٢٠

5.8K 258 1
                                    

ضيق آدم عيناه بقوة على وجه سمر حتى هتفت بوجهه مجددا :-
_ ماتتكلم ...ساكت ليه ! ....انا حبيبتك يا آدم ...مش انت بنفسك قولتلي كدا ؟!

امتقع وجه مريم بصدمة راجفة وشعرت بوهن قدميها ازداد اضعاف حتى التفتت له ببطء لتراه قد احتدت نظرته بغضب هادر ليصيح بها :-
_ اطلعي برا يا سمر ...امشي من هنا احسن ما اطردك بنفسي لبرا ...
سقطت الدموع من عيون كلا من مريم وسمر وقالت سمر بصوت متهدج ومتألم :-
_ بتطردني !! ....انت نسيت انت عملت إيه ؟!
زم شفتيه بشراسة ثم توجه للباب واشار لها بالخروج ولم تفصح ملامحه العنيفة عن أي مجال للنقاش ....رمقته سمر بذهول حتى هتف بها :-
_ انا ماكنتش عايز اعاملك كدا ...بس لما توصل بيكي الجرأة أنك تيجي لهنا وتخربي بيتي يبقى امشي برا من سكات عشان ما اتهورش وكفاية اللي عملتيه ...
لو كان الامر لا يخص مريم لكانت اشفقت على نظرات سمر الدامعة بذهول وحزن حتى ركضت للخارج وكتمت شهقاتها  ......بقلم رحاب إبراهيم
بلع آدم ريقه بترقب لوجه مريم الذي شحب كالاموات وشردت عيناها بنظرة ضائعة ...وثمة حزن يتدفق بداخله لانه كان على وشك بدء حياته معها فعليا ولكن اتت تلك الحمقاء وخربت كل شيء ....قال بريب من حزن ملامحها:-
_ هفهمك كل حاجة يا مريم...ما تظلمنيش
سالت العبرات أكثر على وجنتيها ونظرت له بسيل خذلان وقالت :-
_ هطلع احضر شنطتي عشان هرجع الفيلا
تحركت ببطء الى الدرج وكادت أن تتعثر حتى اسندتها يداه ....وكرهت ضعفها الآن ودفعت يداه بعيدا عنها بإزدراء ليتوقف بنظرة عاتبة وتركها تذهب ......

دلفت لغرفتها وارتمت على الفراش باكية بألم ....حبيبته ! كيف ؟ ومنذ متى ؟ وماذا حدث لتأتي إلى هنا بهذا الشكل ...لم يطيل معها بل بتر الحديث كي لا تقل أكثر من ذلك ....نهضت ولم تتوقف عيناها عن الدموع وبدأت بجمع ملابسها بعشوائية داخل حقيبتها لتنتهي بعد قليل ...
نظرت حولها ببكاء لتقارن سعادتها منذ لحظات بالآن ...
دقت يداه على باب الغرفة ثم دلف ووقف امامها بنظرة حادة وقال :-
_ لما تحصل مشكلة المفروض تفهمي ايه ابعادها واللي حصل وبعد كدا تحكمي ...
جفتت عيناها بسخرية حزينة  ثم نهضت  وقالت:-
_ التفاصيل ما تهمنيش ...
جذبها من يدها اليه بقوة حتى التصقت به وهزها من كتفيها بعنف وصاح :-
_ بس انتي تهميني ....تابع :-
_ يا مريم سمر دي كانت طالبة عندي في الجامعة ...حاولت كتير تقربلي وتخليني احبها لانها كانت مغرورة وفاكرة أن مافيش حد يقدر يقول لأ لجمالها ....لكن انا ماحبيتهاش ولا لفتت نظري حتى ...فضلت ورايا كتير لحد ما في يوم جالي اتصال من والدتها واترجتني اني اروح ازور سمر في المستشفى لانها حاولت تنتحر بسببي ....صدقيني ماكنتش عايز اروح بس والدتها فضلت تعيط واتحايلت عليا وروحت عشان خاطر والدتها مش هي ....
كانت تستمع لحديثه وأرادت حقا أن تصدقه حتى تابع :-
_ في المستشفى اتفاجئت أنها حاولت تنتحر تاني بعد ما دخلت نوبة اكتئاب شديد ....ماكنش قدامي حل ووالدتها كان هاين عليها تبوس ايدي عشان انقذ بنتها وافضل معاها لحد ما تعدي المرحلة دي وافهمها براحة ....
شكت مريم بالامر وتساءلت :-
_ وانت فهمتها انك بتحبها ؟
هز رأسه نفيا وهتف:-
_ لأ طبعا ...سمر هي اللي افترضت أن وجودي جمبها حب ....افترضت أن معاملتي الهادية معاها هي اني بحبها وكنت بخبي ...واللي خلاني ابعد أني حسيت أن والدتها بقت تلمح اننا مناسبين لبعض وده ماكنش كلامها من البداية ....انا حسيت بالذنب لاني كنت السبب في اللي وصلتله وده السبب الوحيد اللي خلاني ازورها كل يوم في المستشفى لمدة اسبوع ....هو ده كل الموضوع وهي جت هنا لما عرفت أني اتجوزت فجت تهدم حياتي ....
توترت نظرة مريم بضيق وقالت :-
_ كلامها بيوضح أن في عشم كبير ما بينكوا ،مش معقول واحدة هتكلمك بالطريقة دي لمجرد كام زيارة ...انا عايزة اتكلم معاها ...
اتسعت عين آدم بصدمة وهو يبتعد عنها ثم هتف بغضب :-
_ انتي مش مصدقاني ؟!
اطرفت عيناها بتوتر واحتارت في الاجابة والامر لم يكن كذلك ولكن تشعر أن هناك شيء لم تعرفه بعد فقالت :-
_ مش كدا ...بس عايزة ....
قاطعها بشراسة وقال :-
_ بس عايزة تخربي بيتك لكلام واحدة تافهة ...تعرفي اللي مضايقني ايه ..ان كنت صدقت انك فهمتيني وعقلتي ...انك واثقة فيا ...مش هتقرري تمشي لمجرد خلاف بسيط ...بس كويس ان سمر جت عشان اتراجع عن الخطوة اللي كنت خلاص هاخدها .....صدقيني أنتي ماتنفعيش زوجة ... هحضر شنطتي انا كمان عشان نرجع القاهرة ومالوش داعي تكلمي سمر ...مابقاش يهمني

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن