سرى طيف رقيق ومحبب بقلبها ولا تنكر أن التوتر أطرف عيناها عدة مرات ...وتساءلت بحيرة...هل مراهقتها عادت إليها وهي على اعتاب النضج !! ...أم شعورها الخفي جعلها تعشق تلك المغامرة ..واصبحت الآن الطالبة والمُعلم ...
ارجف قلبها صوته وهو يبدأ ترحابه بالطلبة حتى كاد أن يلتفت حينما اتسعت عيناه بذهول لمرآها .....
ابتسمت وعصب فكيها ينتفض من القلق وقد انتبهت لنظرته المصدومة من بعيد ....بمزيجاً من الراحة والغضب نظر لها حتى يتأكد أنها هي ! ، نعم هي ...زوجته الطفلة ...التي قادها تمردها إلى هنا ! ، كم هي حمقاء واوقعت نفسها ببئر لم تختبر لذعته بعد ...هذا كان حديثه لنفسه ورمقها بنظرة عنيفة ومتوعدة ...
ورغم بعض الارباك والقلق ولكن شعرت بتسلية لم تتوقعها حتى قطبت حاجبيها عندما رأت فتاة تقترب له بغنج فاضح وملابسها تنم عن شيء واحد ...انها فتاة تتعمد فتنة ما حولها ...شعرت بنيران قلبها تتقد بوهج مشتعل ....
وقفت ندى أمام آدم وقالت بدلال وابتسامة ماكرة :-
_ أنا عارفة أن حضرتك هتستغرب أني هنا ، بس بصراحة ماقدرتش افوت محلضرة لحضرتك حتى لو هحضر مع سنة أولى ...
ضيق آدم عيناه بمكر ثم رمق مريم من بعيد وآرضاها تلك النظرات الغاضبة التي ترسلها لكلاهما وأجاب على ندى بابتسامة اشعلت غيرة مريم أكثر :-
_ مافيش مشكلة يا ندى ...اتفضلي اقعدي عشان ابدأ المحاضرة ....
اتسعت ابتسامة ندى ووضعت هدية مغلفة صغيرة على المكتب الخشبي الكبير وذهب بابتسامة مغرية جعلت نظرات بعض الشباب تلتفت لها بغمزة .....
تجنب آدم وجود مريم تماما وهو يتحدث شارحا بعض الاشياء البسيطة بالنسبة لأول يوم مع طلبة جدد ....لمعة دمعة بعيناها وكم أرادت صفع تلك الفتاة التي أشار لها مجموعة فتايات حتى تجلس بجوارهم وظل يتهامسون بمكر مع بعض الابتسامات .....
بعد مرور أكثر من ساعة من تجاهلها أنهى آدم المحاضرة ووقف قليلا ثم أرسل لها برسالة نصية على هاتفها :-
_ تعاليلي مكتبي حالا .....لو مشيتي أو ماجيتيش هخلي شكلك وحش قدام الكل .... مكتبي في الدور اللي فوق على طول ...تالت باب على اليمين ...
خرج آدم من المحاضرة مع نظراتها المراقبة بغضب اشتعل له وجهها ثم لمحت رنين الهاتف متذرا بالرسالة وقرأت ما تنص عليه حتى ارتجفت وبلعت ريقها بقلق ...
واصبح غضبها خوفا من المواجهة التي لا مفر منها .....دلف الى مكتبه بنظرة شرسة غاضبة ثم القى بحقيبته السوداء وضرب على مكتبه بعصبية وهتف :-
_ غبية ومتهورة وعنيدة .... مش عارف عنادك هيوديكي لفين ! .....يعني كنتي بتستغفليني ده كله !!وضعت هاتفها بالحقيبة بأنامل ترتجف حتى انتبهت لصوت ما بجانبها قائلا :-
_ ممكن أعرف اسمك إيه ؟ ....اصلك من ساعة ما جيتي وانتي شكلك متوترة أوي .....
زفرت بضيق وقالت :-
_ طب وأنت مالك يعني !
لمح دبلة بيدها اليسرى ثم قال بأسف :-
_ خلاص انا اسف
نهضت من مقعدها وتوجهت لمكتبه حتى تثبت له شجاعتها في المواجهة ........
أنت تقرأ
وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من ليالي
Romanceوحوش لا تعترف بالعشق سكناً للقلب... شقيقان قد لونت القسوة خضاب قلوبهم حتى اصبح أنين القلب "طنين" يزعج سكون نبضاته يمتلكون أكثر متاع الحياة نفوذ,سلطة ,وسامة طاغية ,مكانة اجتماعية رفيعة....الا الحب كلاً منهم له حساباته الخاصة كي لا يعشق ! هل رفيف الب...