" حكايه محمود وكيلو الموز "

347 24 0
                                    

كل المشاكل اللى حصلت لينا دى و مازالت بتحصل هى بسبب "كيلو موز" ، مكنتش اعرف ان أصل الموز دة ايه و ليه عمل فينا كدة ، و لحد دلوقتى بندور على حل للى بيحصل دة بعد ما أغلب الدكاترة والشيوخ بذلوا اقصى جهدهم ومعرفوش السبب ايه ..

يوم ٢٨\٩\٢٠١٨ الساعة ٨:٢٧ مساءً
كييلوو الموز بـ٨ جنيه ، يلا يا آنسة يلا بشمهندس .. اشترى الموز لبيتك وعيالك ..
- بـ٧ جنيه ف كل حتة
= والللللله العظيم يا مدام دة طبيعى ولسة طازة وهيعجبك
- لأ غالى انا هشترى من السوق أرخص
= خلاص يا مدام إللى عاوزاه خديه و خلى عنك خالص
- عايزة كيلو بس ميكونش مستوى اوى
= عنيا يا مدام ، احلى كيلو موز
- شكرا ربنا يبارك فيك
= محسوبك "رضا" ، اى حاجة تعوزيها اسألى على المعلم "رضا" وهتلاقى اللى يدلك.

يوم ١٩\١\٢٠١٨ الساعة ٣ فجراً
-يا معلم انا قلقان وبقول بلاش الموضوع دة لأحسن نتقفش.
=مالك ياد ما تنشف شوية انت خرع كدة ليه !
-يا معلم اللى اتلسع من الشوربة بيفنخ فى الزبادى ، مش كفايا محصول الطماطم اللى ضاع مننا السنة اللى فاتت بسبب التهور بتاعك دة
=لا متقلقش يا "علي" المرادى انا درست الخطة كويس ، وهنزرع الموز فى المقابر من غير ما حد ياخد باله وعلى ضمانتى.
-إللى تشوفه يا معلم "رضا" ، انا معاك فى اى حاجة بس المهم نكون فى السليم.
=واحنا فى السليم يا علي مش عايزك تقلق ، هنزرع الموز دة هنا وكلها كام شهر هنبيعه ومش هنزرع تانى ، هى صفقة وهتعدى ان شاء الله ، رغم انى قلقان حبتين عشان أغلب المقابر بتكون مسكونة و غير صالحة للزراعة ، بس هنعمل ايه يابنى معندناش أرض غيرها.
-ربنا يستر يا معلم "رضا".

السلام عليكم ، إزيكم يا ولاد عاملين ايه ! ايه يا محمود فين اختك و قاعد لوحدك كدة ليه مالك ؟
- غادة لسة مجتش من الدرس يا ماما.
=الوقت اتأخر يابنى والساعة داخلة على ٩ اتصل بيها شوفها فين.
-حاضر
"طلع الموبايل من جيبه و بيتصل باخته"
-الوو
=ايه يا كبير عامل ايه !
-ايه دة احمد طارق؟ معلش يا حبى اتصلت عليك بالغلط كنت هكلم اختى بس رقمك مالي السجلات عندى وكلمتك بالغلط.
=ولا يهمك يا حودة ابقى كلمنى بعد ما تخلص.
-ماشى يا حب سلام.
قفل محمود المكالمة معايا ومسك الموبايل بيدور على رقم اخته غادة عشان يكلمها ، طلع الرقم قدامه و داس على زر إتصال ، مع اول رنة فى جرس الموبايل سمع جرس الباب بيرن ، قام يفتح لقى غادة جت
-ايه يابنتى ايه اللى اخرك كل دة ؟
= معلش يا ماما والله كان امتحان صعب فى الدرس ومكانش ينفع اسيبه غير لما احله كله ..
"محمود عنده 22 سنة ، مقارب لسني بس انا اكبر منه بـ5 شهور ، محمود مش صاحبى وبس ، احنا متربيين مع بعض من واحنا فى ابتدائى ، محمود عايش مع اخته و امه بس و الده اتوفى من 3 سنين كان بيعانى من امراض فى القلب ، وبعد وفاة ابوه بقى محمود هو راجل البيت ، ملامحه مقاربة من ملامحى بس وشه ارفع شوية و بشرته بيضة عنى ، شعره ناعم أسود وجسمه رفيع بس مش كتير ، اطول مني 20سم ، بعد ما خلص كلية دار العلوم عمل معمل مع اصحابه فى الكلية و بدأ يشتغل فيه ويصرف ع البيت .. معندوش أغلى من امه و اخته غادة.
