٥

7.8K 283 7
                                    

سمعت صوت يقول :-
_ لأ اختاري الطوب الكبير عشان تفتحي نفوخه على طول وتخلصي من خلقته ..
هتفت بتاكيد :-
_ صححححححح
ثم نظرت له بذهول واتسعت عيناها بصدمة 😨
ابتعدت عنه ببطء  وهي تنتفض ولم تدرك انها تقترب من حافة سطوح المدرسة الخاوية من أسوار آمان ...

لمعت عيناه بنظرات غاصبة تهددها حتى لمح موضع قدميها ليتبدل وجهه للنقيض واعترفت عيناه بالخوف وتحركت يداه لا إراديا و جذبها من معصم يدها عندما كادت أن تسقط بظهرها للفراغ ، فرغ جسدها من أي قوة عندما شعرت انها على وشك الموت ويد القسوة اصبحت الآن يد النجاة ..
انتفض جسدها بقوة ورعشة اجتاحت اوصالها حتى تشبثت بأطراف معطفه وهي تشهق من البكاء وترتجف من الخوف والذعر ...

صغيرة على مقربةٍ منه وترتجف من البكاء هكذا  وتتشبث به كأنه أباها فأين قسوته الآن ! أو بالأصح ....أين قلبه ؟
بلع ريقه بقوة عندما تخيل إذ لم تجذبها يداه فالى أين كانت  ستذهب الأمور ؟ ....أراد حقا بشيء كالاعصار داخله أن يضمها  بكل غضبه ولكن توقفت يداه حتى قالت فاطمة وهي تبكي بشدة :-
_ كن..كنت ..هموت
اجهشت في البكاء مرة أخرى واجهش معها غضبه الذي تفتت في بحر دموعها ،وطاف طريق جديد شع ببعض الضياء في قلبه ولكن لم يفهمه إلى الآن وضغط على اسنانه بقوة عندما قالت هذه الكلمات البسيطة الباكية ....

أمطرت السماء من جديد ولكن بشكل اكثر حدة حتى اختلطت مع دموعها على وجنتيها وزاد ارتجافها أكثر وهي تبتعد بخجل ، ارتبكت عيناه وهو يراها هكذا حتى خلع معطفه وكاد أن يضعه على كتفيها حتى ابتعدت عنه وقالت بتوتر :-
_ ما تقربليش
عقد حاجبيه بغضب وهتف :-
_ البسي ده
اطرفت بحيرة ثم مدت يدها واخذته ببطء حتى تضعه على كتفيها ، قال هو بتهديد :-
_ودلوقتي .. أمشي معايا من غير كلام
اتسعت عيناها بذهول فأين هذا الرجل الذي كانت عيناه مذعورة عليها منذ قليل؟!  ....خلعت معطفه حتى القته في وجهه ثم اقتربت منه ببطء وتسمرت عيناه عليها بغموض حتى  دفعته  بكل قوتها فجأة ليسقط في صندوق حديدي قد امتلأ من مياه الامطار ليغرق جسد فهد به ......

ركضت للأسفل سريعا حتى خرجت من المدرسة في لمحة بصر ، اصابته الصدمة فيما فعلته فهذه ليست صغيرة هذه شرسة بثياب الطفولة ....خرج من المياه وشعر بالحيرة كيف سيظهر هكذا أمام الناس حتى ركل حجارة بقدمه بشكل عنيف وتملكه الغضب بطريقة أشرس من ذي قبل ..
وتوعد :-
_ بقى فهد الشريف حتت بت صغيرة  تعمل فيه كدا !
مش هتبقى آخر مرة أشوفك فيها يا فاطمة ...هجيبك
ضاقت عيناه بشكل غاضب وحقا غضب لهروبها منه مجددا وهو الآن لا يعرف عنها شيء ولا إلى أين ستذهب !؟

اقترب من حافة السور  حتى لمحها وهي تركض بين السيارات ، نظرت للخلف وكأنها شعرت بنظراته تخترقها ، أرسل لها نظرة غاضبة يختلجها شيء غريب ولم ترى هي وجهه بتركيز لبُعد المسافة ولكن الغضب كان يبدو من وقفته ونظرته المصوبه بإتجاهها حتى ابتعدت عن ناظريه

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن