القهوة اللى تحت بيتنا دى كانت من أيام العصر العثمانى ، وبالرغم من انى عندى 22 سنة فاا عمرى ما قعدت فيها ، مش عشان قديمة وبيئة والجو دة لأ ، بس عشان مبقعدش ف قهوة غير لما اطلب شيشة ، وبما أن القهوة دى تحت بيتنا بالظبط فاا مكنش ينفع اقعد فيها لأن لو والدى بص من البلكونة هيلاقينى بشيّش تحت و دى ف حد ذاتها كارثة ..
يوم ٢٣\٨\٢٠١٨ الساعة ٧:٣٤ مساءً
والدى سافر لأمر معين وهيرجع تانى يوم ، كنت انا لسة مخلص شغل وراجع البيت .. خدت دش وكلت واتصلت باصحابى قولتلهم انا مستنيكم فى قهوة "الباشا" اللى تحت بيتى عشان مرهق ومش هقدر اروح مكان بعيد ، كنت ساعتها خلصت دش وطلعت بلبس ومكنش فيه حد غيرى ف البيت ، كنت حاسس بنعس شديد ولولا انى اتصلت باصحابى انا مكنتش هنزل وكنت هنام ، لبست وخلصت فى الجو الهادى واللى مكنش يطمن خالص لأنه كان صمت بشكل رهيب ، لقيت موبايلى بيرن ..
- الوو
= انت فين يااحمد احنا تحت اهو فى قهوة "الباشا"
- طيب دقيقة بالظبط ونازلكم.
- ماشى متأخرش.
كانت الساعة ٨:١٣ بالليل فتحت باب الشقة عشان انزل لقيت السلم ضلمة كحل .. طلعت موبايلى نوّرت الكشاف ونزلت بهدوء لأن السلم كان قديم جدا ومعظم السلالم فيه مكسورة ومفيش طرابزين يعنى اللى ينزل يسند ع الحيطة ، نزلت خطوة خطوة لأن كشاف الموبايل مكنش مساعدنى ع السرعة ، لحد ما وصلت الباب الرئيسي بتاع البيت وحسيت بهدوء نفسى لما وصلت ، حطيت ايدى ف جيبى شلت الموبايل وجيت عشان اطلع المفتاح وافتح الباب واخرج و اتفاجئ انى نسيت آخد المفتاح معايا .. ياااه لسة هطلع تانى داانا ما صدقت انى نزلت من السلم الضلمة دة ، لفيت ورا عشان اطلع تانى لقيت الجو هادى و مرعب بشكل فظيع ، طلعت الموبايل من جيبى تانى وبفتح الكشاف لقيته مش راضى يفتح ، الموبايل قفل خالص وكأنه فصل شحن ، رغم انه كان مشحون بس معرفش حصله ايه ! و بما ان كان فيه صوت دوشة فى القهوة اللى برا و دة اللى شجعنى وخلانى احاول اطلع تانى ، بس ياريتنى ما حاولت ..
أول ما بصيت ورايا و لفيت ناحية السلم و اتقدمت خطوتين ببطء وانا مش شايف اى حاجة قدامى بس بمشى بالبركة ، وفضلت امشى كمان لحد ما وصلت أول سلمة ، حطيا رجلى عليها وببطء تام حطيت رجلى التانية على تانى سلمة وبدأت اطلع بالتدريج ، ساعتها حسيت بنبض قلبى بيزيد و ابتديت اعرق ، وما زلت مكمل وبطلع كمان ، البيت بتاعنا مكوّن من ٣ ادوار ، واحنا فى التالت وسايبين الأول والتانى فاضيين من زمان جداً ، وفجأة لقيت باب الدور التانى بتفتح لوحدها وطلع منها صوت باب قديم ، وبرضو ما زلت مش شايف حاجة بس سامع صوت باب بيفتح ، كنت اتغرقت عرق وبدأت اقلق و اطراف جسمى تترعش ، سرعت خطوتى اكتر وكل ما اطلع احس ان السلم بيتهز و هيقع بيا ، لحد ما قلبى هدأ لما وصلت شقتى ، بس المفاجأة الأكبر انها مقفولة برضو لأن المفتاح جوة ، يظهر انى نسيته جوة وقفلت الباب ونزلت ، اتخنقت وضربت الباب برجلى ضربة قوية جداً ، و اتفاجئ بأن الباب يفتح قدامى ، معقولة فتح من الضربة دى ؟ دخلت الشقة بسرعة نوّرت النور ودخلت اوضتى اخدت المفتاح و رجعت تانى لباب الشقة فتحته وطلعت برا وجيت عشان اقفله ورايا مرضيش يقفل ، القفل اتكسر ومبقاش يقفل تانى ، يااادى الحظ الزفت دة ، رجعت الباب لحد آخره و سبته موارب ونزلت واهو بالمرة كان عامل اضاءة خفيفة ع السلم ، اخدت السلم وانا نازل بسرعة جداً لدرجة انى وقعت عند الدور التانى عشان كان فيه سلمة مكسورة دوست عليها بالغلط ، قمت بسرعة وكملت نزول وانا بنهج وحاسس ان فيه حد بيجرى ورايا بسرعة وهيمسكنى ، معرفش دى كانت تهيؤات ولا حقيقى لانى مابصتش ورايا ، واخيرا وصلت عند الباب الرئيسي ، طلعت المفتاح من جيبى وفتحت الباب بسرعة وخرجت وقفلت الباب ورايا ، دخلت القهوة اللى لازقة فى البيت بتاعنا ولقيت نظرات استغراب من اللى قاعدين فيها ، و صوت "عيسى" الصبى بيقول ايه يا استاذ أحمد ايه إللى عمل فيك كدة ، عيسى ميعرفنيش معرفة شخصية بس لما كان والدى بيقعد فى القهوة دى كان بياخدنى معاه زمان ، ومن ساعتها وهو عارفنى ، قلتله ايه فيه ايه ؟ قالى مال هدومك ومالك عرقان وبتنهج ، بصيت على هدومى لقيتها كلها تراب مكان ما وقعت ، دخلت حمام القهوة نفضت التراب وغسلت وشى وطلعت أدور على اصحابى ملقتش حد فيهم ، قلت لـ"عيسى" مش كان فيه حد مستنينى ، رد عليا وكان على وشه علامة تعجب وبيقولى ياااه يا استاذ أحمد ، دول مشيوا من بدرى لما كانوا مستنيينك و بيتصلوا بيك موبايلك مقفول ، اتخنقت اكتر و رديت عليه وانا بنفخ من الخنقة قلتله ماشى هات شيشة وقهوة مظبوطة ، و روحت قعدت على كرسى برا القهوة ..
القهوة محصلش فيها اى تحديثات من ساعة ما اتعملت والدهان اللى فيها بيقع والكراسى قديمة والشبابيك من النوع الخشب والقزاز اللى معمول بأشكال فنية والادوات كلها من النحاس ، المعالق والصوانى و مبسم الشيشة ، حاجات كأنها أثرية ، ولأن القهوة قديمة جداً والرجل مش دايماً عليها فمحدش مهتم بيها ..
- اتفضل يا استاذ أحمد القهوة والشيشة.
= شكرا يا عيسى ، بس ايه دة ؟ الشيشة عاملة كدة ليه ؟
- دى الشيشة الخاصة بالمعلم "رضوان" صاحب القهوة لأنك اول مرة تشرفنا حب يعمل معاك الواجب.
بصيت ناحية الكرسى اللى بيقعد فيه المعلم "رضوان" لقيت واحد تخين جداً ولابس جلابية معلمين و العباية على كتفه و كله هيبة ، وشه قمحاوى وسيم و ابتسامته بتطلع لأى حد ، رفع أيده بيشاورلى بطريقة السلام ، رديت السلام ورفعت ايدى وشكرته على الواجب ..
انا ايه اللى خلانى اطلب شيشة زمانه هيقول لوالدى وتبقى ليلة زفت ، قلت كدة ف سرى ومسكت الشيشة و خدت أول نفس ، حسيت ان دماغى تقلت من أول نفس والشيشة تقيلة جداً ، حتى شكلها من برا فخم وكأنها مدرعة مش شيشة ، لأن كل قطعها من النحاس ومعمول بأشكال زخرفية جميلة جدا ، اخدت رشفة من القهوة اللى كان طعمها ولا أروع ، حسيت بدماغى بتخف شوية ، نفس من الشيشة دماغى تتقل ، و رشفة من القهوة دماغى تخف ، لحد ما قمت من مكانى حسيت انى مسطول ، ناديت على عيسى عشان احاسب و اقوم امشى لأن الساعة كانت وقتها ١٠:٥٣ بالليل ..
= ياا عيسى !!!
- اؤمرنى يا باشا محسوبك "عبده".
= هو عيسى لحق يمشى ؟
- عيسى مين يا باشا معلش ؟
عينى وسعت شوية لما سألنى السؤال دة و رديت عليه قلتله ..
= عيسى الصبى إللى شغال هنا
- يااااه يا باشا هو أنت عارف عيسى الله يرحمه؟
= الله يرحمه ؟؟؟ هو مات لما انا جيت ؟!
- ايه يا باشا اللى بتقوله دة بس ، عيسى مات من اكتر من ٨ سنين فى حادثة ، و انا اللى ماسك القهوة دلوقتى.
= اكتر من ٨ سنين ازاى انا لسة كنت معاه وبيكلمنى مكملتش ساعة.
- ههههه يا باشا تلاقيك تعبان شوية بس ومركزتش.
حسيت انى تايه ساعتها ومش عارف ارد ولا اقول ايه ، ما حسيتش بنفسى غير وانا بحط الحساب فى جيبه وسبته ومشيت دخلت حمام القهوة اغسل وشى يمكن افوق شوية ، فتحت باب الحمام وفتحت الحنفية ولسة هنزل راسى تحت الحنفية بصيت فى المراية لقيت شخص واقف ورايا وبدون اى مقدمات حط ايده على بوقى عشان مااطلعش اى صوت وهو مقرب وشه من ودنى وبيقولى اهدا اهدا هفهمك بس ماتتعصبش اهدا ، حاولت اتمالك اعصابى وهديت لحد ما حاش ايده من بوقى و بصيت للشخص دة لقيته ..
أنت تقرأ
مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)
Horrorكل خميس من كل إسبوع الساعه 12 بعد منتصف الليل في قصه جديده💛🌼 قصص رعب يتضمنها الواقع☠ الأكونت الشخصي للكاتب💛 https://www.facebook.com/profile.php?id=100005698563137