غادة بتدرس ثانوية عامة وبتاخد دروس على مدار 13 ساعة يومياً ، جميلة و متدينة و تشبه اخوها بالبشرة البيضة والشعر الاسود الداكن بس الفرق ان عينيها عسلى لدرجة الصفار.
"يلا يا أولاد عشان نتعشى وجبتكلم معايا موز انما ايه ، لسة طازة"
قالت أم محمود الجملة دى وهى بتحط الاكل على السفرة ، ام محمود مش بتشتغل هى متفرغة لاولادها وبس ، لكن فى اليوم دة كانت نازلة تشترى طلبات للبيت ، ابتدوا ياكلوا هما التلاتة وكل واحد قدامه الطبق بتاعه وفى النص فيه طبق موز اللى اشترته ام محمود من المعلم "رضا" ، بعد ما خلصوا الاكل محمود مد ايده و خد موزة و قشرها و كلها ، فى وقت ان امه و اخته مكلوش موز قالوا بعدين ، جت ام محمود بتمسح السفرة وشالت طبق الموز حطته فى التلاجة فى طبق بلاستك اصفر ، كانت الساعة جت 12 بالليل وقرروا انهم يناموا عشان يعرفوا يصحوا بدرى ، دخل كل واحد اوضته و طفوا أنوار الشقة كلها و بقت الشقة ظلام دامس ..
الساعة ١:٤٦ بالليل صوت خبط جامد فى الشقة ، والخبط مستمر بصوت عالى جدا ، صحيت ام محمود مفزوعة و صحيت معاها غادة وهما خايفين من الاصوات دى و بيدوروا فى الشقة على مصدر الصوت ، لحد ما اكتشفوا ان مصدر الصوت دة جاى من اوضة محمود ، خبطوا الباب عليه وهو مش بيرد ، خبطوا اكتر و بيزقوا الباب وبرضو مفيش رد بس فيه جوة صوت خبط مستمر ، كانت الشقة لسة ضلمة ومحدش ف باله انه ينور النور بس الاهم انهم يطمنوا على محمود اللى ما زال فى سر كبير جوة اوضته وهو آثار خبط جامد ، وسعت عينيهم لما صوت الخبط اختفى و ابتدا صوت محمود يطلع و هو بيصرخ بيقول "سيبنى انا بمووووت" ، امه و اخته سمعوا الصريخ والكلمات دى راحوا خبطوا على اوضته اكتر وبرضو مبيفتحش ، غادة رجعت لورا شوية وبعدين بصت من فتحة الباب من عند المفتاح للتفاجئ بـ هَول المنظر اللى شافته ، و اتمسمرت مكانها ومبقتش قادرة على النطق ..
محمود واقف جنب الحيطة و ساند عليها و بيخبط راسه فى الحيطة بكل عزم ، وبيعمل هزة فى البيت كله ، و بيخبط راسه اكتر و يقول "سيبنى انا بمووووت" وبعدها نزل ع الأرض نام على بطنه وخبط راسه فى الارض لاكتر من مرة بكل قوة ، بس مفيش دم خالص بينزل منه وهو بيتألم بشكل رهيب ومستمر فى الخبط ، صرخت غادة بعلو صوتها من المنظر اللى شافته ، كانت ام محمود بتبكى وتقولها شوفتى ايه شوفتى اييه ؟ غادة مصدومة وباصة ناحية الباب ومش بتنطق ، و الام بتكلمها و تهز بيها ، لكن فيه كتم داخلى عند غادة مخليها مش واعية لمدة ثوانى وبعد كدة ترجع لوعيها وتصرخ تانى وتحكى لأمها اللى شافته و امها تبكى اكتر وتخبط ع الباب ومش بيفتح ، وفجأة وبدون اى مقدمات ..
ظهر محمود من وراهم وهو بيخرج من الحمام وبيقفل الباب وراه بعد ما صوت الخبط اختفى تماماً ، بصولوا الاتنين باستغراب جدا ومش مستوعبين اللى بيحصل ، وهو باصصلهم ومش فاهم حاجة ، غادة ركزت ف ملامحه لقت فى قورته من فوق تحت الشعر بشوية كدمات مختلطة باللون الازرق والاحمر الغامق ، بس مفيش دم لكن فيه أثر خبطات فى راسه ، قالتله ايه اللى ف راسك دة يا محمود وعينيها غرقانة دموع ومنهارة ، رد و قالها فيه ايه مفيش حاجة ، الأم ما زالت مستغربة اومال مين اللى ف الأوضة جوة ، مش هنكر ان الأم كانت مرعوبة وقتها بس لما جربت تفتح الباب لقته فتح عادى طلعت كشاف الموبايل ونورت فى الاوضة والصدمة الاكبر ان مفيش حد فى الاوضة ، بصلهم محمود باستغراب ومش فاهم هما قصدهم ايه ! وقف محمود و غادة و أمهم مركزين ف ملامح بعض بدون ما يرمشوا حتى لمدة دقايق ، بعدها الصمت اختفى و ابتدا يبان على محمود ملامح غريبة خلت غادة تصرخ باعلى صوتها و جريت على اوضتها ، الأم ملاحظتش دة بس محمود استغرب من تصرفها ، اقنعها ان كل حاجة تمام ومفيش قلق ، ودخل اوضته وقفل الباب وراه ودخلت ام محمود اوضتها ، محمود نام اول ما دخل اوضته بخلاف غادة و امها إللى فضلوا صاحيين للصبح ومندهشين ومش عارفين يعملوا ايه ..
اليوم اللى بعده الساعة ٧ صباحاً
اتصلت ام محمود بيا و رديت على مكالمتها لما قطعت نومى و صحيت على صوت رنة موبايلى ..
- ازيك يا ماما عاملة ايه (ام محمود تعتبر امى التانية ومن زمان بقولها ماما).
= احمد فيه حاجات غريبة بتحصل فى البيت من امبارح ومش عارفين نعمل ايه
- حاجات ايه بس مالك اهدى ووضحى صوتك فهمينى فيه ايه.
= مش قادرة اتكلم يا احمد تعالى البيت دلوقتى ضرورى محمود بيضيع مني.
وسمعت صوت صريخها وبعدها المكالمة قطعت ..
قلقت جداً وقمت لبست ونزلت بسرعة متجه لبيت محمود اللى بيبعد عنى بمسافة ربع ساعة ، وصلت العمارة عندهم وطلعت السلم باقصى سرعة لحد ما نفسى اتقطع ووصلت عند باب الشقة ، خبطت الباب والصمت بيزيد فى المكان ، خبطت تانى وبرضو محدش بيرد ، زودت الخبط اكتر لحد ما فتحت الباب ليا أم محمود وعنيها وارمة من العياط ، دخلت البيت بقولها فيه ايه وفين محمود ، بصتلى بحزن وقالتلى مش عارفين ندخل على اوضة محمود وعلى طول بنسمع خبط فيها ، مكنتش فاهم اللى حصل وطلبت منها تحكيلى كل حاجة بالتفصيل ..
اخدت نفس عميق بعد ما حكتلى وسندت ضهرى ع الكرسى اللى كنت قاعد عليه وفهت كل حاجة ، فى وسط كلامنا لقيت غادة جاية بتقولنا بصوت واطى "محمود خرج من اوضته" ، قامت ام محمود بسرعة تشوفه روحت مسكتها قلتلها استنى متتحركيش ، بصتلى باستغراب و قعدت تانى مكانها وجنبها غادة مستخبية فيها وانا فى الكرسى اللى قدامهم ، و باب اوضة محمود جنب الكرسى بتاعى ، فتح محمود الباب بكل سلمية و خرج منها ، قمت اسلم عليه لقيته مبيردش خالص و عينيه واقفة مش بترمش ، وفيه اثار ضرب او خبط على راسه ، مشى من قدام الاوضة بتاعته على هيئة إنسان آلي و راح ناحية التلاجة بخطوات بطيئة ، و غادة و امها باصين عليه برعب وكان واضح جدا على نظراتهم ، انا كنت مرعوب برضو بس مش زيهم لأنى عارف دة بسبب ايه بعد ما ام محمود حكتلى على كل حاجة ، وصل محمود عند التلاجة وحط ايده على الباب ، وفتحها بعد دقيقة ، بس فيها وكأنه بيدور على حاجة معينة ، مد ايده فيها وطلع الموزة اللى كانت فى طبق لوحدها ، و اخدها وقفل التلاجة تانى شكل لا مبالي تماماً ، مشى خطوتين تانى و قعد على الكرسى اللى ناحية الشمال ، بقى بينى وبين أمه و أخته ، مسك الموزة وهو بيبصلها بنظرات شريرة وكأنه بيعاتبها على اللعنة اللى موجودة فيها ، مسكها بايده اليمين و جاب ايده الشمال وبدأ ينزع منها اول قشرة ، و تانى قشرة ، وتالت
قشرة ، بدأ يبص على الموزة بنظرات مختلفة وكأنه بيبص لفريسة قدامه ، راح خد منها قطمة ، وهو بيدوقها ببطء و بيمضغ ببطء ، وبعد 3 ثوانى بالظبط لقيت عينه بقت بيضة بياض صافي ، وكأن مفيهاش نني خالص ، مكناش عارفين السبب فى الموز ولا فيه هو بس ساعتها اتأكدنا تماماً انه مش كويس ، ابتدا يمضغ القطمة التانية بصعوبة جدا لحد ما شهق مرة وحدة ، وقتها ما اقدرش يتمالك نفسه وبدأ يتنفس وياكل بشكل مريع وحوالية عينه بقى كله اسود و ملامح وشه بقت شاحبة اكتر ، بقى شبه مصاصين الدماء ، بعدها ساب الموزة فجأة و بص لينا بهدوء تام وعينيه ما زالت بيضة ، بعد كدة توقف عن الحركة و قام وقف ، مشى خطوتين لقدام واحنا مستنيين اللى هيحصل ، بدأ يتحرك ناحيتنا بخطوات بطيئة جدا ، ولما بقى واقف بينى و بين امه واخته لف وشه عليا و بصلّى بدقّة ، كان وقتها الصمت ملك المكان ، ساعتها بس حسيت بدقات قلبى اللى بقت شبه طبول الحرب العالمية الثانية وبدأت احس بخنقة فى صدرى ، قرب مني أكتر ، و بص فى وشى بهدوء ، وفجأة فتح بوقه و صرخ فى وشى بألى صوت كأن حد ضربه طلقة ، ماحستش غير بـ دم انفجر من عينه فى الوقت دة و بقى وشى كله دم ، أما وشه هو فبقى من غير عيون ، بصيت حواليا لقيت عيونه وقعت ف الارض عبارة عن كورتين صغيرين لونهم أبيض ، وهو لسة باصص فى وشى وقريب مني جدا ، بعد كدة صرخ تانى بأعلى صوته وهو مقرب وشه ناحية وشى ومفيش فرق 5سم ، وفجأة وبدون اى مقدمات لقيته قفل بوقه وملامحه اتغيرت و وقع على الأرض ، أمه و أخته كانوا فى حالة ذهول رهيبة وعينيهم بتبكى دم من اللى شايفينه ، بصيت على محمود وهو واقع فى الأرض لقيت جسمه بيتنفض كذا مرة ورا بعض و بدأ ينزل دم خفيف من بوقه وجسمه يترعش ، قمت بسرعة من مكانى وقلت لأمه لازم ناخده المستشفى بأسرع وقت ، قمنا من مكانّا شلنا محمود ونزلنا بيه السلم ، كان وقتها فقد الوعى ، نزلنا بيه لحد مدخل العمارة ، كانت الساعة ١٢ الظهر ، وقفنا تاكسى ولسة هنركب فيه لقينا التاكسى مشى بسرعة من قبل ما نركب بمجرد انه شاف منظر محمود ، قلعت القميص اللى كنت لابسه وحطيته على وش محمود وفضلت بالتيشرت النص كم اللى كنت لابسه تحت القميص ، وقفنا تاكسى تانى وقلناله المستشفى ، وقف و ركبنا فيه ، ركبت غادة ورا وخدت محمود على حجرها وركبت ام غادة و خدت باقى جسم محمود على حجرها ، والاتنين منهارين عياط ، ركبت انا قدام جنب السواق وبقوله بسرعة ارجوك ، وهو بيسوق بأقصى سرعة ، خدنا حوالى ٢٠ دقيقه لحد ما وصلنا المستشفى ، دخلنا المستشفى واحنا شايلينه والناس كلها مستغربة منظرنا ، لقيت دكاترة جابوا سرير متحرك وحطيناه ع السرير ودخلوه فى أوضة مكتوب عليها علامة من فوق "غرفة القواطع" معرفش يعنى ايه قواطع بس المهم مرضيوش يدخلونا معاه وخدوه جوة فى الاوضة وسابونا برا انا و ام محمود و غادة اخته ، فضلت اهدى فيهم رغم انى كنت اكتر واحد متوتر و اعصابى سايبة و رجلى مش مستحملانى ، قعدنا ع الأرض بدون إرادتنا وكل واحد فينا بيبص للتانى ومش عارفين نقول ايه ، الوقت بيمر علينا بصعوبة جدا والدقيقة بتيجى ف ساعة ..
الساعة ٣:٥٦ العصر طلع دكتور من الاوضة دى ووشه شاحب ومذهول ، بص لينا بحزن و شال الكمامة من بوقه نزلها على دقنه و فضل ساكت لثوانى ، احنا اول ما شوفناه قمنا جرينا عليه وهو بيقول اهدوا اهدوا ، قلتله وانا ملهوف من الرد بتاعه "محمود جراله ايه" ؟؟ رد علينا وقال انا عايز افهم اللى حصل للحالة وبعدين هقولكم آخر الاخبار ، قلتله مفيناش حيل نتكلم بس طمنا أرجوك احنا اعصابنا بايظة ، لقيته بص فى الأرض و سابنى و مشى ناحية ام محمود وقالها بصوت واطى "محمود كان بيتعاطى حاجة" ؟ لقيت ام محمود شهقت وبتقوله أبدا يا بنى دة عمره ما مسك سجارة حتى ، الدكتور آخد نفسك طويل و فرك شعره بأيده و بص للسقف و نفخ هوا من بوقه ، راح بص ليا و بص لأم محمود و نظراته كلها شاردة و ليها معانى كتير بس مش راضى يقول ، بص لينا تانى و قال ..
"محمود الدم اتكتم جواه ، وتقريباً كان عنده ضغط نفسى أو حد كان بيضايقه ، و فى الفترة الأخيرة كان بيتعصب جامد ، و دة نتج عنه توقف الدم و تجمده ، بعد الدم تجلط فى راسه بقى بطئ الحركة ، ومن بعدها راسه مااستحملتش التجلط دة و بقى عنده نزيف فى الجمجمة ، لأن قبلها اتعرض لضربات كتير فى راسه ، و دة كان لسبب من سببين ، الاول : ان محمود كان بيتعاطى حاجة ، والتانى : انه كان ممسوس" بصينا لبعض واحنا مستغربين اللى بيقوله الدكتور ، سكت فجأة وقالنا تقدروا تدخلوا تطمنوا عليه بنفسكم ..
فرحنا جدا لما قال كدة و دخلنا الأوضة جرى بعد ما هو مشى و سابنا ، دخلنا ناحية سرير محمود ونتفاجئ انه مش موجود فى السرير !! طلعت اجرى من الأوضة دى على الدكتور إللى كان معانا ، فضلت ألف المستشفى كلها ملقيتوش ، نزلت لمدير المستشفى حكيتله اللى حصل و ليه دخلوا محمود اوضة اسمها "غرفة القواطع" ..
- اهدى بس يا ابنى و احكيلى إللى حصل انا مش فاهم منك حاجة.
= حضرتك انا محمود صاحبى حصله (...........) ولما جبناه هنا دخلوه غرفة القواطع اللى انا اول مرة اسمع عنها دى.
- غرفة القواطع دى بيدخلها المرضى اللى حصل عندهم قطع فى اعضاءهم.
= طب ما محمود مكنض عنده قطع او حاجة.
- محمود دخل عندنا من غير عيون.
= و دة مش مبرر انه يدخل الاوضة دى.
- حتى لو مقطوع منه رمش ، برضو لازم يدخل الاوضة دى.
= مش موضوعنا دلوقتى انا عايز اعرف محمود راح فين !!
- بص يا ابنى ، انا هحكيلك اللى قالهولى الدكتور بس ياريت ماتقولش الكلام دة لوالدته لأنها مش هتستحمل.
= ماشى اتفضل.
- الدكتور لما خرج من أوضة محمود بلغنى بحاجات غريبة حصلت جوة فى الاوضة ، بالرغم من ان محمود كان فاقد الوعى ، بس قبلها كان بيستفرغ كتير ، و بينزل دم من بوقه ، و دى آثار مس ، محمود كان ممسوس ، والسبب هو انه راح مكان مش كويس ، او قعد مع حد ممسوس ، او أكل حاجة مش كويسة.
= أكل حاجة مش كويسة ازاى بقى؟
- محمود لما استفرغ منزلش من بطنه غير قطع موز مختلطة بالدم ، و دة دليل أنه مااكلش حاجة غير الموز ، حاول تكتشف السر دة بنفسك.
قمت مفزوع من جنبه ومكنش فيه حاجة ف ذهنى غير انى اعرف السر دة ايه ، رغم انى كنت عارف 30% من الموضوع دة بس لو تأكدت هيكون احسن ، طلعت الدور التانى لقيت غادة و امها منهارين عياط ، خدتهم و قلتلهم لازم نعمل مشوار ضرورى ، مفيش مانع جالهم و جم معايا ، كانت الساعة ٥:١٢ و المغرب قرب يأذن ، نزلنا من المستشفى ركبنا تاكسى ، واحنا قاعدين سألت ام محمود قلتلها جبتى الموز منين ، قالتلى من واحد كان واقف بعربية كارو ..
- معرفتيش اسمه او شكله ؟
= لا والله يابنى.
وبعدين سكتت شوية وبعدها قالتلى لا استنا انا فاكرة اسمه.
- اسمه ايه؟
= رضا ، لما اشتريت منه قالى محسوبك رضا.
- تمااام.
نزلنا من التاكسى قريبين من بيت محمود لقيت فعلاً عربية كارو من غير حمار وواحد واقف عليها لابس جلابية واسعة وطويل وضخم شوية وشعره خفيف جدا و شنبه تقيل و صوته خشن بيقول "كييلوو الموز بـ٨ جنيه ، يلا يا آنسة يلا بشمهندس .. اشترى الموز لبيتك وعيالك" ، روحت وصلت عنده وخليت ام محمود و غادة يقفوا بعيد شوية ، ودخلت عليه ..
- السلام عليكم !
= عليكم السلام ورحمة الله اتفضل يا استاذ عاوز كام كيلو ؟
- لأ انا هعوز كمية كبيرة بس كنت عاوز اسئلك فى شوية حاجات.
= اتفضل يا استاذ عنيا.
- ربنا يخليك ، من يومين كدة امى خدت منك موز و عجبنا جدا ، فااا كنت بسألك انت بتعمله فى أرض معينة عشان يطلع بالطعم الحلو دة ولا ايه ؟
= لا يا استاذ انا عندى أرض زى اى ارض بزرع فيها وكنت عامل محصول الموز دة من 4 سنين بس بياخد حوالى 7 شهور على بال ما ينضج و يكون صالح للبيع.
- طيب تمام اوى ، انا هعوز منك حوالى عربية نص نقل موز ، بس بشرط!
= اتفضل.
- انا اللى اجيب العربية و اجيلك الارض من غير ماانت تبعت حد.
= ملوش لزوم التعب دة لحضرتك يا استاذ احنا بنبعت عربية بالسواق لمكان حضرتك.
- لا انا معايا عربية ومعايا السواق ، شوف المعاد امتى وبالتمن اللى هتطلبه هديهولك ، بس اهم حاجة يكون من نفس الأرض اللى بتبيع منها الموز اللى قدامك دة.
= ماشى اللى تشوفه يا باشا دة مكانك و دة رقمى ، كلمنى النهاردة لما تجهز العربية.
- ماشى يا معلم ، اسم الكريم ايه!
= اخوك رضا.
- ماشى يا معلم رضا ، مع السلامة.
مشيت من عنده وانا كلي اطمئنان عشان كنت متوتر جدا قبلها لأنه ممكن يرفض ، اختفيت من قدامه ووصلت عند ام محمود و غادة وهما مستغربين على تأخيرى دة ، خدتهم ومشيت طلعت الشقة بتاعتهم وانا بحاول اهديهم بقدر الامكان لأنهم منهارين جدا وبيمشوا بالعافية ، قعدت معاهم وحكيتلهم اللى عملته مع المعلم رضا ، بعدها بـ3 دقايق طلعت الموبايل من جيبى و اتصلت ..
- الوو !
= اهلا اهلا ازيك يا احمد عامل ايه!
- الحمد لله ازيك يا حضرة الرائد "حسن" اخبار معاليك ايه !
= هههه انت لسة مصمم على الالقاب دى ، امال لو مكناش قرايب كنت هتعمل ايه ، يا بنى انا رائد آه بس زيي زيك يعنى ملوش لزوم الالقاب دى.
- ماشى يا رائد حسن ، كنت عاوزك فى موضوع مهم ضرورى.
= خير يا احمد فيه ايه ؟
- مش هينفع فى الموبايل ، خد عنوان البيت وتعالى نتكلم ونشوف هنعمل ايه.
= طيب حاضر ، مسافة السكة و اكون عندك.

مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن