٤٠

5.5K 217 2
                                    

اجتمع الآنين مع الحنِين ..وهي تستنشق عِطر ما بعد الحلاقة يفوح عبر الانفاس وامتزج معه بتعكر رائحة الثرى الذي دهس آنفاسها قبلا ..... والتصاق بعضه على وجنتيها بإختلاط الدموع معه
كانت تنتفض وودت لو تنشق الأرض وتبتلعها وما أسوء من ذلك يحدث لَها .....شعور قاس من الألم يسفك القوة بها ...ويمد بقاع قلبها بطعنات تمزق أي مقاومة أو كبرياء .... رفعت عيناها وكأنها ذبيح ستُحلق رقبته بعد لحظات بحد آثير السيف الحام .....لترى لحن عشق الخلود يمزق عيناه عليها وجثا حتى اسندها بيده كالطفلة ووجه غرق به الحزن والقلق عليها .... انتفض جسدها أكثر وهي تنظر له وتجمع الاضاد بشعورها مابين راحتها بوجوده ورفضها لرؤيتها إياها هكذا ....
رمق الجميع بغضب حتى  اسندها لتقف ورغما عنها تقبلت بجسد سيتقبل حتى يد العدو حتى ينهض من الكسرة ...
تأملها وهو يبلع غصة حارقة ركضت لجوفه ثم ازال الثرى من على وجهها بيده .....وسكن وجهها بين يداه وقبّل رأسها بحنان وكأنه وراء ما حدث .....
وقفت تتأمله بدموع عاتبة حتى فوجئت أنه يحملها بين ذراعيه أمام الجميع وخرج بها من الجامعة لتشهق بعض الفتيات مما يروه وكأنها تحولت من الذليلة للأميرة ....

أخذت شروق كتب مريم الملقاة على الارض وذهبت خلفهم ...في حين أن رأت ندى واصدقائها ما حدث حتى ضربت الارض بقدميها بعنف وهي تلعن تلك المريم الذي تنجو كل مرة بطريقة غريبة من مكائدها ....

دفنت مريم رأسها بصدره واخفت نظرها عن الجميع وهي تبكي بقوة والآن حمدت ربها على حضوره بهذا الوقت بالتحديد ....فمن كان الألم ..اصبح الأمل !

وضعها بسيارته بلطف وكأنه يعامل طفلة ترتعب خوفا حتى من النظرات ولحقته شروق قائلة :-
_ كتب مريم  يا دكتور ...كانوا واقعين وجبتهم
الف سلامة عليها
هز آدم رأسه ممتنا واخذهم سريعا ثم قاد سيارته وذهب من أمام الجامعة .......
بخطوات السير لم يرى كلاهما أن هذا وقت الحديث فساد الصمت المربك حتى وقفت السيارة أمام المنزل ومثل ما فعل بالجامعة كرره وحملها مرة أخرى ولم تبدي أي اعتراض .......

رمقهم عمر من شرفة المكتب بابتسامة ماكرة ثم أغلق باب المكتب وقال لليالي :-
_ نكمل كلامنا
تعجبت ليالي الذي بدأت الحديث معه للتو وقالت :-
_ هو احنا لسه اتكلمنا ...ثم أنت بتقفل الباب ليه ؟!
جلس أمام المكتب وقال بابتسامة :-
_ عشان محدش يقاطعنا  ونتكلم براحتنا .....احكيلك بقى على مكالمة فهد واللي عرفته ...
_____________________________صلّ على الحبيب

دلف لغرفتهم وانزلها على الارض ثم مالبث أن حاوط وجهها الباكي بين يديه وقال مترجيا  :-
_ ما تسيبنيش يا مريم ....عشان خاطري ..انا ماقدرش اعيش من غيرك
اطرفت عدة مرات بدهشة وهي تراه لأول مرة يتحدث بهذا التوسل المشترك بين نبرته وعيناه وقالت :-
_ بتحب ندى ؟
أخرج ذلك الظرف من جيبه ومزقه امامها لقطع ثم قال :-
_ انا عمري حتى ما اعجبت بيها عشان احبها ،  قسما بالله ما اعرف حاجة عن الرسالة دي ولا أعرف وقعت في ايدك أزاي ولا أعرف مين اللي كتبها ....
تهدج صوتها وهي تدفعها بيدها وبكت من جديد :-
_ أنت السبب في اللي بيحصلي دلوقتي ... الرسالة دي انا لقيتها في الاجندة وقصاد كلامك اللي كتبته بالضبط ، ده غير الكلام اللي مكتوب في هدية ندى ....ما تكدبش عليا ...لو انت بتحبها اتجوزتني ليه ؟!

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن