٤٢

5.2K 225 2
                                    

.ليترجل آدم من السيارة بوجه ملامحه توضح أنه على اعتاب الشجار مع احد ....بل قسماته مخيفة كالجحيم حتى دلف بالداخل ورأهم هكذا وكأنهم ينوون حضور مناسبة عرس ولا يعلم انها الحقيقة بالفعل .....
دون حديث أخذ مريم من يدها جاراً  إياها من بين والديها لتهتف هي بصدمة :-بقلم رحاب إبراهيم
_ في اااايه استنى يا آدم
تجمدت ليالي من رؤية آدم هكذا ثم نظرت لعمر الذي ابتسم بإنتصار .....
ليهتف آدم وقد التفت اليهم بتصميم  :-
_ انا هاخد مراتي وهنبدأ حياتنا مرة تانية وهعمل المستحيل عشانها ..... ماكنتش عايز اقف قصادكم لكن مش هقف متكتف وانا بشوف حياتي بتتسرق مني وساكت .... ومش هستنى رأيها المرادي وهلحق فرحتي قبل ما تضيع مني تاني ..... مش مستعد أخسر الحاجة الوحيدة اللي عايش عشانها

استدار وخرج وهي معه دون متابعة حديث يعلمونه جميعهم ...
تطوف البسمة على وجهها ام غرقت بها كاملةً ؟ ....
تسبح السعادة بطيات القلب الراكدة بخمول الألم ....وتستنشق دفء الحياة ...الأمل ....الحب
ليضم العشق مآقيها ويطوف أغوار القلب ..طوفاً
ادخلها السيارة وشعرت ببرودة يدها عندما فارقتها انامله للحظات ليجلسها برفق بداخل السيارة .....ثم كاد أن يجلس بمقعد السائق حتى التفت لصوت عمر قائلا موجها الحديث لابنته :-
_ خلي بالك من آدم يا مريم ....ده أول فرحتي
وقف آدم مجفلا بنظرته والدهش يغمر عيناه من هذا الثبات الذي يتحلى به عمر وهو الذي ظن عكس ذلك ...فتابع عمر :-
_ قسيت على ابوك أوي يا آدم .....ده أنت من كتر ما انت حته مني بقيت شبهي في كل شيء .... كلامك اللي قلته كسرني ....كسر أبوك .... ماكنتش اظن منك كدا أبدًا .... بقى صدقت أني ممكن اجرحك للدرجة دي !! ، ما ظنتش لدقيقة واحدة أني بكمل معاك واجبي كأب ، ماحستش أني بصلح اللي حصل وبقربكم من بعض  ، يتمت نفسك وانا عايش لييه !! ، موتني على الحيا ليييه ! ، ده انت مقاسمني في روحي يابني
التمعت بعين عمر دمعة لأول مرة يراها آدم بعد وفاة جدته فريدة حتى ركض آدم لصدره وقبّل يداه ثم رأسه باكيا وتهدج صوته بألم باكي قائلا :-
_ أضربني ...اعمل اللي انت عايزه ، بس ماشوفش في عينك دمعة بسببي ....لا يابابا ...انت كدا بتموتني ...مستعد ابوس رجلك بس ما اشوفكش كدا ...
ضمه عمر بقوة الى صدره حتى خرجت مريم من السيارة باكية هي الأخرى على حديثهم وضمهم عمر  سويا بحنان وقال :-
_ دلوقتي ابدأو حياتكوا صح ...انتوا بتحبوا بعض وجربتوا الفراق ....ويمكن انتوا محظوظين أن الفراق خد ايام ...غيركوا خد سنين ......ما تضيعوش يوم في زعل مالوش داعي ....افرحوا وعيشوا وانبسطوا دي ايامكم ...
نظرت مريم لاباها قائلة :-
_ انت احسن اب في الدنيا ....انا بحبك أووي يابابا
ضمه عمر ببسمة حتى اتت ليالي بدموع وقد رأت المشهد كاملا واعطت لمريم معطفها ثم ذهبت .....تطلع اليها آدم بأسف وحزن حتى قال عمر مطمئنا :-
_ خد مراتك دلوقتي ومالكش دعوة ...انا هصالحها بدالك ...ما تقلقش ..
ابتلع آدم ريقه بصعوبة ولم يتحرك من مكانه وعيناه يملأها القلق فتابع عمر مؤكدا :-
_ اعمل اللي بقولك عليه ....سيبهالي دلوقتي ...هي واخدة على خاطرها منك بس وانا عارف هصالحها أزاي
دخل آدم السيارة ومعه مريم وابتعد بالسيارة في الطريق ..

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن