قصه مومو"٢(٢)

494 43 4
                                    

الجزء الثاني من قصة مومو ..

بصيت اتجاه الصوت اللى هو اتجاه البانيو ، ساعتها بس حسيت ان عينى هتطلع من مكانها من هوَل المنظر .. وحدة قاعدة ف البانيو ومش باين منها غير راسها ومديانى ضهرها ومش شايف غير راس نازل منها شعر كثيف جدا ، وهى باصة الناحية التانية وما زالت بتغنى ، وانا نفسى ضاق جدا وبحاول اصرخ مفيش صوت ولا قادر اعمل اى حاجة غير انى حاسس انى مدفون فى الارض وكنت بتمنى الموت وانا فى المكان دة ، كان هيبقا ارحم بكتير من اللى انا فيه ، الصوت شغال وبتغنى بهدوء جداا وصوتها خلانى اترعش من الغلاظة والرعب ، صوت غليظ جدا ومرعب ، وبدون مقدمات لقيتها بطلت غنا وقالت "استيقظت من النوم حبيبي" ؟؟ كان ساعتها قلبى قرب يقف وبدأت احس ان الدنيا بتسود قدامى بالتدريج وعينى بتقفل لوحدها دون ارادتى ، بس قبل ما تقفل كنت سامع صوتها وهى خارجة من البانيو وجاية عليا ، وانا فضولى هيقتلنى وبحاول افتح عينى على قد ما اقدر عشان اشوفها ، بس ياريتنى ما حاولت لأن منظرها لحد دلوقتى موجود فى ذهنى وعمرى ما هنساه ، لأنى أول مرة ف حياتى اشوف هيئة عبارة عن راس كلها شعر كثيف ودراعين طوال ومفيش جسم ، وانا شايفها نازلة من البانيو وبتمشى على ايديها وجاية نحيتى .. وبحاول اقوم او اصرخ بس مفيش فايدة ، وهى مستمرة فى المشى على ايديها وراسها مش باين منها غير عينيها الكبار والشعر نازل على وشها وبتمشى زحف على ايديها وبتقرب مني ، بتقرب اكتر .. واكتر ، وانا دقات قلبى بتزيد وبقرأ آيات من القرآن وقربت اعيط دم ، كل دة على اضاءة نور القمر وهى بتقرب منى وفجأة .. النور ينوّر فى الشقة كلها وهى تختفى من قدامى وكأن محصلش اى حاجة ، بتلفت حواليا مفيش حاجة ، وحسيت ان طاقتى رجعتلى وقادر اقوم ، اخدت نفس عميق و قمت من مكانى بس كانت الصدمة الاكبر فى انتظارى ، لما قمت لقيت نفسى قدام المرايا بتاعة الحمام بس وشى بقا نحيف جدااا والمريب اكتر ان عينيا مليانة دم وكأنى كنت بعيط دم فعلا ، وشى كله دموع بس بالدم ، قلبى اتقبض وقتها بس مكنتش حاسس بأى ألم .. غسلت وشى وجيت اخرج من الحمام لقيت النور قطع تانى والدنيا بقت سودة قدامى وهدوء مايتوصفش ، حاولت اخرج بس سمعت صوت حد فى المطبخ بيصرخ بصوت واطى وكأن حد كاتم صوته ، توقفت عن الحركة تماماً عشان استوعب الصوت دة بجد ولا بيتهيألى ومن الاسف الشديد أنه طلع بجد ، لما سمعت الصوت روحت فى زاوية الحمام وقعدت وانا مرعوب وخايف اطلع ، والصوت عمال يزيد ويبقا عالى ، وفيه صريخ جامد وكلام مش مفهوم وحاولت افسر الكلام لحد ما سمعت اللى بيصرخ دة بيصرخ جامد وبيقول "اعتقنى لله ،، اعتقنى لللللللله" وبيصرخ اكتر وانا قاعد فى الضلمة وجسمى كله بيترعش وكأنى هموت من البرد وباصص على باب الحمام اللى كان مقفول ع النص وخايف اقوم اقفله لأنى مرعوب وانا فى الحمام أصلا .. ومندمج مع الصوت وباصص ع الباب وفجأة حسيت بحاجة غليظة بتمشى على رقبتى ، قمت مفزوع وصرخت وبصيت ما كنت قاعد ملقتش حاجة ، بس ف نفس الوقت سمعت صوت حد بيتنفس ورايا وكأنه واقف ورايا بالظبط ولازق فيا وبيتنفس وانا سامع صوت النفس بوضوح جدا ، بصيت بسرعة ملقتش حد برضو كنت بموت بالبطئ ، كان جسمى كله عرق وبقيت كأنى لسة خارج من حمام سباحة .. فتحت باب الحمام وخرجت جرى لبرا و اول ما جريت حسيت ان فيه حد بيجرى ورايا ، لأ انا محستش انا اتأكدت فعلا ان فيه حد بيجرى ورايا وفضلت اجرى دخلت اوضتى بدور على موبايلى مش شايف حاجة من الضلمة وبقيت بقفش اى حاجة وكل حاجة بتقع وبدور عليه بسرعة جداا لحد ما لقيته ، فتحته وبتصل على آخر رقم كلمته أياً كان بس المهم اى حد ، وظهرتلى الست اللى بتقول لقد نفذ رصيدكم بس قالتلى جملة غريبة جدا مااستوعبتهاش ، لما اتصلت قالتلى "عفواً .. يرجى عدم إجراء اى مكالمة فى هذا الوقت الحالى" استغربت جدا و دى اول مرة اسمعها بتقول كدة ، جربت اتصل تانى وعلى ارقام تانية بس نفس الجملة بتتقال منها كل شوية ، كل دة وصوت الصريخ شغال وعامللى توتر رهيب ورعب محصلش .. رميت الموبايل وجمدت قلبى وطلعت اجرى على باب الشقة وانا نفسى بيتقطع وقربت على الباب ووقعت لما تعثرت بحاجة واكتشفت انها قطة سودة وانا اصلا معنديش قطط نهائى ، بعد ما وقعت ببص عليها لقيتها قطة سودة جدا وبتبصلى جامد وعنيها بتنوّر ، اترعبت اكتر وقمت فتحت الباب ونزلت جرى على السلم اللى كان برضو كله ضلمة ومفيش حد فى العمارة وكأنها عمارة مهجورة ، نزلت منها وانا بتنفس بصعوبة وقلبى بيدق جامد ونزلت الشارع وانا مش مستوعب انى لسة سليم ، وقفت ف نص الشارع ببص على الشقة بتاعتى لقيت الشباك مفتوح والستارة نازلة و مومو واقفة ورا الستارة مش بتتحرك ، ومش باين منها غير الظل بتاع هيئتها ، وواضحة جدا ان راس عليها شعر كثيف وواقفة على ايديها بس وبتبصلى ، بس انا مش شايف غير ظل لأن الستارة مخبية شكلها ، المشكلة ان الشارع مفيهوش حد نهائى وجريت ف كل الشوارع مفيش حد حسيت ان الناس كلها ماتت وانا الوحيد اللى عايش ، و كل ما اجرى بشوف خيال بيجرى ورايا وبيحاول يمسكنى وانا بجرى اكتر ونفسى اتقطع خالص لحد ما وصلت بيت حسام صاحبى ، طلعت السلم بصعوبة لأن سلم بيته قرب يتهد وقديم جدااا ، وصلت للشقة وخبطت جامد لحد ما فتحلى و اتصدم لما شاف شكلى بالمنظر دة ودخلت جوة وقفلت الباب ورايا وانا حرفياً بموت .. قعدت معاه وحكيتله اللى حصل وقالى :
- انا ياما حذرتك يااحمد من برامج الموبايل دى لأن اغلبها بيكون اختراق.
= مستحيل يكون اختراق او هكر ، دة جن ، انا متأكد 100% أنه جن.
- يابنى انت اهبل ؟؟ هو فيه جن عنده واتس و نت ؟!
= ايه المشكلة ما هو قادر يعمل اى حاجة هو عاوزها.
- بس مش لدرجة انه يكون عنده واتس و يرعب الناس كدة ، قوم بس غير هدومك و ادخل نام والصبح نبقا نشوف موضوعك دة.
= طيب يا حسام ماشى.
دخلت الاوضة اللى هنام فيها وغيرت هدومى بعد ما خدت دش لأنى طلعت مرعوب من الحمام عشان كل ما اغمض عينى احس ان وش مومو لازق ف وشى و اسمع صوت نفسها ، افتح عينى مالاقيش حد ، جيت على السرير وانا تعبان جدا ومش عارف هنام ازاى ، نمت على جنبى اليمين وبدأت أقرأ قرآن وانا باصص ناحية باب الاوضة وفجأة اشوف خيال معدى من قدام الاوضة ، اتفزعت من مكانى وقمت اشوف ايه دة وطلعت اصحى حسام من اوضته بس حسام كان ف سابع نومة طلعت الصالة تانى لقيت راجل كبير بيصلى ، قلت اكيد دة أبو حسام رجعت على اوضتى تانى كانت الساعة 5 الصبح وحاولت انام وقرأت قرآن أكتر واتطمنت و سرحت فى النوم ..
- أحمد ، أحمد .. قوم يابنى الساعة داخلة على 6 المغرب.
= ايه ؟ 6 المغرب!! ياااه دانا نمت كتير اوى.
- اه يا عم اصحى يلا عشان نروح شقتك نشوف موضوعك دة.
= لا ياعم انا مش ناوى اروح شقتى تانى انا هبيعها واعيش معاك.
- ما تنشف يا بنى مالك دة انا ابويا الله يرحمه مكنش بيخاف غير من ربنا ، لدرجة انى طلعت زيه والحاجا...
= اييييييييييه ؟؟ الله يرحمه؟؟ انت هتستهبل يا حسام؟ اومال مين اللى كان بيصلى امبارح وانت نايم؟؟
- اهااا هو ظهرلك ؟
= مين هو اللى ظهرلى ما تنجز يا عم انت انا مش ناقص.
- ابويا الله يرحمه يا أحمد.
= تااااانى الله يرحمه؟؟ يعنى ايه يا حسام انت بتفاول على ابوك؟
- افاول ايه يا بنى انا ابويا متوفى من 4 سنين ، ومش عايزك تقلق لأن روحه عايشة فى البيت دة عشان البيت دة هو مولود فيه ومات فيه ، متقلقش ياعم دة هو اللى مطمنى بوجوده حواليا.
= مقلقش ايه بس يا حسام انا عاوز امشى حالاً.
- اهدا يابنى بس انا هنزل معاك.
= اهدا ايه يا عم اوعى.
- يا عم استنا بقا يوووه استناا ياعم.
نزلت من بيت حسام بالهدوم اللى كان مديهالى وروحت عند شقتى ووقفت تحت كانت الساعة دخلت فى 7 بعد المغرب ، بصيت على شقتى لقيت نفس المنظر ماتغيرش ، و لسة مومو واقفة ورا الستارة ، فضلت باصص ومستنى اى تغيير يحصل وسط هدوء كاتم فى وقت زى دة ، وفجأة فيه ايد بتتحط على كتفى ، التفت بسرعة لقيت حسام صاحبى ، قلتله بص اهوو ، شايف !! اهى واقفة هناك اهى
- فين يا بنى مش شايف حاجة.
= حسام متهزرش ركز ، مومو واقفة ورا الستارة.
- اقسم بالله يا بنى ما شايف حاجة انت اتلبست؟؟
= طب تعالا اقف مكانى كدة وشوف.
- اهو يا عم ، فين! انت بيتهيألك والله ما فيه اى حاجة يااحمد تعالا نطلع.
= ايه؟ نطلع؟ مستحيل طبعااا.
- يا عم تعالا بس متخفش هطلع معاك.
= طيب بس اطلع انت قدامى وانا هطلع وراك.
- طيب يلا.
طلعنا انا وحسام وماشيين ع السلم لقينا باب الشقة مفتوح وافتكرت انى لما نزلت امبارح مقفلتوش ورايا من الفزع اللى كنت فيه ، دخل حسام الشقة وهو ماشى على طرف صوابعه وانا وراه ب2 متر تقريباً ، و اول ما حسام دخل لقيت باب الشقة اتقفل جامد وصوت حسام بيصرخ ، جريت ازوق الباب و اخبط بأيدى و رجلى بس مفيش فايدة .. نزلت الشارع ابص على الشباك ملقتش مومو والستارة مفيش وراها حد ، طلعت تانى الشقة بسرعة لقيت الباب مفتوح اترعبت اكتر ، من كتر هدوء المكان كنت سامع صوت الابرة لو وقعت ع الارض ، قربت ع الشقة وانا قلبى بيدق جامد ، سمعت صوت حد بياكل ببشاعة ، قربت اكتر واكتر ولقيت منظر عمرى ما هنساه ، حسام واقع ع الارض و مومو واقفة عند راسه وفاتحة الجمجمة بتاعته وبتاكل فيها و نص راس حسام مش موجودة ، ومومو بتاكل بشكل مرعب جداا ، انا شوفت المنظر وخلال اقل من ثانية كنت تحت ف الشارع بجرى ف اى حتة ومش عارف اروح فين وكل اللى ف بالى حسام وعمال اصرخ واقول حسااااااام حساااام ومش شايف قدامى وتقريباً اتلبست ، ساعتها كان فيه ناس فى الشارع وكله كان بيتفرج عليا وكنت بروح لكل واحد فيهم اقولهم مومو بتاكل حساااام و اصرخ جامد ، وكلهم فاكرينى اهبل او بشتغلهم ومحدش صدقنى ، مكنتش متصور ان ف يوم من الايام هتبع لعبة كانت ع الواتس او الفيس و يحصللى كل دة بسببها .. فضلت اصرخ لحد ما حسيت ان اعصابى باظت ومبقتش قادر اقف ، وحسيت ان الدنيا بتلف بيا ووقعت ..
فوقت على صوت شيخ بيقرأ قرآن وفتحت عينى لقيت نفسى ف اوضة صغيرة وحواليا ناس كتير جدا ، وشيخ حاطت ايده على راسى وبيقرأ قرآن بصوت عالى ، وبعد ما خلص قالى انا عاوز اسألك شوية اسئلة ، قلتله اتفضل ..
- بتصلى يا احمد ؟
= الحمدلله بس مش مواظب ع الصلاة وأحيانا اكتر من فرض بيفوتنى ف اليوم.
- بتقرا قصص رعب كتير ؟
= انا قريت كتير أكيد وبألف قصص رعب بس بتبقى على قدى و بفرجها لاصحابى لأن مفيش ليها غرض عندى.
- يمكن هو دة السبب.
= سبب؟ سبب ايه؟!
- انت كنت على وشك انك تتلبس يا احمد ، بس ايمانك القوى و ذكرك الدايم لربنا مخلاش اى جسم يقدر يوصلك بسهولة.
= معقولة يا شيخنا ؟ كل دة بسبب قصص الرعب؟
- طبعا ، انت بتفكر وبتهيئ لنفسك احداث وتفاصيل مرعبة لدرجة ان عقلك بقا مدمن الحاجات دى وبقا بيهيئلك ان فيه حاجات بتحصلك ، ودى نتيجة قصصك الرعب.
= يعنى ايه ؟ كل اللى حصلى دة كان تهيآت؟ ومفيش مومو؟؟
- إحمد ربنا يا بنى ، مش هيفرق اذا كان تهيآت او بجد بس اللى انا طالبه منك انك تبطل تكتب القصص دى لأن نتايجها هتكون سلبية على تفكيرك وحياتك الشخصية ، إحمد ربنا يا بنى و ارتاح.
= الحمدلله.
سندت راسى لورا واتطمنت من كلام الشيخ ليا وغمضت عينى لثوانى وسمعت الشيخ بيقول "نستأذن احنا بقا ، وانت يا حسام خليك مع أحمد لأنه مينفعش يفضل لوحده الفترة دى" .

فوت وكومنت لو عجبتكم وانتظروا باقي القصص......

مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن