" Situation "

251 29 0
                                    

كنت بحاول اعمل حاجة مختلفة و اكتب قصص واقعية اكتر بدل القصص اللي كلها تأليف دي ومابقتش تخوف زي زمان , اثناء مروري في زمن الكتابة اتعلمت حاجات كتير جداً و اهم حاجة اتعلمتها ان القصة مينفعش تكون كلها حقيقية 100% , ومينفعش تكون كلها خيال 100% , علشان القصة تكون ناجحة ومؤثرة لازم تكون مختلطة بين الحقيقة والخيال لأن لو كلها خيال مش هتكون واقعية ومحدش هيخاف , ولو كلها حقيقية هتبقى غامضة وفيها تساؤلات كتير ومش هيكون فيها تفاصيل , فقررت اني انزل الشارع و اعمل لقاء مع الناس عشوائياً و اعرف منهم ايه اكتر المواقف الرعب اللي حصلتلهم في حياتهم ! وطلعت بكمية مواقف رهيبة وكلها حقيقية , بس كالعادة مش هنزلها كـ"مواقف" حصلت مع ناس , انا هدمج بين الحقيقة اللي سمعتها من الناس , وبين الخيال اللي محاوطني ومحاوط تفكيري ..
يوم الاربعاء الساعة 11 مساءاً
نزلت من بيتي وشايل شنطة صغيرة ف ايدي وكان فيها نوتة صغيرة ومسجل صوت صغير والموبايل بتاعي والهاند فري , اختارت الوقت دة بالذات عشان هو الوقت الوحيد اللي هلاقي فيه اللي انا عاوزه , خدتها مشي وسط الشوارع اللي كلها قربت تنام لأن معظم المحلات هنا اخرهم الساعة 1 بالليل , المهم فضلت امشي لحد ما حسيت ان الشوارع بدأت تهدأ من الناس والزحمة , الشارع دة كان اسمه شارع "الحوطي" مشهور بعمارة فيه كان بيحصل فيها مشاكل , الموضوع شدني اكتر لما عرفت ان العمارة دي كانت سليمة لحد آخر سنة واتحرقت ! من ساعتها وهي بقت مهجورة , مشيت ناحية العمارة دى لقيت على اول شارعها 2 شباب واقفين بردانين وكل واحد فيهم ماسك سيجارة وبيتدفى بدخانها , دخلت كلمتهم وسألتهم على العمارة دي وكان الرد اللي مكنتش اتوقعه نهائي !
العمارة دي كانت معمولة جديد و اول حد يسكنها كانوا 2 عرسان جداد , بعد جوازهم بـ23 يوم كانت الزوجة بتحضر الاكل بالليل بعد رجوع الزوج من شغله , الانبوبة كانت بتسرب غاز ومحدش حس بالموضوع غير والعمارة كلها بتنفجر وبتتحول وبتبقى رماد , بس مااتهدتش , من بعدها محدش جددها وحتى صاحبها بقى مهمل فيها , حاولت اطلع مع الشباب دى للعمارة دى فوق عشان اتعمق في تفاصيلها بس محدش منهم رضي وكانوا خايفين , وافقتهم الرأي وفضلت اسمعهم و انا مشغل مسجل الصوت وبسجل كلامهم كله عن العمارة دي لحد ما واحد منهم قالي سيبك من دة كله انا هحكيلك حاجة ارعب وحصلت معايا فعلاً وهتنفعك في قصصك الرعب , قولتله تمام احكي ..
"كنت قاعد من يومين بتفرج ع التليفزيون و محدش غيري صاحي في البيت و الريموت قدامي و القناة اتغيرت لوحدها , رجعتها و طنشت عادي على اعتبار ان قلبي جامد و كدة , اتغيرت القناة تاني لوحدها بعد دقيقة و على نفس القناة اللي اتغيرت عليها قبل كدة , قولت طنش خالص و رجعتها , شوية و اتغيرت تالت , قولت واضح ان الاستاذ العِفريت مش عايز يفوت حلقة المسلسل , سيبتهوله و دخلت نمت جنب اخويا"..
كان بيحكيلي وهو مش خايف تماماً , بس اترعب بسرعة وبص حواليه لما سمع صوت غريب جاي من ناحية العمارة اللي ورانا , بس لما بصينا عليها لقينا ظل حد بيتحرك في اخر دور بشكل بطيء , واحد منهم بص عليا وقالي شوفت ؟ عشان تصدق اهو , قولتله مصدق ياعم , رد عليا وقالي طب سيبك هحكيلك موقف كمان , قولتله لو موقف شبه اللي حكاه صاحبك من شوية يبقى بلاش منه لأنه ملعوب فيه , ضحك وقالي لا دة حاجة تاني خالص اسمعني بس , قولتله احكي ..
"من حوالي 3 سنين لورا كنت بذاكر عند صاحبي والوقت اتأخر قومت خدت حاجتي ونزلت من البيت اتمشيت ووصلت شارعنا , شارعنا كان ضيق وضلمة , مشيت عادي ومكانش ف بالي اي حاجة تخوف لحد ما بقيت حاسس بحاجة بتمشي ورايا , لفيت وشي مالقيتش حاجة , مشيت تاني ورجعت ابص في نفس المكان , بس في نص الشارع عيني جت على قطة سودة! شكلها غريب واقفة مبتتحركش , مش عارف حسيت بالخوف ليه ؟ القطة كانت بتبصلي بطريقة غريبة , تجاهلتها وفتحت باب البيت ودخلت غيرت هدومي وخلاص هنام , وقتها حسيت بصوت غريب جاي من الصالة , شوفت القطة دي بتحاول تدخل من الشباك وبتبصلي , بس فجاءة النور قطع ورجع تاني , لقيت القطة دخلت الصالة , استغربت وقولت لنفسي ازاي دخلت؟ مع ان الشباك حديد وضيق جدا , قلبي بدأ يدق بسرعة من التفكير بس لما ركزت في تفاصيل القطة كانت عينها سودة وبتنور وبتبصلي جامد وانا زي مانا مكاني على السرير مااتحركتش , النور قطع تاني حسيت بخيال لشكل مرعب ظاهر قدامي , جمعت شجاعتي وقمت قفلت باب اوضتي , حاولت انام تاني وكنت بحلم أحلام غريبة , بس فجأة حسيت بحاجة جنبي بتمشي , لقيت وشي بدء يعرق ومن كتر الخوف سرحت في النوم , صحيت من النوم وببص جنبي وقلبي بيدق جامد لقيت نفس القطة على السرير جنبي , اتفزعت وصرخت صرخة لا ارادية حسيت كأني اتكهربت وجسمي بيترعش جامد , اغمى عليا وصحيت تاني بس المرة دي صحيت حسيت جسمي كله متكتف مش عارف اتحرك , مش قاااادر اتكلم او ازعق , انا صاحي وحاسس اني بحلم , في نفس الوقت سامع صوت فوق اوضتي كأن رجلين بتمشي , صوت خطوات تقيلة والنور لسة قاطع وفجأءة سمعت صوت آذان الفجر صحيت وكنت حاسس بصداع رهيب وعرفت ان كل دة كان كابوس , قومت اتوضيت وصليت الفجر وقرأت آية الكرسي ورحت نايم , صحيت الصبح الساعة ٦ شفت القطة السودة ماشية وطلعت برة البيت , انشغلت بالتفكير وما زلت افكر يا ترى اللي شفته دة كان حقيقي" ..
انا كنت مندمج معاه جداً وهو بيحكي لأن حسيت ان الموقف بتاعه حقيقي خصوصاً ان ليا كذا موقف مع القطط , لحد ما خلص الموقف بتاعه وسجلته في الجهاز بتاعي الصغير وسلمت عليهم ومشيت , اتجهت في شارع عكس اتجاه شارع العمارة المهجورة , وكملت مشي قولت كفاية اوى كدة , انا هروح البيت و اذاكر الموقفين دول واعمل منهم احلى قصة رعب , لما الوقت اتأخر ماحبيتش اني امشي وقولت اركب ميكروباص احسن , فضلت مستني الميكروباص لمدة تلت ساعة تقريبا لحد ما ركبت واحد كان ضلمة من جوة وفيه اضاءة خفيفة جدا لونها ازرق , قعدت في الكرسي اللي ورا السواق على طول وكان فيه واحد ورايا وواحد جنبي بس , وباقي الميكروباص فاضي , طلعت المسجل الصغير وابتديت اشغل التسجيلات وطلعت النوتة عشان اكتب , وقولت اهو حاجة املى بيها فراغي لحد ما اوصل بدل ما اقعد فاضي في السكة , صوت المسجل كان عالي شوية لدرجة ان الراجل اللي جنبي فهم الموضوع تقريبا وبص عليا وهو بيبتسم ابتسامة خفيفة , وبعدين بص قدامه وقال بصوت عالى "هه انسى" , بصيت عليه وقولتله :
-بتكلمني ؟
=ايوة بقولك انسى
-انسى ايه بالظبط ؟
=انسى اللي انت بتسمعه دة , كل دى مواقف محصلتش ودول كدابين
عيني وسعت اول ماقالي كدة وقولتله انت عرفت منين ؟
=هقولك بس بشرط ,
-اتفضل
=تمسح التسجيلات دي
-ايه دة اشمعنى بقى ؟
=عشان اللي هحكيهولك مينفعش تقارنه باللي معاك
-طيب همسحهم اتفضل احكي
=لما اتأكد انك مسحتهم
جبت المسجل قدامه وقولتلها اهو مسحتهم
=تمام كدة , بص بقى ..
"من زمان كدة في مرة كنا في مكان في البحر الاحمر اسمه "القصير" رحلة علمية تبع الكلية لمدة شهر , المهم ان الاولاد بيقعدوا في استراحات والبنات بيقعدوا في استراحات لوحدهم , قعدنا في استراحة كانت في مصنع قديم ومهجور وكان في استراحتين , واحدة كبيرة وواسعة وكذا اوضة , روحنا نتفرج عليها اول اوضة فتحناها , الراجل شغل مروحة راحت حمامة طارت والمروحة دبحتها والدم غرق المكان , بعدها الراجل قالنا اصلا احنا مكناش عايزينكم تروحوا الاستراحة دي لأن بيحصل فيها حاجات مريبة لأن زمان اتقتلت راهبة واتدفنت تحتها , كلنا بقينا خايفين جدا وروحنا استراحة تاني جمبها وفعلا كنا بنشوف النور بيولع ويطفي فيها بليل لوحده"
بصيت عليه وهو بيحكي لقيته بيتنفس بصعوبة وعينيه بتقفل , راح بص عليا و برقلي بعينه وقالي :
"الموضوع مخلصش هنا , مرة كنت انا واصحابي برا وراجعين على الساعة 11 بالليل بندخل من باب المصنع , وهناك امن موجود ونمشي مسافة كبيرة لحد ما نوصل الاستراحة , المسافة دي مهجورة جدااا , واحنا ماشيين لقينا خيال ابيض شفاف زي الشبح بالظبط طاير قدامنا بيجري ويصوت والكلاب وراه , احنا اتجمدنا مكانا من الرعب وجرينا على الاستراحة , الاستراحة بقى وراها بحر كنا رايحين انا وبنتين تاني البحر هناك مفيش حد خالص , لقينا واحد جاي علينا لابس جلابية من ناحيه البحر وبيقولنا اوعوا تنزلوا البحر علشان الشط صخر ورجليكم هتتعور , قولناله ماشي وكملنا عادي لقينا نفس الراجل جاي من نفس الاتجاه وبيقولنا نفس الكلام بالحرف , كان الموقف بيتكرر بالمللي .."
وفجأة الراجل سكت , بصيتله جامد وقولتله سكت ليه ؟
=هشوفك تاني
-لا معرفش يمكن نتقابل تاني او لا
=لا انا مش بسألك , انا واثق اني هشوفك تاني
-ان شاء الله
نزل الراجل دة من العربية وملامحه كلها غريبة وانا مازلت مستغربله جدا , فضلت الفكر في الموقف اللي حكهولي دة وبدأت اجمع افكار تاني من مخي كمالة للموقف لأنه نزل من غير ما يكمل الكلام , وقتها كانت الساعة 3 الفجر والميكروباص خلاص قرب يدخل على المكان اللي انا هنزل فيه , طلعت الاجرة من جيبي وبديها للسواق لقيت ايد بتخبط على كتفي من الكرسي اللي ورايا وماسك في ايده فلوس فضية وبيقولي خد ادي للسواق , وهو بيديني الاجرة الفلوس فلتت من ايدي ووقعت بين الكراسي , اتأسفتله و نورت كشاف الموبايل ونزلت بصيت بين الكراسي عشان اشوفهم راحوا فين , بس المفاجأة ان عيني جت على رجله من تحت واتفزعت جدا لما لقيته حافي مش لابس اي شيء في رجله وضوافره طويلة جدا زي ضوافر مصاصين الدماء , رفعت راسي بسرعة وبصيت عليه وانا كلي خوف ومستغرب , لقيته نفس الراجل اللي حكالي الموقف من شوية ونزل , صرخت جامد راح ضحك ضحكة خفيفة وقالك مش قولتلك هشوفك تاني ..
فتحت باب العربية ونزلت منه والميكروباص بيمشي ووقعت وقومت تاني جريت لحد البيت ومكنتش مستوعب اللي انا فيه وبنهج جامد وقلبي واقع في رجلي وقرب يقف من كتر الدق , حاولت اهدي نفسي وبعد حوالي 3 ساعات لحد الصبح وهديت شوية , طلعت المسجل عان اشغل التسجيل واكتب والمفاجأة الاكبر اني لما فتحت التسجيل ملقيتش فيه اي حاااجة خالص , التسجيل كان لمدة 8 دقايق و13 ثانية , وكله فاضي تماما من اوله لآخره مفيهوش ولا كلمة.

(انتظروني كل خميس من كل اسبوع في قصة رعب جديدة الساعة 12 بالليل , فوت لو عجبتكم).

مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن