١٤

6.6K 246 4
                                    

لم يكن حزنها بالاقتران بذلك المجرم أكثر من حزنها الآن ، لم تشك للحظة أنه قرر الزواج منها للانتقام !! ، ماذا فعلت لكل هذا ! ، لا......رددت هذه الكلمة بداخلها برفض وهي تتذكر آخر مقابلة لهم ...فأرادت أن يرد اليها صفعتها كي لا يلاحقها ..فرفض ! ....ليس هذا السبب الحقيقي ..هناك شيء خفي وراء حديثه فلم يكن ثمة لمعة غادرة بنظرته الملتهفة حينما رأى بيدها السم !! ..هناك شيء لابد أن تعرفه ....ولا يجب أن تخبر احدا من والديها عن حقيقية علاقتها بزوجها في الوقت الراهن ....فهما سيعودان للصعيد بأقصى سرعة حتى لم ينالهم غدر ذلك المجرم وذلك أن أرسل إليهم أحد من تابعيه .....لم تدرى ما يحدث طيلة طريق العودة حتى رأت نفسها تقف بجانبه أمام باب شقة تبدو من مظهرها الخارجي أنها ذات أثاث فاخر حتى لوى فهد مفتاحه بالباب وفتح الباب ليظهر ما بالداخل ...
جذبها من يدها للداخل وهي على حالتها الشاردة وكأنها دمية تتحرك بإرادته حتى قال بعجالة :-
_ انا هرجع تاني الشغل وما تقلقيش على اهلك هما عارفين العنوان هنا ، انا اديتهولهم ، وفي جميع الاحوال هما راجعين الصعيد زي ما ابوكي قالي وهناك هيبقوا في آمان ...
لم يبدو علي وجهها الشاحب وعيناها التائهة أنها استوعبت شيء مما يقوله ..زفر بضيق ثم ذهب واغلق الباب خلفه واغلقه بالمفتاح جيداً وهو يعلم تمام العلم أن لن يجرؤ احد على اقتحام عرينه وكل ما يستطيعون فعله مراقبته بالخارج فقط ...اما هنا فمنطقة محذورة لا يستطيع احداً العبور إليها وإلا سيكلفه ذلك الكثير مما سيعانيه ....
وكأن صرير صوت المفتاح عند إغلاقه كان راية البدء في إذابة الصقع وتحرير قيد التجمد من أساريرها حتى سقطت باكية ..مجهشة في البكاء بألم .....
والشك الذي راودها طيلة الطريق إلى هنا لم يمنع حزنها من قسوته التي اعلنها بوجهها فجأة ....وكأنها كانت الغريق عندما انقذها وتمسك بيدها حتى لا تسقط وإذ فجأة  وهي في ربوة الآمان قد أراق لروحها غدرا حتى تفرقت انامله لتعود بحطام الامواج متلاطمة بعنف بين طياتها ...
ولكن طفو العشق يمنعها ويبرر ويخلق له المعاذير ...هذا هو العشق فكيف تنكره ؟
🌸وأني بين العشق لا أدري أي الفريقين اختار 🌸
☀سماءً  مقحلة غائمة أم عشقٍ ملفوفٍ بستار ☀
☀وأراق طيف الهوى قلبي وتاهت افكاري☀
☀بين دفوف اليأس لأقف بصريخ العين ☀
☀لرجلاً لم أعرف أن كان غريقاً أو بحار ☀
☀فأني اعشقك يا رجلاً ولو ذُقت بوزني ☀
🌸كؤوس المر من ينبوع الماً ونيران #روبا🌸

هكذا نهضت ، هكذا التهمت حزنها بمدارك القوة ، هكذا كانت فاطمة ..وهكذا ستغزوا بعشقها ..قسوته
كفكفت دموعها بباطن يدها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت بصوت أدعم نفسه بنفسه وكأن طاقته تتجددا تلقائيا :-
_ اقسى اد ما تقسى ، وذلني زي مانت عايز ، بس مش هخليك يا فهد تقدر تعيش ساعة واحدة من غير فاطمة ، وده فعلا لو كنت اتجوزتني عشان كدا .....
بقلم رحاب إبراهيم
بدافع هذه القوة المكتسبة ذاتيا نظرت حولها للمكان وبدأت ترى مدى الفوضى رغم الثراء البادي جلياً على كل شيء يحيط بها ....اقتربت من أحد الغرف وشعرت بثقل ردائها الابيض الثقيل بعض الشيء وما شعرت بثقله مثل الآن ، أم لأنها ستبدأ طريقها بإتجاه آخر بغير الطبيعي ...

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن