___________________________________شددت يدها حول خصره بقوة وهي تنتفض ببكاء ....
آذابت تلك الصغيرة جبال الثلج من قلبه ليصبح بين يديها ذلك العاشق التي اصبح عليه الآن وماكان لإمرأة أن تهزم قلبه مثلما فعلت فاطمة .....
ضخ العشق والغضب أيضا بداخله من رؤيتها هنا .....
ابتلع ريقه بصعوبة وأن تجمدت يداه فقلبه كان ذائباً بعشقها .... ولأول مرة ينبض القلب برجفة .. حروفٍ متقطعة لو تجمعت لازالت تلك الغيامة من دنياه ..تلك الحيرة من عيناه ...مظاهر القوة من قسماته .....حدة الرجفة من نبضاته ...وابتلع العشق ضعفه وقوته وترك توتر القلب وضجيج دقاته تزعج آذاناها ...من أين اتت بتلك القوة حتى ترشق تلك المطرقة الخشبية برأس ذلك الملثم الذي كاد أن يطلق رصاصة غادرة بقلب تعشق حتى قسوته أم أن هناك قوة خفية خلف هذه الفتاة البرية التمرد .... أم تلك القوة العنود كانت كسحابة شتاء تشتعل بنور الشمس ...بنور العشق ...بنور الأمل...بنور صباح أملا جديد يلمع مع كل نظرة دافئة يشتركان بها ...
ناقض الموقف تلك المشاعر الذي احاقت بهم والدماء النازفة من اجساد المجرمين ....
رفرف رحيق النسمات على بشرة وجهها مع تمايل أوراق شجر الكافور الذي كاد أن يُقتلع من جذوره بقوة أعاصير الهواء حولها ....وأن دققت في الأمر فصوت قلبها كان أكثر صراخ.....
ابتعدت عنه بعد أن أزاحها صوت العقل من ضعفها ..صوت تحدث بمنطقية ماكرة وباعد حجتها...أنها زوجته
وراوغ بموعد الفراق المؤجل ...واصبح فراق مع وقف التنفيذ.....عبرات حزينة اربكتها أكثر وخطواتها تبتعد للخلف نقيضاً بعيناها التي سهمت بعيناه المطرفة بعشق خفي لا يجيد اظاهره رغم أنه كان طريح الاعتراف لولا ابتعادها بثوانٍ فارقة .... الكلمات صمتت الآن ...فأي بادرة ستظهر ما جاهد القلب أن يُخفيه كي يبقى سراً ...
نمّت نبرته عن كل شيء ونقيضه فقال وهي تبتعد :-
_ فاطمة
ايقظ صوته مقاومتها وكأن صمته كان أفضل لاستمرار هطول مطر المشاعر المتدفقة التي وأن اعترفت فستعترف أنها تحيي القلب الزاهد بالحب ....
من نظرته ارتعبت من كشف حقيقة مشاعرها فشاحت عيناها بصعوبة عن وجهها لتكاد أن تتعثر بچيفة المُلقى على الارض بدوائر الدماء حوله حتى صرخت صرخة صاح بها قلبها منذ زمنٍ ، ليجذبها فهد إليه مرة أخرى بخوفاً عليها ، وما كانت لأمرأة عاقلة تعترض أن يحميها زوجها فكيف تعترض وترفض هي حمايته وهو زوجها وحبيبها أيضا .....سرى دفء غريب مر عبر أنفاسها ..دفء انبعث من هطول نظراته على وجهها القريب ..نظرات تخترق عيناها ليحثها على الاعتراف ولو بطرفة عين ....قاوم انبعاث العشق الذي هاجم نبرته وهو يلقي سؤاله همسا :-
_ إيه اللي جابك هنا ؟ وجيتي أزاي يا فاطمة ؟
ودت لو تهرب من أمامه أو اقلاً تهرب بالكلمات ولكن صفوف الحيرة بمقلتيه لن تدعها تفلت من أنين الرجاء الصامت ..المُرسل من دفء يديه ...وزفر هجيج اللهفة بحيرة عيناه كي تُجيب مثلما يتمنى أو تضع اشارة ماكرة بأول طرق بلاد العشق دون حروف ستبعث الحياء فيها فثارت متمصلة من قبضته بعصبية وكأن رجفتها الغاضبة تأبى القرب وفي الحقيقة انها عاشقة ...الحقيقة وكل الحقيقة ..هي تعشق عشقها به ...ولو اقام حائطاً لانتزاع الفراق ستقيم قلاعاً ...انا الفراق لا حيلة لها به ..
هتفت بعد أن اسقطت يداه المحتوية بحنو راق القلب وتغنى به ...سقطة وكأنها تُلقي بغريقا بين بقاع الظلمة بماء المحيط....:-
_ جيت عشان اخد حقي وانتقم من اللي قتل أبويا
تجمد مكانه ناظرا بلمعة خذلان قاتلة حرضت الغضب حتى يشتعل بمقلتيه ...ورغم أنه كان يعلم ذلك مسبقا بقرارة نفسه إلا أن ماكن ينتظر منها تلك الاجابة الجافة الخالية من خوفا يطل من عينيها ....فصاح غاضبا وهو يغرز اظافره بكتفيها بشراسة :-
_ مش قولتلك ما تجيش ورايا ...انتي ما بتسمعيش الكلام ليييه ...أفرضي كان جرالك حاجة
اناملها المرتفعة بقرب وجهها حمتها قليلا من شعورها نحوه وما ارتعبت خوفا إلا من نفسها وبحور عشقها به ولكن احيانا يجب أن نتراجع خطوات عندما يجثو خطرا ما على القرب ...وعندما يصبح الحب خطرا فمرحبا بالفراق ....
قالت ساخرة بمفردات الضيق من صوتها الصائح :-
_ أفرض انت اللي كان جرالك حاجة ...أنا قولتلك ما تخافش عليا واثبتلك ده ... انا محدش هيقدر يوقفني أني اخد طار أبويا .. ولا حتى أنت
قتم لون عيناه من غضبه المستعر بلهيبا ينذر بالخطر ومر عبر قسماته سريعا وكاد أن يصفعها لولا صوت سيارة الشرطة التي صدح من بعيد ...فقال بتوعد غاضب :-
_ حسابك معايا بعدين ...
القى نظرة سريعة على السيارة التي تقترب بضوء مصابيحها حتى فتح باب سيارته بعصبية ودفعها بداخلها ثم اغلق الباب مجددا بعنف حبس عنها برودة الهواء بداخل السيارة ... ورغم ذلك كانت شاكرة له أنه انقذها من تصريح كان سيهدم كبريائها للأبد ....
________________________________صلّ على النبي الحبيب
أنت تقرأ
وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من ليالي
Romanceوحوش لا تعترف بالعشق سكناً للقلب... شقيقان قد لونت القسوة خضاب قلوبهم حتى اصبح أنين القلب "طنين" يزعج سكون نبضاته يمتلكون أكثر متاع الحياة نفوذ,سلطة ,وسامة طاغية ,مكانة اجتماعية رفيعة....الا الحب كلاً منهم له حساباته الخاصة كي لا يعشق ! هل رفيف الب...