٣

8.6K 285 7
                                    

دلف إلى الغرفة وقال بدون مقدمات :-
_ انا بطلب منكم ايد مريم

جحظت عين ليالي بصدمة مما تفوه به آدم وتعجبت أكثر من الهدوء الذي افعم وجه زوجها وكأنه توقع من قبل هذا الخبر ...
خرج عمر عن صمته ونظر لآدم بعمق وأراد أن يسبل سُبل أغواره  ثم تساءل بمكر :-
_ انت ليه ما قولتليش أن انس ابن باسم صاحبي كلمك عن مريم وكان عايز يجي يخطبها ؟!!

ارتبكت عينا آدم بمزيج من الحرج والغضب في آنٍ واحد ثم اجابه وهو يشيح نظره عن ليالي التي تتلقى الصدمات دفعة واحدة :-
_ انس ماينفعش ، ده واحد عايز يعيش برا مش هنا ، ومش هينفع ابعدها عن مصر ، افرض امي حبت تشوفها !
هتفت ليالي بضيق :-
_ بس كان المفروض نعرف يا آدم ، انا حسيت أن ريهام زعلانة مني وكنت محتارة ليه !، بس دلوقتي عرفت

احتدت نظرته بعصبية ظاهرة اكلت قسماته الهادئة وقال :-
_ عموما اختاروا مين فينا الاصلح ، وانا عارف هتختاروا مين ..
ذهب من امامهم والغضب يغزو عيناه ثم خرج من الغرفة ..

أشارت ليالي للباب وهتفت بعصبية ثم فغرت فاها وهي ترى ابتسامة عمر تتسع حتى نفضت دثار الفراش من عليها وقالت متساءلة بحيرة :-
_ بص بيتصرف أزاي !! ، هو فاكر أني هسيب بنتي وانا مطمنة إلا معاه ! ، بس كان المفروض أعرف

نهض عمر وجلس بجانبها على الفراش وقال  بمرح والسعادة تملأ عيناه :-
_ تعرفي أن آدم طالعلي بالضبط ،بس الكارثة أن مريم كمان طلعالي ، بس فهد هيبقى غبي وغشيم  في الحب زي امه هههههههه😂
حملقت بوجهه بذهول ثم ابتسمت بمكر وكادت أن تتفوه حتى باغتها عمر وقال :-
_ هما الاتنين لسه ما اكتشفوش مشاعرهم ، نسيبهم يعيشوا حياتهم وما ندخلش في أي شيء ،  انا مبسوط أن مريم هتبقى مع آدم ،ماكنتش هبقى مطمن عليها مع  أي حد تاني ، وأن شاء الله ما تحتاجيش انتي لعملية ،الأمل في ربنا كبير

قالت ليالي بقلق :-
_ بس أفرض مريم رفضت آدم ووافقت على انس ، من حقها تعرف بالاتنين وتختار ، انا ماكنتش عايزة اجوزها بدري كدا ، بس عشان اللي هي فيه نفسي اطمن عليها
اجاب عمر بتأكيد ومرح :-
_ مش هتختار انس هي مش بطيقه اصلا ، وهترفض آدم على فكرة هههههههه
تذمر وجه ليالي وهي تحدق به حتى تابع مرة أخرى :-
_ بس انا هعمل نفسي بجبرها واغصب عليها ويارب ما اضحكش وانا بتكلم  😂

ابتسمت ليالي وعيناها ملأها الحماس ولمعات المكر :-
_ وانا عارفة هآثر عليها أزاي
بقلم رحاب إبراهيم
__________________اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

صفق باب غرفته بعنف وغضب ولم يكن في ذهن صافٍ حتى يذهب للجامعة اليوم ، خلع معطفه والقاه بعصبية على ظهر المقعد وجلس على مكتبه يفكر والغضب يتملكه...
تذكر مشهد مر عليه سنوات حينما ظهرت نتيجة  نهاية آخر سنة دراسية في جامعته واتى للمنزل بهدوء وكأنه لم يكن الأول على دفعته ،تبدل وجهه للغضب عندما رأى انس يقف مع مريم في حديقة الفيلا ويعطي لها بعض الازهار المقطوفة رغم أن مريم وقتها كانت طفلة لم تتعدى الثالثة عشر عاما وانس لم يتجاوز سن المراهقة وكان بالكاد قد اكمل التاسعة عشر عاما ، اما آدم فكان شابا في مقتبل العمر بعامه الرابع والعشرون ....
هتف بعصبية عليها :-
_ مررريم
انتفضت مريم عندما انتبهت لصوته ولكن حمدت ربها أنه سينقذها من سماجة انس واصراره على مرافقتها كلما اتى إلى هنا مع والدته ريهام للزيارة ...
توجه آدم اليهم وارتعبت مريم حقا من نظراته المحدقة بأنس بعنف ثم عامله بفظاظة تجهم لها وجه انس بحدة ولكن انصاع للأمر وذهب حيثما كانت والدته بالداخل
اسودت عين آدم وهو يتحدث وكأنه سيصفعها :-
_ انا مش قولت ما تتكلميش مع الواد ده تاني
نزفت عين مريم وهي تنظر للأسفل وشعرت بالظلم فهي لم تفعل شيء وانس هو من يبحث عنها دائما ويأتي اليها ، قالت بنبرة متهدجة من البكاء :-
_ انا كنت في الجنينة بتفرج على الفراشة وهو جه قعد معايا ومش عايز يمشي ، وبعدين ما تزعقليش كدا انت مش أخويا ..
اغواها تذمرها الطفولي حتى ضربت قدميها العرجاء بالارض اعتراضا  ولكن نتج الم مبرح حتى رفعتها لا اردايا ولكن انتج سقوطها بشكل مشفق ..

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن