٩

6.5K 273 3
                                    

صعد فهد إلى غرفته بعد أن ترك شقيقته وزوجها آدم يتشاكسون قليلا بتذمر ، نظر إليهم قبل أن يدلف لداخل الڤيلا وتمنى لهم السعادة ثم صعد الدرجات حتى دلف لغرفته ...أراد لو أن الدقائق تأخذ سرعة الثوانِ حتى يذهب إليها بعد أن أصر بالأمس على والدته أن تخبره ما سبب وجود هذه الفتاة هنا واخبرته فقط بما يخص مريم ورداء خطبتها وبشكل مراوغ قد استدرجها حتى اخبرته عنوان محل نايا .....

وقف أمام شرفته التي كانت تطل على الحديقة ..ابتسم وهو يتذكر صوته الساحر الذي داعب قلبه حتى دلف لبقاعه ...صوتها عذب بشكل رائع ولم يخفي عنه ذلك بل اكتشف هذا عندما رتلت بعض آيات الذكر الحكيم وهو يأخذها لمغفر الشرطة ذلك اليوم ....
عاد إلى فراشه وتمدد عليه ثم سبحت عيناه بشرود وهو يتذكر كل شيء حدث بالأمس ...وجهها الذي برزه بشكل مغري بعض مستحضرات التجميل التي لم تناسب عمرها تماما .....ردائها الذي ذكره بأحد الافلام التي كانت تدندن عليها بالأمس مما جعل شبح ابتسامة تجول على قسماته ، وأخذه مجرى تفكيره لصوتها مجددا ....وهي تردد كلمات المقطوعة الغنائية ...ضم قلبه شيء دافيء عندما تخيل انها من سترتدي له الفستان الابيض وستصبح ملكه !!

____________________________استغفر الله العظيم

ابتسمت مريم وهي تنظر للحقائب الذي جهزتهم امها من قبل وعلى صوت القلب بدعوات خافته لهذه الليالي المنيرة التي تطل على حياتهم جميعاً....انتبهت لقرع على الباب وفتح آدم دون ان تسمح له بالدخول :-
_ لسه ما جهزتيش !!
جحظت عيناها بغيظ ثم هتفت وقد ركضت القطة حتى وقفت عند قدميها وكأنها تستعد لخدشه مرة أخرى ...قالت :-
_ ما تدخلش كدا تاني !! ، لما اسمحلك تدخل الأول تبقى تدخل  !
اخذ رداء معلق من خزانة ملابسه وكأنه يقتلعه بعصبية حتى التفت لها بإشارة من سبابته :-
_ هنا انا اللي اقول المفروض والعكس مش انتي ، وبعدين ما تنسيش ان فرحنا كان امبارح ! ، اظن أنك مش صغيرة كفاية لدرجة أنك مش فاهمة أني دلوقتي جوزك !!

وضعت يداها بخاصرها وهي تعترض :-
_ احنا اتكلمنا واتفقنا في الموضوع وانتهينا من النقاش فيه ...
اقترب منها وقد القى ملابسه على الفراش بغضب ثم جذبها من يدها إليه بعصبية وصاح :-
_ وانا مش ناسي ، لكن مش كل حاجة هعملها هأخد امرك فيها ، وانا اصلا مش بطيق أشوفك وانتي عارفة كدا...
مش عارف أزاي انتي فاكرة نفسك حلوة اصلا !! ، اومال لو تشوفي البنات في الجامعة عندي عاملين أزاي وبيتمنوا بس نظرة مني ...اظن هتعرفي ساعتها انا شايفك أزاي !

لم يلاحظ أن عيناها امتلئت بالدموع وقوة قبضته على يدها قد المتها أكثر  ...تراجع غضبه قليلا وهو يترك يدها حتى رمته بنظرة لوم وألم ثم خرجت من الغرفة وقد شعرت أن قدماها أزدادت ألم عن زي قبل...بعكس الأمس الذي كانت تركض به بمرح وكأن قدميها لكمت العرج حتى هاجر غاضبا ....
شعر ببعض التسرع في حديثه ثم تنهد بضيق وخرج خلفها ، حاول أن يتحدث عندما رأها تجلس محتضنة قطتها التي ركضت خلفها على أحد المقاعد ....قال بنبرة متوترة قليلا :-
_ مريم ؟
وأخيرا قد انزلقت الغصة المريرة التي كانت بحلقها ثم قالت هي :-
_ما تقولش حاجة ، خلص لبس عشان ادخل اجهز  انا كمان

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن