Deepwep..part 3

182 26 0
                                    

بعد انتظار ساعة ونص تقريبا على الشارع لقينا عربية نقل كبيرة جدا معدية شاورناله راح نوّر النور وطفاه وابتدا يقرب السرعة لما وصل عندنا ، وقف وفتحت باب العربية وطلعت ع السلم ووصلت للكابينة وبعدين مديت ايدى لأمى سحبتها وطلعت معايا الكبينة وقفلنا الباب وحسينا ان فيه تلج نزل على قلوبنا من الراحة والاطمئنان ، وغمضت عينى لمدة ثوانى وفتحتها على صوت السواق بيضحك ضحكة مريبة بشكل هيستيرى ، بصيت عليه و إذ بقلبى يقف من اللى شوفته .. لان !!!
ماشكتش ف لحظة انه ممكن يكون لان والحمد لله شكي طلع ف محله و اتضح انه راجل سكران كان فى حفلة تنكر وكان لابس البدلة اللى كانت نفس بدلة لان ، حمدت ربنا كتير جدا انه مطلعش لان وحاولت اهدئ اعصابى و اتجاهل صوت ضحكته الغريبة اللى بتبين انه سكير من زمن قديم وملامحه غريبة لما كنت ببص ف وشه فيه تشققات كتير و شنبه غليظ وتقيل جدا وعيون واسعة ورموش تقيلة وشعر طويل كثيف نازل على كتفه والكبينة صغرت من حجم كرشه اللى سايبه مرمي على حجره .. بيسوق بهستيرية وكأن محدش معاه بس ذكى فى سواقته جدا و دقيق ، حاولت اغمض عينى لاكتر من مرة بس معرفتش من صوت طريقة سواقته الغبية وصوت زعيقه مع باقى السواقين ، وفضلت أتخيل اننا رجعنا بيتنا زى الاول ومعتش فيه نت فى البيت كله و انى عاهدت نفسى لو رجعت البيت سليم هقطع النت من حياتى و عمرى ما هدخله تانى .. تقريباً كملنا 3 ساعات فى العربية مع الراجل الغريب دة واحنا مش عارفين هو مودينا فين ، دة حتى منطقش معانا بحرف وميعرفناش اصلااا ، فضلنا ماشيين بالعربية لحد ما وصلنا مكان شبه بأنه مقطوع من الناس بس فيه مبنى كبير جوة خالص وعلى طرف المبنى من فوق علامة كبيرة جدا مكتوب عليها Deep web ، اول ما شوفتها حسيت ان وشى كله بيطلع سخونة وبدأت ازعق ف الراجل دة وبقوله امشى بسرعة من المكان دة ، بس هو بيكلمنى بلغة غريبة جدا عمرى ما سمعت عنها قبل كدة ومش عارف افهمها نهائي ، لحد ما صوتنا علي راح هو وقف على جنب بالعربية ونزل منها وخد البدلة ودخل المبنى دة ، مكملش 3 دقايق وخرج تانى من غير البدلة .. كنت انا خدت العربية ومشيت بأقصى سرعة وهو ملحقنيش وكنت اول مرة ف حياتى اسوق نقل كبير وكنت حاسس انى هموت ف اى لحظة لدرجة انى كنت بخبط عربيات كتير وانا ماشى ، وفضلت سايق لحد ما طلعت على شارع واسع جدا ومفهوش عربيات كتير وتقريبا بقيت لوحدى ومش عارف امشى ازاى وخايف ادخل مكان الاقى لان وجماعته بيدوروا عليا ، بقيت بستشهد وانا سايق وبسوق بغباء ومركز ف السواقة جداا ، بس انقطع تركيزى اول ما سمعت صوت موبايل بيرن ، انا مش معايا موبايل ومش عارف اجيب مصدر صوت الموبايل بس حاولت اهدى السرعة ودورت ع الموبايل لقيته تحت الدواسة ، جبته وكان بيرن بس مش ظاهر لا رقم ولا اسم ، رنين بس بدون اى حاجة ، فتحت ع المكالمة ومنطقتش ولا حرف بس استنيت اللى بيتصل يتكلم وقالى ..
احمد .. انا لان اسمعني جيداً ، يجب عليك العودة فى المكان الذى كنا فيه ، زعمائي الآن اتهمونى بأننى تركت لك الطريق خالى وتركتك تهرب ، والآن هم ينتظرون عودتك لكى يعفون عنى ، ارجوك احمد عد إلى المكان و أعدك بأننى لن اتركك الا وانت فى بلدتك لأنهم اصروا على قتلى ان لم تعد ، ارجوك عد وسأمنحك طريق آمن انت و والدتك بس ارجوك انقذني.
طول المكالمة وقلبى بيدق دقات عالية ورهيبة وعقلى قرب ينفجر من المكالمة دى ، عرف انى هنا ازاى؟ والراجل السواق ليه ساب موبايله هنا ونزل ؟ وانا ليه رديت ؟؟ افكار كتير بتروح وتيجى ف بالى ومبقتش عارف اعمل ايه ، اسيبه واهرب انا لوحدى ولا اروح انقذه ونهرب ! بس انا مش هعرف اهرب لوحدى و اللى خلى الجماعة دول يجيبونى من مصر مش هيخليهم يجيبونى من بلدهم؟ فكرت كتير و اترددت كتير ولقيت الموبايل بيرن تانى بس صوت نغمة صغيرة اتضح انها صوت رسالة ، فتحتها لقيت فيها موقع GPS ، فتحته لقيت طريق نهايته المبنى اللى كنا فيه انا ولان .. مكنش قدامى حل غير كدة .. وقفت بالعربية ولفيت ورجعت تانى متجه للمكان دة ، طبعا طول الفترة دى نقاشى مخلصش مع امى ودعوات كتير وقرآن طول الطريق ، حسيت بأرهاق كأن مبقاش فيا عضم ، وجسمى كله ساب حتى ايدى مبقتش قادر احركها على الدريكسيون وبقيت بعافر عشان ايدى تتحرك 2 سانتى بس ، وجفن عينى بقا تقيل جداااا وبقى بينزل على عينى لوحده بدون ارادتى ومفيش اصرار ع المحاولة وكل شوية اخبط بعربية بس بكمل سواقة سريع واسوق و ابص ف الـGPS وقربت اوصل وانا بموت وجسمى كله مشلول ، كانت الساعة 4:30 الفجر والسما لونها ازرق والنهار قرب يطلع ، وانا حرفياً بموت بالبطئ ، لحد ما كان فاضللى 18 كيلو على المكان لقيت عربيات بتطاردنى من كل حتة ، تقريبا 30 عربية سباق من أحدث الانواع بيجروا ورايا وعربيات كبيرة وعربيات نقل ، وانا ماشى بأقصى سرعتى وبدأت افقد تركيزى وسامع صوت صريخ و دوشة وحاسس انى ماشى بدوس على عربيات وبمشى لحد ما جت عربية نقل كبيرة زى اللى راكبها جت من ورايا وانا شايفها ف مراية الجنب وبتقرب اكتر ووصلت جنبى وانا دايس سرعة اكتر ، بس سرعة العربية التانية كانت اكبر ومشى بسرعة من جنبى طلع قدامى وحدف يمين وفرمل قدامى ، مقدرتش اقف كنت بأقصى سرعتى دخلت فيه .. للحظة دى والدنيا بقت سودة قدامى ومش حاسس بأى حاجة ،  احساس شبيه بالموت ، مكنش فيه حاجة شاغلة بالى قد ما بالى مشغول بـ خوفى على امى ..
تقريباً طوّلت فى الاغماء و فوقت على جردل مية بيترشق عليا حسيت بروحى رجعتلى تانى ، بس ايه دة ؟؟ ايه المكان دة وايه اللى مكتفنى كدة ؟! انا فين ؟ امى فين؟؟ امى فيييييين ؟ ابتديت ازعق و اخبط ف المكان اللى انا فيه ومحدش بيرد عليا .. مش شايف قدامى غير سواد ، شريطة سودة مربوطة على عينى وقاعد متكتف على كرسى وتقريبا مكان فاضى لدرجة ان صدا صوتى واضح جدا ، مفيش طاقة للصريخ كنت بصرخ وبحس ان اغمى عليا لدقايق وبفوق تانى بجردل مية معرفش جاى منين ، وفجأة .. صوت نفسى بقا عالى ، ودقات قلبى بتزيد ، وسمعت صوت حد بيمشى لابس جزمة كعب ، بيمشى بطئ وبيقرب منى ، وانا مش شايف حاجة ومش قادر اتحرك .. صوت الكعب بيقرب منى وصوت نفسى بيعلى اكتر واكتر ، لحد ما حسيت ان اللى جه بقا بينه وبينى شعراية ، وانا مستنى اللى هيحصل بعد ما قرب منى وقلبى انتفض على صوت سكينة حادة بتطلع من جراب مسنون ، صرخت تلقائى بصوت عالى جدا وفجأة اللى قدامى مد ايده شال الشريطة من على عينى بسرعة ، مقدرتش افتح عينى من الاضاءة الحمرا اللى موجودة ف المكان ، حسيت بنفس الاحساس اللى حسيته اول مرة وانا ف المكان دة ، ساعتها بس اتأكدت انى فى "الغرفة الحمراء" دلوقتى ، ابتديت افتح عينى بالتدريج وانا باصص ف الارض وبفتحها يالعافية ، جزمة بكعب لونها أسود بتلمع ، بطلع سنة سنة لفوق ببطء شديد لحد ما وصلت عند وش الشخص دة ، كنت متأكد 100% انه لان بس اللى شككنى اكتر انه لابس البدلة السودة ام قناع كبير ابيض وشعر اسود ، مبقتش عارف هو ولا مش هو .. لحد ما كلمنى قالى ..
= مرحباً بك فى وطنك ، لا تقلق انا لان.
- لان !! امى فين يا لان ؟ عملتوا فيها ايه ؟ وانت ليه عملت كدة انت وعدتنى انك هتخرجنى برا البلد دى.
= اهدأ ، والدتك الآن فى مصر فى بيتها ، الامر بيننا نحن الآن.
- مصر ؟؟ سافرت ازاى ومين سفرها ؟ واتأكد ازاى انها ف بيتها؟ّ
= اهدأ ، و أنظر هنا.
كان فيه شاشة كبيرة على جنب فتحت مكالمة فيديو لقيت امى بتكلمنى بتقولى اطمن يا احمد انا فى البيت ، ارجعلى بالسلامة ومش عايزة اكتر من كدة ..
اطمنت اكتر والقلق عندى بقى 50% ، بس اتطمنت انى مش هرجع بيتى و ان نهايتى قربت ، وبقيت شايف الموت قدامى ف كل وقت وكل مكان وبقيت بستشهد اكتر من مليون مرة ف الثانية ..
- لان انت وعدتنى انك هتخرجنى من هنا قصاد انى ارجع المكان دة وانقذك.
= احمد اهدأ ، حديثنا الآن مسجل صوت و صورة ، وجميع زعماء الـDeep web يرون حديثنا هذا ، لا يمكننى اخراجك الآن لأنهم طلبوا منى ان اقتلك امام اعينهم ، ولكن يمكنك الانتظار هنا حتى غداً ، وسأعود إليك بعد 12 ساعة ، عليك ان تهدأ وتطمئن انه لم يحدث لك اى شيء ، وستخرج من هنا سليم.
- طيب يا لان انا هاخد كلامك ثقة ، بس و ربى ان مطلعتش قد كلامك هتشوف منى اللى عمرك ما شوفته.
طبعا انا بقول كدة وانا مرعوب لانى عارف ان اصغر واحد فيهم يقطعنى شرايح ، خرج لان من الغرفة بعد ما فكنى من الكرسى وبقيت لوحدى فى اوضة ملهاش مصدر ضوء بس كلها حمرة وكل اضاءتها حمرة ، حاولت ادور على اى مخرج تانى ملقيتش ، وفيه كاميرا فى زاوية السقف اليمين بتصور وشايفين كل حركة انا بعملها ، رجعت قعدت ع الكرسى لقيت حد بيزوق طبق اكل ليا من تحت الباب ، قمت مفزوع للاكل لأنى تقريبا بموت من الجوع ، مسكت الطبق لقيت شفايف بنى آدم ومناخير وعيون ولسان ، وغرقانين دم دة غير ريحة العفونة وجنبهم شوكة وسكينة ، اول ما شوفت المنظر رجعت ف زاوية الغرفة واستفرغت من بشاعة المنظر ، زقيت الطبق لبرا تانى ورجعت قعدت ع الارض وباصص على ناحية الباب ومفيش ف ايدى حيلة ، قعدت ادعى واقرأ قرآن بصوت عالى ، ولاول مرة ف حياتى احس بكسرة وانى مش قادر اتصرف ومحدش هيقدر يخرجنى من اللى انا فيه غير ربنا ، كملت قراية قرآن بصوت عالى ونفسى ابتدا يضيق وتعب ف كل حتة ف جسمى لحد ما اتفرشت ع الارض ومبقتش حاسس بحاجة ..
احمد ! احمد ؟؟ احمد استيقظ .. هيا بنا احمد
- هااا ! ايه ! لان ؟؟
= هيا بنا نهرب الآن احمد ، لا يوجد وقت انسب من هذا ، انهم نائمون الآن.
- طيب طيب يلا.
قمت بسرعة وانا طاير من الفرحة وحسيت ان ربنا استجاب دعائى وكنت دقيق ف الحركة جدا عشان معملش صوت ، ودى طلبات لان ، فتحنا باب الاوضة وخرجنا براحة وهو ماشى قدامى لابس البدلة الرسمية بتاعته وانا ماشى وراه وابتديت افتكر المكان دة لما هربت منه اول مرة ، ممر ضلمة و اشلاء جثث فى الارض ودم فى كل حتة وريحة عفونة بشعة ، فضلنا نمشى ونخرج من ممر وندخل ف غيره ، بس هو كان حافظ المكان كويس وعارف احنا ماشيين ازاى ، خرجنا من كل الممرات لحد ما روحنا لنفس السلم اللى طلعنا منه على السطح وكانت الدنيا ليل ف ساعة متأخرة والجو هادى ، لان كان متفق مع طيارة خاصة صغيرة وفيها طيار ، طلعنا فوق السطح لقينا الطيارة مستنيانا روحنا نجرى عليها ، وقفنا مرة وحدة على صوت حد من ورانا بيقول "لان"
قلبنا وقع ف الارض ووقفنا بسرعة وبصينا ورانا ، اول مرة اتمنى الموت لما شوفت المنظر دة ، تقريباً 15 واحد واقفين كلهم لابسين اقنعة حيوانات مرعبة مختلفة وماسكين اسلحة وموجهينها علينا ، اول ما شوفناهم رفعنا ايدنا لفوق واستسلمنا ، كان الطيار شغل الطيارة والمروحة بتلف ، راح واحد منهم شاور لواحد تانى عشان يروح ينزل الطيار ، راح لان منزل ايده ومطلع مسدس من جنبه وضرب طلقة على اللى كان رايح ينزل السواق ، الشخص دة مات ولقيت صوت طلق هيستيرى ، كنت انا جريت بسرعة لا ارادية على الطيارة بعد ما طارت ومسكت فى القاعدة بتاعتها وبقيت ماسك فيها اوى وجسمى كله تحت والطيارة طارت وهما بيضربوا نار عليا وطلق بيجى جنبى وف كل حتة ولما الطيار طلع فوق اوى ، بصيت لتحت لقيت لان نزل على ركبته قدامهم وكلهم نازلين فيه ضرب طلقات وسلاح شغال مبيفصلش لحد ما تقريبا لان بقى قطع صغيرة وجسمه كله اتفرهد ..
سندت نفسى بالعافية وطلعت مسكت بالكرسى فى الطيارة وحطيت رجلى وطلعت فيها بقيت كلى فيها ، والطيار بيسوق بخوف جداا ، طمنته انى معاه ومن حسن حظى لان كان متفق مع سواق طيارة مصرى ، واتكلمت معاه وكنت فرحان جداا انى اخيرا خلاص هرجع مصر وحمدت ربنا كتير جدااا ، الكلام اخدنا مع بعض لحد ماوصلنا حدود مصر واتأكدت انى كنت ف بلاد فى اخر الدنيا ، وصلنا مصر الحمدلله بعد معاناة كبيرة فى الطريق وخليته ينزلنى فى المحافظة اللى انا ساكن فيها ومشى هو ودعته ونزلت انا فى الشارع سجدت سجدة شكر لربنا انى رجعت سليم وانى كنت ف كل لحظة بموت ، كانت الساعة 10 الصبح ، ركبت تاكسى وقلتله عنوان بيتنا ومشينا ووصلت للعمارة وهنا كانت المفاجأة ..
العمارة كلها محروقة وبتطلع دخان ونار من كل حتة ومفيهاش ولا حتة سليمة ، قلبى اتقبض ونزلت اصرخ اممممى ، ووصلت للعمارة وكنت بجرى عاوز اطلع بس الناس حاشتنى ، مستوعبتش اللى انا فيه  ورجعت تانى ركبت نفس التاكسى روحت على بيت جدتى وبطلع السلم وانا ميت ونفسى راح وكنت بقع كتير من كتر الجرى ، وصلت الشقة بخبط الباب بغباء لدرجة ان اللى جوا خافوا يفتحوا الباب ، خبطت اكتر واقولهم افتحوا انا احمد افتحوووووا ، لحد ما الباب فتح فجأة ، ووقعت على ركبتى ومفاصلى كلها سابت لما شوفت اللى فتح الباب وطلعت امى.

(انتهت الاجزاء الثلاثة ، انتظروني فى قصة رعب جديدة كل خميس من كل أسبوع الساعة 12 بالليل ، فوت لو عجبتكم).

مصمم البوستر : Mohaned Mostafa

مجموعه قصص رعب(عالم أحمد طارق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن