Olx

321 36 0
                                    

من كام شهر عرضت الموبايل بتاعى على olx للبيع لأنه مكنش له لزمة بعد ما اشتريت موبايل جديد بـ5.000 ، وعشان مش عايز حد يضحك عليا و ابيعه لأى حد والسلام اضطريت انى اعرضه على اوليكس ، وبالفعل حصل وعرضته وكتبت السعر عليه "1.500 قابل للتفاوض" .. وقفلت الابلكيشن و نمت.
اليوم اللى بعده صحيت الساعة 1 الضهر على صوت مكالمة على موبايلى ، و اول ما مسكت الموبايل المكالمة خلصت ، فتحت النت ودخلت على اوليكس علشان اشوف يمكن اللى رن عليا دة عايز الموبايل ، دخلت ع الاعلان بتاعى ولقيت رسالتين من شخصين ، الاول بيقول "ينفع 1200" ، والتانى بيقول "موافق هتصل بيك" ، ساعتها عرفت ان المكالمة دى من صاحب الرسالة رقم 2 ، رديت ع الأول قلتله مينفعش لأن كدة مبالغة ف تقليل السعر ، و رديت ع التانى قلتله تقدر تتصل بأى وقت انا موجود ، ثوانى ولقيت نفس الرقم بيتصل تانى ، رديت عليه وقولت ..
- الوو !
= ألو مساء الخير استاذ أحمد طارق معايا؟
- أيوة حضرتك اتفضل.
= انا شوفت الإعلان بتاعك على اوليكس وكنت بكلمك بخصوص كدة ..
- اه اه تمام.
= وسعرك مناسب جدا على فكرة ودة اللى خلانى اكلمك ، خصوصاً ان الموبايل حالته ممتازة.
- ايوة حضرتك هو مكملش معايا شهرين عشان كدة حالته كويـ...
= انت منين يا احمد ؟
- احم ، المنيا حضرتك.
= ياااه بعيد جدا ، بس عادى سهلة مفيش مشكلة.
- ليه هو حضرتك منين !
= المنيا بردو ههه
- امال ايه بعيد دى حضرتك ؟
= بهزر معاك ياابوحميد مالك كدة ، انا اقصد من مركز من المنيا مش فى المنيا نفسها.
- ايوة من انهى مركز يعنى !
= ملّوي.
- تمام ماشي تعالى ف اى وقت عادى.
= لا ياابو حميد للاسف انا "جليس" مبتحركش ودايما قاعد على كرسى متحرك ، هتضطر تجيلى انت ومواصلاتك عليا متقلقش ، ودى كلها ساعة وتكون عندى.
- ألف سلامة على حضرتك ، خلاص تمام انا معنديش شغل النهاردة ، هنزل وهكلمك ، ابعتلى العنوان بالظبط فى رسالة.
= تمام ، هستناك.
- مع السلامة.
قمت من على السرير ونزلت ، خدت دش وطلعت لبست وخلصت وكله تمام ، خدت الموبايل اللى هيتباع ف جيبى ونزلت ، كان العصر بيأذن وقتها ، اتجهت لموقف ملّوي ولقيت عربية بتحمل ومفيهاش غير كرسى واحد بس اللى فاضى ، الحمدلله انى لحقته ، ركبت وكان الميكروباص قديم جدا و الجو حر ، و راجل كبير فى السن قاعد جنبى تقريبا شغال ميكانيكى وهدومى كلها بقت زيت منه ، وهو بيتأسف طول السكة وانا مقدر اسفه وبقوله حصل خير ، والكلام ابتدا بينا وماحسيناش بالوقت لحد ما وصلنا ، كانت الساعة بالظبط 4:13 بعد العصر ، طلعت الموبايل واتصلت بالراجل اللى هيشترى الموبايل ، رد عليا وقالى على عنوان الكافيه اللى هيستنانى فيه ، ركبت تاكسى واتجهت لمكان الكافيه ووصلت هناك وفضلت مستنى لما يجى ..
الساعة بقت 6:30 وهو لسة مجاش ، وانا اصلا مستغرب ازاى هييجى ومش "جليس" اصلا ، اتصلت بيه تانى رد عليا وقالى
= انا بتصل بأخويا عشان يجى ياخدنى بالعربية بس مش هيرد ، انت تعالى لمكان البيت بتاعى عشان تلحق ترجع تانى "وضحك ضحكة قصيرة مستفزة"
- قلتله لحد كدة وكفاية انا مش هقدر اجى وهرجع المنيا تانى.
= لالالاااالا لييه ليه دى كلها 5 دقايق ومش هتأخر ، تعالى بس وخليك مطمن انا قد ابوك متخفش مني.
قفلت معاه وانا قلقان ومتردد اروح ولا لا ، لحد ما جت الساعة 7 واتحركت من الكافيه بأتجاه بيت الراجل دة ، ركبت تاكسى وقلتله العنوان ، بس السواق قالى هاخد منك 70 جنيه ، قلتله ليه؟ قالى عشان المكان هناك كله مطبات والعربية هتتعب ومشوار صعب اصلا محدش هيرضا يوديك ، قلتله مش مشكلة ياعم بس عايز انجز ، ركبت معاه وقعدنا بالظبط نص ساعة لحد ما وصلنا مكان ضلمة جدا وكله شجر ، تقريبا ارض زراعية واسعة وفيها طريق للعربيات كله مكسر ، مشينا اكتر والعربية تروح يمين وشمال مع مطبات الشارع ، والدنيا ليل وقتها وسامع صوت كلاب كتير من كل حتة ، وفى آخر الشارع دة فيه بيت صغير مكوّن من دورين وفيه نور ، اتصلت بالراجل قالى ايوة انا ساكن فى البيت دة تعالى ، نزلت من التاكسى متجه للبيت دة والجو ضلمة جدا وصامت ، مفيش غير اصوات كلاب واصوات صرصار الحقل ، مشيت لحد ما وصلت عند باب البيت ، اتصلت بيه راح كنسل عليا وفتح الباب ، لقيته فعلا قاعد على كرسى متحرك وفتحلى الباب ، وشه يدل على انه راجل كبير ف السن وشعره الابيض و دقنه الملونة ابيض و اسود ، وحواجبه تقيله وتجاعيد وشه ظاهرة بشدة ، قالى اتفضل تعالى ، ووسعلى الطريق وسابنى ادخل البيت ، دخلت جوة واستغربت جدا من تفاصيل البيت ، رغم انه صغير بس تحس انه واسع جدا من جوا ومليان تحف و حاجات قديمة ، والحيطان المفتحة والدهان واقع من عليها ، والاضاءة الصفرة مالية المكان ، وريحة بخور قوية ، اول ما دخلت البيت دة قلبى انقبض ومكنتش مطمن ، قعدت على كرسى خشب قديم وقعد هو جنبى على الكرسى بتاعه وبدأ يتكلم معايا ، تقريبا ساعة ونص بنتكلم لحد ما نادى بصوت عالى وقال "الشاى يا مروة" ، بصيت الناحية إللى هو نادى فيها و اتفاجئ بوحدة ست نحيفة وكبيرة ف السن وشعرها قصير و أبيض وقريبة من السن بتاع جوزها ومبتسمة ابتسامة خفيفة ، جت عندنا وحطت قدامى صينية فيها كوبايتين شاى ، و إللى لفت انتباهى ليها هو ضوافرها الطويلة ، مش الطول الاوفر بس ملفت للنظر شوية ، قلقت اكتر من ابتسامتها ودخلت تانى للمكان إللى عملت فيه شاى ، مكنش مطبخ لأن البيت كله عبارة عن اوضة وحدة ، استغربت ازاى واحد ساكن هنا وعايز يشترى موبايل بالتمن دة ، قلتله طيب استأذن انا بقى عشان ألحق مواصلات والموبايل فى إيد حضرتك وانا اتشرفت بيك جدا ، راح بص ليا لفوق وانا واقف وهو قاعد ، وضحك ضحكة صفرة ونزل راسه تانى ، راح اتحرك بالكرسى من غير ما يتكلم ودخل ناحية مراته ، و سابنى لوحدى برا ، ناديت عليه وقولتله حضرتك انا بتكلم وهمشى ، عن إذنك .. كان هو لسة ماادانيش الفلوس بس قولت طز مش مهم انا عايز امشى بأى شكل ، بس تقريبا موضوع ان امشى دة كان بالنسبالى حلم ، بعد ما ناديت عليه وقولتله همشى لقيته طلع من جوة وهو بيحرك ايديه على عجل الكرسى وبيمشى وهو قاعد ع الكرسى ، وجت وراه مروة مراته وماسكة ف ايديها حبل تخين وداخلين عليا ، اتجبست مكانى وعرفت انه مفيش مفر ، قمت اجرى روحت ع الست دى ونزلت ضرب فيها بأيدى وفى كل حتة ، بس فجأة لقيت حد جسمه ضخم بيسحبنى من ورا ، بصيت عليه لقيته هو الراجل وقام من الكرسى واتضح انه مكنش فيه حاجة ، و اول ما بصيت عليه بعد ما كنت منهار ضرب ف الست لقيته جاب كف ايده وبكل عزم نزل بيه على وشى ، الدنيا ضلمت ومحسيتش بحاجة بعدها غير وهما بيكتفونى ، ومفيش وعي للمحاولة ، والدنيا بتسود قدامى بالتدريج ..

مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن