٤١

5.4K 205 2
                                    

الحلقة ٤١.....#وحوش
ركضت بين الاشجار بضحكة عالية مستغلة عدم وجود أفراد حولها باستثناء بعض الصغار .... ووقفت تلتقط انفاسها وهي تنظر حولها تبحث عنه .......
التقفتها يداه مرة أخرى بمرح حتى شهقت بخوف حتى رأت وجهه المبتسم ......
وبعد دقيقة ركضت ووجهها يتورد خجلا ودخلت بين حشد الصغار تلهو بينهم ....
خرج فهد من بين الاشجار  بنظرة عاشقة منتظرا ذلك اليوم الذي سيغادروا ذلك المكان لحياتهم الجديدة .....

ليقترب من الاطفال وجذبها من بينهم قائلا بمرح :-
_ يا طفلة
ردت بمشاكسة :-
_ وهفضل طفلة ....عندك مانع ؟
هز رأسه نفيا وأشتبكت يداه بيدها سير في طريق العودة ..
____________________________صلّ على النبي الحبيب

بدلت مريم ملابسها وتمددت على فراشها شرودا ...تارة تبتسم كلما تذكرت اعترافه ويطمئن قلبها ...وتارة أخرى تتألم من شكها بحديثه ....
دلف عمر لغرفته متفحصا وجهها حتى يستشف منه أي شيء ...فقال :-
_ جيتي امتى ؟ ...المفروض محضراتك هتخلص بعد ساعة !
اعتدلت مريم في فراشها واجابت :-
_ جيت مع آدم
جلس عمر على حافة الفراش وتظاهر بالدهشة فتساءل :-
_ حصل ايه ؟ اتصالحتوا ؟
هزت رأسها نفياً ثم قالت :-
_ لأ ...في بنات ضايقتني وهو اصر أنه يوصلني البيت
ودت لو تقل له ما حدث ولكن ذلك سيؤدي لكشف سر  علاقتها مع زوجها وذلك ما سيسبب حرج كبير لها ....فصمتت
ثم قالت متساءلة :-
_ ايه موضوع أنس ده يابابا ...آدم قالي
نظر عمر بخبث وقد فعل ما أراده تماما وتظاهر بالجدية وقال :-
_ أنتي تستحقي حد يحافظ عليكي ويحبك يا مريم
وانا كأب من حقي أدور على سعادتك
وشايف أن أنس مناسب جدا ...مجرد ما باسم عرف الموضوع فاتحني تاني
فغرت فاها بذهول ثم قطبت حاجبيها ضيقا وقالت :-
_ مش معقول ، ده انا افتكرت أن في سوء فهم من آدم ، ماكنتش مصدقة أنه حقيقي !
ربت عمر على يدها وتابع :-
_ لا حقيقي وماكنتش عايز اقولك بس آدم قالك ...واتمنى ما يكنش أثر عليكي ....
نفت قائلة :-
_ آدم مش محتاج يأثر عليا لأني عمري ما هتجوز حد غيره ... حتى لو اطلقت منه ....
نهض عمر وصاح بها :-
_ طالما بتحبيه عايزة تطلقي ليييه ؟
بلعت غصة بحلقها وتمنت لو تستطع الصراخ وتعترف أنها لا تريد ذلك فتابع عمر بحدة :-
_ أنتي مش عارفة أنتي عايزة ايه وحتى اللي بتبقي عايزاه ما بتعرفيش تحافظي عليه .....لو فضلتي بالتفكير ده هضيعي حياتك كلها يا مريم .... انا صحيح معترف أني كنت غلطان لما وافقت على جوازك من آدم بس عشان أنتي لسه صغيرة ومش هتقدري تفهمي مشكلته لكن آدم عمرك ما هتلاقي زيه ابداً .....واظن أنا مش هغشك لأنك بنتي ومصلحتك عندي فوق الجميع ..... أنتي كان معاكي زوج لو بس قربتيله خطوة واحدة كان هيقربلك عشرة ...لأنه بيحبك يا غبية .... انا مش مستغرب تفكيرك ده لأن امك كانت نفس التفكير ده زمان .....لازم نهد الدنيا عشان تتكلموا وتقولوا اللي جواكم
هزت رأسها بموافقة وقالت بحزن  :-
_ هو قالي أنه بيحبني وانا ما صدقتهوش
زم عمر شفتيه بغضب وهتف بها :-
_ بس صدقتيني انا !! ......عشان أنتي مش واثقة فيه كفاية وده لوحده كارثه .... الحب مش كفاية عشان تكملوا لازم الثقة معاه .....
هدأ من روعه عندما لاحظ دموعها وهي تنظر للاسفل فجلس مرة أخرى بجانبها ورفع وجهها الباكي لعيناه وقال :-
_ أنتي عايزة تاخدي فرصة تانية معاه ؟
هزت رأسها بموافقة وقالت بقوة :-
_ ايوة
تابع بجدية :-
_ هتفضلي بتفكيرك ده ولا هتحاولي تتغيري وتفهميه ؟
نظرت له بدموع واجابت :-
_ اللي حصل ده كان كفاية عشان يختصر عليا طريق طويل ...انا فوقت
قبّل عمر راسها ببسمة وقال :-
_ ما تخافيش يا حبيبتي ....سبيلي الموضوع ده وانا هتصرف فيه ...بس اللي بطلبه منك أنك ما تتكلميش مع آدم الفترة دي نهائي .... لو فعلا عايزة ترجعي لأن اللي بعمله لمصلحتك
وافقت وهي تمسح دموعها وضمت اباها بقوة واستقبل عناقها ببسمة محبة .....
____________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

وحوش لا تعشق..الجزء الثاني من لياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن