة كبيرة وصغيرة ، وبالليل كنا بننام ونسيب 2 صاحيين ، ولما نصحى هما يناموا وهكذا زى نظام ورديات بحيث انه ميبقاش كله نايم او كله صاحى ، المهم عدا حوالى اسبوعين والدنيا كانت تمام ومفيش اى حاجة ، بالرغم من شدة سواد المكان اللى احنا فيه ولأن مفيش اضاءة غير نور القمر الخافت وسط صحراء كبيرة جدا وخالية من البشر ، فى الاسبوع التالت بدأت الاحداث تزيد خطورة و رعب اكتر واكتر ، كان فيه خيمة صغيرة معمولة من القماش جنب الكمين على الصحراء فى وسط الضلمة ، دى للراحة المؤقتة ، دخلت انا وإبراهيم الساعة 2 بالليل فيها وكنا هنموت من النعس وعنينا حمرا دم ، من الطبيعى ان أرض الصحراء بتبقى مليانة حشرات كبيرة وممكن تعابين وعقارب ، فـ الواحد كان لازم ينام بالبيادة اللى فى رجله من غير مايقلعها علشان مفيش حاجة تدخل ف جسمه ، فى وسط ظلام دامس مع صوت حشرات جاى من بعيد و بعد ما اتفرشنا على الأرض وغمضت عينى ولسة هروح فى النوم لقيت إبراهيم اتفزع مرة وحدة وصرخ و بص ليا وقالى انت كبيت عليا مية ليه ؟ قلتله مية؟ احنا لاقيينها أصلا عشان اكبها عليك ؟ احنا بقالنا يومين مشربناش و ريقنا حجر ، قالى امال نقط المية دى جت عليا منين؟ قلتله معرفش يمكن انت عرقان ، المهم بعدها شوية صحيت على نفس الفزعة ونفس الصرخة من إبراهيم وهو بيقولى ان فيه مية اتكبت تانى عليه ، ابتديت اقلق فعلاً وقولتله شغل نور فلاش الموبايل وحط صباعك عليه ونام ، وأول ما تحس بحاجة شيل صباعك و نوّر فى المكان عشان تشوف مين بيكب عليك مية ، وافقنى الرأى وقالى ماشى وابتدى يعمل زى ما قولتله ، انا كنت شاكك ان حد من اللى برا بيحاول يخوفه وبيرش عليه مية ، فضلنا مستنيين ونراقب اللى هيحصل و بعد ربع ساعة لقيت ابراهيم صرخ صرخة اكبر من اللى قبلها وقام من مكانه يصرخ ويجرى فى كل مكان زى مايكون جتله حالة صرع ، واللى كانوا معانا برا جم واتلمينا عليه وحاولنا نهديه بس مفيش فايدة ، اتصلنا بالمسعف و جه بسرعة اداله حقنة مهدئة وهدى شوية ، حاولنا نفهم منه اللى حصل او شاف ايه بس هو باصص لينا باستغراب وبيقول ابعدوا عنى .. ابعدوا عنى ، مش راضى يقول غير الكلمة دى ، والحالة جتله من تانى واخدناه للغرفة الصحية و اخد حقنة مهدئة تانى و راح فى النوم ..
اليوم إللى بعده روحنا لإبراهيم وسألناه عن إللى حصل فى ليلة امبارح بس هو أنكر وقال انه مش فاكر اى شيئ ، حاولنا منضغطش عليه عشان حاله مايرجعش اسوء زى الاول ، و مر اليوم بشكل طبيعى ولكن ابراهيم كان متوتر وبيبص لينا بنظرات غريبة ، نظرات شك وتعجب مشابهة لنظرات امبارح بس كان أشد خوف عن امبارح ..
اليوم اللى بعده جه لإبراهيم جواب ، ولما قراه لقى ان الوحدة منحته اجازة اسبوعين لتستريح أعصابه ، كنت حاسس انه مخبى حاجة علينا ، سلّم عليا وهو ماشى وقالى فى ودنى بصوت واطى "خلى بالك من نفسك ، المكان مليان بكائنات الظلام" ، قلتله انت بتتكلم عن ايه ؟ رد عليا قالى فى الليلة الملعونة اللى شوفت فيها الشخص إللى كب عليا مية ، مكنش شخص ، كان كيان أسود مظلم وعينيه حمرا وعنده قرنين فى مقدمة راسه ، و اول ما نوّرت الفلاش فى عينه وبصيتله وشوفته راح مدخّل القرنين فى عينى ، حسيت بحرقة جامدة فى عينى ومن وقتها وانا بشوف ملامحه على وش كل واحد فيكم ..
مشى ابراهيم وخد الاجازة بتاعته وبعدها بحوالى 3 أيام أخدت مهمة بحراسة مخزن الأسلحة التابع للمعسكر من الساعة 12 صباحاً لــ 6 صباحاً ، مكانتش دى المرة الأولى اللى اقف فيها على مخزن أسلحة ، المخزن دة موجود في مكان بعيد عن مكان وحدتي و دة للسرية في وضع الأسلحة في مكان بعيد عن المعسكر لو تم الهجوم عليه ، بعد ساعتين من دوريتي لمحت شخص جاى من مكان معسكر الوحدة ، مقدرتش اشوف ملامحه كويس لأن مفيش ضوء إلا في المكان إللى انا واقف فيه ، و باقى المكان معتم تماماً ، إلا من ضوء القمر إللى بيدينى نسبة بسيطة من ضوء لألمح حد جاى من بعيد ،
شوفت الشخص دة متجه للحمامات الموجودة في نص الطريق بين المعسكر و بين مخزن الاسلحة ، الحمامات كانت عبارة عن أربع كباين و عدد كبير من المبولات (عفوا في الكلمة) ..
دخل الحمامات و كان فيها شوية ضوء إللى تمكنت بيه انى اشوفه شوية ، كان بيبص عليا من الشباك اللى فى الحمامات ، مشوفتش ملامحه كويس عشان بُعد المسافة إللى ما بينا ، هو مااستخدمش الحمامات بس كان بيبص عليا من الشباك وبيكتفى بـ دة ، وكان بيعمل حاجة أغرب من كدة ، كان ينزل و يرفع راسه مرة تانية و هو يبص عليا و ينزل من تانى و يرفع راسه في حركة سريعة و هو يبص عليا ، عمل الحركة دى حوالى 5 مرات او اكتر ، مخدتش ف بالى طبعا لأن في الجيش أحيانا اصحابك يحاولوا يخوفوك طول الوقت ، خرج من الحمامات و رجع لمكان الوحدة ..
بعد أقل من ساعة رجع نفس الشخص و دخل الحمامات مرة تانية و كان بيعمل نفس التصرفات الغريبة كان ينزل و يرفع راسه و هو يبص عليا ، وانا واقف براقبه فى صمت ، كان بيعمل دة بأنتظام على فترات زمنية منتظمة ، و لكن في مرة من المرات نزل ومارفعش راسه ، بصيت بعيني على الباب .. يمكن مشى؟ بس انا مش لاقيه ، مشيت ناحية الحمامات بخطوات بطيئة وانا قلبى بيدق جامد والخوف قرب يمتلكنى ، وفجأة ببص فوق الحمامات لقيت راسه وهو بيبص عليا من فوق الحمامات ، معقولة !! بين ثانية والتانية اتحرك إلى ارتفاع 2 متر و نص ؟! و اهو بيبصلى بصات غريبة بعدها راح نزل راسه تانى لتحت ، و مرة يبقى فوق الحمامات ومرة يبقى في الشباك ، مش عارف ايه اللى انا بشوفه دة بس دى مش تصرفات بشر !! هو دة كائن الظلام اللى كلمنى عنه ابراهيم قبل ماياخد إجازته ، خرج الشخص دة من الحمامات و رجع للوحدة و هو بيجرى ويعرج ، هو مكنش بيعرج فى الاول ومش عارف ايه السبب اللى خلاه يعرج بالشكل البشع دة ، انا حاسس برعب فظيع ، حاسس انى هموت منه ، فيه شخص او كائن عجيب كل اللى بيعمله انه بيراقبنى ويخوفنى ، وهو نجح فى الاتنين ، دة بيراقبنى زى ما بيراقب الفهد فريسته ، ايه الكائن دة يا ترى ؟!
من حظى الأسود انى بقيت مكلّف فى حراسة مخزن الاسلحة لوقت دايم ، الحمدلله ورديتى خلصت وهدخل الأوضة اريح اعصابى شوية ، كان ابراهيم رجع من الاجازة وموجود فى الأوضة دى لوحده ونايم فيها ، دخلت انام فى نفس السرير بس الدور التانى ، طلعت على السلم واترميت ع السرير من التعب النفسى والجسدى ، ولسة هغمض عينى سمعت صوت "همهمة" جاى من الدور اللى تحت فى السرير ، وهو مكان ابراهيم ، عدلت راسى وبصيت عليه لقيته نايم بس نفس الصوت شغال ..
-ابراهيم ! ولا يا ابراهيم اصحااا
=ايه فيه ايه ؟ فيه ايه؟؟؟
-اهدى اهدى مالك متتخضش ، قوم استلم ورديتك يلا انا هريح شوية.
=طيب يااحمد ماشى خمساية بس وصحينى
-يعنى هى الخمس دقايق دى هى اللى هتشبعك نوم ؟
=ايوة يا احمد اهدى بقى.
-لا مش ههدا وقوم يلا متجيبلناش الكلام من برا
=طيب طيب خلاص
لاحظت ان ابراهيم خلاص هيقوم و رجعت تانى ع السرير ريحت ضهرى ، وفى وسط هدوء تام وبالرغم من ان سقف الاوضة تقيل وتخين إلا انى كنت حاسس ان فيه صوت ناس بتجرى ورا بعض فى سقف الأوضة ، الموضوع زاد عن حده و صوت الخبط بقى اعلى وأعلى ..
-ياابراهييييييم
=اييه يااحمد
-ايه الأصوات دى ياعم ؟
=ايه انت اول مرة تسمعها؟
-انا اول مرة ابات هنا اصلااا
=لا يااخويا نام والله المستعان
الله المستعان؟ طيب ع البركة ، شديت البطانية واتغطيت وروحت فى النوووم ..
أنت تقرأ
مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)
Ужасыكل خميس من كل إسبوع الساعه 12 بعد منتصف الليل في قصه جديده💛🌼 قصص رعب يتضمنها الواقع☠ الأكونت الشخصي للكاتب💛 https://www.facebook.com/profile.php?id=100005698563137